نتنياهو لا يفهم الا لغة القوة: سيما كدمون
ليست هذه هي المرة الاولى التي يتراجع فيها نتنياهو أمام من يقف حياله بتصميم. فقد سبق لهذا أن حصل. وفي هذه الحالة، لا حاجة لعبقري سياسي كي يفهم بان نتنياهو لن يربح شيئا اذا ما أنزل كحلون على ركبتيه.
ان القرار لتشكيل فريق يبحث على مدى ثلاثة اسابيع في موضوع البث العام هو انتصار لكحلون. فلا يمكن النظر الى هذا بشكل مختلف. رئيس الوزراء، الذي كان مصمما جدا على طرح الغاء هيئة البث على التصويت في الحكومة يوم الاحد، أجل التصويت واشار الى كحلون بانه يوجد ما يمكن الحديث فيه.
ان خيار التوجه الى الانتخابات كان رصاصة وهمية. فلو كان نتنياهو جر هذه المواجهة الى الانتخابات، لخسر في كل الجبهات: أولا، كان مما لا يطاق من ناحيته تفكيك الحكومة على موضوع مثل هيئة البث العام. توجه آخر للانتخابات للاسباب غير الصحيحة، التي لا تأخذ بالحسبان مصلحة الشعب بل نزوات نتنياهو. ولا يقل أهمية عن ذلك – فالانتخابات ما كانت لتلغي قانون هيئة البث العام. بل العكس. كان القانون سيمر مثلما هو وينتقل الى الحكومة القادمة – مع نتنياهو او بدونه.
نتنياهو عرف هذا. كحلون هو الاخر عرفه. فلا ترونه رقيقا باي قدر. فهو يعرف جيدا نقاط ضعف رئيس الوزراء. وعليه فانه عندما قال لي في نهاية الاسبوع الماضي انه لم تكن ولن تكون صفقة سياسية في الشقة الثالثة مقابل الهيئة – كان واضحا لي بانه لن يتنازل هذه المرة.
في هذه القضية، التي وصل اليها نتنياهو وكحلون، توجد رسالة ايضا: نتنياهو ليس غير قابل للهزيمة. يمكن وبالوسع، وربما ايضا ينبغي، الوقوف عند المبادىء حتى لو كان رئيس الوزراء يلمح بانه يعتزم احراق النادي. يتبين ان نتنياهو ليس الوحيد الذي يمكنه ان يحرق النادي، ويجدر بوزراء الليكود، ممن يتقزمون ويتذيلون وينثنون، ويتملقون، أن يتعلموا هذا. فارسال كلب حراسة مثل دافيد بيتان هي حكمة صغيرة جدا. ومشوق أن نعرف كيف يشعر الان رئيس الائتلاف الذي استلقى على الجدار من اجل نتنياهو، ويجد نفسه الان ملقيا على قارعة الطريق، فيما ينضم الى قائمة طويلة من الاشخاص الذين استخدمهم نتنياهو والقى بهم.
لقد سبق لرئيس الوزراء أن أثبت في الماضي بانه لا يفهم الا لغة القوة. اما كحلون فسبق أن اثبت في الماضي بانه قادر على ان يسير حتى النهاية، وقد فعل هذا هذه المرة ايضا. حاليا على الاقل. واختباره الحقيقي سيكون بعد ثلاثة اسابيع حين تحل لحظة الحسم الجديدة.
هذا الحل المؤقت لا يمكنه ان ينسي الجمهور ما حصل هنا في الاسبوعين الاخيرين، حين لم يعنى رئيس الوزراء، الحكومة والكنيست، الا في موضوع واحد: هيئة البث العام. جنون شامل ليس اقل.
ان الانشغال بالهيئة اجبرنا على أن نسأل أنفسنا سؤالا مقلقا. هل نحن نشهد اجراءاً ذا هدف، يقوده نتنياهو وعصبته وهدفه تغيير أنظمة الحكم، تعزيز قدرة الحكم، التلاعب الميكافيلي أم ربما ببساطة يدور الحديث عن خرفنة نفسية، هلع، جنون اضطهاد، تشويه غير قابل للتحكم.
الجواب، اذا كان شيئا كهذا – غدا في ملحق السبت.
يديعوت