من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء:فيتو روسي صيني يُحبط مشروع قرار أممي لوقف النار… وعودة الخبراء لجنيف الجيش يواصل التقدّم السريع في حلب… ولافروف لخروج كامل للمسلحين مسعى إبراهيم لزيارة فرنجية لبعبدا… لا يُنهي تعطيل “الأشغال” القواتي
كتبت “البناء”: استبقت موسكو جلسة مجلس الأمن المقرّرة للتصويت على مشروع قرار لوقف النار في حلب لمدة سبعة أيام، بهدف وقف العملية العسكرية للجيش السوري في أحيائها الشرقية، بالإعلان عن عدم موافقتها على اللجوء إلى التصويت على المشروع بينما تتواصل مساعيها مع واشنطن لاستئناف عمل الخبراء في جنيف وما يمكن أن يسفر عنه من بلورة لخطة تنتهي بخروج المسلحين من الأحياء الشرقية، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بينما كانت أحياء جديدة أبرزها حي الشعار تسقط بيد الجيش السوري وحلفائه، وتبدو معه الأحياء المتبقية بيد المسلحين مسألة وقت فقط، إما أن تنجح المساعي السياسية بإنهائه عبر ترحيل المسلحين إلى إدلب، أو يدخلها الجيش وينهي الأمر بيديه معلناً عودة حلب كاملة إلى حضن دولتها.
لبنانياً، تتركز المساعي السياسية لتذليل العقبات من طريق تشكيل الحكومة الجديدة على مساري تأمين زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى بعبدا وعقد لقاء مصارحة ومصالحة مع رئيس الجمهورية، والسعي لإنهاء قضية وزارة الأشغال التي ارتكب رئيس الحكومة خطأ وضعها ضمن حصة كلّ من كتلة التحرير والتنمية وكتلة القوات اللبنانية.
على المسار الأول يبدو تحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط ترتيب زيارة فرنجية لبعبدا، مدعوماً من تواصل ثنائي بين حزب الله والتيار الوطني الحر لتوفير مناخ مناسب بتحقيق الزيارة وضمان نجاحها في فتح صفحة جديدة بين الحليفين اللدودين، بينما تتعثر المساعي على المسار الثاني طالما يتمسك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بحصة تيار المستقبل من دون أن يحاول ترضية القوات من حصته بدلاً من التبرّع بحصص الغير، بينما تتمسك القوات بتفاهمها مع التيار الوطني الحر ملوّحة بالعودة للمطالبة بحقيبة سيادية إذا نزعت منها الأشغال ليتحوّل تمثيل القوات عقدة الحكومة كمّاً ونوعاً، بحصة أكبر من وزنيها السياسي والنيابي.
ما إن تُحلّ عقدة حتى تبرز أخرى. هذا حال المفاوضات الحكومية منذ انطلاق قطار التأليف، رغم الإشارات الإيجابية التي تلوح بين الحين والآخر في أفق أزمة التشكيل، بينما المساعي مستمرة لعقد لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المرده النائب سليمان فرنجية في بعبدا، علّه يفك عقبة الحقيبة الوازنة للمرده ولو أن تأخير ولادة الحكومة يتجاوز ذلك الى تشبث بعض الأطراف بمواقفها ومحاولتها إقصاء أخصامها السياسيين وخوضها معركة إثبات الوجود والحضور “المنتفخ”. وفي سياق ذلك علمت “البناء” أن “القوات اللبنانية” “هدّدت بنسف المفاوضات وأبلغت الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس عون بأنها إذا لم تضمّ وزارة الأشغال والنقل الى حصتها الوزارية، فإنها ستعود الى المربع الأول في المفاوضات أي الى المطالبة بحقيبة سيادية”.
إلا أن زوار عين التينة جزموا لـ”البناء” بأن “حقيبة الأشغال قد حُسمت من حصة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ولا تنازل عنها إطلاقاً”، وأوضحوا أنه “إذا أرادت القوات أخذ الأشغال فتكون قد ضربت مبدأ القديم على قدمه المتفق عليه بين الرئيسين عون والحريري والقوى السياسية الأساسية، وطرحت مبدأ المداورة من جديد وحينها على كافة الأطراف التخلي عن الوزارات المكتسبة من حكومة تصريف الاعمال”.
وعن سريان هذا المبدأ على المرده بإسنادها وزارة الثقافة التي تتولاها حالياً، أشار زوار رئيس المجلس الى أن “وضع المرده بالذات مختلف وله علاقة بمرحلة ما قبل انتخاب الرئيس وما بعده، لا سيما أنّ فرنجية كان مرشحاً رئاسياً”، مشيرين الى أن رئيس المجلس قدّم كلّ التسهيلات وأعلن استعداده مراراً للتوسط مع فرنجية، لكن لم يتلقف الآخرون ذلك، كما أن همّ الرئيس بري تأليف الحكومة بأسرع وقت لأن لديه مخاوف جدية من أن تطيح عرقلة تشكيل الحكومة قانون الانتخاب”.
وشدد زوار بري على أنه “لن يدخل أي حكومة إلا بحقيبة أساسية وازنة للمرده، مهما كان الثمن. وهذا قرار نهائي وما يقبله ويرتضيه فرنجية يقبل به بري، فلماذا لا يُعطى الطاقة أو الاتصالات أو الأشغال؟ أو فلتعطَ التربية والأشغال لبري، وهو يتفق مع فرنجية حينها”. وينفي زوار عين التينة أي نية لدى رئيس المجلس لمعاقبة الحريري على خياره الرئاسي دون التشاور معه، مؤكدين أن بري “سهّل للحريري الذي اشتكى لرئيس المجلس صعوبة تشكيل حكومة ثلاثينية وطالباً اعتماد صيغة الـ24 وزيراً فقبل بري”. وحذرت المصادر من أن “البلد لا يحتمل إطالة أمد التأليف أشهراً عدة”، مبينة أن “لا مانع لدى بري من أن يزور فرنجية بعبدا للوقوف على خاطره وهو الذي نصح الرئيس عون في الاستشارات النيابية بأن يبادر تجاه رئيس المرده”.
وأوضحت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ”البناء” أن “إقرار قانون انتخاب جديد في المجلس النيابي أصعب بكثير من إقراره في الحكومة لوجود 17 مشروع قانون لم تُحَل من اللجان المشتركة الى الهيئة العامة، وبالتالي لا يوجد قانون مدروس ومتفق عليه في اللجان ومحال الى الهيئة العامة لإقراره”، موضحة أنه “إذا اتفقت القوى السياسية على قانون وإقراره في المجلس النيابي فالقوى نفسها في الحكومة ويمكنها إقراره حينها فيها”.
الاخبار: استعادة الحقوق أو السلطة؟
كتبت “الاخبار”: صحيح أن الإحباط كان سمة لازمت المسيحيين خلال سنوات طويلة، وذلك عند مقارنتها بنفوذ المسلمين في الحكم. لكنّ قليلاً من التدقيق، يكشف أن الحديث هنا لا يتعلق بجميع المسيحيين. وأي مقاربة ومراجعة دقيقة لحال المسيحيين خلال السنوات العشرين الماضية، لا تظهرهم كأفراد خارج إطار السلطة والمنافع أيضاً. لكن، كانت قوى منهم خارج أدوات الحكم، وهذا أمر صحيح.
لكن يبدو أنه يجب التذكير ــ ونبش الماضي ــ بأن الإحباط الفعلي أصاب أيتام الجبهة اللبنانية، لأن القوى الحديثة عند المسيحيين ظلت في حالة مقاومة. أما القوى التقليدية، عندما ترفع شعار الإحباط، ثم تنتقل إلى شعار استعادة الحقوق، فإنما هي تفترض نفسها الممثل الشرعي والوحيد والأبدي للمسيحيين. وهو ما يقودنا مباشرة إلى البحث عن حقوق أحزاب الكتلة الوطنية والكتائب والقوات اللبنانية والأحرار، دون تجاوز الزعامات المحلية من آل فرنجية وآل معوض وآل حرب، إلى آل إدة وآل الخازن وآل الجميّل وآل المر وأل شمعون، إلى آل رزق وكرم وسكاف وغانم و…!
بين المسيحيين اليوم، من يحاول الاحتيال على الواقع، وتجاوز المعنى الحقيقي لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. إذ إن ما حصل، مثل الإقرار العلني أو الضمني، الطوعي أو القسري، من غالبية لبنانية حقيقية، بأحقية التيار الوطني الحر في تولي سدة الرئاسة، هو تعبير عن إقرار مسيحي أولاً، ومسلم ثانياً، بأن التغيير النوعي في التمثيل السياسي عند المسيحيين، الذي قاده العماد عون قبل ثلاثة عقود، إنما هو في حقيقة الأمر، العلاج المضاد لإحباط أصاب الشارع المسيحي نتيجة الفشل الاستثنائي الذي خلفته سياسة كل القوى والزعامات التقليدية التي قادت المسيحيين أو احتكرت تمثيلهم طوال عقود. وبالتالي، إن انتخاب عون هو الانتقال بمنطق العماد عون وأنصاره، من إطار حزبي أو مناطقي أو حتى طائفي، إلى المكان الأرحب، حيث يقدر عون، ومعه التيار، على لعب دور عام، يصيب بنتائجه جميع اللبنانيين، متكلاً على علاقات وثيقة وحقيقية مع القوى الحديثة عند المسلمين، حتى ولو لم يكتمل عقدها بعد.
لكن ما الذي يحصل اليوم؟
ليس في الانتقاد من ظلم، خصوصاً عندما يطاول صاحب القضية. والمقصود هنا التيار الوطني الحر، لأن حصاد الانتصار السياسي الكبير، إنما يحتاج إلى آليات مختلفة، وأهمها الوقوف في وجه محاولة تصوير انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، على أنه حدث مسيحي.
إذا كان منطقياً أن يتنفس الشارع المسيحي الصعداء، ويشعر ببعض القوة الإضافية، لكون عون وصل إلى الرئاسة، فإن المنطق السليم يفرض عدم إغماض العيون عن حقيقة الاستراتيجية التي قادت إلى تحقيق هذا الانتصار، وأساسها – تماماً كما قال الوزير جبران باسيل ليلة الاحتفال بانتخاب عون – صمود الجنرال وتياره، والتحالف مع حزب الله. ثم جرى بعد ذلك رفع البناء مع شركاء، ليس هناك من يجزم بأنهم لن يغامروا مرة إضافية ويهدموا المنزل من جديد.
من الذي يرفع شعار استعادة الحقوق، ويحوله فجأة إلى شعار استعادة السلطة، ثم يبدأ الدوران حول سؤال المعادلة: الحقوق تقود إلى السلطة أم أن السلطة تحصِّل الحقوق؟
ليس هناك أسئلة محرمة. لكن بالتأكيد هناك أجوبة محرمة. والتحريم هنا لا يتعلق بقمع طموح أو سعي إلى موقع أفضل، بل هو تحريم لفكرة العودة إلى منطق يقول بأنه لا مجال في لبنان لأن تحظى مجموعة بالحق والعدل، إلا ويكون الثمن غبناً وتعاسة يلحقان بطرف آخر.
السفير: السعودية لاتحاد خليجي يستثني عُمان.. وطهران تعترف بـ”التفاهم الرئاسي” العهد مُحرج بحكومته المؤجلة.. هل يبادر؟
كتبت “السفير”: العشرون من كانون الثاني موعد بدء الولاية الرسمية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. عند بلوغ هذا التاريخ، يفترض أن يبدأ الحوار الأميركي ـ الروسي من مرحلة ما بعد سقوط حلب بيد الجيش السوري، وخصوصا أن موسكو وواشنطن تفضلان عدم تدشين الولاية الترامبية باشتباك ثنائي أو دولي سواء على صلة بالأزمة السورية أو أي ملف دولي آخر.
وعندما يدخل ترامب إلى البيت الأبيض، سينتقل ملف سوريا من الخارجية الأميركية إلى البنتاغون. هذا القرار قد اتخذه الفريق الرئاسي ويبقى فقط موعد تنفيذه.
ما يسري على الملف السوري يسري على ملفات أخرى. كل العالم يتصرف على أساس أننا أمام حقبة ريغانية (من وحي رونالد ريغان) جديدة، وأساسها الردع وليس بالضرورة المغامرات العسكرية.
ومن سبق له أن تعرّف في بيروت إلى الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي اختاره ترامب وزيرا للدفاع يقول إنه يكفي أن تنظر إلى طيات بدلته العسكرية النافرة ودرجة لمعان حذاء الرجل الأسود وربطة الحذاء الحالكة السواد ووجه الرجل الصنمي، حتى تدرك أنك أمام محارب لا يعرف في قلبه مكانا للشفقة. أكثر من 44 سنة في السلك العسكري، خرج بعدها هذا العازب ليحمل لقب “الكلب المجنون”. اختبر الميدان في العراق وأفغانستان ويعرف لبنان كما اليمن وإيران وسوريا وتركيا ومعظم دول المنطقة من موقع مسؤوليته عن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي.
طهران كما الرياض وأنقرة. الكل يتحسب ويتأهب لما بعد وصول ترامب. جولة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في عواصم الخليج تهدف إلى إعلان مجلس الاتحاد الخليجي. الخطوة يريد السعوديون تكريسها قبل العشرين من كانون الثاني، على أن تستثنى منها سلطنة عُمان. التخاطب مع الولايات المتحدة سينتقل من مربع دول مجلس التعاون الى دول الاتحاد. يشعر السعوديون بأنهم سيكونون عرضة لضغط غير مسبوق من الادارة الأميركية الجديدة.
الشعور بالحذر والترقب موجود في طهران، لكن بفارق جوهري هو طبيعة العلاقات التي تربط الايرانيين بكل من الروس والصينيين. هذا المثلث قادر على جعل طهران مطمئنة الى أن الإدارة الأميركية قادرة على التشويش على الاتفاق النووي لكنها ستكون محكومة بضوابط داخلية وخارجية تمنعها من نسف الاتفاق، خصوصا أن منظومة المصالح المشتركة بين البلدين تتفوق على منظومة المخاطر التي يسعى اللوبي اليهودي إلى تكبيرها وربما ينجح في استدراج الإدارة الجديدة الى بعض الخطوات التي لن تغير في أصل الاتفاق.
التعاون بين موسكو وطهران “في القضايا المصيرية والاستراتيجية”.. “أساسي وعميق”، و”لدى البلدين مصالح مشتركة في المنطقة” على حد تعبير متحدث رسمي باسم الخارجية الإيرانية، فيما دعا مرجع لبناني واسع الاطلاع إلى التدقيق في المشهد الدولي، إذ إننا أمام اشتباك اقتصادي أميركي ـ صيني كبير يبدو للوهلة الأولى أنه اشتباك روسي ـ أميركي!
ولعل المفارقة الأبرز، تتمثل في الانطباع الذي عاد به مسؤولون عرب زاروا إسطنبول مؤخرا، وسمعوا كلاما جديدا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغارق في أزمة سياسية واقتصادية لن يكون من السهل الخروج منها من دون دفع كبير الأثمان. يقول أردوغان لضيوفه العرب إنه حسم خياره بالانضواء تحت السقف الروسي ـ الصيني في مقاربة ملفات المنطقة وخصوصا الملف السوري. صار أقصى طموح “الرجل المريض”.. سورياً، أن يمنع قيام الدولة الكردية عند حدوده عبر جعلها ضفتين يتحكم بهما!
وبرغم حذر الأتراك وترقبهم لمرحلة ترامب، يمضي أردوغان في برنامجه الهادف إلى فرض نظام رئاسي وصولا إلى إلغاء منصب رئاسة الحكومة (استنساخ النموذج الأميركي)، واللافت للانتباه أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو أصبح في شبه إقامة جبرية ويمنع على أي مسؤول رسمي التواصل معه بقرار من أردوغان نفسه، حسب الزوار العرب للعاصمة التركية.
في ظل هذا المناخ الدولي ـ الإقليمي، تعلن إيران أنها تعاونت مرتين مع السعودية، الأولى، كانت في ملف الرئاسة اللبنانية، والثانية، خلال اتفاق منظمة “أوبك” على تحديد مستويات الإنتاج.
الديار: فرنجية ينتظر دعوة بعبدا وباسيل لن يزور بنشعي إعتداء إرهابي على حاجز للجيش واستشهاد جندي
كتبت “الديار”: الاتصالات بشأن التأليف لم تتوقف وان كانت على نار خفيفة لكنها فاعلة وبعيدة عن الاضواء. والعاملون الاساسيون يؤكدون ان التأليف لن يتأخر والحكومة ستولد ببركة عيدي المولد النبوي الشريف والميلاد المبارك وسيكون للبنانيين حكومة خلال الاسبوعين المقبلين، الا اذا حصلت مفاجأة قد تعيد الامور الى نقطة الصفر، وهذا أمر مستبعد في ظل ما شهدته البلاد من تطور أمني خطر في بقاعصفرين – الضنية، عبر قيام مسلحين ارهابيين بالاعتداء على حاجز للجيش اللبناني، مما أدى الى استشهاد عامر مصطفى المحمد وجرح آخر. وقد نفذت وحدات الجيش مداهمات في المنطقة التي سبق ان شهدت احداثاً امنية وكانت ساحة لاولى طلائع الخلايا الارهابية سنة 1999 يوم استهدفت الجيش وحصلت حينها مواجهات عندما كانت خلايا تنظيم القاعدة تبذر اولى بذورها الارهابية في المنطقة ونجح الجيش في احباط المخطط الارهابي.
هذا التطور قد يدفع القوى السياسية الى اعادة النظر في حساباتها، خصوصاً ان لبنان على خط النار مع ما يجري في المنطقة. وهذا يفرض الاقلاع عن “المناكفات” و”الدلع” لتأليف حكومة في أسرع وقت.
وبعيداً عن أجواء التعقيدات والتسريبات عن استحالة تشكيل الحكومة في المدى المنظور، فإن الاتصالات الأخيرة فتحت باباً للتواصل بين التيار الوطني الحر وتيار المردة. ويؤدي حزب الله دوراً اساسياً في تقريب وجهات النظر، خصوصاً بعد “البيان الأبوي” الصادر عن رئيس الجمهورية والذي جاء بعد لقاء وزير الخارجية جبران باسيل والحاج وفيق صفا وتطرقا الى كل القضايا بالعمق. وكان جواب باسيل واضحاً على كل استفسارات الحاج وفيق صفا، وبأن تفاهم كنيسة مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني متين وقوي ومتماسك، كما قال الرئيس ميشال عون لسماحة السيد حسن نصرالله خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينهما “بأن العلاقة كانت قوية قبل الرئاسة وستتعزز حالياً ولا شيء تغير. ولذلك فان هناك تفاؤلاً بامكانية احداث خرق ايجابي في العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، عبر زيارة يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى بنشعي تنهي حالة التوتر. لكن مصادر المردة نفت هذا الأمر، واي امكانية لزيارة باسيل الى بنشغي غير مطروحة. وأكدت المصادر ان النائب سليمان فرنجية لن يزور قصر بعبدا الا اذا وجهت دعوة له من رئاسة الجمهورية، واللقاء يتم بمبادرة من بعبدا وغير مرتبط بالوضع الحكومي. لكن هذا الأمر تصفه مصادر مقربة من بعبدا بأنه مستحيل وليس هناك من صيغة لمثل هذه الدعوات وأي سيناريو سيُعتمد المطلوب فيه حفظ مقام الرئاسة من جهة كي لا يعطي هذا الامر ذريعة للآخرين ويتحول الى عرف. علماً ان داعمي فرنجية لا يعطون الأهمية لبيان بعبدا الأبوي كون مضمونه يقتصر على العموميات وهناك كلمة “بتجنن” وكلمة “بتحنن” وهذا الامر بد الرئيس ميشال عون شخصيا وليس عبر بيان او وسطاء وعليه المبادرة، وبالمقابل الرئيس نبيه بري قدم كل التسهيلات ولا مانع من تشكيل الحكومة عنده بأي وقت والأزمة مفتعلة لكن هناك من يلعب لعبة “عضّ الاصابع” وىؤخر التشكيلة. وهذا ما يؤشر الى استمرار القطيعة، لكن ذلك لا يعني تأخيراً طويلاً في عملية التشكيل في ظل دخول اكثر من طرف فاعل على ملف التأليف.
وفي هذا الاطار، شكل العشاء الذي جمع النائب وليد جنبلاط والوزير جبران باسيل فرصة للنقاش بالملف الحكومي. واستمع باسيل الى نصائح جنبلاط بضرورة تقديم تنازلات من اجل تشكيل الحكومة بشكل سريع للبدء بورشة العمل. فيما اللقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أجرى جولة أفق للوضع الحكومي وقانون الانتخابات والتطورات في المنطقة، ولم يقدم الحريري اي طروحات جديدة بشأن الحقائب في ظل موقفه باعطاء الاشغال للقوات ونائب رئيس الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية والاعلام والسياحة لميشال فرعون من حصة القوات اللبنانية، مع استبعاد الحريري كلياً اعطاء الاتصالات لفرنجية والتمسك بهذه الحقيقة للوزير سمير الجسر. وطرح في اللقاء امكانية اعطاء وزارة الزراعة لفرنجية الذي يرفض الامر ويتمسك بحقيبة وازنة من 3 حقائب وهي: الاتصالات، الطاقة والصحة. فيما اشار الرئيس نبيه بري الى انه مستعد لاقناع فرنجية بالتربية، لكن هذه الحقيبة لم تعرض عليه. وايضاً فان التيار الوطني الحر يرفض اعطاء الطاقة لبسام يمين ويتمسك بإعطائها لسيزار أبي خليل مستشار الوزير جبران باسيل للإشراف على هذا الملف.
النهار: ملهاة عض الأصابع: الميلاد موعد جديد؟
كتبت “النهار”: حرف حادث الاعتداء على حاجز لواء المشاة العاشر في الجيش في منطقة بقاعصفرين – الضنية ليل أول من أمس والذي أدى الى استشهاد الجندي عامر مصطفى المحمد من بلدة مشتى حسن العكارية واصابة جندي آخر بجروح، الانظار عن رتابة المشهد السياسي المتعثر بتعقيدات تأليف الحكومة والذي تبدو المراوحة سمته الغالبة وسط ملهاة ضرب المواعيد المتعاقبة حتى اشعار آخر. واكتسب هذا الاعتداء دلالات خطرة من حيث الغموض الذي اكتنف ظروفه وملابساته اذ لم تتبين بعد مرور اكثر من 24 ساعة على حصوله أي ملامح يمكن ان تدل على هوية المسلحين الذين نفذوا الاعتداء على الحاجز ولا دوافعهم. واذا كانت الشبهة التلقائية اتجهت نحو احتمال ان يكون الحادث من تدبير وتنفيذ مجموعة ارهابية، فان بعض المعلومات التي تحدثت عن احتمال وجود دافع انتقامي من عمليات دهم ذكر ان اللواء العاشر قام بها في بعض نواحي المنطقة جعل الجزم بالهوية المفترضة للمسلحين عرضة للتشكيك. كما ان بعض المعطيات المتوافرة عن الحادث افادت أن الاعتداء نفّذ من اماكن قريبة من الحاجز ولم تمر سيارات نقلت المعتدين أمام الحاجز فيما نجح المعتدون في الفرار والتواري ولم تتمكن وحدات الجيش حتى ليل أمس من تحديد مكان اختبائهم وتوقيفهم.
في غضون ذلك، ظل المشهد السياسي على وتيرته من الجمود اذ لم تظهر واقعياً بعد أي ملامح اختراق فعلي لمأزق تأليف الحكومة بعد شهر كامل من تكليف الرئيس سعد الحريري هذه المهمة. واعرب مطلعون على الاتصالات الجارية في هذا الصدد لـ”النهار” عن تنامي الريبة لدى مراجع معنية بعملية التأليف حيال لعبة استنزاف الوقت التي بدأت تتخذ دلالات تتجاوز ملف الحقائب الى لعبة عض على الاصابع علما ان احدا لا تفوته معرفة ما يمكن ان يتركه التأخير المتمادي من تداعيات على استحقاق الانتخابات النيابية والتوافق على قانون انتخاب جديد اذا مرت الاسابيع المتبقية عن نهاية السنة الجارية من دون تشكيل الحكومة.
بيد ان جهات سياسية مواكبة للمساعي الجارية لتذليل العقبات عولت على إطلالة مرتقبة للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وتوقعت ان تعطي دفعا قويا لتشكيل الحكومة في فترة قريبة تراوح بين نهاية الاسبوع الجاري وموعد لا يتجاوز الـ 20 من كانون الاول الجاري اي قبل عيد الميلاد. ورأت هذه الجهات ان هناك منحى جديدا بدأ يتبلور مما سمح للجهات التي تصلبت في وقت سابق بالعودة الى التعامل بإيجابية مع المقترحات المتداولة بعيداً من الرسائل المتشددة التي وجهتها هذه الجهات في وقت سابق.
وفي سياق متصل، علمت “النهار” ان اللقاء الذي جمع مساء أول من أمس في “بيت الوسط” الرئيس الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تطرق الى اربعة ملفات:
الاول: الادارة التي يعتمدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للقضايا المطروحة والتي تنطلق من تمسكه بالدستور بإعتباره المعيار الذي يجب إعتماده مما أقتضى تنويهاً مشتركاً من الحريري وجعجع اللذيّن أشادا بحكمة الرئيس عون التي إنعكست إيجاباً على أوضاع لبنان إقتصادياً ومعيشياً على ان تتعزز هذه الاوضاع مع تشكيل الحكومة.
الثاني: الاسباب والخلفيات التي تسببت بتعطيل تأليف الحكومة والجهود المبذولة للتغلب على العراقيل التي حالت دون ولادة الحكومة. ووصف الجانبان هذه العراقيل بإنها ذات طابع سياسي يتجاوز الحقائب والحصص.
الثالث: قانون الانتخاب وقد شدد الجانبان على ان هذا القانون يشكّل حاجة ضرورية ورافعة أساسية للعهد ولكل القوى السياسية. وتالياً يجب الذهاب الى إقرار قانون جديد إنطلاقا من إقتراح القانون المختلط الذي سبق ل”القوات اللبنانية” والمستقبل” والحزب التقدمي الاشتراكي ان قدمته ليكون ضمن الحوار المرتقب على هذا الصعيد.
الرابع: عرض الجانبان التطورات الداخلية والخارجية وتوقفا عند أحداث سوريا وخصوصاً في حلب ونتائج الانتخابات الاميركية ومدى إنعكاسها على لبنان.
المستقبل: ديون يستعرض تداعيات النزوح مع المسؤولين.. والحريري يبحث التطورات السورية مع المبعوث الصيني الضنية “صفاً واحداً” خلف الجيش
كتبت “المستقبل”: بعدما امتدت يد الغدر والجبن تحت جنح الليل مستهدفةً المؤسسة العسكرية في منطقة بقاعصفرين، لم تجد مع طلعة الصباح موطئ قدم تواري فيه سوءة إجرامها على امتداد قضاء الضنية الأبية والوفية للجيش وأحد الروافد الشمالية الوطنية الأساس لخزانه البشري. فمنذ استفاقتها على هول الاعتداء الإجرامي الذي أدى إلى استشهاد عسكري وجرح آخر، سارعت الضنية بناسها ونوابها وجميع فاعلياتها البلدية والاختيارية والأهلية إلى محاصرة هذا الاعتداء الإجرامي وقطع الطريق أمام كل من يُسوّل له إجرامه استهداف أفراد الجيش القيّمين على أمن المنطقة وأبنائها الواقفين “صفاً واحداً” خلف المؤسسات العسكرية والأمنية في وجه أي سلاح غير سلاح الشرعية كما عبّر بيان نواب المنطقة، وسط إبداء اتحاد بلديات الضنية كامل التأييد للجيش “ليضرب بيد من حديد أوكار الإرهابيين حيثما وجدوا وفي أي منطقة”.
اللواء: متاريس التأليف على حالها.. ورهان على موقف نصر الله عيد الميلاد محطة لفك “العقدة المارونية” و”القوات” تلوّح بالعودة إلى السيادية
كتبت “اللواء”: إذا كانت عقدة تأليف الحكومة، رئاسياً، ليست في بعبدا أو عين التينة أو في “بيت الوسط”، وسياسياً، ليست عند تيّار “المردة” أو “القوات اللبنانية” أو “التيار الوطني الحر”، أو عند أي طرف آخر، فمن البديهي أن تتحوّل عقدة أو عقد تأليف الحكومة إلى “لغز مخبأ بقشة”، كما يقال.
والجهات السياسية والرسمية نفسها تقترب أكثر فأكثر إلى وصف الأزمة الراهنة بأنها مفتعلة، وأن الحل يكون بالخروج إلى منتصف الطريق، لئلا يطيح التأخير بايجابيات انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الحكومة قبل أقل من 20 يوماً فاصلة من عيد الميلاد، ودخول البلاد عطلة الأعياد مع نهاية العام 2016.
الجمهورية: الجيش في مرمى الإرهاب مُجدداً.. الحريري وجعجع لقانون ينطلق من “المختلط”
كتبت “الجمهورية”: تبخّرت أجواء التفاؤل التي سادت في الفترة الأخيرة بولادة قريبة للحكومة العتيدة، إذ لم يخرج ملفّ تأليفها من دائرة الجمود والمراوحة بعد، على رغم الاتصالات والمشاورات الجارية في مختلف الاتّجاهات وعلى مستوى المعنيّين بالتأليف، لتذليل ما تبَقّى من عقَد. وفي وقتٍ أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استمرارَ الاتصالات لمعالجة الوضع الحكومي. تتّجه الأنظار إلى المواقف التي سيُعلنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله في إطلالة قريبة. وعلمت”الجمهورية” أنّ الحزب مستمرّ في مساعيه للتقريب بين عون ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، إلّا أنّ هذه المساعي لم تثمِر حتى الآن، بسبب تمسّكِ كلّ طرف بموقفه، إذ يعتبر رئيس الجمهورية أنّ البيان الذي صَدر عن مكتبه الإعلامي كافٍ كمبادرة حسنِ نيّة، أمّا فرنجية فهو مصِرّ على أنّ هذا البيان لا يتناسب مع الموقف وأنّه غيرُ معنيّ به، والموضوع ليس هواجس، بل مشكلة فعلية تحتاج إلى تواصلٍ مباشر لا تُحلّ ببيان.
أمام التعطيل المتحكّم بالمشهد الداخلي، تعرّضَ لبنان لضربةٍ موجعة في خاصرته الأمنية، تمثّلت في الاعتداء الإرهابي على الجيش في بلدة بقاعصفرين في قضاء الضنّية ليل أمس الأوّل، من خلال هجوم مسلّح على حاجز له، أسفرَ عن استشهاد الجندي عامر مصطفى المحمد وجَرحِ الجندي عبد القادر نعمان. وقد لقيَ هذا الاعتداء الهمجيّ إدانة واسعة لدى جميع الفئات اللبنانية، وتأكيداً متجدّداً على الالتفاف حول الجيش في معركته الدائمة ضدّ الإرهاب.