التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية13/2/2017
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
يمضي ترامب في فرض سردية خاصة به مثيرا ردود افعال عميقة ومتباينة، باستعدائه السلطة القضائية في واحدة من ابرز محطات المواجهة مع احدى الركائز الثلاث للنظام السياسي الاميركية. وتصدى القضاء بقوة لقرارات ترامب الخاصة باقصاء المهاجرين لما سيتركه من تداعيات بنيوية في المجتمع الاميركي.
استطاع ترامب الفوز بمصادقة الكونغرس على “بعض” ترشيحاته لمناصب بالغة الحساسية في اجهزة الدولة، اشدها جدلا وزير العدل، جيف سشينز، ووزيرة التربية، بيتسي دي فوس.
اوفى ترامب ايضا بوعوده الانتخابية الخاصة بتصديه للاتفاق النووي مع ايران مجددا السعي لالغائه من جانب واحد ودون تحديد سقف زمني، وارسل “تحذيرا” لطهران بأنه ينوي “تمزيق النص الراهن” واعادة التفاوض بغية الحصول على اتفاق بديل يحابي بشدة المصالح الاميركية.
سيتناول قسم التحليل استعادة ترامب لانزال اجراءات عقابية جديدة ضد ايران، دون مسوغ لم يصطف لجانبه سوى “اسرائيل.” ترامب واقرانه عازمون على استحداث مزيد من العقوبات التي يقر بمفاعليها المحدودة الخبراء الاستراتيجيون.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
ترامب وصراع الارادات
اثارت تعيينات الرئيس ترامب “لمستشارين” خاصين له في البيت الابيض امتعاض الكثيرين، مع التنويه بصلاحياته القيام بذلك وفق نصوص الدستور. واعرب معهد ابحاث السياسة الخارجية عن قلقه من النفوذ المتصاعد للمستشار ستيف بانون كعضو كامل العضوية في مجلس الأمن القومي،ِ والتشكيك بقدراته “لتنفيذ مهامه على أتم وجه .. او لعب دور متكافيء للدور الذي اوكله الرئيس ايزنهاور لنيلسون روكفلر” في تلك الحقبة الزمنية. واضاف ان مناوئي التعيين “اخطأوا باعتبارهم هيكلية المجلس منقوشة على الواح حجرية .. اذ ان بنيته وعضويته تم تعديلهما بشكل حيوي عبر تاريخ المجلس الممتد لسبعة عقود.”
http://www.fpri.org/article/2017/02/mr-bannon-joins-national-security-council/
ايران
استعرض معهد كارنيغي بعض التوجهات المحتملة لبدء ادارة ترامب اعتمادها كسياسة نحو ايران وبرنامجها النووي استنادا الى فرضيته باستطاعة “ترامب ان يلعب دروا مزدوجا كأيديولوجي مخلص وبراغماتي بلا رحمة.” فالميزة الاولى، مضى موضحا، تتضمن تحقيق “انتصارات انعزالية معادية للمهاجرين والاسلام المتطرف، بينما الخاصية الثانية تكشف عن عقل رجل اعمال تحول الى رئيس يرمي لاستفادة الولايات المتحدة ماديا من كل علاقة ينسجها.” وشدد المعهد على ان احد توجهات ترامب انه لا يعير اهتماما “للنظام العالمي الراهن بقيادة الولايات المتحدة؛ بينما على الشق الآخر تغمره السعادة لاستغلاله كأصول قابلة للتداول لمصلحة بلاده الآنية،” معربا عن عدم تيقنه من اي من الخاصيتين سيتصرف ترامب؛ بل هوية المستشار الاقرب اليه الذي سيتعزز حضوره في هذا الصدد.” واردف ان امام ترامب اربعة احتمالات “الغاء الاتفاق النووي؛ العمل على اعادة التفاوض بالملف؛ تطبيق صارم للاتفاق القائم؛ والقبول بالاتفاق كما هو شريطة كسب الشركات الاميركية حصة في السوق.”
http://carnegieeurope.eu/2017/01/31/trump-eu-and-iran-policy-multiple-pathways-ahead-pub-67836
حث مركز السياسة الأمنية الادارة الجديدة على التشدد بالتعامل مع ايران “وضرورة استعادة المصداقية الاميركية عبر انزال عقوبات بها.” واثنى المركز على اعلان الادارة الاخير “بتحذير ايران .. كونه يرسل مؤشرا على عودة الولايات المتحدة الى المسرح العالمي بقوة وحزم وعلى أتم الاستعداد لاعادة تفعيل استراتيجية الأمن الوطني الناجحة (التي اعتمدها) الرئيس رونالد ريغان: احلال السلام عبر ابراز القوة.” كما حذر “الدول المارقة – ايران وكوريا الشمالية” من التغاضي عن نوايا الرئيس ترامب معربا عن أمله بألا “تضطر ادارة ترامب اللجوء للقوة العسكرية لاقناع تلك الدول بأن ترامب يعدل في مجرى النظام العالمي وأفول الزمن الذي كانت فيه الولايات المتحدة تسترضي اعداءها ..”
https://www.csis.org/analysis/nato-and-delicate-balance-deterrence-strategy-versus-burden-sharing
روسيا وإيران
التحالف الروسي الايراني اضحى مسألة مقلقة لواشنطن، واستعاد الفريق المناويء للتقارب الاميركي مع ايران زخمه تحت ادارة ترامب الفتية. وتساءل معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان كان ترامب “يستطيع فك التحالف الروسي – الايراني .. غير المسبوق منذ 500 عام.” واستدرك بالقول ان الجانبين يتشاطران “الهدف الاستراتيجي بمعارضة الولايات المتحدة .. بيد ان تعاونهما قد يكون قصير الأمد، لكنه قد يلحق ضررا دائما بمصالح الولايات المتحدة.” وتكهن المركز “بصعوبة احداث وقيعة بين روسيا وايران على المدى القريب .. اللتين تتشاركان القلق من عودة ظهور حركة طالبان في افغانستان.” واضاف ان من اجل نجاح اي توجه لتفرقة الطرفين، ينبغي على ترامب حل تناقض سياسته: التشدد حيال ايران وتحسين العلاقات مع روسيا، ولا يتماشى هذان الهدفان معا .. ومحادثات كازاخستان الاخيرة لم تفضِ سوى توطيد العلاقة بين روسيا وايران.” ويعول المعهد على دور فاعل “لاسرائيل وتشجيع ادارة ترامب لها بغية تعقيد الامور على بوتين في (سعيه) الحفاظ على علاقات جيدة متوازنة مع جميع الاطراف” خاصة مع ايران وسوريا و”اسرائيل.” وشدد على انه “بامكان ادارة ترامب توضيح الموقف لبوتين بأن المصالح الروسية والايرانية في سوريا لا بد ان تتصادم في المستقبل .. مما يستدعي وجود قوي للولايات المتحدة في المنطقة واستعادة موقعها القيادي فيها ..”
استراتيجية الاطلسي
حث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ادارة الرئيس ترامب على “العمل الوثيق مع دول حلف الناتو وتطوير قدرة الردع لديه .. والتأكيد على تبني نوع ما من التحسينات لتعزيز ردعه ضد اي شكل من اشكال التهديد الروسي او عمل عسكري،” وتبيان “مدى العمليات المحدودة التي يمكن الحلف القيام بها لمواجهة التطرف الاسلامي العنيف، والارهاب، ونماذج اخرى تتعلق بمهام مكافحة التمرد.” واوضح ان ما ينتظر حلف الناتو القيام به هو “تحقيق رؤية عصرية لنمط التقييمات المنهجية لماهية التهديد والقدرات الوطنية التي سخرتها اثناء الاعداد لتدريبات التخطيط في عقد الستينيات.” وحث دول الحلف على “بلورة اهداف استراتيجية واضحة عمادها ردع روسيا، وتبني خطط خمسية من شأنها تحقيق تقدم ثابت ومتماسك، مع ضرورة التأقلم السنوي للمتطلبات المتغيرة.”
https://www.csis.org/analysis/nato-and-delicate-balance-deterrence-strategy-versus-burden-sharing
روسيا
استعاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دروس التناحر التاريخي بين “الامبراطورية الروسية والامبراطورية العثمانية ومركزها منطقة البحر الاسود.” واوضح ان روسيا “عادت بقوة لمنطقتي البحر الاسود وشرق المتوسط مقابل تراجع في الحضور الاوروبي والاميركي في المنطقة.” واعرب عن شكوكه في نوايا روسيا “التقرب من تركيا اذ انها تسعى لكسب مزيد من النفوذ في الممرات المائية التركية.” وشدد على ان “الاعتبارات الجيوستراتيجية لروسيا في منطقة البحر الاسود لم تشهد تغيرا منذ عام 1853، مقابل حلول حلف الناتو والولايات المتحدة مكان الدول الاوروبية المختلفة كمنافس رئيس لاهداف روسيا الجيوستراتيجية.” واوضح ان تركيا بالنسبة لروسيا تشكل “نقطة انطلاق، والممرات التركية هي خطوط النقل الاستراتيجية” لتحقيق هدفها بالوصول الى “شرق البحر المتوسط وتشكيلها قوة موازية لتمدد الولايات المتحدة والناتو شرقا بالاضافة لتواجدهما في بحر ايجة ومركز البحر المتوسط.”
https://www.csis.org/analysis/geostrategic-importance-black-sea-region-brief-history