205.137 ناخباً درزياً مُقابل 1.329.112 ناخباً مسيحياً و1.062.102 سنياً و1.043.763 شيعياً رضوان الذيب
«قوة الدروز في دورهم وموقعهم وليسوا في عددهم» وانطلاقاً من هذا الدور الذي لعبوه منذ أن ارسلهم الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور الى سواحل خلده ومرتفعات الشحار والغرب الساحلي لحماية الثغور العربية والاسلامية من الهجمات الصليبية تقدموا الصفوف ولقبوا منذ ذلك الحين بـ«حماة الديار» وتعاظم هذا الدور في حكم لبنان حتى ايام الامير فخر الدين الذي بدأ معه التراجع الدرزي بعد ان انحاز الى صقيلية على حساب المسلمين والعرب، وكانت البدايات لهذا التراجع الذي بلغ مستواه الاعلى مع هزيمة الشيخ بشير جنبلاط على يد بشير الشهابي ونفي زعمائهم بعد احداث 1860، واستمر هذا التقهقر وعاش الدروز وآل جنبلاط اياماً صعبة حتى انتصار وليد جنبلاط في حرب الجبل الذي قال في خطاب النصر «لقد عدنا يا جدي يا بشير وصححنا الظلم التاريخي الذي لحق بنا منذ 200 سنة وتستطيع ان تنام الان مرتاحاً» الخطاب من قصر بيت الدين.
وحسب المصادر الدرزية، استعاد الدروز مع حرب الجبل ودعم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد كل الامتيازات وسقطت نهائياً معادلة «كمال وكميل» وحكم وليد جنبلاط الجبل ولبنان «بظفره» وعبر الادارة المدنية التي اصدرت قرارات بالاعدام ونفذت وتحول جنبلاط الى اللاعب الاول ولم يعد يقطع خيط القطن بدونه، حتى انه الوحيد من الميليشيات لم يسلم سلاحه في البدايات ورغم كل هذا المجد كان جنبلاط يعيش النقزة مع كل محطة انتخابية من قانون الانتخابات، ولذلك فصلت القوانين على قياسه عامي 92 و96 عبر اعتماد القضاء في جبل لبنان والمحافظة في باقي المناطق وقد دعم هذا الخيار النظام الامني يومها كما يرغب جنبلاط بتسميته الآن.
وحسب المصادر الدرزية، فان هناك نظرية درزية ثانية تقوم على معادلة «عندما يتقدم الدروز يتراجع الموارنة وبالعكس وعندما يتقدم الموارنة يتراجع دور الدروز» ومن يحكم الجبل يحكم لبنان رغم انهما محكومان بالعيش معا ولا غنى عن بعضهما البعض، وهذه المعادلة التاريخية يبدو انها تطابق الواقع حالياً مع تقدم الثنائي المسيحي وتراجع الدور الدرزي، ولا احد يستطيع اقناع الدروز بان هذا الثنائي لن يكون الا على حسابهم في الجبل.
وتؤكد المصادر الدرزية ان القلق على المصير لم يفارق جنبلاط ابداً ومن الطبيعي ان يتعاظم حالياً في ظل تطورات كبرى ورياح سورية ساخنة معارضة لتوجهاته. ومن الطبيعي في ظل هذه التطورات ان يقاتل جنبلاط ليحمي موقعه وطائفته الصغيرة من الاحجام الكبيرة في زمن لا مكان فيه للصغار.
وتتابع المصادر كيف يمكن لجنبلاط ان يقتنع بالنسبية في ظل هذا الواقع، حيث يبلغ عدد الناخبين الدروز في كل لبنان 205.137 ناخباً ولهم 8 نواب ولا يعادلون بحجمهم نصف عدد الناخبين في الشمال السني ونصف الناخبين في البقاع الشيعي، وكذلك في جبل لبنان باستثناء الشوف وعاليه.
وتسأل المصادر الدرزية كيف يمكن القبول بالنسبية على 205.137 ناخباً درزياً مقابل 1.062.102 ناخباً سنياً وعلوياً، و1.034.763 شيعياً و1.326.112 مسيحياً.
وتضيف المصادر، قوة الدروز الاساسية في الشوف وعاليه تتعرض للمخاطر الكبرى، ويبلغ عدد الناخبين الدروز 130.506 ناخباً مقابل 123.586 ناخباً مسيحياً، 59.565 ناخباً سنياً، 8302 شيعي، وبالتالي اذا تحالف السني مع المسيحي خرج الدروز من معقلهم التاريخي في الشوف وعاليه، وخسروا من الحصة الدرزية المؤلفة من 4 نواب، وماذا بقي لجنبلاط في عقر داره؟
وفي حاصبيا – مرجعيون يبلغ عدد الناخبين الدروز 16156 ناخباًمن اصل 84444 ناخبا شيعيا. 26.949 ناخبا سنيا و23.047 ناخبا مسيحيا، وبالتالي يتحكم بهذا المقعد الطرف الشيعي وكل التحالفات لا توازي الصوت الشيعي ومضطر جنبلاط لخوض التحالفات التي تخضع للاخذ والعطاء… وبالتالي ماذا سيكون مصيره مع النسبية!
في دائرة البقاع الغربي وراشيا يبلغ عدد الناخبين الدروز 20365 ناخباً من اصل 30540 ناخبا مسيحيا، و20111 ناخبا شيعيا، و66.837 سنيا ويتحكم بالمقعد الدرزي الطائفة السنية، وكيف يرضى جنبلاط بالنسبية؟! وكيف يمكن تحقيقها.
وفي بعبدا قضاء المتن، يبلغ عدد الناخبين الدروز 30826 ناخباً مقابل 84324 ناخبا مسيحيا، و40312 ناخبا شيعيا و15.505 ناخبا سنيا، والمقعد الدرزي تتحكم به اصوات الآخرين والتحالفات، وكيف ستطبق النسبية؟
اما في العاصمة بيروت، فعدد الناخبين الدروز 5725 من اصل 225.279 سنيا، و172.521 مسيحيا و73048 شيعيا والارقام تؤكد بان المقعد الدرزي فرق عملة ولا يتحكم به جنبلاط.
وتتابع المصادر النواب الدروز في حاصبيا والبقاع الغربي وبيروت والمتن ينتخبون باصوات الطوائف الاخرى والتحالفات، وحتى في عاليه والشوف حيث التقل التاريخي للدروز فانهم بحاجة الى التحالفات لتأمين حصتهم النيابية.
امام هذا الواقع التاريخي الظالم للدروز حيث الموقع يتفوق على العدد، يعيش الدروز هاجس الابعاد والاقصاء والتراجع والنسبية «تشلح» جنبلاط 5 نواب الا اذا كان تابعاً للاخرين وعلى الهامش وليس صاحب القرار وهذا ما يرفضه جنبلاط لا يقبل به مهما كانت الاعتبارات.
وتؤكد المصادر ان جنبلاط متمسك بحصته وبرفضه للنسبية التي ربما ادخلت وئام وهاب الى المجلس النيابي، وهذا غير مسموح به مطلقا من الاشتراكي وبالتالي فان جنبلاط قد يلجأ الى كل الخيارات لرفض النسبية بما فيه المقاطعة والعصيان السلمي وهذا ما يفسر موقفه من القانون كمسألة حياة او موت بالنسبة له، سيقوم الاشتراكي بجولة على كل القيادات لشرح معارضتهم للنسبية وستكون المحطة الاولى اليوم في بعبدا.
وفي ظل هذه الاجواء والارقام، كيف يمكن لجنبلاط ان يوافق على النسبية وعدد الناخبين المسيحيين يفوق ستة اضعاف ونصف عدد الدروز بينما الشيعة والسنة يفوق 5 اضعاف، وبالتالي لا يمكن لجنبلاط ان يمضي على قانون «انتحاره» بالنسبية، والافضل ان يقاتل بكل ما يملك من قوة لافشال ذلك، وهذا ما سيحصل والمنازلة قادمة والشارع الدرزي بات مستنفراً ضد الخطر الوجودي المتمثل بالنسبية.
(الديار)