لماذا تتعثر ولادة الحكومة؟ محمد بلوط
ما هي العوائق التي حالت دون ولادة الحكومة حتى الآن؟
يجمع المعنيون بتشكيل الحكومة على ان العملية تجري بشكل طبيعي وفي اجواء ايجابية، وانه لا توجد تعقيدات جدّية يمكن ان تؤدي الى أزمة حكومية كما حصل في المرات السابقة. لكنهم في الوقت نفسه لا ينكرون بأن صعوبات ظهرت ادت الى تأخير اعلان التشكيلة النهائية.
ووفقا للمعلومات المتداولة بين اصحاب الشأن، وما أكثرهم، فإن توقع الولادة قبل عيد الإستقلال لا زال مطروحا بنسبة غير قليلة . فالرغبة التي ابداها رئيسا الجمهورية والمجلس والرئيس المكلف لم تتبدل او تتبدد،ومصلحة الجميع تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن اولا لإحداث صدمة ايجابية اخرى بعد انتخابات الرئاسة والتكليف وثانيا للإسراع في التصدّي للملفات والإستحقاقات وأولها قانون الإنتخابات.
وتضيف المعلومات انه منذ بدء الرئيس الحريري مشاوراته الجدّية وحتى الآن لم يحصل «بلوك» في وجه عملية التأليف، لكن التوفيق بين مطالب الأطراف واجه بعض الصعوبات التي تقتضي اخذ المزيد من الوقت وبذل المزيد من الجهد. لذلك تريث في طرح المسودة النهائية على الرئيس عون وفضل الوقوف عند رأيه حول بعض هذه المعوقات لاستكمال مشاوراته.
ويقول مصدر سياسي مطلع ان تأخر الولادة الى ما بعد عيد الإستقلال لا يعني نهاية الدنيا، فنحن ما زلنا ضمن المهلة الطبيعية للتشكيل المقدرة عادة بالشهر.لكن اختصار الوقت قدر المستطاع امر مطلوب ان لم نقل انه ضروري، لذلك يفترض ان لا تأخذ العملية اكثر من نهاية هذا الشهر.
وعلى ذمّة المصدر فإن العقبة الأساسية تكمن في موقف القوات اللبنانية التي تحاول ان تكبّر حصتها أكان على صعيد عدد الحقائب او على صعيد نوعيتها. وفي آخر المعلومات انها بعد ان رفضت اقتراح اعطائها الصحة والإعلام ووزارة دولة في حكومة ثلاثينية، كررت مطالبتها بحقيبة سيادية ولم ترد على عرض عوني باسم مشترك للدفاع غير محسوب على احد منهما .
وبرأي المصدر ان القوات قد تكون في صدد رفع سقف مطالبها للحصول في تشكيلة ثلاثينية على ثلاث حقائب بينها حقيبة اساسية اضافة للمشاركة مع التيار بتسمية وزير الدفاع. وهذا غير ممكن لأنه اولاً يتجاوز حصتها ككتلة نيابية مسيحية متوسطة وثانيا يحجب حق الكتل المسيحية الأخرى او يجعل من مشاركتهم مشاركة رمزية او شبه ديكور في حكومة الوفاق الوطني المنشودة.
وفي اعتقاده ان القوات هي من تدفع باتجاه محاولة احتساب حقيبة المردة من حصة الثنائي الشيعي لأنها بذلك توفر فرصة اكبر لأن تكون حصّتها فضفاضة على حساب الآخرين. كما انها تحاول ان تحصّل من حليفها الجديد التيار العوني اكبر قدر من المكاسب على طريقة عرف الحبيب مكانه فتدلّل.
وتنفي القوات من جهتها ان تكون السبب في اعاقة التشكيل، وتقول ان ما تطالب به يتناسب مع حجمها وشراكتها ودورها. وتتهم الأطراف الأخرى بالعرقلة من خلال ما يطرحونه من شروط ومطالب وفيتوات، مشيرة الى ما يقال عن فيتو لحزب الله على اعطائها حقيبة الدفاع او الخارجية.
وحسب المعلومات ايضا فإن عدم تمكنها من الحصول على واحدة من هاتين الحقيبتين غير ناجم فقط عن فيتو الحزب، لا بل ان هناك رغبة في استمرا ر الوزير باسيل بالاحتفاظ بالخارجية، عدا عن الجوّ العام الذي يفرض في الظرف القائم ان يكون وزير الدفاع محسوبا على رئيس الجمهورية .
وتضيف المعلومات انه على عكس ما يسربه البعض لغايات معروفة فإن الرئيس بري لم يضع ولا يضع شروطا في تعاطيه مع عملية التشكيل، لكنه لا ينكر في الوقت نفسه انه لا يفاوض من اجله او من اجل كتلته بل ايضا باسم كتلة الوفاء للمقاومة وباقي الحلفاء. ولذلك فإنه الى جانب التمسك بحقيبة المال للأسباب التي باتت معروفة ولا حاجة لتكرارها فإنه حريص على باقي المطالب اكان للثنائي الشيعي او للحلفاء، وقد رفض احتساب حقيبة تيارالمردة من حصة الشيعة واصرّ في الوقت نفسه على اعطائه حقيبة وازنة.
وتقول المعلومات ايضا ان المشاورات حتى الآن اسفرت عن اعطاء الرئيس بري وزارة المال والرئيس الحريري الداخلية واحتفاظ المسيحيين ايضا بالخارجية والدفاع، وان التفاوض يدور حول:
ـ وزير الدفاع وما اذا كان ممكنا المجيء بوزير يسميه رئيس الجمهورية وتقبله القوات اللبنانية لحلّ مسألة الحقيبة المسيحية السيادية الثانية.
ـ حقيبة المردة وطبيعتها بعد ان بات مسلما عدم احتسابها من حصة الثنائي الشيعي.
ـ التوزيع العددي للحقائب بين التيار العوني والقوات خارج حصة الرئيس والاطراف المسيحية الاخرى او حصة الرئيس المكلف المسيحية.
ـ التعويض على الشيعة والسنّة بتسمية وزيرين مسيحيين اذا ما سمى رئيس الجمهورية وزيرا سنيا ووزيرا شيعيا.
(الديار)