مقالات مختارة

حلت علينا البركة: أوري سفير

 

بدء من 20 كانون الثاني 2017 سيتكيف أغلب الظن موظفو البيت الابيض مع التوجه سواء لـ «سيدتي الرئيسة أم لزوجها سيدي الرئيس». لقد كان لي شرف العمل إلى جانب شمعون بيرس مع الرئيس الاسبق بيل كلينتون. وهذه تجربة يمكنها أن تفيد بشيء ما عن المزايا الضرورية لان يكون المرء رئيسا الولايات المتحدة.

لقد أخذ كلينتون بنفسه الصدارة الأمريكية في خطى السلام في الشرق الاوسط. كانت له لغة مشتركة سواء مع اسحق رابين ام مع شمعون بيرس. وقد فهم جيدا ضرورة المسيرة السلمية مع الفلسطينيين كأساس للسلام مع الاردن ولمسيرة استقرار المنطقة من خلال التعاون الاقتصادي اساسا. لقد كان كلينتون ضالعا في كل تفاصيل المفاوضات بيننا وبين «م.ت.ف»، الاردن وسوريا، ليس فقط على المستوى الاخباري بل وايضا على مستوى الاشخاص الذين أداروا المفاوضات. وقد عمل مع طاقم لامع في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية وعرف كيف ينصت لرجاله مثل وزير الخارجية وورن كريستوفر، دنيس روس، مارتين اينديك، اهرون ميلر وآخرين.

وهو بنفسه أدار المفاوضات، دوما في صالح المصالح الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة، مثلما ايضا المصالح الاقتصادية للشركات الأمريكية. وهو مؤيد لإسرائيل بجلاء، ولكنه كان منصتا للفلسطينيين ولباقي الزعماء العرب. عرف كيف يتخذ القرارات التي لم تكن دوما شعبية، والتي خدمت فكره الجغرافي السياسي حول المنطقة ـ حل الدولتين الذي سيولد مسيرة اقليمية. هكذا كان عندما قرر بعد محادثات اوسلو الاولى ان يعترف بـ م.ت.ف وان يقر ذلك في الكونغرس. امن إسرائيل كان عنده يسبق كل شيء، ولكنه كان يلاصق التقدم في المسيرة السلمية. في نهاية 1995 اقترح على بيرس اجراء محادثات عمل على حلف دفاع بين الدولتين. وفي المحادثات في الغرفة البيضوية عرف قبل كل شيء كيف ينصت وكيف يبدي العطف.

لقد عرف كيف يعطي احساسا لمن يحادثه بان الحديث هو الأمر الوحيد الذي يشغل باله، وان كان منشغلا في تلك اللحظات بعشرات المواضيع التي على جدول الاعمال الأمريكي. لقد كان كلينتون رئيسا طيبا بسبب قدرته على القيادة. قدراته في تعيين الاشخاص المتفوقين، فهمه العميق للمواضيع وقدرته على اتخاذ القرارات. فهو وطني أمريكي وعالمي يفهم التحولات في العالم.

لعقيلته توجد مزايا مشابهة، وفوق كل شيء فانهما متشاركان في منظومة من القيم الليبرالية للحرية والمساواة بين الناس والشعوب. كلاهما يعرفان كيف يستغلا جيدا سياقات العولمة في صالح المصالح الأمريكية، على المستوى الحكومي وعلى مستوى الشركات الأمريكية الكبرى على حد سواء. هذه هي الاسباب التي تجعل هيلاري كلينتون مناسبة لقيادة الولايات المتحدة ودونالد ترامب تماما لا.

وبالنسبة لنا وللشرق الاوسط، فان هيلاري كلينتون تقف أمام تحديات صعبة: الحروب في سوريا والعراق، تهديد داعش والجمود السياسي بيننا وبين الفلسطينيين. وهي ستواصل سياسة اوباما، مع صقرية أكبر في الموضوع السوري، حيث تتطلع إلى خلق مناطق حصينة من الهجمات الجوية من خلال المفاوضات مع روسيا. وهي ستكون عاطفية تجاه إسرائيل مثل سلفيها الديمقراطيين. ومثل اوباما، فان حماستها لرئيس الوزراء نتنياهو ملجومة جدا. فهل هيلاري كلينتون جيدة لإسرائيل؟ إسرائيل بحاجة إلى رئيس/ة في واشنطن جيد/ة قبل كل شيء لأمريكيا، ولرئيس/ة يعرف كيف يتخذ القرارات من أجل مسيرة الدولتين. هيلاري كلينتون هي كهذه.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى