الأكاذيب الغربية حول حلب
غالب قنديل
تنهار أركان الرواية الغربية الاستعمارية التركية والخليجية عما يجري في سورية مع انتشار الجيش العربي السوري في حلب ومع اندحارعصابات الإهاب والتكفير التي حشدت إليها لتقاتل الدولة الوطنية السورية ولكن التحالف الدولي الإقليمي المفجوع بهزيمة ادواته وانهيار خرافاته مصمم على اختراع الكذبة تلو الأخرى فقد كان المشهد الدولي معبرا جدا بظهور تهريج سياسي على أعلى المستويات في المؤتمر الصحافي الذي عقده فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي وانجيلا ميركل رئيسة الوزراء الألمانية وعندما راحا يكيلان اتهامات صارخة وفاجرة ضد روسيا وسورية حول ما يجري في احياء حلب الشرقية بينما الوقائع المنقولة على الهواء مباشرة والتي دونها العديد من مراسلي وسائل الإعلام الغربية نفسها تشير إلى ان سكان تلك الأحياء تنفسوا الصعداء بانهيار المسلحين وهروبهم واكتشفوا المساعدات المكدسة التي منعت عنهم ليتركوا تحت وطأة الجوع بينما روى بعض الأهالي الكثير عن ويلات سيطرة فصائل التوحش واحتفلوا بسيطرة الجيش جيشهم الوطني وانتشاره وظهر أيضا ان العديد من العائلات الناجية تخص جنودا قاتلوا لتحرير ميدنتهم.
إن الموقف الفعلي الأميركي والغربي والخليجي والتركي تجلى بأفعال على الأرض من خلال استحضار داعش إلى تدمر ردا على تحرير حلب وعبر دفع وحدات تابعة لتركيا ومخابراتها إلى الباب بينما يستمر التعاون الصهيوني الأردني تحت رعاية ذلك التحالف الكبير لدعم عصابات القاعدة على جبهة الجولان وطبعا تلك جميعها باتت منصات استنزاف وعرقلة بعدما حسم النصر الحلبي اختلالا كبيرا ومهما في توازن القوى الإجمالي بين محوري سورية وأعدائها.
لقد سقطت كذبة الحرب على الإرهاب وتجلت ساطعة حقيقة الوحدات التي دربت في تركيا والأردن تحت يافطات الثورة السورية فهي فصائل قاعدية داعشية لا وجود فيها لمن وصفوا زورا بالمعتدلين وقد انكشفت هذه الخرافة في حصيلة شهور ممتدة من التفاوض الروسي الأميركي ورغم طول بال الوزير سيرغي لافروف وطبعه البارد فقد صاق ذرعا بأكاذيب جون كيري الذي وقع اتفاقا معه ثم انقلب عليه لصالح فصائل القاعدة وعصابة الأخوان وخليط المرتزقة الذين كانوا يحتلون حلب.
يتباكى الغرب اليوم ومعه قطيع عملائه على انهيار فصائل التكفيريين والمرتزقة امام قوات الجيش العربي السوري وحلفائه وهم يحاولون النيل من مصداقية الدولة الوطنية السورية التي لاذ بحماها أبناء المدينة من جور ثوار مزعومين يقودهم شيوخ تكفيريون وأخوانيون تحت الإدارة الأطلسية الصهيونية تقدمهم عبدالله المحيسني السعودي .
الحرب على الإرهاب كذبة ساقطة أصلا فهي ستارة واهية للتدخل والغزو منذ اعتمادها شعارا للسياسات والأحلاف الاستعمارية في العالم وها هي داعش تظهر بوصفها اللاعب المفضل على مسرح العمليات لاستدراك الهزيمة في حلب وداعش بالأصل هي القوة الإرهابية التي أعدت لفرض حاجز جغرافي يمنع التواصل السوري العراقي واستطرادا يحول دون قيام كتلة إقليمية كبرى تهدد الكيان الصهيوني وهي اداة مختارة لتفكيك دول المنطقة وجيوشها وما تزال اداة رئيسية في الخطط الاستعمارية وتتحول وظيفتها في سورية نحو الاستنزاف والعرقلة بعد الهزيمة بينما تواجه خطر الاندحار في العراق .
سقطت في حلب جميع اكاذيب وذرائع الأوضاع الإنسانية بافتضاح امر جمعيات الإغاثة كعصابات لصوص تكدس المساعدات وتحجبها عن الناس وبكونها واجهات لفصائل الإرهاب متعدد الجنسيات وما يجب تذكره جيدا هو ان التفجع الغربي تحت الغطاء الإنساني تركز على محاولة فرض التفاوض حول مصائر نخبة من كبار الإرهابيين وضباط الاستخبارات الذين يريد الغرب ضمان سلامتهم وإخراجهم للانتقال بهم إلى ساحات عمل جديدة .
من المشين ان يواصل رؤساء دول كبرى ووزراء خارجيتها الكذب على شعوبهم وعلى الرأي العام العالمي بعدما انهارت الخرافات وفضحت خططهم وبعدما أزيحت الغشاوات عن عيون كثيرة .
ختاما نلتمس من القيادتين السورية والروسية إعداد بيان عن أسماء وجنسيات واختصاصات من سيتم إخراجهم من شرقي حلب في حصيلة التفاوض الدولي الجاري حول آخر فصول الهزيمة الاستعمارية في العاصمة السورية الثانية وتوقيت نشرها او تسريبها بالصورة المناسبة ولو بعد حين فالمعركة مستمرة!.