مقالات مختارة

دلالات تصنيف واشنطن «فتح الشام» منظمة إرهابية حميدي العبدالله

 

بذل حلفاء الولايات المتحدة جهوداً كبيرة لإقناع «جبهة النصرة» وربما قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أيمن الظواهري بفك الارتباط، ولو شكلياً، بين النصرة وتنظيم القاعدة.

وسعى القيّمون على هذه الفكرة إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية من وراء ذلك. الهدف الأول، التحلّل من أيّ التزامات بتوجيه ضربات ضدّ هذا التنظيم المصنّف في القوانين الغربية وقرارات مجلس الأمن على أنه تنظيم إرهابي. الهدف الثاني، تعطيل عملية فصل مواقع التنظيمات التي يصنّفها الغرب والولايات المتحدة بأنها تنظيمات معتدلة الذي تطالب به روسيا وتصرّ على أنه شرط ضروري لوقف أيّ ضربات للتنظيمات الحليفة للولايات المتحدة والمتعاونة مع جبهة النصرة. الهدف الثالث، الاعتماد على النصرة في حرب الاستنزاف التي تشنّها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضدّ الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة التي تقاتل إلى جانبها، وإطالة أمد هذه الحرب لاستنزاف روسيا وإيران أيضاً.

بسبب هذه الأهداف بذلت جهود كبيرة لإقناع النصرة بالإعلان عن فكّ ارتباطها بداعش، ولكن الملاحظ أنّ الولايات المتحدة، وبالتحديد إدارة أوباما وبعد الإعلان عن فوز دونالد ترامب في السباق الرئاسي، عادت وأدرجت «جبهة النصرة» التي تحمل مسمّى جديداً هو «فتح الشام» على قائمة المنظمات الإرهابية. فما هي الأسباب التي دفعت الإدارة الأميركية إلى مثل هذا القرار الذي جاء مناقضاً لجهود حلفائها وحتى لمواقفها العملية الرافضة استهداف هذا التنظيم الإرهابي، بذريعة تداخل مواقعه مع مواقع «التنظيمات المعتدلة»،

توقيت قرار إدراج «فتح الشام» على لائحة المنظمات الإرهابية، يشير إلى أنه مرتبط بفوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وهذا الرئيس الجديد لا يوافق على رؤية واستراتيجية إدارة أوباما في سورية، ولا سيما لجهة إعطاء الأولوية لمحاربة الدولة السورية وحلفائها حتى لو اقتضى الأمر «صفقة مع الشيطان» على حدّ وصف إحدى الصحف الغربية لعلاقة إدارة أوباما مع التنظيمات الإرهابية. قناعة إدارة أوباما بأنّ إدارة ترامب قد تتخذ موقفاً مغايراً لموقفها من التنظيمات المسلحة التي تحارب الدولة السورية دفعتها لتصنيف «فتح الشام» منظمة إرهابية، لا سيما أنه من الصعب على أيّ جهة تغطية وتمويه حقيقة ارتباط «فتح الشام» أيّ «جبهة النصرة» بتنظيم القاعدة.

وقد يكون هذا الإجراء أيضاً مقدّمة لتسهيل التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول فصل المنظمات الإرهابية عن المنظمات المعتدلة الذي تطالب به روسيا وتلحّ عليه، لا سيما أنّ مثل هذا الإجراء قد يكون الأسلم لتشجيع إدارة ترامب على دعم ما يسمّى بالمعارضة المعتدلة من خلال إضعاف حججه التي تعارض التعاون مع منظمات قال إنّ الولايات المتحدة لا تعرف عنها شيئاً.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى