تعيينات في قيادة جيش العدو حلمي موسى
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تقرّر تعيين الجنرال أفيف كوخافي نائباً لرئيس أركان الجيش الجنرال غادي آيزنكوت، وجاء هذا الإعلان بعد مشاورات ومنافسات جرت بين عدد من جنرالات الجيش وبينهم قادة من سلاحي الجو والبحرية. أما في ما يتعلق بالجبهة الشمالية، فإن من سيتولى قيادتها هو الجنرال يوئيل ستريك.
ويؤكد تعيين كوخافي في هذا المنصب خلفاً للجنرال يائير جولان، أن فرصته في تولّي رئاسة الأركان بعد آيزنكوت باتت شبه مضمونة، خصوصاً في ظلّ العواصف السياسية التي سبق وأثارتها تصريحات للجنرال جولان.
ومن المعروف أن كوخافي كان قد خدم في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي قائداً لشعبة الاستخبارات العسكرية، وخلال حرب «الجرف الصامد» على غزة في العام 2014. وبعدها، تم تعيينه قائداً للجبهة الشمالية وهو منصب بالغ الأهمية في ضوء الأحداث في سوريا وتنامي قوة «حزب الله» في لبنان.
وكان كوخافي قد خدم في الماضي قائداً للواء المظليين، وقائداً لفرقة غزة، فضلاً عن قيادته شعبة الاستخبارات.
وبحسب ما نشر في إسرائيل، فإن رئيس الأركان، آيزنكوت، كان من أوصى بتعيين كوخافي في المنصب الجديد وأن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان صادق على هذه التوصية.
ومعروف أن ليبرمان كان قد التقى مؤخراً في مقابلات خاصة بالتعيين لمنصب نائب رئيس الأركان، مرشحين آخرين من هيئة الأركان بينهم الجنرالان نيتسان ألون وسامي ترجمان.
ومن المتوقع أن يقود تعيين كوخافي نائباً لرئيس الأركان إلى خروج عدد من كبار الضباط ممن كانوا يطمحون لهذا المنصب، من الجيش، وفي مقدمة هؤلاء الجنرال ترجمان، الذي أنهى ولايته كقائد للجبهة الجنوبية وخرج في مهمة تعليمية وأبدى رغبته في تولّي هذا المنصب.
وتنافس على المنصب أيضاً إلى جانب الجنرال ترجمان، الجنرال إيال زامير الذي يخدم حالياً كقائد للجبهة الجنوبية، وكان سكرتيراً عسكرياً لرئيس الحكومة. وإلى جانب هذين الجنرالين، تنافس أيضاً الجنرال أمير إيشل قائد سلاح الجو، والذي سبق وخدم كرئيس لشعبة التخطيط في هيئة الأركان.
ويعتبر منصب نائب رئيس الأركان بين أهم المناصب في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، لأنه يمثّل «محطة انتقالية» نحو التنافس على رئاسة الأركان.
ولهذا السبب، فإن التنافس على هذا المنصب لا يخلو، في العادة، من مؤامرات ونكايات وتسريبات للصحف، وربما هذه من المرات القليلة التي لم تطف فيها النزاعات بين الجنرالات على السطح وجرت بعيداً عن وسائل الإعلام.
وقد ساهم في هدوء معركة التنافس واقع أنه ليس لوزير الدفاع مرشح محدد وأنه لاعتبارات مختلفة يميل إلى الأخذ برأي قيادة الجيش ولا يحاول أن يفرض رأيه خشية صدامات تقود إلى خسارته.
ولتعيين كوخافي في المنصب أهمية خاصة في هذا الوقت، خصوصاً بسبب الاهتمام الكثيف بتقرير مراقب الدولة عن حرب غزة والذي أشير إلى احتوائه الكثير من الانتقادات لأداء الجيش بأسلحته المختلفة، وخصوصاً المخابرات، في كل ما يتعلق بالأنفاق.
وأشارت تسريبات حول التقرير إلى أن الانتقادات تطال بوضوح كوخافي لرئاسته الاستخبارات العسكرية ورئيس الأركان السابق الجنرال بني غانتس.
وليس تعيين كوخافي هو التعيين الوحيد في قيادة الجيش الذي أعلن عنه أمس، فقد أعلن أيضاً عن أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي المقبل سيكون الجنرال عميكام نوركين، الذي كان يخدم كرئيس لشعبة التخطيط. وسيحل نوركين في المنصب مكان الجنرال أمير إيشل الذي يخدم قائداً لسلاح الجو منذ أيار العام 2012.
ويتوقع أن يتم تسريح إيشل من الجيش بعد إنهاء ولايته. وقد تنافس على منصب قائد سلاح الجو الجنرال حاجاي طوبلنسكي الذي يخدم حالياً رئيساً لشعبة القوى البشرية في الجيش وهو طيار حربي.
وفي ما يتعلق بالجبهة الشمالية، فإن من سيخلف كوخافي في قيادتها هو الجنرال يوئيل ستريك الذي خدم في هيئة الأركان قائداً للجبهة الداخلية، وسيتم ترفيع عميدين من الجيش لرتبة لواء لتولي منصبي رئاسة شعبة التخطيط وقيادة الجبهة الداخلية، وهما أمير أبو العافية قائد الفرقة 162، الذي سيعين رئيساً لشعبة التخطيط وتامير يدعي كقائد للجبهة الداخلية.
وهناك تعيين آخر وهو ترفيع العميد موني كاتس لرتبة لواء لتولي ما يعرف بقيادة جبهة العمق. وكان قد تولى هذا المنصب في العام ونصف الأخير الجنرال طال روسو.
وأعلن أفيغدور ليبرمان في أعقاب الإعلان عن التعيينات الجديدة أن «كل المرشحين الذين تمت دراسة ملفاتهم هم بين الأفضل، وقد اجتازوا مساراً قيادياً عملاتياً في كل مراتب القيادة، وهم أصحاب خبرة ويمكنهم تولي هذه المناصب على أفضل شكل».
(السفير)