الدجل العالمي حول حلب
غالب قنديل
منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سورية ظهرت حملة الكذب المنظم التي واكبت العمليات العسكرية الإرهابية التي استهدفت الناس والقوات المسلحة في سائر المناطق السورية ورغم انكشاف الكثير من الحقائق والوقائع الصارخة ما تزال عمليات التزوير والدجل والخداع مستمرة ومتواصلة بلا انقطاع .
أي متابع لوسائل الإعلام الغربية والخليجية والتركية يلاحظ تناغمها في شن حملات إعلامية ضخمة تتفجع على حلب وبقليل من التأني يمكن تبين الخداع الكبير في كل ما يقال ويبث وينشر عن المعارك الجارية بين الجيش العربي السوري والعصابات القاعدية الأخوانية التي تحتل الأحياء الشرقية من المدينة.
اولا تفرض الحملات الإعلامية تعتيما كليا على واقع المدينة الجغرافي والعسكري لترسم صورة افتراضية عن مدينة يهاجمها الجيش ويقوم بقصفها في حين ان احياء رئيسية من حلب يتواجد فيها مئات الآلاف من السكان تعرضت وتتعرض لقصف عشوائي من مواقع سيطرة العصابات الإرهابية التي تحتل الأحياء الشرقية من المدينة وارتكبت بقصفها مذابح موصوفة ضد الأهالي لم يتطرق لها طابور الدجل الإعلامي متعدد الجنسيات ولا استحقت أسف بان كي مون او موفده ورجل فيلتمان السيد دي ميستورا.
ثانيا تجاهلت المنابر الإعلامية المحتشدة في حملة التفجع على الميدنة الحقائق التي اظهرتها الأحداث مرارا عندما فتحت وحدات الجيش السوري مؤخرا ممرات لخروج الأهالي من الأحياء الشرقية المختطفة فقد منعت الجماعات المسلحة خروج العائلات من تلك الأحياء واحتجزت الناس عنوة لتستخدمهم كدروع بشرية تحتمي خلفها كما عتمت تلك الوسائل على مبادرات وقف النار المتكررة التي اعلنت رسميا من موسكو ودمشق في حين ان حاصل التفجع والتباكي هو خلق ضغوط معنوية لحماية إرهابيي القاعدة داخل الأحياء الشرقية لحلب وعرقلة أي اتفاق لوقف القتال يتضمن إخراج المسلحين من تلك الأحياء كما اظهرت اقتراحات دي ميستورا التي رفضتها الدولة الوطنية السورية.
ثالثا تتحدث تلك الوسائل الإعلامية عن الجماعات المسلحة بوصفها قوات مدافعة عن المدينة في حين انها تنتمي إلى الفئة العسكرية التي اعترف وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري إنه يصعب الفك بينها وبين مسلحي القاعدة أي إنها جماعات إرهابية تكفيرية لا صلة لها بفرضية الثورة والثوار الذين تلغو بذكرهم المنابر الإعلامية لحلف العدوان الذي يموله عتاة الرجعية والتخلف الاستبدادي في البلاد العربية وهم يتناولونهم جمعا من غير الإشارة التعريفية الملزمة موضوعيا لتسمياتهم وعقائدهم ولجنسياتهم قادة وعناصر فماذا يفعل خليط مشايخ التكفير وبينهم السعودي والمصري والطاجيكي والشيشاني والإيغوري والتركستاني في حلب وما صلتهم بالشعب السوري أوبمستقبل سورية الذي يرسمون له إمارات استبدادية دموية على صورتهم ؟!
رابعا تطمس الحملات الإعلامية حقيقة ارتباط تلك الجماعات المسلحة بغرف عمليات قيادية متعددة الجنسيات داخل الأراضي السورية وخارجها ويكفي الاطلاع على هويات القادة العسكريين والاستخباراتيين المتواجدين في تلك الغرف وعلى ما يضعونه بتصرف المسلحين من قدرات عسكرية ومن معلومات تحتشد لضخها شبكة عالمية للأقمار الصناعية لتثبت صفة الحرب على سورية بوصفها عدوانا عالميا تقوده الولايات المتحدة اما عن موارد السلاح والمال طيلة السنوات الست المنصرمة فحدث ولا حرج ويكفي ان تكون حكومات تركيا وإسرائيل والسعودية وقطر والأردن تعمل حتى اليوم جنبا إلى جنب في إدارة شبكات هذه الحرب العدوانية وفي سائر خطط التدريب والتهريب المرتبطة بها.
خامسا الصورة الواقعية هي ان احياء حلب الشرقية مختطفة من جماعات إرهابية والجيش السوري وحلفاؤه يعملون على فك أسرها وان معامل حلب سرقت وأسواقها دمرت وان غالبية اهلها يعرفون حقيقة ان الجيش السوري هو قوة تحرير ومقاومة لحمايتهم ولفرض الأمن والاستقرار والتصدي للراغبين في تمزيق سورية وتدميرها والجرائم التي تستهدف الأهالي هي فعل عدوان تنفذه عصابات عميلة يديرها الصهاينة وحلفاؤهم في المنطقة بقيادة اميركية.
ختاما إن نقد وتفكيك الروايات الكاذبة والتعابير المزيفة الهادفة لتوليد انطباعات عكسية ولتعميم تسميات خادعة يجب ان يكونا هدفا مستمرا لأي عمل إعلامي وطني في سياق الدفاع عن سورية وعن المنطقة وهو امر يجب ان يتواصل السعي إليه مع استمرار عمل آلة الدجل العالمية التي شكلت اكاذيبها حول سورية فضيحة مجلجلة.