كعكة الحظ هي التي ستحسم: تسفي برئيل
رئيس الاستخبارات العسكرية فتح قلبه وتحدث عن نبوءة سيئة. «سنة 2017 ستكون سنة غير مستقرة في السلطة الفلسطينية». في أعقاب ضعضعة مكانة محمود عباس والحرب على الوراثة وحسب تحليله ستكون هناك جهات كثيرة ستتسبب في ضعضعة قيادة الرئيس الفلسطيني؛ وحماس سترغب في الحصول على انجازات في المقابل. والنتيجة ستكون «واقع فيه تحدٍ كبير في يهودا والسامرة». تحدٍ لمن؟ للسلطة الفلسطينية؟ لسكان المناطق؟ لدولة إسرائيل؟ وما الذي يجب على حكومة إسرائيل فعله بورقة كعكة الحظ؟.
حسب سلوك الحكومة، من المشكوك فيه أن تكون توقعات هليفي تحديا. لقد كان لعباس أصلا دور مركزي واحد – ترسيخ نفسه كـ «لا يوجد شريك»، كرافض للسلام، كمن تستطيع حكومة إسرائيل الاعتماد على عدم انقاذه لها من مبادرات سلام وإبقائها في عزلتها على اعتبار أنها الوحيدة التي تسعى إلى السلام في المنطقة.
لقد تحول عباس إلى الذخر السياسي الاكثر أهمية بالنسبة لدولة إسرائيل، أمام ادارة براك اوباما. وفي هذه الأثناء، في ولاية دونالد ترامب الذي يبدو أنه رئيس لا يركض وراء المعارك السياسية والعسكرية وراء البحار، ربما يندثر عباس بالنسبة لإسرائيل.
في أساس تحذير رئيس الاستخبارات العسكرية، الذي من المفروض أن يكون مفروغا منه لكل من يعرف أن القطار الذي يسير في النفق بدون سائق مصيره كارثي، يمكن ايجاد شيء ايجابي: الصراع على الوراثة يمكن أن يشير إلى الاهمية التي توليها النخبة الفلسطينية لاستمرار وجود السلطة. إن من سيستبدل أبو مازن يجب أن يعتبر أن السلطة ليست مكانا للفائدة والربح فقط، بل ايضا رافعة صلبة من اجل الصراع الدولي ضد إسرائيل. وقد يقرر قائد فلسطيني كهذا وضع حد للعداء بين السلطة وحماس، وتشكيل سلطة موحدة تخدم المصالح الفلسطينية بشكل أكثر نجاعة، وأن يطمح إلى انشاء تحالف دولي مؤيد بمساعدة الاتحاد الاوروبي وروسيا وتركيا والدول العربية.
هذا هو السيناريو المتفائل نسبيا. لأنه حسب السيناريو الآخر فإن السلطة الفلسطينية ستتفكك إلى أجزاء، والوزارات الحكومية ستكف عن العمل، وصراعات القوى ستخلق مليشيات خاصة، وتنسيق العمل العسكري مع إسرائيل سينهار في ظل غياب سلطة مسؤولة تراقب، والتمويل الذي تمنحه الآن الدول العربية والغرب سيتوقف، وسيتم جر إسرائيل إلى ادارة حياة الفلسطينيين على حسابها، وحماس ستبدو مثل البالغ الوحيد المسؤول في المناطق. في السيناريوهين ستكون إسرائيل أمام تدخل دولي خانق، قد يحمل امكانية فرض عقوبات أكثر كثيرا من ضغط الاتحاد الاوروبي الحالي.في وجه هذه الاحتمالات وعلى خلفية المقاطعة المفروضة على عباس، يجب على إسرائيل ومن اجل مصلحتها، تمكين الفلسطينيين منذ الآن من اختيار قادتهم للجيل القادم. لأنه لا يمكن مشاهدة خطوات عباس بشكل لامبالي والتحذير من التحدي الذي ينتظرنا بعد ذهابه. لا يمكن إبعاده كرافض للسلام ومحرض على الارهاب، والخشية ايضا من الانتفاضة التي ستندلع بسبب حرب الوراثة. الانتخابات حيوية للسلطة الفلسطينية، كي نفهم الخارطة الفلسطينية السياسية التي ستواجهها إسرائيل. ومن المهم ايضا تعزيز مكانة السلطة كجسم تمثيلي للفلسطينيين من اجل منع انهيارها والسماح بنقل السلطة بشكل هاديء قدر الامكان. إن الفرضية التي تقول إنه ليس مهما ما يفعله الفلسطينيون، لا تُمكن إسرائيل من وضع السيناريوهات قبل حدوثها، بدل انتظار مواجهتها بمساعدة حلول آنية عند حدوثها.
هآرتس