مقالات مختارة

غارات جوية روسية أميركية مشتركة ضد داعش: ماذا بعد؟ حميدي العبدالله

 

كشفت وزارة الدفاع الروسية عن قيام طائرات روسية وأميركية بشنّ هجمات ضدّ مواقع لتنظيم داعش، وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ واشنطن زوّدتها بإحداثيات لمواقع تنظيم داعش وقامت طائرات روسية باستهداف هذه المواقع ولوحظ أنّ الإعلان جاء من طرف روسيا بدايةً، وهذا يشير إلى حماس روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة، وإنشاء تحالف دولي لمحاربة الإرهاب.

من المعروف أنّ إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما رفضت جميع عروض روسيا للتعاون من أجل مكافحة الإرهاب وتحديداً محاربة تنظيم داعش، وأصرّت على أن يقتصر أيّ تنسيق روسي أميركي على تنظيم الطلعات الجوية لكي لا يحدث صدام بين الطيران الروسي والأميركي. ولكن لوحظ أنه بعد مرور أقلّ من 48 ساعة على تولي إدارة ترامب سلطاتها وتعيين وزير جديد للدفاع، بدأ العمل العسكري المشترك بين روسيا والولايات المتحدة ضدّ تنظيم داعش.

لا شك أنّ توقيت بدء الغارات المشتركة هام للغاية من وجهة المصالح السورية، وحرب سورية على الإرهاب، إذ أنّ تشديد الغارات على معاقل داعش من قبل روسيا والولايات المتحدة في الوقت الذي يشنّ فيه الجيش السوري وحلفاؤه هجوماً واسعاً على معاقل داعش شرقي حلب وفي أرياف تدمر، وعلى جبهة دير الزور من شأنه أن يساعد الجيش السوري على التقدّم بسرعة، فضلاً عن أنه يخفف من كلفة تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش.

تزامن ذلك مع تكثيف الغارات الأميركية التي تستهدف كوادر وقيادات ومعسكرات جبهة النصرة في أرياف إدلب. صحيح أنّ الغارات في ريف إدلب قد تستفيد منها المنظمات المرتبطة بالولايات المتحدة وتركيا، ولكن في الوقت ذاته أنّ هذه الغارات تضعف القوة القتالية الأكثر شراسة والأكثر خطورة التي حاربت ولا تزال تحارب الجيش السوري، ومن شأن إنهاك هذه الجماعة الإرهابية عبر ضربات جوية أميركية، بما يتوفر لواشنطن من إحداثيات ومعلومات لم تتوفر لسورية ولروسيا بسبب تعاون الجماعات المسلحة المنتشرة في محافظة إدلب مع الولايات المتحدة، أن يساعد الجيش السوري في معركته اللاحقة ضدّ هذا التنظيم الإرهابي الذي يسيطر على محافظة إدلب وأجزاء من الريف الشمالي لمحافظة حماه.

لا شك أنّ قيام الطائرات الروسية والأميركية بتوجيه ضربات مشتركة ضدّ داعش يشكل تحوّلاً كبيراً في الحرب على الإرهاب، وما بعد هذه الضربات غير ما قبلها إنْ لجهة التداعيات الميدانية أو التداعيات السياسية، حيث بات واضحاً أنّ ترامب قد وفى بوعده الانتخابي بالتعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب، على الرغم من استمرار التحفظ على هذا التعاون من قبل البنتاغون الذي نفى وجود تعاون روسي أميركي، ولكن الرئيس ترامب علق على نفي البنتاغون مشدّداً على إمكانية حصول مثل هذا التعاون.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى