مبادرة بري «اربعة عصافير بحجر واحد» محمد بلوط
تجاوز الرئيس نبيه بري كل الحسابات المتعلقة بتوزيع الحصص والتوازنات المذهبية والطائفية مرة جديدة لإخراج عملية تشكيل الحكومة من عنق الزجاجة ، وبالتالي اسقاط كل مبررات تأخير ولادتها. وهذه المبادرة المتمثلة بالتنازل عن وزارة الأشغال لرئيس تيار المردة ليست المبادرة الأولى التي يقدم عليها باسم الثنائي الشيعي في تشكيل الحكومات، فقد تخلى سابقا عن وزير شيعي لصالح الوزير في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عدا عن التخلي عن مقعد في حكومة الرئيس تمام سلام المنصرفة لصالح توزير عبد المطلب حناوي المقرب والمسمى من الرئيس السابق ميشال سليمان.
وبمبادرته اليوم ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد تقول مصادر نيابية، مع العلم ان من حق الوزير فرنجية ان يحصل على حقيبة وازنة من حصة المسيحيين وليس بهذه الطريقة التي جاءت بسبب تعنّت الثنائي المسيحي وإصرارهما على الإستئثار بمعظم الحصة المسيحية . اما العصافير التي أصابها حجر الرئيس بري فهي:
ـ اسقط كل الذرائع وسهّل بل فتح باب خلاص ولادة الحكومة دون اي تأخير للمباشرة بالعمل والإنصراف كليّا الى البحث الجدي في الإتفاق على قانون جديد للإنتخابات.
ـ برهن بالعمل وليس بالقول والتصريحات انه من اشدّ المتحمسين لتأليف الحكومة اليوم قبل الغد،وأنه مع تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري ومع انطلاقة العهد بزخم وحيوية .
ـ افشل خطة التضييق على فرنجية وإضعافه ،فكانت مبادرة منحه وزارة أساسية من العيار الثقيل في حسابات الحصص الوزارية.
ـ اثبت ان تعامله في توزيع الحقائب لم يكن ابدا من منطلق النكايات السياسية أو من اجل حسابات مصلحية ضيقة، مع التأكيد ايضا على ضمان التوازنات قدر الإمكان داخل مجلس الوزراء.ولقد سبق وكرر ان في تعاطيه مع تشكيل الحكومة لا يتعامل بمنطق الخصومة مع اي طرف حتى الذين بادروا الى التحامل عليه الى حدود الخصومة وأكثر.
وفي كل الأحوال ترى مصادر بري ان المهم هو الإفادة من الوقت لأن كل يوم يمر له ثمن مضاعف على كل الصعد لا سيما على صعيد العمل لإقرار قانون جديد للإنتخابات والذهاب الى صناديق ألإقتراع، واكدت المصادر ان المهمة الأساسية للحكومة هو التحضير للإنتخابات لكن باستطاعتها تنفيذ خطوات مهمة على صعيد تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدماتي، واستئناف العمل لحسم ملفات حيوية ومنها ملف النفط.
وباعتقاد المصادر ان الدعم الإقليمي والدولي للبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية وبعد تشكيل الحكومة يعتبر احتياطياً قوياً وجيداً لما يمكن ان نحققه على غير صعيد ويكفي ان نشير الى ان الأجواء السياسية الإيجابية والإستقرار الأمني اعادا الثقة والروح للبلد على أمل الورشة الحكومية المرتقبة.
وتخلص المصادر الى القول ان الرئيس بري يضع نصب عينيه العمل والضغط لإقرار قانون جديد للإنتخابات لانه يعتبره اساس تكوين السلطة ، وانه في اجواء التحرك الذي يقوم به التيار الوطني في هذا الخصوص،أملا في الإتفاق على بديل لقانون الستين مبنيّ على النسبية.
(الديار)