محاولة عرض الحرائق كانتفاضة نار هي مناورة اخرى من السياسيين للتخويف: اليكس فيشمان
توجد أدلة واضحة على أعمال إحراق مقصودة. فمواد الاشعال وجدت في زخرون يعقوب وفي أماكن أخرى. توجد أدلة على أشخاص شوهدوا وهم يشعلون النار كما يوجد معتقلون يرتبطون بهذا الشكل أو ذاك لاشعال الحرائق. فضلا عن ذلك، فان جهاز المخابرات – “الشاباك” ما كان سيدخل الى التحقيق لو لم يكن هناك اشتباه بان الحديث يدور عن اشتعال للنيران على خلفية قومية. ولكن من هنا وحتى عرض موجة الحرائق في الايام الثلاثة الاخيرة كـ “انتفاضة نار” – فان المسافة لا تزال بعيدة.
محافل رفيعة المستوى في جهاز الامن أيضا لا تزال غير مستعدة بعد لان تتبنى هذا التعريف. فضلا عن ذلك، فانها تشكك بالمعطيات التي عرضها أمس الوزراء وتفيد بان 60 – 70 في المئة من الحرائق هي اشعال مقصود. ولكن عندما يسمي رئيس الوزراء هذا ارهابا، حتى وان لم يقل بان الحديث يدور عن العرب، ينشأ الارتباط الذي يفترض بان يفهمه كل شخص بان “هذه موجة ارهاب، العرب يحرقون الدولة”. وعندما يضاف الى ذلك حظر اجازات تفرض على خريجي الدورات في الجيش الاسرائيلي ينشأ احساس بالطواريء الوطنية مما يغير جدول الاعمال ويملي باننا في حرب. كما أن قيادة عرب اسرائيل فهمت الرسالة التي وجهتها سلسلة من الوزراء وهم يرتدون السترات العملية الى السكان اليهود وسارعت الى شجب مشعلي الحرائق وعرض المساعدة على المواطنين الذين أخلوا منازلهم.
ان القرار بابقاء خريجي الدورات في الجيش الاسرائيلي في قواعدهم ينبع من المعنى البسيط بان ليس لدولة اسرائيل أرصدة من القوى البشرية التي يمكنها أن تشكل غلافا لازمة في اثنائها يخلى عشرات الالاف من منازلهم. فليس لمنع الاجازات هذا أي صلة بوضعنا الامني. اذا ما خبت النار اليوم وبدأ الناس يعودون الى بيوتهم – فستستأنف الاجازات.
ان موجة النار في الايام الاخيرة شاذة بكل مقياس ممكن. فأكثر من مئة حريق في اليوم، في مواقع مختلفة في كل أرجاء البلاد، بشدة غير مسبوقة هي حدث بحجم لم يشهده جهاز الاطفاء في دولة اسرائيل مثيلا له. فالحريق الكبير الاول في منطقة نتاف سببه الاهمال. وكقاعدة، فان معظم الحرائق في الدولة هي نتيجة إهمال الناس. والعامل المركزي الذي أثر على شدة النار وعلى عدد البؤر هو حالة الطقس الجافة والرياح الشديدة. ما يمكن مع ذلك التلميح على قاسم مشترك قومي ما لهذه الموجة هو حقيقة أن معظم الحرائق الكبرى تمت في داخل الخط الاخضر، في بلدات يهودية.
ان اشعال الحرائق على خلفية قومية لم يكن حتى اليوم عنصرا بارزا في الارهاب الفلسطيني ضد اسرائيل. فهذه الحرائق تمت اساسا على خط التماس، كنتيجة لالقاء زجاجات حارقة. وعلى مدى السنين اعتبرت أعمال اشعال الحرائق سلاحا هامشيا في ترسانة الارهاب. دعوة مؤطرة للفلسطينيين لاشعال الغابات في اسرائيل ظهرت في مناشير وزعت في اثناء الانتفاضة الاولى. قبل بضع سنوات اعتقلت خلية اشعلت النار في غابة في جبال القدس ولكن هذه كانت حالة شاذة. ينبغي الافتراض – واذرع الامن تأخذ هذا بالحسبان والى هناك ايضا يسير جزء من اتجاهات التحقيق – بان قسما من الحرائق في الايام الاخيرة قام بها مقلدون عملوا في أعقاب الحرائق الكبرى في يوم الاحد، والتي خلقت صدى جماهيريا الى جانب ضرر جسيم بالاملاك. والافتراض هو أن قسما من المقلدين هم من محبي اشعال الحرائق وقسما عملوا على خلفية قومية. وينتقل التحقيق الان الى المستوى الاستخباري. فجهاز المخابرات يبحث عن الاشخاص أو التنظيمات هذه وبالتوازي يبحث عن المحرضين على اشعال الحرائق في الشبكات الاجتماعية. يوجد منذ الان معتقلون وسيكون المزيد من المعتقلين. اذا لم يتبين في التحقيقات، بيقين، بان الحديث يدور عن تنظيمات منسقة لخلايا ارهاب تمت تفعيلها من مركز واحد لتنفيذ احراقات متزامنة، فان كل محاولة عرض الاحداث كانتفاضة نار هي مناورة اخرى من السياسيين للتخويف ولصرف الانتباه.
إن أجهزة اطفاء النار، الشرطة والجهاز الطبي قاموا بعملهم بشكل جدير بكل ثمن. ولكن في هذه الاحداث يكمن اختبار آخر لسلطة الطواريء الوطنية وقيادة الجبهة الداخلية. فالحرائق في غابات الكرمل هي أحد السيناريوهات المعقولة لحالة اطلاق الصواريخ من لبنان. واخلاء السكان هو جزء مرافق لهذا السيناريو. اذا لم يتم صباح غد ايجاد حل مرتب لعشرات الالاف ممن بقوا بلا مأوى – فاننا نكون لم ننجح بعد في الاختبار.
يديعوت