المقاتلة “ميغ-35” المزودة بأسلحة ليزرية إلى سوريا
اعتبر قائد القوات الجوية الفضائية الروسية، فيكتور بونداريوف، أن روسيا بحاجة إلى مقاتلات “ميغ-35” لتحقيق أهداف محاربة الإرهاب في سوريا.
وجاء ذلك خلال تقديم المقاتلة الجديدة من جيل “4++” للزبائن الأجانب المحتملين بضواحي موسكو، الجمعة 27 يناير/كانون الثاني، بعد يوم من بدء التحليقات التجريبية للمقاتلة الجديدة التي من المتوقع أن تحل محل كافة المقاتلات الخفيفة المستخدمة حاليا في سلاح الجو الروسي.
وقال بونداريوف خلال مراسم تقديم المقاتلة للجمهور: “الحمد لله، ليست هناك في العالم حاليا نزاعات مسلحة كبيرة، لكن هناك نزاعات إقليمية مثلما يجري في سوريا. ونحن بحاجة إلى مثل هذه الطائرات بالذات لتحقيق هذه المهمة. ويناسبنا مدى هذه المقاتلة البالغ 3.5 ألف كيلومتر”.
ومن المخطط أن يبدأ التوريد التسلسلي لمقاتلات “ميغ-35” إلى الجيش الروسي في العام 2019، لكن من غير المستبعد استخدام النماذج الأولى لهذه المقاتلة في إطار العملية الروسية لمحاربة الإرهاب في سوريا.
وأوضح بونداريوف أن الطيارين سيبدؤون بالتدريب على استخدام الأسلحة الليزرية التي ستتزود بها المقاتلة الجديدة، فور انتهاء الاختبارات.
وتابع، قائلا: “إنها طائرة رائعة بمواصفات متميزة، ويمكنها ضرب أهداف على الأرض وفي الجو”. وأعاد إلى الأذهان أن العملية الروسية في سوريا قد شهدت اختبار العديد من أحدث الطائرات الحربية الروسية، بما في ذلك القاذفات “سو-34″ و”تو-95 إم إس” و”تو-160″ الاستراتيجية والمقاتلات “سو-35”. لكن المقاتلة “ميغ-29” (التي جاء تطوير “ميغ-35” على أساسها) لم تُستخدم في هذه العملية حتى الآن، ماعدا نسختها المعدلة المخصصة للإقلاع والهبوط على متن السفن.
وكشف بونداريوف أن سلاح الجو الروسي يخطط لشراء 30 مقاتلة جديدة، دفعة واحدة في البداية، ليتجاوز عدد هذه الطائرات في القوات الجوية الفضائية الروسية، لاحقا، 170 مقاتلة.
وجرت مراسم تقديم المقاتلة الجديدة للجمهور، في بلدة لوخوفيتسي بضواحي موسكو، بعد يوم من بدء الاختبارات الرسمية، فيما تابع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر الفيديو، تدشين التحليقات التجريبية.
وقامت المقاتلة الجديدة، خلال مراسم تقديمها للجمهور، بتحليق استعراضي نفذت خلاله عددا من الحركات البهلوانية غلى الرغم من الظروف الجوية غير المواتية.
كما عرضت “الشركة الموحدة لتصميم الطائرات” الروسية، المنتجة للمقاتلات الجديدة، فيلما قصيرا حول قدراتها الفائقة. وكشف مسؤولون في الشركة عن عدد من الميزات الجديدة للمقاتلة تجاوزت التوقعات السابقة بشأن إمكانياتها “ميغ-35”.
فبيّن المصمم العام للشركة، سيرغي كوروتكوف، أن محطة الرادار لتي تتزود بها المقاتلة الجديدة، تقدر على رصد ومتابعة 10-30 هدفا على مسافة تبلغ 160 كيلومترا في آن واحد.
وشدد كوروتكوف على أن المقاتلة الجديدة تتميز بالقدرة الفائقة على المناورة، كما تم تطوير هيكلها بشكل يمكنها من الهبوط على متن السفن.
ولفت المصمم العام الانتباه إلى المحرك الفريد لهذه الطائرة، وهو نسخة معدلة جذريا لمحرك “إر دي-33”. وبفضل هذه التعديلات، ازدادت قدرة المحرك على الصمود، ولا سيما الصمود أمام تأثير الأسلحة التي ستحملها المقاتلة.
وأشاد كوروتكوف بقدرات المقاتلة الهجومية الجديدة، واصفا إياها بالطائرة الأكثر فعالية للسيطرة على المجال الفضائي.
وأوضح كوروتكوف أن مدى الاستخدام القتالي للمقاتلة “ميغ-35” بالمقارنة مع “ميغ-29” ازداد إلى الضعفين، ولا سيما بفضل إمكانية وضع خزان وقود إضافي مكان مقعد الطيار الثاني. كما تسمح هذه الميزة للمقاتلة الجديدة بأن تلعب دور طائرة صهريج لتزويد طائرات أخرى بالوقود في الجو.
وبالإضافة إلى المواصفات الجديدة التي أضفيت على المقاتلة، تم تزويدها بإلكترونيات حديثة للغاية، وحزمة كبيرة من أسلحة “جو-جو و”جو-أرض”. وتتجاوز سرعة المقاتلة الجديدة 2700 كيلومتر في الساعة. وسبق أن توقع الخبراء أن يبلغ مدى الاستخدام القتالي للطائرة ألف كيلومتر، وهي تحمل أسلحة وزنها 7 أطنان وتحلق على ارتفاع أقصاه 17500 متر.