لم الاستنساب يا وزارة الإعلام ؟
غالب قنديل
جاء في نشرات الأخبار مساء أمس “عقد اجتماع في وزارة الإعلام للمواقع الإلكترونية الإخبارية” واستثنت الدعوة عددا من المواقع منها موقع الشرق الجديد الإخباري الذي تأسس عام 2006 وتميز برياديته ورصانته خلال عشر سنوات وهذا استنساب مستهجن ومرفوض من قبل من وجهوا الدعوة باسم الوزارة والوزير فتواضعنا الاخلاقي والمهني لا يعني اننا نسمح بالتجاهل وبإدارة الظهر لموقع إلكتروني عريق وسباق تميز برصانته وابتعاده عن الإثارة التي تشغل فضاء لبنان التلفزيوني والإذاعي والإلكتروني على السواء.
طبعا اكتب اليوم بصفتي رئيس تحرير الشرق الجديد واكتفي بتسجيل اعتراض مبدئي على تجاهل الدعوة كسابقاتها لدور المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع بوصفه مرجعية ناظمة تحفظ سجلا مؤقتا للمواقع الإلكترونية بانتظار صدور قانون الإعلام الجديد.
هل هوية موقعنا تفسر استبعاده عن قائمة الدعوات وفي صلب هذه الهوية التزامنا الوطني المبدئي بثوابت معروفة ام تقيدنا بمعايير مهنية راقية ومحترمة بعيدا عن الإثارة والإباحية السياسية والجنسية وعن التحريض الفتنوي والاستغلال المشبوه لكل شاردة وواردة في الحياة الوطنية ؟
في موقع الشرق الجديد لا نهتم بالفضائح الجنسية والأخبار المبتذلة التافهة ولا بالعري الرخيص ولا نعطي بالا للفضائحية التي انحدرت إليها بعض المؤسسات الإعلامية الإلكترونية وغير الإلكترونية بابتذال ونحن لا نروج لشيء يحتمل شبهة التحريض الطائفي والمذهبي ولا نقبل نشر شائعات وفبركات كاذبة بدافع الخصومة السياسية بينما تتخصص مواقع كثيرة في ترويجها فما هو دفتر شروط التصنيف في وزارة الإعلام لتأهيل المدعوين إلى اجتماعات مناقشة شؤون الإعلام الإلكتروني ؟
بالإضافة لمئات آلاف المتصفحين العابرين شهريا يوزع موقع الشرق الجديد يوميا عشرة آلاف رسالة إلكترونية لقرائه الدائمين تتضمن ملخصات صحافية لبنانية وعربية ودولية ومقالات مختارة ومترجمة وتقارير عن مراكز الأبحاث وتحليلات ومقالات لكتاب مرموقين لبنانيين وعرب واجانب ولن نقبل القول اعتذارا “سقط سهوا ” فلو طلبت لائحة المواقع الإخبارية التي حصلت على علم وخبر في السجل المؤقت لدى المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع لوجد المنظمون والداعون إلى الاجتماع ان موقع الشرق الجديد كان من اول المسجلين والحاصلين على علم وخبر.
إذا كان وراء الاستنساب موقف سياسي فنحن نرفضه بقوة ونرفض هذا الأسلوب التمييزي جملة وتفصيلا لانه يعني تحكيم معايير سياسية وحزبية في التعامل مع وسائل الإعلام من اول الطريق وهذا يخالف ما يقوله وزير الإعلام عن انفتاحه على الجميع دون استثناء وما تردده وزارة الإعلام عن اهتمامها بسائر الوسائل الإعلامية اللبنانية وشجونها والجميع يعرف اننا منفتحون على التعاون مع كل من يلزم لحماية الإعلام اللبناني في أصعب مراحله وازماته الوجودية ولم نقصر في هذا المجال طيلة سنوات من النضال دفاعا عن حرية الإعلام في لبنان.