الفخ!: بن كسبيت
يمكن لرئيس الوزراء أن يوقف قانون التسوية في كل لحظة معطاة، يقول مسؤولون في البيت الابيض «لمعاريف الاسبوع». يمكنه أن يتقدم باستئناف على القانون وله سبل اخرى لوقفه. نحن لن نفكك الائتلاف، لن نسقط حكومة اليمين على هذا. وهكذا يكمل نفتالي بينيت وآييلت شكيد فرضية «الفخ الكامل» لنتنياهو. لقد وقع رئيس الوزراء فيه أول أمس ومنذئذ وهو يضرب بيديه ورجليه، ولكنه لا ينجح في التحرر منه.
لسنوات وهو ينجح في التملص بفنية مذهلة من مثل هذه الوضعية، وها هو عالق في الفخ، مجمد ومحجر أمام اضواء الكشافات، التي أمسكت به في لحظة كبوته. كل شيء متعلق به، يمكنه أن يوقف القانون، ولكنه ليس قادرا حقا على عمل ذلك. كل الخيارات لديه سيئة. هو، الذي يحاول التملص قدر امكانه من قرارات الحسم، من وضع قرارات «يسارية» يمسك بكلتي يديه مصير عمونة وربما ايضا الاف وحدات السكن في المناطق.
اذا رفع نتنياهو التماسا وأوقف القانون، فإنه سيوصم ابدا كمن مس بالاستيطان مسا شديدا، لا يغتفر. في المرة التالية، يمكنه أن ينسى المقاعد من بينيت. اما إذا لم يتقدم باستئناف، فسيطرح القانون على القراءة العاجلة غدا. على ماذا سيصوت نتنياهو؟ إذا عارض او امتنع، كما اسلفنا. فالاستيطان سيفهم بأنه هجره في لحظة الحقيقة. إذا دعم، سيتلقى حماما دوليا باردا.
منذ أمس جاءت مؤشرات سلبية من ناحية اوروبا والولايات المتحدة. ويدعي رجال نتنياهو بأن اجازة قانون التسوية تزيد جدا احتمالات ان يتخذ أوباما خطوة في مجلس الامن ممن سيلحق ضررا جسيما بمشروع الاستيطان كله لمدى بعيد. باختصار، كل هذا سيجلس غدا لنتنياهو على الكتف.
للفرار من غضب المستوطنين سيتعين عليه أن يدعم القانون ويتعرض لغضب باقي العالم ـ وربما ايضا ان يحشر نفسه في وضع أسوأ بكثير، إذا ما قرر أوباما نزع القفازات والانتقام من إسرائيل الرافضة.
في البيت الابيض ارتعدت امس فرائصهم. فنجاحهم كان كبيرا جدا. وفهموا فجأة بأن من شأنهم أن يكونوا هم الذين اعطوا أوباما الدفعة الاخيرة في الطريق إلى مجلس الامن. ولهذا فإنهم يخفضون النبرة ويبلغون نتنياهو، بسخاء: إلى الامام، الغي كل شيء.
في هذه القصة نتنياهو هو الطرف المحق، ولكن مثلما هو الحال عنده دوما، كل شيء يبدأ وينتهي بأخذ المسؤولية والزعامة الشخصية. فقد كسب مناورة بينيت وشكيد باستقامة. ففي الانتخابات الاخيرة احتسى لهما بلا عطف المقاعد الانتخابية. فقد ربط نفسه بالقسم اليميني من بينيت، ويحرص على إلا يفعل شيئا يمكنه أن يفسر كيسار من هناك. وهو يريد أصوات بينيت في المرة التالية ايضا.
بينيت، من جهته ليس مستعدا لأن يبقى مجنون القرية ومورد المقاعد لنتنياهو. وكانت مناورة أول امس محسوبة، فعل فنان، وجاءت فقط بعد أن جر نتنياهو الارجل لاكثر من سنة وضيع كل محاولة للوصول إلى حل آخر. بينيت ليس رئيس الوزراء وهو لا يمكنه أن يكون رأسا صغيرا: أوباما هو مشكلة نتنياهو. أما انا فأحرص على عمونة.
اضافة إلى ذلك، فإن بينيت وشكيد على حد سواء يعرفان بأن عمونة ستخلى. لا يوجد اي احتمال في العالم في أن ينجح البند ذو الصلة بعمونة في قانون التسوية في محكمة العدل العليا. وهما يكافحان في سبيل كل ما تبقى، وعلى الطريق يحاولان التخلص من عناق نتنياهو. وقد استخلصا الدروس من حملة 2015. من الان وحتى اشعار آخر، حققا أخيرا تميزهما عن نتنياهو. ولكل من يهمه سواء عقل هذه الدولة، فإن هذا التميز يمكنه أن يكون خطيرا.
نتنياهو يحتاج الان إلى خطوة جريئة تعيده إلى الجانب اليميني من بينيت. والرب وحده يعرف ما الذي ينتظرنا في المستقبل. المهم انه سيكون ممكنا جمع اصوات الصهيونية الدينية في المرة القادمة أيضا.
معاريف