مقالات مختارة

أزمة نتنياهو الانتخابية: ناحوم بارنيع

 

بإمكان نتنياهو ان يتنفس الصعداء: فلقد خرجت الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود إلى حد ما كما شاء وكما تأمل، فيما عدا جزئية واحدة. فإذا قام بتشكيل الحكومة القادمة فسوف يكون تحت خدمته نفس المخزون من الوزراء الوسط البالي. الحكومة ليست يمينية وليست ذات مدلول. فهي لا تتحرك، وهذا ما يتمناه نتنياهو، في هذه المرحلة من حياته.

الخلل الوحيد الذي كان هو ميري ريجف. فوصول ريجف إلى الخمسة الاوائل وضع مصاعب مزدوجة. اولا، فنجاحها يشير إلى ان جدعون ساعر، الذي دعمها، ما زال يحتفظ بقوة ذات مغزى في اوساط اعضاء الليكود، وثانيا، فإنها تشكل استدعاء للمشاكل. ففي حال شكل نتنياهو الحكومة المقبلة، فسوف يكون ملزما بتعيين امرأة كوزيره، وسوف يكون من الصعب عليه استبعاد ريجف، بهذا الشكل او ذاك، وسوف يتوجب عليه الاخذ بعين الاعتبار حجمها داخل الحزب.

فريجف هي المحور: كمجندة وقفت على رأس العازفين في فرقة جيش الدفاع الاسرائيلي. وهي تلوح في المارش بعصاها (وفي حال ريجف – بالعلم). فالجمهور كان يصفق لها، ولكنها لم تكن هي التي تقرر للفرقة ما الذي تعزفه.

بإمكانه ان يشفق لإزاحة فيجلين، فليس نتنياهو هو الذي ضرب فيجلين ولكن ابناء قومه، من المستوطنين. ففي الليكود يوجد من ثلاث إلى اربع اجنحة للمستوطنين، ولكل جناح برنامجه الخاص. فجنرال سماسرة الاصوات، وجد نفسه خارج السماسرة انفسهم. وهذا صحيح، على ما يبدو، فيماحصل مع حاييم كاتس، الذي جمع عناصر قوة هائلة بسيطرته على الآلاف من عمال الصناعات الجوية الذين التحقوا بالليكود. ونظرائه خانوه. ولكن عماله ايضا خانوه، وهذا ما سنتبين منه عندما يتم فتح صناديق الاقتراع في يهود.

إحدى القواعد الاساسية في الانتخابات في اسرائيل، هو ان تشكيل القوائم من شأنه ان يؤذي فقط. فهي لا تجلب مصوتين جدد ولكنها تشعل الكراهية القديمة. وعندما يتم الحديث عن قائمة جديدة – لبيد في الانتخابات السابقة، وكحلون في هذه الانتخابات – فالاسماء تحتل العناوين بشكل يومي وتساعد المحللين لمعرفة إلى اتجاه ينتمي الحزب. وما ان يصل الناخبون إلى الصناديق فتكون الاسماء قد نسيت. فإسم ليفني ساعد حزب العمل لان يشكل البديل. الا انه لم يجعل منه البديل لغاية الان.

بالنسبة لما حصل هو ما حصل، والامر يحمل خبرا سيئا واخر جيدا. البشرى الجيدة هي الاستقرار، والسيئ هي اللامبالاة. ففي الشهرين والنصف المتبقية لاجراء الانتخابات يتوجب على نتنياهو تجنيد كل ما في وسعه من اجل ان يوجد حزبا مجددا. فبينت يقف امامه كحزب ليكود (ب)، نسخة صغيره واكثر انتعاشا وشبابية. وعلى الجمهور اليميني ان يقرر بين سيارة كبيرة، قديمة، ومهلهله، وبين سيارة صغيره سريعة وهجومية. انه تحدي كبير، فعلى نتنياهو ان يصل اولا، وبفارق كبير، بعد ذلك عليه تقاسم السلطة. والتحدي ما زال امامنا.

يجب تجفيف المستنقعات

قام محققو وحدة لاهف 433 للتحقيقات يوم امس بمداهمة مكاتب كتيبة الاستيطان التابعة للهستدروت الصهيوني. الا ان المحققين لم يعتقلوا احدا، ولكنهم خرجوا بكمية هائلة من الوثائق. ومن المبكر معرفة كم ستساهم هذه المداهمة بتحقيقات الشرطة، ولكن المعطيات ايجابية. وان تأتي متأخرا خيرا من ان لا تأتي.

لقد تم متابعة كتيبة الاستيطان في السنوات الاخيرة بتوسع كبير – وكذلك شقيقتها الاغنى منها الصندوق القومي لاسرائيل. كلتا المنظمتان، هكذا تم الهمس في الاذن، هي صهيونية والتي بواسطتهما بإمكان الحكومة ان تؤكد اهدافهنا الحقيقية، كدولة يهودية. فقد حمل حزب اسرائيل بيتنا لواء محاربة عرب اسرائيل . والدفاع عن الاسوار التي اخفت خلفها حقيقة ما يجري داخل الصندوق القومي وكتيبة الاستيطان ،كان جزء من اجندته.

افراد الشرطة يبحثون عن مخالفات جنائية: اموال وصلت إلى جيوب سياسيين وابناء عائلاتهم ولجيوب السيئين: اعمال رشوة، تعيينات مفبركة للمقربين وافراد العائلة. ان النقاش العام لا يمكنه ان يكتفي بهذا. فهو يجب ان يهاجم جوهر وجود هذه المؤسسات التي اصبحت زائدة عن الحاجة بعد قيام الدولة.

كلا هاتين المؤسستين يجب ان يتم اسكاتهما. فلا يوجد هناك طريق اخرى لتجفيف المستنقع.

كما يوجد هناك مؤسسة اخرى يجب اسكاتها، وللابد: اموال التحالفات. هاتان الكلمتان تتكرران دائما في تحقيقات الشرطة. وليس من المؤكد ان من يستخدمهما يعرف ماذا تعنيان. لذا فالامر هكذا: لا يوجد شئ اسمه «اموال ائتلافية». ولن تجدوا مثل هذه الكلمة في كتاب الميزانية، ولن تجدوها في القانون. الحديث يدور عن رواية في احسن الظروف، وعن مصاصي الدماء في اسوأ الظروف.

الحكومة ناقشت الموازنة. وتصارع الوزراء على طاولة النقاش حول ميزانيات وزاراتهم. ومن تحت الطاولة، وفي احاديث مع افراد قسم الموازنة، تحولوا إلى مناصرين. هناك كم هائل من الجمعيات، وكم هائل من المؤسسات، التي تتمنى المساعدة من الحكومة. فهم يطلبون، والموظفون يصغون اليهم.

عندها تتدحرج الميزانية إلى اللجنة المالية. ولرئيس لجنة المالية اهداف خاصة به. فهو على غير استعداد لان يعقد اجتماع للجنة، واذا تم ذلك فمن اجل ان يضيفوا اموالا لاحدى المنظمات او المؤسسات التي تقف خلفه وتدعمه.

موظفو وزارة المالية يقفون امام معضلة قاسية: اما ان تتوقف الدولة عن المسير، او ان رئيس اللجنة يأخذ ما يريد. مليارات مقابل ملايين، يد في الحائط مقابل يد في الشحم وعندما يستسلمون فإنهم يضعون انفسهم إلى جانب الكلمة الممله «اموال ائتلافية».

يديعوت احرونوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى