الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

 

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: 18 طياراً ينضمون إلى قاعدة حماه الجوية طلائع عسكرية مصرية في سوريا

كتبت “السفير”: “القفزة الصغيرة التي تحتاجها العلاقات السورية المصرية كي تعود إلى طبيعتها”، والتي تحدث عنها قبل أربعة أيام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قد تكون حدثت، وتنتظر تكريساً قريباً مع وصول ديبلوماسي مصري رفيع إلى دمشق، قد يكون وزير الخارجية سامح شكري أو أحد كبار مساعديه.

فالمصريون توقفوا عن مراقبة ما يجري في سوريا دون أن يتحركوا، وقرروا الذهاب أبعد من استطلاع ما يجري على جبهة الشام ومجالهم الأمني القومي، إلى الانخراط تدريجياً، في سوريا. فمنذ الثاني عشر من هذا الشهر، تعمل في قاعدة حماه الجوية وحدةٌ مصرية تضم 18 طياراً، ينتمون إلى تشكيل مروحيات بشكل خاص. وليس مؤكداً أن الطيارين المصريين قد بدأوا المشاركة أم لا في العمليات الجوية، لكن انضمامهم الى عمليات قاعدة حماه، واختيار الطيارين من بين تشكيل الحوامات المصرية، يعكس قراراً مصرياً سورياً بتسريع دمج القوة المصرية، لأن الجيش المصري لا يزال يملك، برغم أمركة أسلحته الجوية الواسعة في الثمانينيات، أسرابا من 60 مروحية روسية من طراز “مي 8″، فيما لم يتبقَّ من الخمسين مروحية سورية من الطراز ذاته، بعد خمسة أعوام من القتال، إلا النصف تقريباً، وهي مروحيات تطلق صواريخ غير موجهة، ومخصصة لنقل القوات الخاصة، وقادرة على العمل بسرعة في مسارح العمليات السورية.

تَقَدَّم الوحدةَ عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية. وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات. وقالت مصادر عربية مطلعة لـ “السفير” إن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما الى دمشق قبل شهر. وشملت العمليات التقييمية للضباط المصريين معظم الجبهات، وكان آخرُها الجبهة الجنوبية، في القنيطرة، وخطوط فصل القوات مع الجولان المحتل، ودرعا. وأمس الأول، شارك اللواءان المصريان في اجتماع تقييمي لمنطقة عمليات الفرقة الخامسة السورية التي تنتشر حول درعا. وقد عقد الاجتماع المصري السوري في مقر الفرقة السورية في مدينة ازرع، بعد زيارة استطلاعية قاما بها لقاعدة الثعلة الجوية في ريف السويداء.

والأرجح أن ما يجري ليس سوى ثمرة جهود واتصالات مصرية سورية، تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة، بعد سلسلة من اللقاءات الأمنية غير المعلنة بدأت قبل أكثر من عام بين القاهرة ودمشق. الوحدة المصرية وصلت بعد ثلاثة أسابيع من زيارة اليوم الواحد التي قام بها الى القاهرة في السابع عشر من تشرين الأول الماضي، أعلى مسؤول أمني سوري، اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، للقاء اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري. وتذهب مصادر عربية الى توقع أن يكون الانخراط المصري أكثر من عملية رمزية، برغم معانيها السياسية والاستراتيجية التي تمسُّ طبيعة الصراع الإقليمي حول سوريا، وأن تتعداها الى إرسال قوات صاعقة مصرية للمشاركة على نطاق أوسع في دعم الجيش السوري.

البناء: نجاح سوري ـ عراقي بقطع طرق داعش… وتركيا ترتجف على حدود الباب تراجع مكانة الخليج في الخطاب الغربي لصالح الانفتاح على الأسد وحزب الله الحكومة تراوح عند العقد وصيغة ثلاثينية تعتمد المثالثة بين 8 و14 والوسط

كتبت “البناء”: تتزايد حالات المراجعة النقدية للسياسات في المواقف الغربية الصاعدة إلى سلّم الحكم على كتف تغييرات أملتها الحرب التي دارت في الشرق الأوسط بين محور المقاومة، والمحور الغربي العربي المناوئ، والتي أسفرت عن بروز الإرهاب كتحدٍّ كبير مشترك، كما أسفرت عن فشل ذريع لمحاولة بناء أنظمة جديدة تابعة للغرب وتحت هيمنة دول الخليج ومستقرة سياسياً وأمنياً، بقوة تمثيل شعبي وشرعية ديمقراطية للإسلام السياسي المدعوم من الغرب والخليج لقطع الطريق على محور المقاومة، وخلق توازن جديد بوجهه. ففي البلدان التي استهدفتها رياح الخماسين التي هبّت مع “الربيع العربي”، من تونس إلى مصر وليبيا واليمن وصولاً إلى سورية، راوحت النتائج بين تعويم نسخة منقحة وضعيفة للنظام الذي كان قبل هبوب الرياح، ووضع مفتوح على مخاطر تغلغل الإرهاب والتطرّف، وبين فوضى أمنية ومشاريع حروب أهلية وإقليمية ودولية تحوّلت إلى حرب استنزاف لا مستفيد فيها إلا الإرهاب.

لبنانياً، تستمرّ المساعي لاستيلاد الحكومة الجديدة دون تورّط في ضرب مواعيد جديدة بعد سقوط موعد عيد الاستقلال. وبينما بشر رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بفرصة حكومة وحدة وطنية تضمّ الجميع، “مردة وكتائب وقوميين”، من ضمن صيغة الأربعة وعشرين وزيراً، مشيراً لعقد بسيطة يعمل على تذليلها، أوحى رئيس مجلس النواب ومثله أوساط الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، بالتفاؤل بقرب الولادة. بينما قالت مصادر مطلعة لـ”البناء” إنّ صيغة الثلاثين وزيراً عادت إلى الواجهة وفقاً لمعادلة المثالثة، بعشرة وزراء لتحالف الرابع عشر من آذار ممثلاً بتيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وشخصيات مثل الوزير ميشال فرعون، وعشرة وزراء لتحالف الثامن من آذار المتمثل بحركة أمل وحزب الله وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب طلال أرسلان والوزير السابق عبد الرحيم مراد، وعشرة وزراء لتكتل الوسط الذي يرتبط بتفاهمات مع أطراف في الثامن من آذار وأطراف في الرابع عشر من آذار، كحال تفاهم التيار الوطني الحر مع كلّ من حزب الله والقوات اللبنانية، وحال تمسّك النائب وليد جنبلاط بحلفه مع كلّ من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، ومع التيار الوطني الحر والنائب جنبلاط في الوسط، حصة رئيس الجمهورية كحَكَم بين الأطراف.

ورغم المناخ الإيجابي الذي عكسته احتفالات عيد الاستقلال في وسط بيروت ودبلوماسية “البون بون السياسي” الذي استعان به الرئيس سعد الحريري لكسر الجليد الحكومي والسياسي بين رئيسَي الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري، ورغم اللقاء الرئاسي الرباعي في قصر بعبدا والاجتماعات الثنائية في أروقته واللقاء المطول في أحد مكاتبه بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ومستشار الرئيس المكلف نادر الحريري، إلا أنها لم تنجح في إخراج التوليفة الحكومية من عنق الزجاجة ولو أعادت محركات الحريري إلى العمل وضخّت الدم السياسي في شرايين التفاوض وخفضت منسوب التشنّج بين الرئاستين الأولى والثانية الذي كاد يطيح بمساعي التأليف.

جولة جديدة من المفاوضات بدأها الرئيس المكلف مزوّداً هذه المرة بوعود التسهيل تمكّن من انتزاعها من رئيسَي الجمهورية والمجلس النيابي، إن في خلوة بعبدا أم عبر التشاور بين بري والحريري داخل السيارة التي اصطحبتهما معاً إلى بعبدا لتقبّل تهاني الاستقلال. فهل ينجح الحريري في الجولة الثانية بعد أن ارتطمت جهود الجولة الأولى بحائط المطالب الوزارية المرتفع والمنتفخ في ظلّ ما نقل عن الرئيس بري بأنّ قواعد جديدة ستحكم التفاوض الحكومي؟…..

الاخبار: العونيون يهدّدون: الحكومة قبل نهاية الشهر… وإلا تراجع قواتي جديد: الأشغال من حصة بري

كتبت “الاخبار”: دقّ الرئيس ميشال عون جرس الإنذار الأخير قبل إعلان التشكيلة الحكومية دون الرجوع إلى أيٍّ من القوى السياسية الأخرى، في مهلة أقصاها أسبوع واحد. كلام الرئيس أتى بعد أن راوحت العقد الحكومية مكانها، خاصة لجهة “الفيتو” العوني على منح تيار المردة حقيبة غير وزارة الثقافة لم تظهر بعد نتائج جرعات الأمل التي بثّها كلّ من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أمس وإيحاؤهما بأنّ العقبات الأساسية أمام تشكيل الحكومة قد ذُلّلت. لكن تطوّراً كبيراً حصل في مفاوضات تأليف الحكومة أمس، تمثّل بتراجع جديد للقوات اللبنانية عن مطالبها.

فبعدما كانت حقيبة الأشغال ونيابة رئيس مجلس الوزراء جائزة ترضية للقوات بعد الفيتو الذي واجه مطالبتها بحقيبة سيادية، دُفِعت القوات مجدداً إلى التراجع عن حقيبة الأشغال، في ظل إصرار الرئيس بري على المحافظة عليها، أسوة بـ”مبدأ” إبقاء الحقائب موزعة وفق ما كانت عليه في حكومة الرئيس تمام سلام، وعلى قاعدة أن “المتفاهمين مع القوات ملزَمون بتلبية مطالبها من كيسهم لا من حصص غيرهم”، بحسب ما تقول مصادر رئيس المجلس. لكن استبدال الأشغال بالصحة أو بغيرها من الحقائب للقوات، لم يؤدّ إلى تذليل كافة العقد التي تحول دون تأليف الحكومة، ما دفع رئيسي الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري إلى التهديد بأن “أمام القوى السياسية أسبوعاً واحداً للاتفاق وإعلان الحكومة الجديدة”، استناداً إلى مصادر التيار الوطني الحر. وإذا ما انقضت مهلة السبعة أيام من دون نتيجة، فسيتصرّف الرئيسان، ومن ضمن الخيارات فرض تشكيلة وفق الصيغة التي يريانها مناسبة. لكن مصادر قريبة من الرئيس الحريري تنفي الحديث عن مُهَل.

العقدة الرئيسية باتت متصلة بحقيبة تيار المردة. وعلى الرغم من كلام الوزير باسيل عقب اجتماع تكتل التغيير والإصلاح بأنه يرفض وضع فيتو على أحد، إن كان على مستوى التمثيل أو نوع الحقائب، فإنّ مصادر التيار الوطني الحر أكدت أنه “لا إمكانية لإعطاء النائب سليمان فرنجية سوى حقيبة الثقافة، فهذه هي حصته”، على قاعدة “إبقاء القديم على قدمه”. وترى المصادر نفسها أن كل “حقوق الرئيس بري ومطالبه تأمنت. وإذا أراد أن يمنح المردة حقيبة وازنة، فليمنحه إياها من حصته لا من حصص الآخرين”. وقالت المصادر:” سنمنح بري المزيد من الوقت من دون أن نضغط على أحد، لكن الوقت ليس مفتوحاً”. وتعوّل مصادر “التغيير والإصلاح” على دور سيؤديه الرئيس الحريري لتجاوز عقبة حقيبة المردة. وبالنسبة إلى تيار المستقبل “يحاول الحريري إسناد التربية إلى فرنجية الذي يرفضها، إضافة إلى رفض قاطع من التيار والقوات”. فيما تقول مصادر “الوطني الحر” إن عون أبلغ الحريري بأن “التربية من حصة رئيس الجمهورية أو تكتل التغيير والإصلاح”. وكان عون قد تلقّى رسالة من الرئيس المُكلف، مضمونها أنه “لا مجال لاقتطاع حقائب من حصة تيار المستقبل وإسنادها إلى أي فريق آخر”.

أما على الطرف الآخر، فلن تقبل حركة أمل بأقل من حقيبة أساسية للمردة الذي يعتبر أن المفاوضات حول التربية أصبحت وراءه، وقد جزمت مصادره لـ”الأخبار” بأن حقيبة الأشغال حُسمت لمصلحته. في حين أنّ مصادر برّي تؤكد أنّ “الأشغال ستكون من ضمن حصتنا”. وبرأي مصادر بري، فإنه بعد تذليل عقبة حقيبة تيار المردة “يبدأ البحث بيننا حول إمكانية تبادل الحقائب بيننا وبين فرنجية”.

الديار: المسؤولون في سفر والتشكيلة قد تتأخر وقطاع النقل الى الشارع غداً

كتبت “الديار”: العاملون على “الطبخة الحكومية” اشاعوا اجواء تفاؤلية عن ولادة قريبة للحكومة وحاولوا حصر العقد باثنتين أو ثلاثة ووصفها بالتفاصيل الصغيرة، وهنا يطرح السؤال، اذا كانت العقد بسيطة الى هذا الحد ما الذي يمنع اعلان الحكومة والمباشرة بالعمل في ظل الكمّ الهائل من الاعمال التي تنتظرها وأولها اقرار قانون جديد للانتخابات؟

اللافت ان تأخير التشكيلة الحكومية ربما كان اكبر وأبعد من عقد وزارية بل له علاقة بتوجهات البلد في ظل ما يجري في المنطقة وعدم وضوح الأمور قبل اعلان الرئيس الأميركي الجديد ترامب سياستة الشرق اوسطية وتحديداً تجاه لبنان، حيث لم يشر بكل أحاديثه الى الموضوع اللبناني، وبالتالي يعبأ الفراغ بزيارات الدعم العربية والاقليمية والدولية للبنان من الموفد الرئاسي السوري الى وزير خارجية ايران الى موفد الملك السعودي سليمان بن عبد العزيز الى الموفد القطري بالإضافة الى وفود اوروبية ورسائل دعم من كل رؤساء العالم، حتى ان الدعم السعودي قد يترجم ايضاً بزيارة وفد عسكري سعودي اوائل الاسبوع المقبل لبحث الهبة العسكرية السعودية للجيش اللبناني.

هذا الدعم للبنان، حتى من الدول التي تخوض اشتباكاً كبيراً فيما بينها في سوريا والعراق وليبيا واليمن، لم يستثمره المسؤولون اللبنانيون للإسراع بتشكيل الحكومة والابقاء على الاجواء الايجابية التي رافقت انتخاب رئيس للجمهورية، حيث بدأت هذه الايجابيات تتراجع نوعاً ما في ظل التعقيدات الحكومية والأسماء التي حفظها اللبنانيون جيداً منذ الطائف، ولم تقدم للبلد الا المشاكل على الحصص واجواء طائفية وتراكم الديون والعجز في كل شيء.

الخلافات ما زالت على حالها، والعقد ليست بالجديدة ورغم ذلك لم تحل ولم يتم تدوير الزوايا، وهذا ما يؤكد ان الخلاف ابعد من حكومة وحقائب، حتى ان اللبنانيين الذين تفاءلوا بتلاقي الرؤساء الثلاثة في مناسبة الاستقلال واعلان ولادة الحكومة فوجئوا بأن الدخان الابيض لم يصدر بعد “خلوة السيارة” بين الرئيسين بري والحريري، ولا بعد الخلوة الثلاثية في بعبدا، مصحوبة بلقاءات مكثفة بين المستشارين…..

من جهة اخرى، وفي ظل الكباش الحاصل على ملف تلزيم المعاينة الميكانيكية واقدام الشركة الجديدة التي نالت العقد على رفع الرسوم مقابل زيادة الخدمات ورفض قطاع النقل برئاسة بسام طليس رئيس قطاع النقل في حركة أمل للأمر ولجوء قطاع النقل الى اقفال ابواب المعاينات الميكانيكية منذ اكثر من شهر، مما فاقم المشكلة على المواطنين الذين سيدفعون المتأخرات المتراكمة، وهذا ما استدعى قراراً استثنائياً لوزارة الداخلية باتخاذ قرار لتسجيل السيارات لمدة 3 أشهر من دون معاينة ميكانيكية، لكن رئيس قطاع النقل بسام طليس اعتبر هذا الامر غير كاف وطالب بالغاء القرار كليا واعلن عن خطوات سيعلنها قطاع النقل اليوم لجهة اقفال مركز تسجيل السيارات في الدكوانة غداً والاعتصام امامه وهذا ما سيؤدي الى اقفال مداخل العاصمة الجمعة وتعطيل الحركة في البلد في ظل تحركات اصحاب “الفانات” على الطرقات الرئيسية، علما ان التيار الوطني الحر كان قد وصف مثل هذه التحركات بالمشبوهة والمعرقلة لمسيرة العهد عبر اقفال بيروت والتسبب بتعطيل مصالح الناس حيث من المفترض انتظار تشكيل الحكومة لمعالجة الامر وبالتالي فان المواطن هو مَن يدفع الثمن دائماً عبر احتجازه على الطرقات ودفع متأخرات الميكانيك.

النهار: قطر بعد السعودية… والحكومة في “المربع”!

كتبت “النهار”: اذا كان “مشهد الاستقلال” الذي راهن عليه كثر لإخراج أزمة تأليف الحكومة من عنق الاجتماع الرباعي الرئاسي الذي ظلل استقبالات قصر بعبدا مرّ مخيباً، فيبدو ان الموجة الجديدة من الرهانات عادت لتتجدد في الساعات الاخيرة على طريقة “المشي على الحبل” المشدود. والحال أن المعطيات التي تحدثت أمس عن تقليص العقبات المتبقية أمام استكمال التركيبة الحكومية لتنحصر في ثلاث حقائب فقط، بات بمثابة الهامش الأخير الذي من شأنه ان يشكل اختباراً حاسماً لحقيقة المجريات التي حاصرت عملية التأليف. وهذا يعني ان أياماً قليلة قد تكون كافية لتبين ما اذا كانت معركة “الشهيات ” المفتوحة والاحجام السياسية داخل الحكومة تقف وراء عرقلة التأليف، أم ان قطباً مخفية تطارد اقلاع عهد الرئيس ميشال عون وترسم خطوطها الحمر أمامه، علماً ان مزيداً من العرقلة المحتملة سيؤدي أيضاً الى اثارة شكوك كبيرة في استهداف شخص الرئيس المكلف سعد الحريري نفسه في مهمته. وقد رسخ هذا الانطباع تقاطع “اعلان النيات” الحسنة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل اللذين التقيا على تأكيد تقليص الفجوات أمام تأليف الحكومة مثبتين ضمناً طول باع كل منهما في مجريات التأليف سلبا أو ايجابا.

وقالت مصادر معنية بالمشاورات الجارية منذ الثلاثاء الماضي لـ”النهار” إن عملية التأليف تكاد تنحصر في “مربع” النائب سليمان فرنجية الذي أفردت له نهائياً حقيبة التربية بعدما ثبتت حقيبة الأشغال في حصة الرئيس بري في مقابل افراد الصحة لـ”القوات اللبنانية ” بدل الاشغال. وأشارت الى انه اذا توافرت نيات التسهيل فعلا فان توافقا لا يبدو صعبا بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس على وزير شيعي يعد من حصة الرئيس عون بعد التوافق بينهما على اسمه. لكن المفارقة التي رسمت علامات الشكوك حول مشروع المخرج الطروح تمثلت في ان اوساط “تيار المردة ” أكدت ليلاً لـ”النهار” ان النائب فرنجية لم يتبلغ أي عرض جدي في صدد حقيبة التربية، علما انه لا يزال متمسكا باحدى الحقائب الثلاث الاتصالات أو الاشغال أو الطاقة. كما ان أوساط “القوات اللبنانية” اكدت بدورها انها لم تتبلغ تبديل حصتها في التشكيلة الحكومية….

المستقبل: أمير قطر يهنئ عون ويدعوه إلى الدوحة.. والحريري ينوّه بالحرص الخليجي على تعافي البلد لبنان في كنف العرب

كتبت “المستقبل”: من زيارة موفد خادم الحرمين الشريفين أمير مكة الأمير خالد الفيصل وما جسدته من ثقل وازن في ميزان الاحتضان العربي للعهد اللبناني الجديد، إلى زيارة موفد أمير قطر وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وما كرسته من حرص خليجي متفاعل على إعادة الزخم للعلاقات العربية – اللبنانية، وصولاً إلى ما سيليهما من زيارات مماثلة في الأهداف الداعمة لاستنهاض الدولة في لبنان، مروراً بانعقاد مؤتمر اتحاد المصارف العربية اليوم في بيروت وما سيعقبه من انعكاسات ومؤشرات مالية واقتصادية إيجابية بدأت طلائعها تلوح في الأفق الوطني استثمارياً وتجارياً وسياحياً.. مسار واحد بخلاصة بديهية واحدة تؤكد انقشاع “غيمة الصيف” التي مرّت في فضاء العلاقات الرسمية بين لبنان ومحيطه العربي، ليعود معها إلى كنف العرب، مستعيداً بعد انقشاع مرحلة “الضياع” الرئاسي تموضعه الطبيعي المتماهي مع تاريخه العروبي والمتباهي بهويته العربية.

اللواء: الحكومة مسألة وقت.. وباسيل يمارس “الوصاية” على التأليف خلوة الإستقلال تذيب الجليد بين بعبدا وعين التينة.. وزيارة الموفد القطري تمهِّد للسياحة الخليجية

كتبت “اللواء“: بعد أسبوع يكون مر شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، والسؤال، بعد أن مر عيد الاستقلال، ولم تتشكل الحكومة قبله، هل يمكن ان تؤلف قبل عيد الميلاد، أو في غضون الأسبوعين المقبلين، على حدّ توقعات شخصيات وزارية ونيابية وسياسية مطلعة على ملفات التشكيل وتعقيداتها؟.

وعلى الرغم من تزعم الرئيس نبيه برّي أوساط المتفائلين بتجاوز “العقد الصغيرة” بعد الاتفاق على هيكل الحكومة الأساسي، فإن قريبين من الرئيس المكلف يكشفون ان “لا خرق جدياً حصل لا في خلوات بعبدا، ولا في رفقة السيّارة بين رئيسي المجلس والمكلف”، في ما خص الحقائب الخدماتية التي لا تزال الكتل على اختلاف مواقعها تتمسك بها، أو تناور حولها، لا سيما حقيبة الاشغال التي كشف النائب في كتلة “القوات اللبنانية” انطوان زهرا لمحطة M.T.V ان حزب “القوات” أبلغ رسمياً ان الاشغال والشؤون الاجتماعية والإعلام والسياحة (للوزير ميشال فرعون) هي من حصة القوات.. وعليه سمت “القوات” الأشخاص الذين سيتولون هذه الحقائب، وأعطت هذه الأسماء للرئيس المكلف، في حين أكّد الرئيس برّي، للمرة العاشرة، وامام نواب “لقاء الاربعاء” أمس انه متمسك بحقيبة الاشغال الى جانب المالية والصناعة والرياضة والشباب، على ان يسمي الشيعي الخامس في الحكومة عندما يصعد إلى قصر بعبدا لإصدار المراسيم.

الجمهورية: إيجابيات على خط التأليف… لكنّ الحكومة ما زالت مُعلَّقة بحبل العقد!

كتبت “الجمهورية”: إذا ما اقترنت الايجابية التي طَفت في الساعات الأخيرة على سطح تأليف الحكومة بترجمة موضوعية، فمعنى ذلك انّ المخاض الجاري على تجاوز حقل التعقيدات التي برزت في الطريق، لن يطول أمده. وبالتالي، تصبح حكومة العهد الأولى على وشك الولادة، وخلال فترة لا تتجاوز آخر الشهر الجاري، وذلك بحسب ما يؤكد عاملون على خط التأليف لـ”الجمهورية”، بأنّ الجهود منصَبّة حالياً في هذا الاتجاه. على انّ أجواء الساعات الأخيرة لم تحمل معها ما يؤشّر الى انطلاقة فاعلة على خط فكفكة ما قيل انها عقد ما زالت ماثلة في الطريق، او متى سيبدأ التفكيك فعلاً، خصوصاً انّ هذا المسار، وعلى رغم الايجابيات الكلامية، ما زال يراوح في المربّع الأول.

في وقت يستمر فيه لبنان مع انطلاقة العهد الرئاسي الجديد، محلّ استقطاب عربي ودولي، وتجلّى أمس برسالة قطرية مباشرة عبّرت عنها زيارة وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ولقاؤه المسؤولين، كان الخط الداخلي يشهد برودة ملحوظة للجبهات الرئاسية التي لفحتها سخونة ملحوظة في الايام الاخيرة، شكّلت بدورها لحظة انتقال الجبهات السياسية كلها من التوتر خلف المتاريس السياسية، الى ضفة الايجابية التي انسحبت تلقائياً على ملف تأليف الحكومة، بإعادة التشديد على التعاون والتأكيد على النيات الحسنة المتبادلة، وكذلك اعادة تشغيل كاسحات الألغام من طريق الحكومة العتيدة، ولكن حتى الآن لم تظهر ايّ ترجمة فعلية او حقيقية لهذا التوجّه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى