شؤون لبنانية

اللقاء التشاوري في بعلبك: لحضور فاعل للمؤسسات الامنية والانمائية

عقد اللقاء التشاوري الوطني لعشائر وعائلات وفاعليات محافظة بعلبك – الهرمل لقاء موسعا في قاعة تموز في بعلبك تحت شعار: “اللقاء التشاوري الوطني عنوان للأمن والإنماء ورفع الحرمان”، حضره المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، رؤساء بلديات واتحادات بلدية وفاعليات دينية واجتماعية.

استهل اللقاء بتلاوة من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني، وكلمة لعريف الحفل علي الحاج حسن جاء فيها: “من عمق المحن التي تعصف بالوطن يبقى جوهر الصيغة اللبنانية يقوم على التوافق، وهذا التسامح يفرض على كل الأفرقاء أن يكونوا في الاعتدال الدائم، وأن يعتمدوا الحوار سبيلا، لأن فكر الاعتدال والتعايش يتلاقيان مع الصيغة اللبنانية”.

وتحدث صلح فقال:”امتدادا لما بدأ به إمامنا امام العيش المشترك الإمام الأوزاعي ابن بعلبك وإمام المحرومين الذي جاء الى بعلبك وأعلن الثورة على الحرمان كما أعلن البابا لبنان الرسالة والعيش المشترك والإلفة والمحبة”.

أضاف: “نحن على أبواب الاستقلال، واليوم عيد العلم، علمنا الذي نفتخر به واستقلالنا الذي مضى عليه سنوات، واليوم نقول لا بد أن تولد حكومة الاستقلال بعد المحنة والفراغ الذي مر به لبنان على يد الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري لأننا بحاجة الى وطن يضم جميع أبنائه، والوطن نعمة، وتلك النعمة لا يقدرها إلا من فقدها، واسألوا اخواننا في فلسطين وإخواننا النازحين من عراقنا الى شامنا ومصرنا ويمننا عن نعمة الوطن، ليس بعد نعمة الوطن نعمة، الا نعمة الأمن، فبالأمن يتحقق كل ما نريد، وان لم يوجد الأمن فلا حياة لنا ولا حضارة لنا ولا إنماء لنا، وان لم يوجد أمن فلا محافظة لنا وهي لا تزال حبرا على ورق كما وصفها بعض الاعلاميين، وما زلنا نعيش في البقاع حكم الطوارىء، فهل نحن في جنوب لبنان نقارع العدوان الصهيوني حتى نعيش حالة الطوارىء ام ان الأمن عندنا مفقود ونعمة الأمن من أجلها نجتمع لنحقق الانماء”.

وتابع: “اليوم أن يأتينا مشكورا سماحة المفتي من بيروت والجنوب ليشد على أيدينا لنحقق الأمن والإنماء، ولكن إن لم نكن نحن أصحاب القرار لن يأتينا القرار من أحد، قرارنا نحن نصنعه كعشائر وعائلات، ومرت محن صعبة على هذا البلد وبقينا متلاحمين متحابين في السراء والضراء ولم يضرب أحدنا للآخر كفا لأننا نعرف معنى السلام والمحبة، وكلنا نعيش كأسرة واحدة، والحرمان لا يميز بيننا، وفقدان الأمن لا يميز بيننا، بالأمس كانوا يدرسون في كتب التاريخ بأننا في بعلبك وسهلها وسهل البقاع المعطاء كنا نغذي إهراءات روما بالحنطة واليوم ماذا نصدر ؟ في مفهوم العالم وفي مفهوم أهلنا عدم الأمن وعدم الاطمئنان والسلام والمحبة وعدم الإلفة مسؤوليتنا قبل أن نطالب الآخر. بالإنماء نريد الأمن لا نريد أمنا بالتراضي، ولا نريد إلا انماء متوازيا مع جبل لبنان والعاصمة”.

وختم: “ليس مسموحا لنا الفشل في إتمام مشروع جاء به الإمام الصدر الى هذه المنطقة وهو رفع الحرمان والغبن عن أهلنا، فلنتساعد كي يعطونا حقوقنا، وأن نكون كلمة واحدة لنبذ العنف والتفرقة والاختلاف لننهض في محافظتنا ونزرع الأمن والأمان ونساهم في ازدهار هذا الوطن، وان تكون مناطق هذه المحافظة مثالا للأمن والاطمئنان والسلام”.

بدوره، قال رحال: “لبنان رسالة ومنه انطلق الحرف الى كل العالم، هذا فخر لنا ان نعيش في هذا الوطن الرسالة الذي ضحى أبناؤه في سبيله. لقد اجتمعنا اجتماعات عدة في المنطقة من اجل الامن والحرمان، ولكن لم نصل الى نتيجة، أملي كبير اليوم في هذا اللقاء الجامع ان نصل الى جزء يسير من الامان والازدهار وان يطل علينا عيد الاستقلال ونحن بخير وبركة وسلام، اننا نشكو جميعا من الاحداث المتنقلة في المنطقة، ونحن نعرف جميعا من هم الذين يشوشون هذا الأمان، ونحن نعرفهم بالعدد واحدا واحدا وفي هذه المنطقة يعيشون، وكلنا يعرف الى أين تذهب السيارات المسروقة، لكن للأسف لربما ما زلنا متخاذلين عن هذه المنطقة. أنا أعرف جيدا الى أين سرقت سيارة أخي، وأين ركنت وقلت للجميع، ولكن لم يتحرك أحد، وهذه هي مصيبتنا، كتب علينا في هذه المنطقة التي نحب ونريد لها الخير والبركة والازدهار، أن نبقى منذ مئة سنة حيث نحن، وربما رجعنا الى الوراء وهذا لا يجوز مطلقا. عندما أتيت الى أبرشية بعلبك الهرمل كان عندي مشروع أوتيل تراثي في مبنى للمطرانية، ولكن لم يتقدم أحد الى هذا المشروع من جميع الشركات التي تقوم بمثل هذه الاعمال السياحية، لماذا؟ لان منطقة بعلبك الهرمل ليست آمنة مع الأسف”.

أضاف: ” نحن أبناء هذا الوطن الواحد، انا أؤمن بلبنان وطنا للجميع ايمانا قويا، وإننا نعيش مع بعضنا البعض بقلوب منفتحة وأيدينا ممدودة للجميع دون استثناء، هذا الايمان ثابت وقوي. هنا في هذه المنطقة العيش المشترك جيد ونتغنى به، انما العيش الواحد هو العيش الحقيقي بين المسلمين والمسيحيين لأننا لا نستطيع ان ننعزل عن منطقتنا ولا يجوز لنا كمسيحيين أن نتقوقع في زاوية ونقول لا دخل لنا، نحن في وطن واحد وشعب واحد، وقلوبنا منفتحة للجميع، وايدينا ممدودة للجميع”.

وختم رحال: “أعاد الله علينا عيد الاستقلال وانتخاب رئيس الجمهورية بالخير والبركة والعزة والكرامة، عاش لبنان وعاشت منطقة بعلبك الهرمل”.

وألقى قبلان كلمة قال فيها: “لأن الإنسان مبدأ الله والسلطة بالعدل والمنافع هذا يفترض ان القضية ليست اننا نعيش، بل كيف نعيش في وطن دولته تعيش غربتها عن ناسها وأهلها بمحض ارادتها، وليس مطلوبا ان نصادر الدولة لصالح بعلبك الهرمل، بل كيف يبدو وجود الدولة الضامنة في بعلبك الهرمل، لان الهدف ان تكون الدولة بحجم وطن لا ان تستأصل بإهمالها ابناء هذا الوطن”.

أضاف: “على ان منطق الله ومنطق الناس، يفترض ان الدولة أمانة وميثاق، وظيفتها خدمة المواطن بما هو مواطن، والسؤال هل أبناء بعلبك الهرمل مواطنون أم لا، وهل يراد لأهل بعلبك الهرمل الانتحار؟ لماذا الاصرار على تغييب الدولة عن هذه المنطقة التي قدمت تضحيات بحجم استقلال وطن؟! فهل القضية قضية سكوت دولة ام اسقاط منطقة بأهلها وناسها ؟ وهل للحسابات المناطقية محل بعقل السلطة وأخلاقياتها الوطنية؟ وهل الخريطة اللبنانية تختلف عن الخريطة الانمائية الاجتماعية الأمنية لهذا البلد ؟ أم أن وزن بعلبك الهرمل الانتخابي مشطوب من معادلة الوطن؟ أم أن مفهوم الدولة عبارة عن سجن وضريبة ورسوم ومشاريع سلطة وأرباح شركات، بعيدا عما ينتج ويحمي هذا الوطن؟ ألا يحق لأهل بعلبك الهرمل أن يرفعوا الصوت لأن سلطة الوطن الذي عمدوه بالدم تنكرت لهم وشطبتهم من مشاريعها الانمائية الامنية التربوية، إلا أنها لم تنسهم بمواسمها الانتخابية؟ بتعبير آخر من الخارج عن القانون هي السلطة التي تنكرت لمواطنيها ام المواطنون الذين يستصرخون الدولة ان تعيدهم الى احضان الوطن؟!”.

وتابع قبلان: “على قاعدة اتقوا الله نرفع الصوت عاليا، لأن إهمال بعلبك الهرمل يعني خيانة الدستور والوظيفة القانونية والبرامج الحكومية وهو تنكيل مرير بمفهوم الدولة وتجيير للسلطة على قاعدة سلطة الزعامة لا زعامة السلطة، وكأن المطلوب اهمال هذه المنطقة لكسرها وترويع اهلها وتحويلها الى غابة الذئاب، لكن ليس بعيدا عن سياسة السجن والملاحقات القضائية والخيارات الإقصائية، وكأن بعلبك الهرمل لاجىء سياسي في بلد ينفق على النازحين أكثر مما ينفق على أبناء هذا الوطن”.

أضاف: “عليه تحت هذا العنوان نؤكد أننا بقلب نداء الامام الصدر لتأكيد مظلومية بعلبك الهرمل وعدم تركها وحيدة كأنها قطعة من وطن، وهذا حق لبعلبك الهرمل بانتماء الوطن اليها كما تنتمي إليه.. وهذا يفترض على أهلنا بهذه المنطقة عدم الرضوخ للظلم أو السكوت عن الفساد السلطوي والإصرار على اعتماد خيار الضغط، لأن السلطة التي تتجاهل بعلبك الهرمل تتجاهل مأساة بحجم وطن، وتؤسس لبيئة يراد لها أن تتحول عدوا لهذا الوطن، لذلك فإن أهلنا ببعلبك الهرمل يدعون الدولة لتقوم بوظيفتها الإنمائية الأمنية وليس الأمنية الإنمائية، والمطلوب تعليم الناس وتشغيلها وحفظ أمنها وليس حبسها وملاحقتها، لان إبن بعلبك الهرمل يكاد يتحول مواطنا بلا وطن، وسجينا بلا هوية، وضحية سهلة لكل سلطات هذا البلد. بالمقابل، المطلوب منا تأكيد ميثاق بين أبناء هذه المنطقة العزيزة بنصرة القيم وتأكيدها وتعزيز مشروع الدولة الضامنة وتحسين ظروف التعاون والشراكة بين ناسنا وأهلنا، وكسر أي مشروع يراد منه الفلتان الأمني او الجنائي والإصرار على تنفيذ مبدأ عدم ايواء ظالم او حماية قاتل ومنع الثأر الشخصي، والتشدد بقضية الشراكة المدنية العشائرية لعلاج أي مشكلة ومنع أي مشكلة ومنع أي فتنة والمبادرة السريعة لحل أي مشكلة عشائرية تنفيذا لمبدأ منع العداوات، بل لكسر العداوة عبر سحب أسبابها، وحصر الخلافات الشخصية بأشخاصها، وتأكيد مبدأ القانون، والضغط بكل الوسائل الممكنة لتنفيذ مشروع الدولة الإنمائية، وإعادة النظر بالملاحقات القضائية عبر قانون عفو عام يلحظ مصلحة المواطن والوطن. لأن تجويع الناس وإهمالها وقتل أسباب عيشها أكبر سبب لضياع المواطن والوطن”.

وقال: “أخيرا مع انتخاب الرئيس عون والشروع بتأليف حكومة وحدة وطنية نأمل الا يتحول الوطن الى جبنة والحكومة الى صيد وزارات، فالإرهاب التكفيري على الأبواب، والعدائية الصهيونية تتربص لحظة الضعف، وما نريده حكومة وطن بحجم تضحيات الجيش والشعب والمقاومة، وليس حكومة ثأر سياسي لان لعبة الثأر تكاد تخسرنا بعلبك الهرمل، مع أن لبنان اليوم آمن مطمئن بسبب تضحيات أهل بعلبك الهرمل”.

وختم قبلان: “في مناسبة أربعينية الإمام الحسين نقول إن الحسين مشروع الله للحق، والحق يعني وعيا، يعني أمن وأمان وضمانات ورغيف خبز، وفرصة عمل، الحسين شراكة حق، وأمن جيران، ولهفة، وغوث للمكروب، وكفالة لمحتاج، ومقاومة بأشكالها كافة ، مقاومة كلمة وموقف، وحفظ دولة وأمة وناس، وتتويج ذلك بمقاومة الدم الأقدس بوجه الطغاة والعتاة سواء كانوا صهاينة أو إرهابيين. لذلك نمشي إلى الحسين ، نمشي للحقيقة، للاباء، للشرف، للعزم، لليقين، للصدق، للوفاء، للنور الأرفع، للكتاب الأقدس، للحق الأكبر، للثقل الأطهر، للدين الأوفى، للشرع الأنقى، للكعبة الكبرى، لحج الميثاق، لعهد الولاية، لمظهر الآية للحسين وكفى به دليلا على الله”.

وتلا محفوظ البيان الختامي الذي عرض لأبرز ما تعنيه المنطقة من مشاكل داعيا الدولة لتقوية حضورها الامني والانمائي.

(البيان كاملا على الموقع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى