من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: اقتراحان لمعالجة عقدة “القوات” الحكومة “تتقلب”.. والحريري لا تلزمه “الثنائيات”
كتبت “السفير”: عاجلاً أم آجلاً، ستتشكل الحكومة. الاختبار الحقيقي لا يكمن في السباق مع الوقت، بل في طبيعة التركيبة الحكومية التي سيتوصل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى نسج خيوطها، بعد التوفيق بين السقوف المرتفعة للاطراف المعنية.
قد يعتبر البعض أنه ليس مهماً كثيراً التدقيق في تفاصيل حكومة عابرة، لن يتجاوز عمرها بضعة أشهر، وهي التي سترحل حُكماً بعد الانتخابات النيابية في ايار المقبل. ربما يبدو هذا الاستنتاج سليماً بالمقياس الزمني، لكنه لا يصح على المستوى الوطني، وبالتالي لا شيء يمنع أن تضم الحكومة المقبلة، برغم عمرها القصير، شخصيات كفوءة تعيد ترميم جسور الثقة بين الناس والدولة وتستكمل الزخم الذي أنتجه انتخاب رئيس الجمهورية وتسمية الرئيس المكلف، مع ما يستوجبه ذلك من تدقيق في اسم كل وزير، قبل منحه “فيزا” العبور الى السلطة.
أما إذا أتت الحكومة امتدادا للعهود القديمة بكل وجوهها المستهلكة ومحاصصاتها الممجوجة، فإن من شأن ذلك التسبب بخيبة أمل، وإن يكن الرئيس ميشال عون يحرص على إبلاغ زواره بأن الحكومة التي من شأنها أن تُحسب على العهد أو له، هي تلك التي ستولد بعد الانتخابات النيابية.
وتحت وطأة التجاذب المتواصل حول الأحجام والحصص، قالت مصادر مطلعة على مسار مفاوضات التأليف لـ “السفير” إن صيغة الـ24 وزيرا عادت الى سوق التداول، وان المعنيين بالتشكيل جددوا البحث فيها، لعلها تشكل مخرجا للإفلات من سيل الطلبات الغزيرة على الحقائب السيادية والخدماتية، بحيث يصبح الجميع مضطرين الى “ترشيق” مطالبهم وتكييفها مع القياس الجديد.
وعلمت “السفير” أن الرئيس عون يدفع في اتجاه ترجيح كفة تركيبة الـ24 وزيرا على ما عداها، وهو من أشد المتحمسين لها، لأنه يريد حكومة رشيقة تستطيع تحقيق أقصى إنتاجية ممكنة في الوقت القصير المحدد لها، لا سيما أن الوزراء جميعا سيكونون في هذه الحال من أصحاب الحقائب، في حين ان الطابع الفضفاض للحكومة الثلاثينية التي ستكون محشوة بوزراء دولة لا يشجع على الكثير من التفاؤل.
ولكن المصادر المطلعة لفتت الانتباه الى أنه لا شيء نهائيا ومحسوما بعد على صعيد القالب الحكومي، وان معادلة الـ24 وزيرا لا تزال مجرد طرح للنقاش، قد يُعتمد وقد يسقط مجددا أمام ضرورات العودة الى تركيبة الـ30 التي، على سيئاتها، تكاد تكون وحدها القادرة على “مكافأة” جميع المنخرطين في التسوية.
وكان لافتا للانتباه أن مقدمة نشرة أخبار محطة “أو تي في” أمس أشارت الى أن لقاء بري – الحريري، في عين التينة، “لم يتوصل إلى أي نتيجة حاسمة، لا في التركيبة الأساسية ولا في السياديات ولا في الحقائب الأساسية، وهو ما فتح الباب أمام التفكير بالعدول عن الصيغة التي يتم التشاور حولها منذ أيام، والذهاب مجدداً إلى صيغة حكومية أخرى، أقل ثقلاً، وأكثر قدرة على التخفيف من الأعباء والأثقال(…)”.
في المقابل، أكد الرئيس بري أمام زواره أمس أن أجواء لقائه مع الحريري كانت جيدة، مشيرا الى أن هناك تقدما حقيقيا وملموسا على طريق تشكيل الحكومة. وأوضح أن العديد من العقبات قد أزيل وبقي البعض منها، آملا أن تسفر الاتصالات المستمرة عن تذليلها، بحيث تولد الحكومة قبل عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني الحالي.
وعن طبيعة العقد التي لا تزال تؤخر التأليف، قال: أفضل ألا أتكلم عنها، إفساحا في المجال أمام معالجتها بهدوء.
وفي ما خص عقدة مطالبة “القوات اللبنانية” بحقيبة سيادية، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع “السفير” أن هناك اقتراحين لحل هذه العقدة: الاول، يقضي بأن تؤول الحقيبة السيادية التي ستنالها معراب الى شخصية مقبولة تكون موضع تقاطع بين “القوات” و “التيار الحر” اقتداءً بنموذج الوزير السابق مروان شربل الذي أتى الى وزارة الداخلية بعد التوافق على اسمه بين العماد عون والرئيس ميشال سليمان آنذاك. أما الاقتراح الثاني فهو أن يتم تعويض “القوات” عن “السيادية”، إذا لم تحصل عليها، بإعطائها حقيبتين أساسيتين.
وإزاء المهل الداهمة مع قرب انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي، أكد مقربون من عون لـ “السفير” أن رئيس الجمهورية يستعجل تأليف الحكومة، حتى تبادر فوراً بعد نيلها الثقة الى الخوض في مسألة إنجاز مشروع قانون انتخاب جديد، لافتين الانتباه الى أن وضع قانون عادل وعصري يحتل موقع الأولوية لدى الجنرال، وإن تكن قدرته على التحكم بالمسار الذي سيسلكه هذا الملف لاحقا هي أقل من قدرته على التأثير في ملف تشكيل الحكومة، بالنظر الى حساسية الحسابات الانتخابية لدى القوى السياسية.
وأشار هؤلاء الى أن مفاعيل “شهر العسل” السياسي بين عون والحريري ربما تفضي الى تجاوب رئيس “تيار المستقبل” مع حماسة رئيس الجمهورية لإنتاج قانون انتخاب، يُحسّن التمثيل الشعبي، مشددين على أهمية التقاط هذه اللحظة، والبناء عليها.
أما على خط بيت الوسط، فقد أبلغت أوساط الحريري “السفير” أنه لم تعد هناك عقبات بالمعنى الحرفي للكلمة، تواجه تشكيل الحكومة، لافتة الانتباه الى ان الأمر بات يتعلق بمجموعة سيناريوهات موجودة أمام الرئيس المكلف، وسيكون عليه في نهاية المطاف أن يختار واحدا منها.
واعتبرت الاوساط أن الحكومة لا تُشكّل باتفاقات بين هذا الطرف أو ذاك، بل بتحقيق التوازنات، والحريري يعمل بهدوء من أجل إيجادها، ومتى توصل الى ذلك فسيبلغ رئيس الجمهورية بالتشكيلة التي يعتقد أنها مناسبة، ويتناقش معه فيها.
وأوضحت الأوساط أن الاجتماع بين عون والحريري ممكن في أي لحظة لغربلة الاحتمالات، مؤكدة أن الحريري يسعى الى إنجاز المهمة بأسرع وقت ممكن، علما أن بعض الحكومات استغرق تشكيله قرابة عشرة أشهر وبالتالي لا بأس إذا أخذ تأليف هذه الحكومة الحد الادنى من الوقت الطبيعي والضروري.
البناء:ترامب يلوّح بتهجير ثلاثة ملايين مهاجر… والخروج من حرب سورية حلب تقترب من الأيام الحاسمة والنصرة إلى الكيماوي… وإنذار أخير الحريري بنصيحة قواتية إلى بعبدا لحكومة الـ24 لمنع قانون يعتمد النسبية
كتبت “البناء”: يتعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغم صخب التظاهرات المنددة بسياساته وانتخابه، بمفاجأة مناصريه وخصومه بمواقف صاعقة بانتمائها إلى غير المألوف. وهو حسبما يبدو يعبر عن الحال الأميركية في زمن اللاتوازن، بين الحجم المعتاد والحجم القائم، والاقتصاد الموعود والاقتصاد القادم.
ترامب يلوّح بتهجير ثلاثة ملايين مهاجر يصفهم بالمجرمين وتجار المخدرات وذوي السجل الجنائي والموضوعين تحت المراقبة بتهمة الإرهاب. وهذا يعني عملياً توزيع العدد مناصفة بين المكسيكيين والمسلمين، وبينما كان تصريح ترامب عن التهجير يشغل وسائل الإعلام، كان يطغى عليه ما قاله ترامب من كلام صادم لصحيفة وول ستريت جورنال عن الحرب في سورية، داعياً إلى تفسير المصلحة الأميركية بالعمل على تكوين معارضة معتدلة وإنفاق الوقت والمال لحساب مَن لا نعرفهم، ولا نعرف درجة الوثوق بهم، متسائلاً لماذا علينا اعتبار إسقاط الرئيس السوري قضية تخص أميركا ولماذا لا ننظر من منظار أولوية الحرب على داعش فنتعاون مع سورية ورئيسها من موقع المصلحة الأميركية، خصوصاً أن روسيا وإيران تدعمان الرئيس السوري والإصرار على إسقاطه يعني تصادماً معهما، فهل هناك في مصالحنا ما يستحق ذلك؟
كلام ترامب الصاعق ينزل على حلفاء أميركا وخصوصاً في السعودية، التي لا تكاد تصحو من صفعة بعد قانون جستا الذي جمّد ودائعها حتى تتلقى الثانية، بينما لا تصغي سورية كثيراً لكلام ترامب إلا من باب الثقة بفعالية صمودها، وتمضي في حربها لصناعة المزيد من الإنجازات.
حلب ساحة القتال التي تختصر الحرب العالمية الثالثة، حيث سقطت هيلاري كلينتون مضرجة بدماء النصرة، تبدو على موعد مع الأيام الحاسمة، حيث أربع جهاتها تشهد إحكام الطوق لساعة صفر منح قبلها الجيش مهلة أربع وعشرين ساعة للمسلحين لمغادرتها قبل أن تبدأ تصفية مواقعهم بأسلحة نوعية حديثة دقيقة التصويب. فكان الرد الانتحاري بإطلاق قذائف تحمل غازات سامة على مطار النيرب، المعروف بمطار حلب الدولي، حيث أصيب العشرات بالاختناق ووثقت الهيئات الصحية حالتهم وأودعتها الجهات الأممية.
حلب تمضي بثبات نحو حريتها، وحربها تدق ساعات توقيتها الفاصلة، بينما في لبنان ينتقل التوقيت من موعد الانتظار للحسم إلى ماراتون لا فائز فيه، وليس الجميع يفوز كما كان مرتقباً في تشكيلة حكومية موعودة بثلاثين وزيراً، صارت وفقاً لمصادر رئيس الحكومة مستبعَدة، بنصيحة قواتيه لتفادي تمثيل حزب الكتائب والحزب السوري القومي الاجتماعي، وربما الوزير طلال إرسلان، وربما أيضاً الوزير السابق فيصل كرامي، فيصير العدد أربعة وعشرين وزيراً، سبباً كافياً للقول بضيق المكان على غير القوى الكبرى.
في حكومة الدزينتين وزيران درزيان من حصة النائب وليد جنبلاط، وفي الدزينة المسيحية، وزيران أرمنيان يتقاسمهما الرئيس سعد الحريري وحزب الطاشناق، والباقي عشرة وزراء، وزير لتيار المردة، وثلاثة للتيار الوطني الحر وثلاثة لحزب القوات اللبنانية ووزيران لرئيس الجمهورية، وإن رغب الرئيس أن يكون الوزير فيصل كرامي أحدهما ينال الرئيس الحريري توزير النائب السابق غطاس خوري بدلاً منه، وتؤول وزارة الدفاع لأرثوذكسي يُتفق عليه بين التيار والقوات أو يحسب لحصة رئيس الجمهورية بجمع وزارات العدل والاتصالات والطاقة كتعويض للقوات.
صيغة الدزينتين قيد التداول بداعي التسريع، وربما ترتب التعقيد بتحفظات مصدرها السؤال عما إذا كان الإصرار على تضييق القاعدة الحكومية، متصلاً بقانون الانتخابات وليس بشيء آخر. فالتوازن الجديد في الحكومة القائمة على الدزينتين، يضمن بعيداً عن حديث الثلث الضامن، أكثر من الثلث لمنع ولادة قانون يعتمد النسبية إذا اضفنا حصة القوات لحصة تيار المستقبل البالغة ما بين تسعة وعشرة وزراء.
توزّعت مواقف تيار المستقبل بين مَن أكد لـ”البناء” أن الحكومة ستتشكّل قبل عيد الاستقلال وأن الرئيس سعد الحريري سيلتقي رئيس الجمهورية في الساعات القليلة المقبلة، ليضعه في التصور الأولي للتشكيلة الحكومية التي ناقشها ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، مشيرة إلى أن اللقاء مع الرئيس بري كان أكثر من إيجابي وأن عملية توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً. في حين اعتبر قيادي في تيار المستقبل لـ “البناء” أن الرئيس سعد الحريري يمارس سياسة الكتمان، وإن كان ما رشح من معلومات عن لقاء عين التينة أنه لم يكن مريحاً وأن الامور لم تتسهّل بعد، مشدداً على ان تأليف الحكومة ليس قريباً، إذ إن كل الاطراف تطالب بحقائب سيادية وأساسية أكثر من حجمها، وهناك فيتوات متبادلة وربما يتم العدول عن الصيغة الثلاثينية لصالح الـ 24 وزيراً.
في المقابل، أكد مصدر مطلع لـ “البناء” “أن لا عقبات تعيق التأليف وكلها في طريق الحلحلة، وأن التقديرات التي تحدّثت عن أن الحكومة لن تتشكّل قبل نهاية الشهر، قد يدحضها لقاء الرئيس بري والرئيس الحريري الذي كان إيجابياً”. وشددت المصادر على أن عقدة توزير الوزير علي حسن خليل قد حلت ببقائه على رأس وزارة المال، لافتة إلى أن إرضاء القوات سيكون بإعطائهما وزارتين وازنتين بدل وزارة سيادية لتتراوح الحقيبتين بين الاتصالات أو العدل، والتربية.
وأمل السفير السوري علي عبد الكريم علي من عين التينة، في أن “يساهم تشكيل الحكومة في نجاح العهد الجديد”. وشدد على “أهمية التنسيق بين الدولتين”، معتبراً “أن ذلك مصلحة للبنان كما هو مصلحة لسورية، ولا مجال للقفز على هذه الحقيقة لضمان الانتصار على مخاطر هذا الإرهاب الذي يضرب في المنطقة كلها”.
وفيما لم تحسم بعد الاسماء على الحقائب، لا تزال تتوالى ترجيحات غير مؤكدة للأسماء:
السنة 6 وزراء ، هم: الرئيس الحريري، نهاد المشنوق الداخلية ، جمال الجراح بيئة ، محمّد عبد اللطيف كبارة للشؤون الاجتماعية ، سمير الجسر للعدلية ، فيصل عمر كرامي وزير دولة وهو من حصة الرئيس عون .
– الموارنة: 6 وزراء عُرف منهم: بيار رفول، جبران باسيل الخارجية ، إبراهيم نجار، روني عريجي ثقافة ، ميشال معوض، الدكتور غطاس خوري للصحة .
– شيعة: 6 وزراء هم: علي حسن خليل المالية ، علي حسين عبد الله أو غازي زعيتر بالإضافة إلى شيعي ثالث من حصة الرئيس برّي.
دروز: 3 وزراء : مروان حمادة وأيمن شقير من حصة النائب جنبلاط ، والنائب طلال ارسلان.
أرثوذكس 4 وزراء عُرف منهم: غسّان حاصباني.
كاثوليك ثلاثة وزراء : ميشال فرعون للسياحة ، ملحم رياشي للإعلام ووزير ثالث يسمّيه حزب الكتائب.
أرمن ارثوذكس: جان اوغاسبيان.
أقليات: حبيب افرام.
في حين، أشارت مصادر مطلعة لـ “البناء” إلى أن بقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وزيراً لـ”الخارجية” بات محسوماً، مشيرة إلى أن حقيبة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ستكون من حصة الوزير السابق عصام فارس. وتحدّثت المصادر عن أن الوزير فيصل كرامي سيتولى حقيبة دولة، وأن حقيبة لم يتم تحديدها ستسند إلى المحلل السياسي الدكتور وسيم بزي حصة رئيس الجمهورية . في حين تحدّثت مصادر سياسية أخرى لـ “البناء” أن حزب الله قد يحصل على وزير واحد الوزير محمد فنيش مقابل تنازله لحلفائه عن حقائب من حصّته الحكومية.
“الاخبار”: «لاءات» برّي في عهدة الحريري
كتبت “اخبار”: عجلات تأليف الحكومة لا تزال متوقفة. القوى السياسية المعنية تشيع أجواءً إيجابية، متحدثة عن إمكان تأليف الحكومة الأسبوع الجاري. لكن المعلومات المتسرّبة من جلسات النقاش توحي بأن المفاوضات وصلت إلى حائط مسدود، فعاد البحث إلى إمكان تأليف حكومة من 24 وزيراً، لا حكومة ثلاثينية، على قاعدة أن “الحكومة التي ستؤلف ستكون حكومة انتخابات لا أكثر”.
لكن غالبية الراغبين في الحصول على حقيبة وزارية، أحزاباً وشخصيات، لا يثقون بأن الانتخابات النيابية ستُجرى في موعدها، وبالتالي، فإن الجميع يتصرفون كما لو أن حكومة الرئيس سعد الحريري لن تكون لسبعة أشهر لا أكثر. رغم ذلك، فإن الرئيس ميشال عون مصرّ على أن تكون حكومة الحريري آخر حكومات مجلس نواب 2009، لا أولى حكومات العهد، ما يعني أن تركيبتها لا تعكس موازين القوى الحالية، بل معادلات تعود إلى 8 سنوات خلت. إلا أن هذه الموازين هي عملياً ما يؤخر إبصار الحكومة النور. فالرئيس نبيه بري، بصفته أحد أبرز شركاء تأليف الحكومة، ممثلاً لنفسه ولحزب الله ولجميع القوى المشكلة للفريق الذي سُمّي عام 2005 بـ8 آذار، لا يرى نفسه خاسراً للانتخابات الرئاسية، بل إنه في هذه المفاوضات ناطق باسم قوى لم تخسر، لا في لبنان، ولا في الإقليم. كذلك فإنه يحمل ورقة “حصة طائفته” في النظام، التي يريد التعبير عنها في التوازنات الحكومية، أسوة بما ينادي به ممثلو الطوائف الأخرى. وبناءً على ذلك، حمل لقاؤه الرئيس سعد الحريري، أول من أمس، تثبيتاً لنقاط الاختلاف، وللفيتوات. وفيما أكّدت مصادر اللقاء أنه كان “إيجابياً جداً”، لناحية طيّ صفحة الخلاف بين الرئيسين العائدة إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية، وكان “ودّياً جداً” على المستوى الشخصي، فإن المصادر كشفت أن بري وضع أسقفاً للتفاوض وفق الآتي:
1ــ حركة أمل متمسّكة بوزارة المالية، بصفتها من حصة الطائفة الشيعية بحسب ما هو وارد في محاضر اتفاق الطائف (لا في نص الاتفاق).
2ــ الفريق السياسي الذي يفاوض بري باسمه يرفض منح وزارة سيادية لحزب القوات اللبنانية.
3ــ يرفض بري التعامل مع حقائب تيار المردة بصفتها من حصة الطائفة الشيعية، لأن المردة مكوّن أساسي من المكوّنات السياسية المسيحية، تماماً كحزب الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
ولفتت المصادر إلى أن الحريري كان متفهّماً لما قاله بري.
من جهة أخرى، ورداً على سؤال لـ”الأخبار” حول تطورات الوضع الحكومي، اكتفى وزير الخارجية جبران باسيل بالقول “إن السؤال اليوم ليس ما هو حجم ما سيأخذه التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في الحكومة، بل السؤال هو ما الذي سيعطيه التيار والقوات؟ وهذه هي الروحية التي يجب أن يتم التعاطي بها في عملية تأليف الحكومة”، مشيراً الى أن القوات اللبنانية “ستحصل على حجم أكبر مما نالته سابقاً نتيجة تفاهمها معنا”.
وكان رئيس “القوات” سمير جعجع قد أعلن أن التيار الوطني الحر وتيار المستقبل متضامنان مع حزبه في وجه محاولات “العزل”.
على صعيد آخر، طلبت الأمانة العامة في “القوات” وقف الحملات في حق حزب الكتائب اللبنانية، وردّ “الكتائب” بدوره طالباً من مناصريه وقف الردود على القواتيين على كافة وسائل التواصل الاجتماعي. وكان مناصرو الحزبين قد خاضوا “معارك افتراضية” في الأيام الماضية، على خلفية اتهام الصيفي لمعراب بمحاولة عزل الكتائب وزارياً، وردّ القوات بقسوة على النائب سامي الجميّل. وأشارت مصادر كتائبية إلى أن الحزب “لم يكن يريد الدخول في أي سجال مع أحد، وأنه يقدّر ما قامت به الأمانة العامة في القوات، وقررنا التعاطي بالمثل، لأننا لسنا من هواة الاشتباك. لدينا موقف أعلن عنه الرئيس سامي الجميّل، وهذه هي حدود الموضوع، ولا داعي لأيّ أخذ ورد”. ونفت المصادر أن تكون قد حصلت اتصالات بين الطرفين.
الديار: “الدفاع” و”الخارجيّة” يجب أن “تتناغمان” مع المقاومة ــ الكتائب: لا خلاف مع القوات
كتبت “الديار”: يبدو ان “ماراتون” تشكيل الحكومة لم ينته بعد، وركض الوزارات و”طحشة” المستوزرين يسجل اعلى “سكوراته”، ورغم ان الشوط الاخير لم يبلغ نهائيته في عملية التأليف، لكنه اقترب من تسجيل مزيد من نقاط التقدم، حيث تفيد المعلومات ان الرئيس المكلف سعد الحريري عازم على تقديم مسودة تشكيلته الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذا الاسبوع، مع خفض عدد الحقائب الى 24 وذلك لضبط المطالب المرتفعة السقف ولفرملة منسوب الخلاف على التوزير.
وتشير المعلومات الى ان العمل جار لحلحلة بعض العقد التي تواجه الحقائب الخدماتة خصوصا بعد العقدة القواتية – الكتائبية المستجدة.
الا ان المعلومات المتوافرة تؤكد ان تأليف الحكومة يأخذ وقته في ظل كباش المطالب والحقائب والفيتوات، وهذه الاشكالات من شأنها ان تحبط الوعود والآمال لولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال، اي بعد 7 ايام، الا اذا حصلت معجزة وفككت العقد بسحر ساحر.
وفيما الاجواء متضاربة حول لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الرئيس المكلف سعد الحريري حيث افادت بعض المعطيات ان الاجتماع لم يتوصل الى نتيجة حاسمة لا في التركيبة الاساسية ولا في السياديات ولا في الحقائب الاساسية، نقل زوار عين التينة عن بري قوله “ان اللقاء مع الحريري كان ايجابياً وقد جرى خلاله حلحلة بعض العقد، واكد الزوار ان بري “يتوقع ولادة الحكومة خلال هذا الاسبوع”.
جرعة امل بري قابلتها مؤشرات تنبئ العكس، لان الاختلاف حول مقاربة موضوع التأليف لا يزال قائما بين عرابي الحكومة العتيدة، وابرز اختلاف يتعلق بالحقيبة “السيادية” القواتية، وهذا الموضوع لا يزال يواجه بـ”فيتو” من بعض القوى وخصوصا حزب الله.
مصدر قريب من حزب الله لـ “الديار” كشف بان الفيتو الذي يضعه الحزب على استلام القوات اللبنانية حقيبة سيادية يعود للاسباب التالية:
1- حجم القوات اللبنانية لا يخولها الحصول على حقيبة سيادية
2- وزارة الخارجية التي تطالب بها القوات اللبنانية يفترض ان تعبر عن موقف لبنان الداعم للمقاومة فيما تتعارض القوات مع توجهات حزب الله في الدفاع عن لبنان. ولذلك يجب ان لا يحصل تباين بين وزارة الخارجية وبين الحكومة. وسأل المصدر:هل يمكن ان يزور ديبلوماسي ايراني لبنان وعلى رأس وزارة الخارجية وزير تابع للقوات اللبنانية ؟ مثل هكذا لقاء صعب جدا بما ان علاقة ايران مع القوات متوترة على خلفية الديبلوماسيين الايرانيين المخطوفين.
اضف الى ذلك، ان موقف وزير الخارجية يجب ان يكون معارضا لمشروع التقسيم الذي يعصف بالمنطقة ومؤيدا للدور الذي يقوم به حزب الله في محاربة العدو الاسرائيلي من جهة والتكفيريين من جهة اخرى. ولذلك على وزير الخارجية ان يكون متناغما مع موقف حزب الله في تواجده في سوريا وفي موقفه في عدة مسائل عربية لما تمثله المقاومة محليا وعربيا ودوليا.
3- وزارة الدفاع التي تريدها القوات اللبنانية ،واجهت اعتراضا عونياً حيث لا يمكن للمؤسسة العسكرية ان تقبل ان يـكون على راسها وزير تابع للقوات بما ان تاريخ العلاقات بين القوات والجيش لم تكن ايجابية.
الى جانب ذلك، يفترض ان يكون وزير الدفاع متوافقاً ومتعاوناً مع آليات عمل المقاومة وخصوصية تحركها. بيد ان هناك تنسيقاً دائماً بين الجيش والمقاومة في تحركات حزب الله ولذلك لن ترضى المقاومة بأن يأتي وزير يخلق نوع من التوتر بين حزب الله والجيش.
وانهى المصدر القريب من حزب الله بان على القوات اللبنانية التحلي ببعض من التواضع والقبول بوزارة مثل الاعلام او السياحة او الاشغال.
النهار: ماراتون الحكومة: نقطة الوصول بعد أيام؟ سباق مع الاستقلال وتسابق على الحقائب
كتبت “النهار”: بلغ ماراتون بيروت نهايته السعيدة أمس اذ أتاح الطقس الدافئ للمشاركين فيه التنزه في شوارع العاصمة، ومثله ماراتون الحكومة الذي يتوقع المتابعون ان يبلغ نهايته السعيدة قبيل عيد الاستقلال الثلثاء المقبل، ويتوج الرئيس المكلف سعد الحريري رئيساً للوزراء، ويتوج المرشحون والطامحون وزراء. وبعدما قال الرئيس نبيه بري قبل أيام إن زيارة الحريري لعين التينة يمكن ان تحمل الدخان الابيض لولادة حكومية، تفاءل المتابعون لملف التأليف أمس بلقاء جمع الرئيسين مساء السبت، يتوقع ان يليه لقاء للرئيس ميشال عون والحريري اليوم أو غداً لعرض التشكيلة التي ذللت عقبات كثيرة كانت تحول دون ولادتها الاسبوع الماضي.
وعلمت “النهار” من مصادر متطابقة ان عدم الارتياح الذي كان سائداً في عين التينة عصر السبت تبدد ليلاً لتحل محله أجواء ايجابية قوبلت بارتياح في قصر بعبدا حيث وجهت الى بري رسائل ايجابية. وأفادت محطة “ان بي ان” التابعة لرئيس المجلس ان الولادة الحكومية يمكن ان تتم قبل الجمعة المقبل، في محاولة لاعلان تبني الولادة، وحصرها بمعبر عين التينة.
والزيارة التي حملت جملة إيجابيات دفعت بري الى القول أمام زواره إن حصيلة لقائه والحريري “كانت ايجابية، وان جملة من العقد جرى تفكيكها وحلحلتها وتم تجاوزها. وآمل ان تولد قبل الاستقلال”.
في المقابل، يلتزم كل من الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل الصمت حيال تطور حركة الاتصالات. وعلمت “النهار” ان اللقاءات البعيدة من الاضواء استمرت، وخصوصاً على خط “حزب الله”، فبعد اللقاء الذي جمع السيد حسن نصرالله والوزير باسيل الاسبوع الماضي، عقدت لقاءات لمسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا وعدد من المعنيين لتذليل العقبات.
وأجمل مصدر مطلع في “تيار المستقبل” لـ”النهار” الافكار المطروحة في هذا الشأن:
– بالنسبة الى الحديث عن قرب ولادة الحكومة، يرى الرئيس الحريري انه لا يريد إلزام نفسه موعداً معيناً، ولا يريد ان يعمل تحت ضغط التسريبات الاعلامية، خصوصا ان عشرة أيام فقط مضت على التكليف. لكن محركات التأليف تعمل بسرعة وجدية للاسراع في ولادة افضل تشكيلة حكومية ومباشرة العمل عقب ذلك. والحريري يريد الولادة اليوم قبل غد.
– اللقاء والرئيس بري كان أكثر من ممتاز، فالتعاون قائم على قدم وساق من أجل التعجيل في التقدم على مستوى تشكيل الحكومة، خصوصا وان الرئيس بري يفاوض عن كتلة “التحرير والتنمية” و”حركة أمل” و”حزب الله”، ووتالياً فإنه ممر أساسي لتعبيد الطريق أمام ولادة الحكومة. وقد لمس الحريري من بري ايجابية كبيرة جداً.
– بالنسبة الى عملية التأليف التي يقوم بها الحريري، فإنه ينظر الى أفضل تشكيلة مع مراعاة الاحجام والتوازنات في البلد. وهو سيزور رئيس الجمهورية قريباً عندما يستكمل وضع مسودة الحكومة ليعرضها عليه ويتشاورا فيها.
– العلاقة مع الرئيس عون باعتباره رئيسا للجمهورية ويمثل تكتلاً سياسياً عريضاً أكثر من ممتازة.
– يعمل الرئيس الحريري على صيغتين من 30 و24 وزيراً، تماما مثل أي رئيس وزراء مكلف يضع اكثر من صيغة امامه وقيد التشاور مع رئيس الجمهورية ليصار الى جوجلتها والمفاضلة بينها.
– تعتبر أوساط الحريري ان ما يحكى عن فيتوات وضعت من هنا وهناك (حقائب ووزراء)، هو تسريبات في الاعلام وبعيدة منه كرئيس وزراء مكلف.
في غضون ذلك، استمر الخلاف على الحقائب السيادية في ظل “استيلاد” عقبة عدم السماح لحزب “القوات اللبنانية” بتولي إحداها، وأكد نائب رئيس “القوات” النائب جورج عدوان لـ “النهار” تمسك “القوات” بحقيبة سيادية “أو لا نشترك في الحكومة، انطلاقاً من الاتفاق مع الرئيس عون قبل وصوله الى قصر بعبدا في أن يبدأ عهده بإرساء معالم الطائف اللبناني وعدم البقاء في الطائف السوري، وهذا ما جعلنا نتفق معه وندعمه للوصول الى رئاسة الجمهورية”.
المستقبل: برّي: الخلاف مع رئيس “المستقبل” أصبح وراءنا ماراثون حقائب.. والحريري يتطلّع إلى الأمام
كتبت “المستقبل”: رغم تسريبات من هنا وأخرى من هناك تسابقت على الحديث عن عقبات تعترض تشكيل الحكومة، في ختام الأسبوع الأول من التكليف، طمأن الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري اللبنانيين بأن لبنان “بألف خير.. وأننا نتطلّع إلى الأمام”، مشبّهاً ما يواجه التشكيلة الحكومية العتيدة بـ”الماراثون”.
ففي خلال افتتاحه صباحاً ماراثون “بلوم بنك بيروت” الـ5 كلم لذوي التحديات العقلية، حيث حضر إلى نقطة الانطلاق في “البيال” بلباس رياضي يحمل الرقم 3، قال الحريري: “في التشكيلة الحكومية أيضاً ماراثون، وهم يتسابقون على الحقائب”.
اللواء: الماراثون الحكومي: عودة إلى صيغة الـ24 عرض حزب الله يسبق عرض الاستقلال والرابية تطالب خليل بتصحيح أدائه في المالية
كتبت “اللواء”: غداً الثلاثاء، يبدأ فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية بتوزيع الصورة الرسمية للرئيس العماد ميشال عون على الإدارات والمؤسسات الرسمية والوزارات وسفارات لبنان في الخارج، في حين لم تستبعد مصادر مطلعة أن يتوجه الرئيس المكلّف سعد الحريري في بحر الأسبوع، وربما قبل يوم الجمعة المقبل، إلى قصر بعبدا، ومعه مشروع تشكيلة حكومية من 24 وزيراً مناصفة بين المسلمين والمسيحيين (12-12)، في ظل معلومات روّجت لها مصادر عين التينة تحدد يوم الجمعة المقبل موعداً محتملاً لإصدار مراسيم الحكومة، أو يوم السبت، حتى يتاح لحكومة الوحدة التي سيشكلها الرئيس الحريري أن تشارك إلى جانب الرئيس عون في العرض الضخم الذي ستقيمه قيادة الجيش في 22 تشرين الثاني لمناسبة عيد الاستقلال الـ73 في جادة شفيق الوزان في منطقة المرفأ.
الجمهورية: التأليف في مرحلة الحقائب… وصيغة تحدّ من “هَجمة الاستيزار”
كتبت “الجمهورية”: يفتح الأسبوع الحالي على مناخ تفاؤلي ضخّته المستويات السياسية العاملة على خط التأليف وتوّجته نيّات وآمال بولادة الحكومة العتيدة خلال الايام السابقة لعيد الاستقلال. على انّ المناخ التفاؤلي، على أهميته، لا يبدو مكتملاً حتى الآن، إذ انّ هناك بعض المسائل التي تحتاج الى مقاربات جديدة، خصوصاً لناحية البَتّ بالخريطة النهائية للحكومة، أولاً من حيث شكلها 24 وزيراً او 30، أو من حيث مضمونها وتوزيع القوى فيها.
وعلمت “الجمهورية” انّ خيار تأليف حكومة تضم 24 وزيراً كالحكومة الحالية عاد الى بساط البحث، وانّ بعض المعنيين رأى في اعتماده ما يمكن ان يخفّف من “هجمة الاستيزار” وبالتالي التخفيف من حجم مطالب بعض القوى السياسية الذي ليس في إمكان المعنيين تلبيته على حساب قوى أخرى، خصوصاً انّ تأليف حكومة وحدة وطنية يفرض تمثيل الجميع بلا استثناء سياسياً وطائفياً ومذهبياً، ولا يمكن ان تكون هذه الوحدة الوطنية محققة باقتصار التمثيل الوزاري على بعض القوى الكبرى فقط، وهو ما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد حذّر منه الاسبوع الماضي، مشدداً على انه اذا كان المطلوب تأليف حكومة وحدة وطنية فهذا يعني ان تضم جميع القوى وليس القوى الكبرى فقط.
وعلمت “الجمهورية” انّ عدداً من القوى السياسية سيبدأ اليوم رفع الصوت مطالباً بالابقاء على حكومة الثلاثين وزيراً التي كان المعنيون بالتأليف قد اتفقوا عليها مبدئياً في الايام الاولى للتكليف.