الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: بربارة” تختبر الجهوزية.. وعاصفة “جبران” تتفاعل عون لن ينتظر طويلاً.. وبرّي: لا يخيفني إلا الله

كتبت “السفير”: تفاعل أمس، محتوى مانشيت “السفير” الذي تناول السلوك السياسي لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وطريقة مقاربته لملفات متصلة ببعض الخيارات الإستراتيجية وبالعلاقة مع الحلفاء.

وقد خضع مضمون ما أوردته “السفير” لتفسيرات شتى تأثر بعضها بـ “خيال” واسع، ذهب بعيداً في التحليل والاستنتاج، في حين أن الحقيقة هي أبسط بكثير من “نظرية المؤامرة” التي تهيأت للمرتابين في نيات “المحرر السياسي” وأهدافه.

هناك من افترض أن المقال موحى به من سفارات، وهناك من رجّح أن “حزب الله” او الرئيس نبيه بري حرّضا عليه واستخدما الصحيفة صندوق بريد لإيصال رسائل سياسية الى “التيار الحر”، وغير ذلك من السيناريوهات البوليسية.

أما الصحيح، فهو أن “السفير” ـ ومن موقعها الحريص على الثوابت الوطنية وعلى تجربة ثرية من التفاعل العابر للطوائف بين “التيار الحر” وقوى داخلية كانت على نقيضه حتى عام 2006 ـ رأت أن من واجبها وحقها أن ترفع الصوت بعد تراكم الأخطاء وأن تتناول بالنقد البنّاء و “المشروع” سياسات باسيل وخياراته، لا سيما ان وزير الخارجية بات يتحمل مسؤوليات مضاعفة، انطلاقا من رئاسته للتيار البرتقالي، ومن وجوده المؤثّر الى جانب رئيس الجمهورية ميشال عون في دائرة القرار الرئاسي.

والأكيد، أنه لا مكان للكيديات أو النكايات في هذا النقد الذي عبّر بصوت مرتفع عما يهمس به كثر من الأطراف السياسية ومن المواطنين العاديين الذين باتوا يخشون من أن تؤدي استعادة الخطاب الطائفي المحموم والتحالفات الثنائية، الى نبش قبور الماضي واستحضار أدبيات الحرب الأهلية البغيضة.

و”السفير” المتمسكة بكل حرف ورد في المقال، هي منفتحة في الوقت ذاته على النقاش والرأي الآخر، برغم أن بعض التعليقات تجاوزت الأصول، وردّت على محاكمة الوقائع بمحاكمة النيات.

وبالتزامن مع العاصفة السياسية التي أحدثتها المراجعة الصريحة لمسار باسيل، يستعد لبنان لاستقبال عاصفة مناخية “متأخرة” ابتداء من اليوم، ستتخذ شكل منخفض جوي بارد وهبوط في درجات الحرارة مصحوبين برياح قوية، خصوصاً في الجنوب، وأمطار غزيرة وزخات من البرد، وهطول الثلوج على الجبال المرتفعة.

وقد أطلق على أولى عواصف شتاء 2016 اسم “بربارة”، تيمّناً بالقديسة بربارة التي سيحتفل لبنان بعيدها في الرابع من الشهر المقبل.

وأصدر رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن بيانًا طلب فيه من جميع شركات الطيران وشركات الخدمات الأرضية وجميع المستثمرين العاملين في المطار اتخاذ الإجراءات اللازمة والاحتياطات الضرورية لمنع أي تأثير سلبي للعاصفة خلال اليومين المقبلين.

وفيما برزت مخاوف من تكرار مشهد الفيضانات والسيول في المناطق، كما يحصل كل عام، نتيجة النقص في جهوزية الإدارات والأجهزة الرسمية، وبفعل ضعف البنية التحتية، أكد وزير الاشغال غازي زعيتر أن المشكلة لا تكمن في الوزارة وإنما في قدرة المجاري على الاستيعاب.

أما على مستوى مفاوضات التأليف الحكومي، فهي لا تزال تتأرجح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، وسط تقاذف لاتهامات العرقلة بين القوى السياسية، فيما أبلغت مصادر واسعة الاطلاع “السفير” أن الرئيس ميشال عون لن يحتمل الانتظار طويلاً، وهو يرفض أن يتم استنزاف انطلاقة عهده في مستنقع الوقت الضائع.

وشددت المصادر على أن عون لن يقبل باستنساخ التجارب المريرة لعهد الرئيس السابق ميشال سليمان حين كان تشكيل الحكومات يستغرق أشهراً طويلة، وبالتالي فإن خيار وضع الجميع أمام مسؤولياتهم من خلال تأليف حكومة الواقع، لا الأمر الواقع، يبقى وارداً في حسابات قصر بعبدا.

في المقابل، قال الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس، إن الكرة ليست في ملعبه، مشدداً على أنه من أكثر المستعجلين لتشكيل الحكومة، أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد.

وردّاً على سؤال عما إذا كان يخاف من احتمال الدفع في اتجاه تشكيل حكومة أمر واقع إذا ظلت المفاوضات متعثّرة، كما تردد أوساط مقرّبة من عون، أجاب بري: أنا لا يخيفني إلا الله..

إلا أن أوساطاً مسيحية مطلعة على مسار المخاض الحكومي اعتبرت ان الكرة موجودة في ملعب الثنائي الشيعي، “لا سيما حزب الله الذي بات معنياً بأن يضع حداً لهذه المراوحة والتدخل لدى بري لحلحلة العقد”.

وأبلغت الأوساط المسيحية “السفير” أن أزمة التأليف يمكن ان تُعالج عبر التوافق على منح “القوات اللبنانية” حقيبة “الاشغال” وبري “الصحة”، على ان تؤول “التربية” الى “تيار المردة”، معتبرة ان هذا التوزيع عادل.

ولفتت الأوساط الانتباه الى أن عمر الحكومة قصير ولن يتعدى الأشهر القليلة،

“وبالتالي ليس هناك ما يستحق هذه الشراسة في التمّسك ببعض الحقائب”، مشيرة الى أن المرحلة الأهم هي تلك التي ستلي الانتخابات النيابية المقبلة، وعندها لكل حادث حديث.

ولفتت الأوساط الانتباه الى أن “القوات” قدّمت تنازلاً كبيراً عندما قبلت بالتخلي عن الحقيبة السيادية، مؤكدة أن الرئيس سعد الحريري، وبعد التواصل مع بري، عرض على معراب في مقابل هذا التنازل الحصول على وزارة “الاشغال” ومنصب نائب رئيس الحكومة، فلما وافق سمير جعجع، أتى الرفض من المكان المعروف.

وأوضحت الأوساط أن “القوات” لم تتلق عرضاً جديداً بعد، وبالتالي فهي لا تزال تتمسك بالصيغة التي طرحت عليها.

الى ذلك، كانت لافتة للانتباه أمس، تغريدة النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”، قائلا: “تطبيق apple الجديد. الاشغال المالية@حركة امل.com – خلصونا بقى”.

البناء: الجيش يدكّ قلاع النصرة في حلب ويتقدّم في الغوطة.. . ومستشفيات روسية موسكو تمنع بيان يحاصر اليمن وقرار يعاقب سورية… في مجلس الأمن التداول بجلسة نيابية لإقرار قانون الانتخاب كشبكة أمان تزيل الشكوك الحكومية

كتبت “البناء”: بينما يواصل الجيش السوري وحلفاؤه التقدّم في أحياء حلب الشرقية تركّزت عمليات أمس، على دكّ قلاع جبهة النصرة جنوب شرق حلب، خصوصاً في حي الشعار الذي سجل الجيش السوري تقدّماً نوعياً فيه، إضافة لتقدّمه في أحياء القاطرجي والجزماتي والمعصرانية والسكن الشبابي والإمساك بطريق مدينة الباب – حلب، بينما سجّل في الساعات الثماني والأربعين الماضية فرار أربعين ألفاً من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة، إلى مناطق تواجد الجيش السوري، وكان لافتاً تسارع عمليات الجيش والحلفاء قياساً بالأسابيع الأولى لمعارك حلب، حيث استردّ الجيش وحلفاؤه خلال ثلاثة أيام قرابة السبعين بالمئة من مساحة أحياء شرق حلب، وما تبقى هي المناطق التي تتمركز فيها قيادات جبهة النصرة، والجماعات الوافدة لصفوفها من الأجانب، بينما توسّعت رقعة انتشار الجيش السوري في ريف دمشق مع خروج مسلحي خان الشيح وإنجاز التفاهم على خروج مسلحي التل وتقدّم الجيش في الغوطة، خصوصاً في أطراف دوما التي تضيق حولها الدائرة بعد تقدّم واسع للجيش في بلدة الميدعاني وبلوغه دوار الكهرباء فيها ومسارعة مسلحي القلمون الغربي للقبول بتسليم أسلحتهم.

في السياق المرتبط بمسارات المعارك في حلب أعلنت موسكو عن أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنقل مستشفيات ميدانية جواً إلى حلب لتأمين الحاجات الطبية للمدنيين الخارجين من الحصار الذي فرضته الجماعات المسلحة على خروجهم من مناطق سيطرتها، بينما لوّح مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين باللجوء إلى الفيتو في حال طرح مشروع فرنسي يهدف للضغط لوقف العمليات السورية في حلب والتهديد بالعقوبات، بعدما أفشلت موسكو إصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن يستهدف تشكيل حكومة صنعاء، معتبرة أنّ ذلك يعقد فرص الحلّ السياسي، بينما المطلوب وقف أممي جامع يؤكد على أهمية مواصلة الجهود لحلّ سياسي يقوم على المبادرة التي خرجت من مسقط بعنوان وقف النار والسير نحو حكومة يمنية موحّدة.

لبنانياً، لا تزال الحكومة عالقة في عنق زجاجة العجز عن التوفيق بين مقتضيات حكومة وحدة وطنية متفق عليها تمهيداً لإقرار قانون انتخاب جديد، وبين التشكيلات القائمة على التمسك بثلث معطّل يمنع تشكل الثلثين اللازم لإقرار قانون الانتخابات. ففي حجم حكومة الأربعة وعشرين وزيراً الذي يجري التمسك به بلا أسباب موجبة تبرّر تسبّبه بتعطيل ولادة الحكومة، إلا الحفاظ على الثلث المعطل لإقرار قانون جديد، توفره صيغة الأربعة والعشرين ولا يتحقق في صيغة الثلاثين وزيراً لثنائي الرابع عشر من آذار الممثل بتيار المستقبل والقوات اللبنانية، بينما يبقى تمثيل الثامن من آذار محكوماً بسقف دون الثلث في صيغة الأربعة والعشرين ويقترب منها في صيغة الثلاثين من دون أن يمتلك في الحالتين ثلثاً معطلاً لا يسعى أصلاً لامتلاكه.

الصلة بين قانون الانتخاب ونيات التعطيل لفرض السير بالانتخابات على أساس قانون الستين صارت هي العنوان المسيطر على القراءة السياسية للمأزق الحكومي، خصوصاً في ظلّ ما يُشاع عن سعي لتشكيل حلف ثلاثي يضمّ المستقبل والقوات والتيار الوطني الحر، إذا تمّت الانتخابات على أساس قانون الستين لإغلاق الأبواب على الشركاء في التمثيل في بيروت وجبل لبنان والشمال والبقاعين الأوسط والغربي، وتحقيق حجم نيابي يقارب ثلثي مجلس النواب الجديد.

في ملاقاة هذه الصلة دعت مصادر في الثامن من آذار إلى تطمينات تسهّل الحلحلة الحكومية، تتصل بإثبات حسن النيات تجاه قانون الانتخابات الجديد الذي ورد كتعهّد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية، بسقف زمني هو ما قبل الانتخابات المقبلة. وقالت هذه المصادر إنّ إبقاء الحديث عن القانون مغفلاً حتى تشكيل الحكومة، لا يطمئن لأنّ النقاشات قد استنفدت حول الصيغ المتداولة في اللجان النيابية، ولم يبق إلا الاختيار، بين قانون مختلط للنظامين الأكثري والنسبي، أو قانون الحكومة السابقة التي ترأسها الرئيس نجيب ميقاتي، وكلاهما موجود في المجلس النيابي ولا يحتاج إقرار أي منهما إلا للتفاهم على جلسة نيابية يمكن عقدها خلال أيام إذا تمّ التوافق على ذلك. وقالت المصادر طالما أنّ التيار الوطني الحر وتيار المستقبل يتمثلان برئاستي الجمهورية والحكومة، فإنّ ما يتفقان عليه سيكون حكماً أبرز ما سيعرض على الحكومة إذا كانت النيات بوضع قانون جديد، واستباق الحكومة بإقرار هذا المشروع في مجلس النواب سيطمئن الجميع ويبدّد الشكوك، خصوصاً انّ التيار الوطني الحر يتلاقى مع قوى الثامن من آذار على النظر لقانون النسبية كأساس للعملية الإصلاحية، وتيار المستقبل يمثل أبرز وأكبر كتل الرابع عشر من آذار. والتوافق هنا يُنهي الأمر في مجلس النواب، علماً أنّ إقرار القانون نيابياً لا يحتاج إلا للأكثرية العادية، بينما يحتاج إقرار مشروع القانون في الحكومة إلى الثلثين.

لم تسفر مفاوضات اليومين الماضيين عن معطيات جديدة تؤشر الى ولادة الحكومة نهاية الأسبوع الحالي أو في المدى المنظور رغم مرور الشهر الأول على التكليف في ظل تمترس قوى التشكيل بمطالبها وشروطها الأمر الذي يضع رئيسا الجمهورية والحكومة أمام خيارات صعبة كتوقيع مرسوم تشكيل الحكومة بمن حضر أو الانتظار والرهان على حكمة الأطراف في تغليب مصلحة الوطن على مصالحها.

رغم أجواء التشاؤم التي خيّمت أمس، على المسار الحكومي والتعقيدات التي برزت، غير أن جهود المعنيين لم تتوقف عبر جوجلة الصيغ ونقاش الخيارات وتذليل العقد الأخيرة. وأشارت مصادر مطلعة لـ “البناء” الى أن “رئيس الجمهورية يعمل جاهداً ويواصل الاتصالات لتشكيل حكومة ثلاثينية تتمثّل فيها كل القوى السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية”، ولفتت الى أن “الرئيس ميشال عون يرى أحقية تمثيل الحزب السوري القومي الاجتماعي ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان في الحكومة اللذين دعما وصوله الى رئاسة الجمهورية بحقائب أساسية أكثر من قوى أخرى”. في المقابل تتحدّث أوساط سياسية لـ “البناء” عن “إصرار الرئيس المكلف سعد الحريري على تشكيل حكومة من 24 وزيراً”، وتستبعد المصادر في الوقت نفسه “تشكيل الحكومة قريباً وأن الأمور لا تزال معقدة”.

الاخبار: بري: لا أحد يهدّدني

كتبت “الاخبار”: رغم إلحاح الرئيس نبيه بري على الرئيس سعد الحريري لتفويضه بحل عقدة الحقيبة الوزارية لتيار المردة، أقفل الرئيس المكلّف تأليف الحكومة باب الحلول، مكتفياً بتحميل غيره مسؤولية تأخير ولادة الحكومة

لم يعد الأمر يتعلق بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. رئاسة الجمهورية والقوات ماضيان في توطيد العلاقة أكثر وتوحيد الصف والتصدي لمحاولات التفرقة بينهما.

فرئيس جهاز التواصل يزور بعبدا بعيداً عن الأنظار، والنائب إبراهيم كنعان يؤكد وجوب احترام مرجعية التوزير عند المسيحيين (التي تتمثل ببعبدا ومعراب حصراً) كما تحترم مرجعيات التوزير الطائفية الأخرى. وعلمت “الأخبار” أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استأنف لقاءاته مع مسؤول جهاز التواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي بحضور كنعان في قصر بعبدا هذه المرة، وكان لقاؤهما أول من أمس إيجابياً جداً، اتفق بموجبه على وحدة الموقف بين بعبدا ومعراب من جهة في ما يخص تشكيل الحكومة، وترتيب زيارة لرئيس حزب القوات سمير جعجع إلى القصر الجمهوريّ لتهنئة الرئيس قريباً. ورغم الإجماع السياسي على إعطاء القوات كل ما تريده شرط احترام تمثيل الآخرين أيضاً والالتزام بما قاله الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري عن وجوب توزيع الحقائب كما وزعت في حكومة الرئيس تمام سلام، تواصل القوات اللبنانية محاولة الظهور بمظهر المستهدَف.

وأمس دخل كنعان على خط الدفاع عن “نفخ القوات” بالتأكيد أن هناك من “ألغى الدور المسيحي 26 عاماً، فيما لم ولن نلغي نحن أحداً، بل انتخبنا رئيس جمهورية ونسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع”. ورأى أن المطلوب “احترام مرجعية التوزير عند المسيحيين كما تحترم مرجعيات التوزير عند سائر الطوائف”، في وقت تؤكد فيه معلومات “الأخبار” أن السبب الرئيسي لعدم إعلان الحكومة هو المشكلة الشخصية بين العماد عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية؛ فالرئيس نبيه بري يقترح يومياً إسناد حقيبة التربية إلى تيار المردة الذي سيقبل بها على مضض بضغط من بري، إلا أن التيار الوطني الحر يرفض فتح أيّ ثغرة في الحائط المسدود. ويفيد التذكير دائماً بأن الملف الوزاري لدى التيار في عهدة الوزير جبران باسيل، والأخير ماض في زيارته الخارجية.

وكان بري قد علق أمس أمام زواره في عين التينة على الأزمة الوزارية بالقول إن أحداً لا يهدده بمهل نهائية لإصدار مراسيم الحكومة وفرضها على الجميع، قائلاً: “لا أحد يهددنني. لا يخيفني إلا الله”. وذكّر بري بإبدائه أمام رئيس الجمهورية والرئيس المكلف استعداده لحل مشكلة فرنجية، وتحديداً إقناعه بالتربية، في حال أوكل اليه الرئيسان هذه المهمة، لكنه لاحظ أن الرئيس الحريري لم يتحمس للعرض، مكتفياً بالقول في لقاء الثلاثة في قصر بعبدا، على هامش الاحتفال بعيد الاستقلال، إنه يريد مزيداً من التشاور. ويعقّب بري: “صارت الآن مسؤولية الرئيس الحريري. أنا جاهز لهذا المسعى، وقلت إنني مستعد له كما لمسعى لدى النائب وليد جنبلاط إذا كان الأمر يتطلب ذلك، فتصدر بعد ساعتين فقط مراسيم الحكومة. أنا موافق على أن يسوَّد وجهي أنا مع حلفائي وليس هم”. وأعاد تأكيد تمسّكه بالمقاعد الخمسة للشيعة، والحقائب الأربع، وهي المال والاشغال العامة والصناعة والشباب الرياضة ووزير دولة للوزير الخامس. وحرص رئيس المجلس على الفصل التام بين المشكلة الحكومية وعلاقته برئيس الجمهورية التي وصفها بأنها جيدة ولا تشوبها شائبة، وهو أبدى له في قصر بعبدا الاستعداد الكامل لتعاون.

من جهته، لا ينوي حزب الكتائب تفويت فرصة الفراغ من دون “مبادرة جديدة”؛ فقد أشارت مصادره إلى نيته المطالبة بحكومة تكنوقراط أساسها مختصون بالشأن الانتخابي، لوضع مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية. وسيبدأ الكتائب “حملة” لمواجهة محاولة تطيير إقرار قانون جديد للانتخابات. ويرى الكتائب أن هذه المحاولة تجري عبر تأخير تأليف الحكومة. وبرأي “الكتائب”، فإن إقرار قانون جديد للانتخابات هو ما يؤمّن صحة تمثيل المسيحيين، لا الاتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

الديار: اختلاق خلاف ماروني ـ ماروني وهمي لاضعاف المسيحيين يرعاه بري بكل قوته عون مشلول بالفراغ الحكومي المقصود وسقوط حلب يعني اكبر انتصار للاسد وحزب الله

كتبت “الديار”: معركة حلب تجري الان ويقوم الجيش السوري بتنظيف احياء كاملة والسيطرة عليها، وقد أصبحت حلب شبه ساقطة بأيدي الجيش السوري وحزب الله وحلفائهم، ويبدو ان العاصمة الثانية في سوريا حلب، التي كانت تضم خمسة ملايين نسمة، تعود الان الى حضن الشرعية السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد، لكن المقاتلين يقاتلون حتى آخر رمق، والتقدم العسكري للجيش السوري قوي ولكن بطيئاً لان المقاومة شرسة للغاية.

هذا وتقدم الجيش السوري مسافة 8 كيلومترات داخل حلب، على خط أفقي، أما في خط العمق فقد تقدم مسافة كيلومتر ونصف.

وانسحب 20 الف مدني من حلب الى ان وصل العدد الى 40 الف مدني انسحبوا من مناطق التكفيريين الى مناطق النظام، وناشدت الامم المتحدة دول العالم للتحرك من اجل ايجاد مكان للنازحين من حلب، الذي سيصل عددهم الى نصف مليون ومليون لاجئ من حلب الى خارجها.

اما تركيا فأغلقت أبوابها مع سوريا، وسترفض استقبال أي لاجئ سوري، وقالت صحيفة “حريات” التركية، ان الجيش التركي، اذا اضطر الامر سيدخل الأراضي السورية ويقيم منطقة عازلة يجعلها مخيمات للاجئين السوريين الذين يخرجون من حلب.

هذا الامر سيؤدي الى تأزيم الوضع، لكن سقوط حلب بيد الرئيس بشار الأسد سيؤدي الى تغيير الوضع بالدرجة الأولى في سوريا في ميزان القوى ويصبح الرئيس السوري اقوى بكثير، ويتوجه الجيش السوري نحو ادلب لفتح طريق حلب ـ دمشق، وفي ذات الوقت، يتغير الوضع في لبنان، حيث سيكون له تأثير كبير على الساحة اللبنانية لأن هذا الانتصار هو اكبر انتصار ايضا لحزب الله.

اما على صعيد الوضع الداخلي، فكما قام عون من الفراغ الرئاسي، يبدو ان هنالك خطة لفراغ حكومي امامه، وها هو الأسبوع الثالث قد انتهى وعون ليس له قدرة على تشكيل حكومة مع الحريري والخلاف كبير، وقد تأكد الخلاف بتصريح جعجع بأن القوات تريد وزارة الاشغال، والرئيس بري كان قد قال من وعد القوات بالاشغال فليعط من حصته، فقد كانت الاشغال بيد حركة امل.

النهار: رسائل مباشرة ضد حكومة الأمر الواقـع الدولة تتغاضى عن “سرايا” غير قانونيّة

كتبت “النهار”: في غياب أي بشائر في ملف التأليف الحكومي، ووسط أجواء من الجليد في الاتصالات تنافس صقيع اهدن تتطاير فيها المواقف من كل حدب وصوب لتكشف عن نيات تتجاوز الحقائب الوزارية الى ما هو أبعد منها، يستبشر اللبنانيون خيراً بقدوم موسم الأمطار كي لا يصيبهم الجفاف على كل المستويات. فقد توقّعت مصلحة الأرصاد الجوية أن يكون الطقس اليوم غائماً مع انخفاض لدرجات الحرارة، وتشتد سرعة الرياح (85 كيلومتراً في الساعة) ويرتفع معها موج البحر وتتساقط أمطار متفرّقة، وتشتد من حينٍ الى آخر مترافقة مع عواصف رعديّة أحياناً. أما الخميس، فيكون غائماً وممطراً بغزارة أحياناً مع عواصف رعدية ورياح شديدة وانخفاض اضافي لدرجات الحرارة تتساقط معها الثلوج ليلاً على ارتفاع 1700 متر وما فوق.

سياسياً، التزمت دوائر بعبدا الصمت، وتركت الاجابة المباشرة لـ”تكتل التغيير والاصلاح”. أما “بيت الوسط”، فأفادت مصادره ان الاتصالات مستمرة وان بوتيرة تراجعت عن الايام السابقة. ورفضت التعليق على ما سرّب عن امكان توقيع الرئيس ميشال عون مراسيم التأليف قريباً. في المقابل، قال الرئيس نبيه بري: “أنا لا أحد يهددني ولا أخاف إلّا الله”. وأكّد أنه لا يزال عند موقفه من تأليف الحكومة. ونقل زواره : “في اختصار الكرة ليست في ملعبي ولم يعد لدي شيء أقوله”.

وتوقعت مصادر سياسية ان تبصر الحكومة النور هذا السبت اذا استجاب الأطراف المعترضون لما هو معروض عليهم، خصوصاً ان المعروض عليهم يأخذ في الاعتبار معظم مطالبهم، وهذا الاتجاه يفترض ان تبلوره اتصالات الساعات المقبلة. وقالت المصادر لـ”النهار” إن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف في اجتماعهما الأخير بحثا في خيار حكومة الامر الواقع، وما يمكن ان يترتب عليه من نتائج، إما بالموافقة على تشكيلة “لا رابح ولا خاسر” فتمضي الحكومة في عملها، وإما بإسقاطها في مجلس النواب فتصبح هي حكومة تصريف الاعمال بدل حكومة الرئيس تمّام سلام، ريثما تجرى استشارات تكليف وتأليف جديدة.

وفيما يبدي أطراف حماسة لهذا الخيار، يشير مقربون من العهد الى ان هذا الخيار ليس محسوماً لا بل يتحدّد في ضوء الاتصالات المنتظر ان تتكثف اليوم وغداً. وتشير المعطيات الى ان الهجوم على العهد من خلال الوزير جبران باسيل كان بمثابة رسالة استباقية بعدما رشح الاتجاه الرئاسي عقب اجتماع بعبدا الى اعلان حكومة بمن حضر اذا استمرت الاعتراضات القائمة على حالها.

وأوضحت مصادر متابعة لـ”النهار” ان الخلاف قائم وفق مقاربتين: الأولى من الرئيس ورئيس الوزراء المكلف تعتمد الوزن السياسي للقوى المشاركة، والثانية نقيضها ويؤيدها بري و”حزب الله” وتقوم على تمثيل معياره عدد نواب كل كتلة.

وليلاً صدر عن اجتماع الحوار الثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” بيان جاء فيه ان المجتمعين بحثوا في تطورات تشكيل الحكومة وضرورة انجازها في أسرع وقت ممكن للاستفادة من المناخات الايجابية في البلد.

المستقبل: اول الغيث اليوم.. والدولة تتأهب لمواكبة العاصفة حوار 37 يستعجل التأليف.. وفرنجية متمسّك بحقيبته

كتبت “المستقبل”: مع انقضاء شهر العهد الأول من دون أن تبصر حكومته الأولى النور بعد، بدأ منسوب القلق الرئاسي يرتفع ووتيرة التعبير عنه تتصاعد خشية استنزاف الزخم العوني من خلال “وضع العصي في دواليب الحكومة العتيدة” وفق تعبير أمين سر تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ابراهيم كنعان أمس، في وقت كان تشديد مشترك بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” على ضرورة استعجال عملية التأليف وإنجاز التشكيلة الحكومية “في أسرع وقت ممكن” كما دعا حوار عين التينة ليلاً بعدما خاضت جولته الـ37 في نقاش وصفته مصادر المتحاورين لـ”المستقبل” بــ”الصريح” حول مسار المفاوضات الحكومية وما يعترض هذا المسار من مطبات ومتطلبات لا تزال تحول دون إعلان تشكيلة حكومة العهد. وفي الأثناء تتكثف المشاورات المتقاطعة بين أكثر من جهة لتقريب وجهات النظر السياسية حيال خارطة توزيع الحقائب الوزارية مع التركيز بشكل محوري على حصة “تيار المردة” في الحكومة العتيدة، وسط إبداء رئيس التيار النائب سليمان فرنجية رغبته بنيل حقيبة وازنة للمشاركة

في الحكومة، موضحاً مساءً لـ”المستقبل” بالقول: “نشارك بإحدى الحقائب الثلاث الاتصالات أو الأشغال أو الطاقة، أو لا نشارك”.

اللواء: عون وحزب الله: أزمة عابرة أو متفجّرة؟! برّي يريد مفاوضات مباشرة حول الحقائب.. والحريري قريباً في عين التينة

كتبت “اللواء”: هل انفجر الموقف بين رئيس الجمهورية ميشال عون وحليفه “حزب الله”؟

وهل ما يحدث بين الطرفين أزمة عابرة أم متفجّرة؟

مع التسليم من قبل بعبدا وعين التينة و”بيت الوسط” واوساط المعنيين برؤية حكومة جديدة في لبنان، بأن الأزمة لم تعد تقتصر على توزيع الحقائب على الكتل والتيارات السياسية، وإنما يقف وراء الأزمة مخاوف من ترددات الخيارات السياسية والتحالفات والتوازنات، بين نهج يقوده “تحالف معراب” ممثلاً “بالتيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، وآخر يعبر عنه الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل”.

وإذا كان “حزب الله” يتجاهل في اعلامه الرسمي الأزمة التي تلف العلاقة مع رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، ويتجنب بصورة مباشرة إظهار التباين مع الرئيس عون، متمسكاً باستراتيجية الاستقرار والحوار مع تيّار “المستقبل”، حيث عقدت أمس الجلسة رقم 37 بين الحزب وتيار “المستقبل” وتناولت إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، وتشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن، وعدم الاطاحة بالمناخات الإيجابية التي سادت البلد، فإن البيئة المحيطة به والاوساط المقربة من قيادته، فضلاً عن الوسائط الإعلامية المرتبطة به، تقترب أكثر فأكثر من اشهار “النقزة” من العهد وفريقه وتحالفاته.

الجمهورية: التأليف عالق في التجاذبات… والقوى السياسية تتقاذف كرة التعطيل… ولا مخارج

كتبت “الجمهورية”: ما زال مصير الحكومة مجهولاً، وليس في مسار التأليف المعقّد والصراع المحتدم بين إرادة التعجيل والتعطيل، ما يؤشّر إلى ولادة وشيكة، أو ولادة سليمة تُخرج إلى النور حكومةً يُراد لها أن تكون كاملة المواصفات. وما بين إرادتَي التعجيل والتعطيل، يَستفحل الملل أكثر فأكثر من جرّاء التجاذبات السياسية والتباينات حول أكبر الأمور وأصغرِها. فحركة التأليف تبدو مفَرملة ولا جديد فيها سوى القول “ما زالت الاتصالات جارية”، من دون أن تظهر لهذا الكلام أيّ ترجمة عملية على أرض الواقع.

الجميع يقِرّون بوجود تعقيدات، ومع ذلك ينأون بأنفسهم عنها ويتبرّأون منها، وجميعهم من دون استثناء يُظهرون تسلّحهم بإرادة التسهيل والتعجيل، لكن في الترجمة تبدو إرادة التعطيل أو التأخير هي الأقوى والغالبة على كلّ شيء، وأمّا أصحابها فمجهولو الهوية، فيما القوى السياسية على اختلافها مشغولة بإلقاء تهمة التعطيل على بعضها البعض، ما يَرسم صورة قاتمة عن الآتي من الأيام.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى