من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: فتح تحقيق في ملفات عسيري.. و”سعودي أوجيه” تنتظر السعودية تربح في لبنان.. هل تنتشل الحريري مالياً؟
كتبت “السفير”: لو قدم وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، إلى بيروت، في التوقيت نفسه، لكن من دون صفقة رئاسية مبرمة، لكانت انهالت عليه وعلى مملكته اتهامات معسكر “8 آذار”، وخصوصا “التيار الوطني الحر” بإعلامه و “أعلامه” أجمعين، بأن الديبلوماسي المتخصص بساحات المنطقة عسكريا وأمنيا، يحمل معه إلى بيروت وصفة جديدة من “وصفات الفتنة” التي كانت سبباً في طرده من بغداد قبل شهور قليلة، فتكافئه دولته بجعله برتبة وزير يأتمر بأوامر الديوان وولي ولي العهد.. وعلى مكتبه العديد من ملفات المنطقة، ومنها لبنان.
أما وإنه يأتي الى بيروت في سياق “ديبلوماسية الإيحاء”، فإن السجاد الأحمر يكاد يغطي كل الدروب التي سيسلكها موكبه طيلة أيام ثلاثة، بلا مساءلة أو محاسبة، لكأن المطلوب أن يقال إن السعودي إما أتقن اللعبة الرئاسية ـ الصفقة، من دون أن يترك بصمة واحدة من بصماته عليها، أو ان موفد المملكة، جاء بنصيحة ناصح وقدرة قادر، لاستدراك ما يمكن استدراكه، وللقول إنه ليس صحيحاً أن السعودية تخلت عن لبنان أو أنها أهملته أو خسرته أو انسحبت منه بلا رجعة.
يعني ذلك أن على القلقين محليا أن يهدأ بالهم وعلى المرتاحين لأوضاعهم ونفوذهم أن يقلقوا، فالسعودية لم تغادر الساح، ولبنان لم يُسلّم به “ساحة إيرانية” بل هو ساحة من ساحات النفوذ السعودي، بدليل كل مندرجات الاستحقاق الرئاسي، وصولا إلى الاثنين الموعود: انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.
ثمة استدراك غير بسيط، أن العقل الوهابي الذي يتحكم بالكثير من القوى والأدوار الإقليمية، لا يمكن أن ينتج معادلة كتلك التي أفضت اليها أمور الرئاسة في لبنان، بعد سنتين ونيف من الفراغ.
فأن يأتي ميشال عون رئيسا للجمهورية، فهذه ذروة السقف المسيحي رئاسيا، ولا يبالغ مرجع حزبي لبناني عندما يردد أن الإحباط المسيحي الذي استولدته عملية 13 تشرين الأول 1990، وتم “تثبيته” في خريف العام 1992، سينتهي ظهر الاثنين في الحادي والثلاثين من تشرين الأول، لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بالاتجاه الذي ستسلكه الأمور، بعد هذا التاريخ.
وعندما يتبدد الإحباط المسيحي مع وصول “الجنرال”، فإن ما يُسمى “الإحباط السنّي” الذي لطالما لهجت به الألسن طيلة الفترة التي أعقبت سقوط حكومة سعد الحريري في العام 2011، سيتبدد أيضا، مع عودة “الجنرال” سعد الحريري الى السرايا، متسلحاً بخبرات سياسية وأمنية من عنديات ثامر السبهان، الرجل الذي خبر لبنان وعمل فيه لسنوات قبل أن ينتقل الى العراق، وربما يتحمل مسؤولية الكثير من التقارير التي رُفعت ضد السفير السعودي السابق علي عواض عسيري، بعدما أظهرت وثائق الأرشيف السعودي (التي نشرتها وسائل إعلامية عربية وأجنبية) أنها كانت مبنية على وقائع خاطئة ومنظومة علاقات وهمية أو مفبركة.
لذلك، عندما وصل القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري الى بيروت، وجد في سفارة بلاده في شارع بلس (رأس بيروت) منظومة فساد تبدأ بعدم وجود زي رسمي لموظفي السفارة وتنتهي عند جيش من الموظفين يتجاوز الأربعمئة موظف، وهو رقم يكاد يتجاوز عدد الموظفين في سفارات للمملكة في بعض عواصم الدول الكبرى.
لقد هال الفريق السعودي الذي جاء للتحقيق في ملفات عسيري ما وجده في السفارة، سواء “أصدقاء السفارة” من سياسيين وتجار واقتصاديين وعقاريين و”باكورة” الفنانات والفنانين، ناهيك عن “باقة” من المخبرين في كل المناطق، لا يتم التدقيق بتقاريرهم، وغالبا ما تكون وهمية، فقط لقاء بدلات مالية كبيرة. لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تم فتح دفاتر مالية متعلقة بالمواكب والسيارات والشقق وبدلات السفر والمآدب.
لا يأتي هذا الكلام من باب التحريض، بقدر ما أن السعودية مطالبة بالتواضع، وبإعادة صياغة خطابها ونمط تعاملها مع الواقع السياسي اللبناني.
يسري ذلك بديهياً على علاقتها بحليفها سعد الحريري الذي يواجه أزمة اجتماعية تطال أكبر مؤسسة توظيفية في لبنان (عشرة آلاف عائلة على الأقل بين لبنان والسعودية)، وهؤلاء إما باتوا مهددين بديمومة عملهم أو بافتقادهم الأمان الوظيفي، فضلاً عن أن معظمهم لم يقبضوا رواتبهم منذ سنة بالحد الأدنى.
فهل يجوز للمملكة أن تدير ظهرها لمشكلة اجتماعية بهذا الحجم، لا تهدد مؤسسات من لون معين وحسب، بقدر ما تهدد الاستقرار الاجتماعي في لبنان؟ ثم إن هناك حوالي 56 ألف عامل وموظف تعتاش من رواتبهم 56 ألف عائلة لبنانية وأجنبية يعملون في شركة “سعودي أوجيه” في السعودية، وهي مختلفة عن “انترناشيونال أوجيه” أو غيرها من الشركات التي يديرها ورثة رفيق الحريري.
البناء: موسكو تخوض حرباً دبلوماسية شرسة تواكب الميدان… وتتوقّع نتائج قريبة الأصفر والبرتقالي والأزرق يبدأون البوانتاج من 73 صوتاً لعون احتمال الفوز من الدورة الأولى يتوقف على الحريري وجنبلاط والأحزاب
كتبت “البناء“: تحجب تطورات المشهد الرئاسي عن اللبنانيين متابعة أشرس المعارك التي تخوضها موسكو على الصعيد الدبلوماسي في تثبيت مواقعها الجديدة، وتصدّيها للحروب الإعلامية التي تشنّها عواصم الغرب من منابرها الإعلامية والدبلوماسية والحكومية، ولا تكتفي موسكو بمواقف مندوبها في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الذي يترأس مجلس الأمن الدولي حتى نهاية هذا الشهر، بل يكاد وزير الخارجية سيرغي لافروف وصولاً لتدخلات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجعلان هذه الحرب قضيتهما اليومية بينما تدور أشدّ المعارك قسوة في ميادين القتال السورية من ريف حماة، حيث استعاد الجيش السوري بلدة صوران التي كانت المعقل الأخير الذي بقي بيد الجماعات المسلحة بعد تحرير معان من الجيش السوري قبل أيام، بينما دارت معارك ضارية في التلال المحيطة بجنوب حلب، انتهت بصدّ هجوم الجماعات المسلحة وتكبيدها المئات من قتلى وجرحى، وتمكّن الجيش والحلفاء من تحقيق تقدّم نوعي في حي الراشدين، وحي صلاح الدين، بينما تشهد غوطة دمشق المزيد من التقدّم لوحدات الجيش والحلفاء.
يأمل الروس وفقاً لمصادر إعلامية في موسكو أن تظهر نتائج معاركهم السياسية والعسكرية قريباً، سواء بالإنجازات النوعية للجيش السوري والحلفاء، أو بالتقدّم على المسار السياسي اليمني أو بردع المشاغبات التركية في سورية والعراق التي تحظى بدعم موسكو، وخصوصاً بما ينتظر أن يخرج به الخبراء العسكريون في جنيف من خطة للتهدئة تقوم على سحب جماعات مسلحة من شرق حلب، وفي مقدّمتهم جماعات جبهة النصرة.
لبنانياً، بانتظار عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تواصل الكتل النيابية حاسباتها ومشاوراتها، لبلورة الموقف النهائي الذي ينتظر عودة بري، ليكتمل المشهد، بما لا يطال الموقف الذي بدا محسوماً نهائياً بالنسبة لتصويت الرئيس بري والنائب فرنجية وكتلتيهما، بل بالنسبة لما سيقرّره الحلفاء المشتركون لحزب الله وحركة أمل من جهة، ولما ستفضي إليه مساعي الرئيس سعد الحريري في ضمان تماسك كتلته وراء خياره الانتخابي، وبعدما صار محسوماً أنّ الجلسة الانتخابية ستكون بدورتين نصابهما واحد وهو ستة وثمانون نائباً، ويستدعي الفوز في الدورة الأولى أن ينال العماد عون الثلثين، ايّ الستة وثمانين صوتاً، بينما يكفيه للفوز في الدورة الثانية، التي تجري فور الانتهاء من فرز الأصوات للدورة الأولى، خمسة وستون صوتاً فقط.
تجزم مصادر تتابع بوانتاج التصويت الرئاسي بفوز مضمون للعماد عون في الدورة الثانية ولا ترى أزمة نصاب على الإطلاق، مع ضمان مشاركة الذين لن يمنحوا التصويت للعماد عون في توفير النصاب للدورة الثانية، وعلى رأسهم كتلة التنمية والتحرير، وتقول المصادر إنّ في جعبة العماد عون ثلاثة وسبعين صوتاً لفوز مضمون في الدورة الثانية، هي عشرون صوتاً من كتلته، وخمسة وعشرون صوتاً من كتلة الحريري، وثلاثة عشر صوتاً من كتلة الوفاء للمقاومة، وثمانية أصوات من كتلة القوات اللبنانية، وسبعة أصوات من كتلة اللقاء الديمقراطي، وتضيف المصادر أنّ الحريري يسعى لرفع التصويت من كتلته إلى الثلاثين بكسب خمسة أصوات تقول مصادر المستقبل إنها صارت مضمونة في جيب الحريري، ويمكن أن تصير سبعة أصوات لينحصر التصويت ضدّ العماد عون بصوتَيْ الرئيس فؤاد السنيورة والنائب أحمد فتفت، باعتبار تصويت النائب خالد الضاهر محسوب ضمن الأصوات الخمسة والعشرين، وإذا سارت الأمور هكذا فسيكون المجموع قد بلغ الثمانين، وصار الفوز بأغلبية الثلثين أيّ تجميع الأصوات الستة والثمانين، ممكناً ويستحقّ بذل الجهد لضمّ صوتين إضافيين من كتلة النائب وليد جنبلاط يمكن له تأمينهما، وهو ينتظر التشاور مع الرئيس بري ليفعل ذلك، على أن يكون للأصوات الأربعة التي يملكها الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي، الكلمة الفصل، وهذا يستدعي تبلور موقف الحزبين بصورة نهائية، وقياداتهما لا زالت في تشاور مفتوح، كما يأخذ بالاعتبار القيمة الانتخابية والمعاني السياسية للتصويت، ويتوقف على دقة بلوغ التصويت للعماد عون مرحلة حافة الثلثين، ولا ينفصل عن الحرص على التحالف مع الرئيس نبيه بري وحزب الله كشريكين في الخيارات الكبرى.
يُنهي الاثنين المقبل الفراغ في سدة الرئاسة. بات رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على قاب قوسين أو أدنى من دخول قصر بعبدا، بعد ظهر الاثنين المقبل، لا سيما أن جلسة انتخاب الرئيس الـ 46 هي أول جلسة جدية يدعو إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، باعتبار أن نصاب الثلثين سيكون مؤمّناً، وفق التفاهمات السياسية.
قبل 72 ساعة من موعد الجلسة الرئاسية، وصل وزير الدولة لشؤون الخليج في المملكة العربية السعودية ثامر السبهان إلى بيروت، في زيارة رسمية استهلّها بلقاء رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس أمين الجميل على أن يلتقي اليوم رؤساء الحكومات السابقين ورؤساء الطوائف الروحية. ويزور الموفد السعودي غداً رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد جان قهوجي، على أن يلبي دعوة الرئيس الحريري الى مأدبة عشاء تُقام على شرفه في بيت الوسط.
أكدت مصادر مطلعة لـ “البناء” “أن زيارة الوزير السعودي هي زيارة تهدوية وإيجابية”، لافتة إلى أنه سيجري جوجلة للمشاورات الجارية بعد مبادرة الرئيس سعد الحريري ليكون على عينة من الوقائع التي أوصلت الخيار الرئاسي لتبنّي عون، وسيعطي جرعة دعم للاستحقاق”. ولفتت المصادر إلى أن الغموض في الموقف السعودي الذي لعب فيه الوزير ابو فاعور دوراً كبيراً خلال زيارتيْه الى الرياض، انتهى”، مشدّدة على أن “أهمية الموقف السعودي أنه كشح الضبابية عن موقف المملكة، وبالتالي ما سيقوله امام المسؤولين اللبنانيين سيسمح لمرة أخيرة في تقريش هذا الموقف في السياسة ومحاولة استثماره في إطار محدد”. ودعت المصادر الى انتظار الجلسة ليبنى على الشيء مقتضاه، فهل يحمل السبهان دعماً سعودياً لخيار الحريري أم ان المملكة ستنأى بنفسها عن الموضوع؟
في المقابل، تحدثت مصادر مطلعة أخرى لـ “البناء” عن ان “جولة وزير الدولة لشؤون الخليج على القيادات السياسية استطلاعية، وتهدف إلى التأكد من “المفاوضات” التي حصلت وإلى أي حد سيتم الالتزام بعدم المسّ باتفاق الطائف، لا سيما أن الحريري وضع القيادات السعودية في أجواء التسوية التي تحدث عنها بوضوح الخميس الماضي، القائمة على معادلة السير بعون مقابل تجنّب المؤتمر التأسيسي وحماية النظام”.
الاخبار: مخاوف من افتعال أزمة نقدية عشية الانتخابات الرئاسية: حذار التلاعب بالليرة
كتبت “الاخبار”: هل بلغ الاحتقان مداه الأقصى لدى بعض القوى والشخصيات المعترضة على وصول العماد ميشال عون إلى بعبدا، فلجأت إلى أسلحة محرّمة، سعياً إلى تكبيل العهد المقبل بأزمات نقدية وأمنية مفتعلة؟ أم هي الصدفة وحدها التي جمعت توتيراً امنياً ومحاولة للتهويل بأزمة نقدية، قبل يومين من موعد الانتخابات الرئاسية؟
ظهرت في الايام الماضية مؤشرات تدعو الى الخشية من محاولات للتلاعب بالوضع النقدي ــــ الهشّ أساساً والمكلف أصلاً ــــ ربطاً بالاستحقاق الرئاسي. ففي ظل طلب لافت على الدولار في السوق المحلية، عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الاثنين المقبل، دعا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المجلس المركزي الى الانعقاد استثنائياً، اليوم، لمناقشة اقتراح على جدول الاعمال يرمي الى حظر عمليات تحويل القروض القائمة لدى المصارف من الدولار الى الليرة، بحجّة أن هذه العمليات تشكّل مصدر الطلب الرئيس على الدولار حالياً. وهذا الإجراء لا سابقة له حتى في ظروف الحرب الاهلية في لبنان الخاضع لليبرالية اقتصادية منفلتة، ويتغنى بعدم المسّ بـ”الحريات الاقتصادية الأساسية”. مصدر مصرفي مطّلع أعرب عن دهشته من هذا الاقتراح الذي “يمسّ واحدة من هذه الحريات الاساسية، وهي حرية تحويل العملة”.
وقال لـ”الأخبار” إن الطلب على الدولار ليس بالحجم الذي يستدعي التحرّك على هذا المستوى، وهو لا يزال تحت السيطرة، ولدى المصرف المركزي قدرات كبيرة على تلبيته والحد من تناميه، “إلا إذا كان حاكم المصرف يمتلك معطيات لا نمتلكها… ولكن نريد أن نعرف ماهيتها لنعرف إن كانت تستدعي إجراءً كهذا”. ونبّه من أن إقرار الاقتراح سيعطي جرعة زائدة من القلق، “وهذا كاف لطرح التساؤلات عن حقيقة الهدف”!
وتفيد المعلومات المتاحة بأن الطلب على الدولار موجود، إلا أن مصرف لبنان هو من يتحمل المسؤولية المباشرة عن ذلك، إذ إن العملية الواسعة والمكلفة التي ينفذها منذ أواخر أيار الماضي، تحت اسم “الهندسة المالية”، أشاعت مخاوف جدّية من وجود مخاطر تهدد الليرة. وفيما كان الاعتقاد أن الهدف من هذه “الهندسة” كان سياسياً في ظل استمرار أزمة الفراغ الرئاسي في حينه، إلا أن الآلية التي اعتُمدت بحجة الدفاع عن الليرة، أظهرت نتائجها المحققة حتى الآن أن الهدف الفعلي كان في محل آخر تماماً. فقد ضخّ مصرف لبنان، في الاشهر الأربعة الماضية، نحو 4.2 مليارات دولار من الارباح الاستثنائية الى المصارف وكبار المودعين وصناديق استثمار، نتجت من مبادلة الدولارات بالليرات بينه وبينهم، مع منحهم عائداً مرتفعاً جداً يبلغ نحو 38% وسطياً! هذه العملية نجحت، بحسب ما يُنقل عن سلامة، في تجميع نحو 11 مليار دولار إضافية في دفاتر مصرف لبنان لتعزيز موجوداته بالعملات الاجنبية، ولكنها ضخت في المقابل أقل بقليل من 23 ألف مليار ليرة في دفاتر المصارف.
وأدى ذلك إلى ندرة في عرض السيولة بالدولار ووفرة في عرض السيولة بالليرة، ما زاد الضغوط النقدية في معرض ادّعاء العمل على تخفيفها! ويجري منذ مدّة التداول بصيغ مختلفة لامتصاص هذه السيولة المتراكمة عبر الأدوات السيادية (أي عبر مصرف لبنان ووزارة المال)، أي عبر الدين، إلا أن ذلك يحتاج الى التنسيق مع وزارة المال، أي الى قرار سياسي، إذ لا يستطيع مصرف لبنان أن يتحمل وحده كلفة امتصاص هذه السيولة.
وتشرح مصادر مطلعة أن هذا الوضع الذي خلقته “الهندسة المالية” دفع البعض الى التحوّط، وانتقلت ودائع كثيرة من الليرة الى الدولار خوفاً من أي انهيار في سعر الصرف، ولا سيما أن سباق المصارف لمبادلة الدولارات بالليرات مع مصرف لبنان وجني الارباح من العائد المرتفع، جعل بعضها يعرض سعر فائدة أعلى لجذب ودائع بالدولار، ما قلّص الهامش مع سعر الفائدة على الودائع بالليرة وقلّص بالتالي عائد المخاطرة. كذلك سارع المقترضون الكبار من المصارف الى طلب تصفية قروضهم بالدولار وتحويلها الى قروض بالليرة، طمعاً بجني الارباح في حال انهيار سعر الصرف، ما أدى الى زيادة أخرى في الطلب على الدولار. وتخشى هذه المصادر أن تكون الامور قد أفلتت من عقالها، إلا أنها تخشى أكثر من أن تكون وراء كل هذا نيّات مبيّتة تستبق الجلسة النيابية يوم الاثنين، أو تستبق العهد الجديد، لتضعه في بدايته أمام واقع نقدي صعب.
الديار: هل يستطيع حزب الله الاشتراك بالحكومة اذا رفضت حركة أمل المشاركة؟ العميد كلود حايك ارتفعت اسهمه لقيادة الجيش على حساب العميد جوزف عون
كتبت “الديار”: هناك سؤال في البلاد، كيف سيكون عهد العماد ميشال عون في المرحلة المقبلة؟ والوزير جبران باسيل سيتولّى أكثرية الأمور ويكون مكتبه قرب مكتب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا بل انه حجز 3 مكاتب وأُعطي الأمر لقائد لواء الحرس الجمهوري تحضير 3 مكاتب لجبران باسيل قرب مكتب عون بشكل لا يجلس في المكاتب الثلاثة أي وزير او مستشار غير باسيل.
أما السؤال الأهم ماذا بين الرئيس نبيه بري والعماد عون ذلك ان الحكومة المقبلة سترتكز مسيحياً على محور عون – جعجع، وتحالف العونيين والقوات قرر عدم المشاركة في الحكومة مع حزب الكتائب وتيار المردة، لكن الوزير فرنجيه والنائب سامي الجميّل أعلنا رفضهما المشاركة تحت رئاسة العماد ميشال عون في الحكومة إلا بشروطهما وهي شروط جدية وصعبة.
ونعود الى الرئيس نبيه بري فماذا يهمه وإلى أي حد ستتصاعد لهجته ضد باسيل والعهد؟.
مَن شاهد محطة الـNBN التلفزيونية التابعة لحركة أمل وللرئيس نبيه بري مساء امس رأى بوضوح مدى انحياز المحطة الى الوزير فرنجيه، وأشارت الى انه أجري احصاء أعطى بنسبة 18 الف صوت لبناني لفرنجيه لرئاسة الجمهورية و12 الف صوت لبناني للعماد عون لرئاسة الجمهورية، وجرى التصويت الكترونياً، ثم غمزت حركة أمل عدة مرات من مسيرة العماد ميشال عون، خاصة بشأن الدورتين وان الرئيس بري لن يجري دورة واحدة نهار الاثنين واعلان فوز العماد عون من الدورة الاولى، لكنه قرر تسديد ضربة قوية للعماد عون لإخضاعه لدورتين كي لا يفوز في الدورة الاولى عندما لا يحصل على 86 صوتاً ويفوز في الدورة الثانية بالنصف زائداً واحداً أي 65 صوتاً أو 64 نائباً اذا اصبح الأمر واقعا ان النائب روبير فاضل تم اعتباره مستقيلاً من مجلس النواب.
سدد الرئيس بري هذه الضربة للعماد عون، اذ ان الرئيس بري لم ينسَ بعد ما حصل في انتخابات جزين واعتبر ذلك انتقاماً من قبل عون يوم اراد بري الحفاظ على النائب سمير عازار نائباً له لكن العماد عون رفض ذلك وخاض المعركة ضد عازار وأسقطه، ثم أن الرئيس بري لم ينسَ للعماد عون موقفه في أحد المقابلات التلفزيونية حيث قال “انا وسماحة السيد وسعد الحريري باستطاعتنا أن نحكم البلد” دون ان يذكر الرئيس نبيه بري، والرئيس بري لم ينسَ الموضوع وذكره أمام المقربين منه والمقربين جداً فقط”، اضافة الى ان الرئيس بري مستاء جداً من حركة الوزير جبران باسيل سواء في قطاع الغاز اوغيره. لكن الامر ليس مهماً لأن بري قادر على فرض شروطه في هذا المجال ومستاء من طرح الميثاقية دائماً من قبل باسيل لأنه يزايد على الرئيس بري.
النهار: السعودية “تعود” في توقيت رئاسي “ولا تنحاز”
كتبت “النهار”: اذا كان المؤشر العملي الأكثر تعبيراً عن اقتراب النهاية لـ”عهد الفراغ” الرئاسي وحلول عهد رئاسي جديد تمثل في الجلسة الوداعية التي عقدتها حكومة الرئيس تمّام سلام أمس، فإن الحدث الأبرز الذي واكب الأيام الانتقالية الاخيرة قبل الجلسة الانتخابية الرئاسية الاثنين المقبل تمثل في حضور موفد سعودي الى بيروت في مهمة “استثنائية”. فماذا يعني ان توفد المملكة العربية السعودية التي سال حبر كثيف من الاجتهادات والتقديرات المتناقضة حول موقفها من انتخاب العماد ميشال عون وزير الدولة للشؤون الخليجية ثامر السهبان الى بيروت قبل ثلاثة أيام فقط من موعد جلسة الانتخاب؟
بعيداً من الاجتهادات او توظيف الزيارة داخلياً في هذا الاتجاه أو ذاك، بدا واضحاً انها تشكل تطوراً ديبلوماسياً بارزاً في المقام الاول لجهة انهاء مناخ من التباعد أو النأي السعودي عن الشؤون اللبنانية وهو أمر يكتسب دلالات مهمة لا تقتصر على البعد الرئاسي وحده بل تتمدد نحو آفاق اوسع تتصل بالحضور السعودي في لبنان في ظل ما أثاره الاتجاه الى انتخاب العماد عون من شكوك واسعة في الخلل الاقليمي الذي يتيح اندفاع تأثير المحور الايراني وبذلك لا تبدو الزيارة في توقيتها منفصلة عن ملامح اعادة التوازن الى المشهد اللبناني عشية الانتخاب الرئاسي.
أما ما أثارته الزيارة في توقيتها من تساؤلات طبيعية عن موقف الرياض من انتخاب عون، فلم يكن ممكناً الاجابة عنها فوراً لمجرد ان وصل الموفد السعودي وشرع في لقاءاته مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، لكن العنوان الأبرز الذي تصاعد عقب طلائع جولته كان ما نقل عنه من ان “المملكة ستدعم الرئيس الذي يتفق عليه اللبنانيون” من دون انخراط في أي تسمية. كما أفادت معلومات ان الموفد السعودي يبلغ من يلتقيهم ان السعودية “تبارك كل الجهود لانتخاب رئيس الجمهورية وكل ما يتفق عليه اللبنانيون حول هذا الملف”.
وتحفل أجندة الوزير السعودي الذي التقى أولاً الرئيس سلام ومن ثم الرئيس أمين الجميل في بكفيا ثم الرئيس ميشال سليمان يرافقه القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري بمروحة واسعة من اللقاءات تشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري والرؤساء سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي والعماد عون ورؤساء الطوائف ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والوزير بطرس حرب ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وسيقيم الرئيس الحريري على شرفه مأدبة عشاء مساء السبت يحضرها عدد كبير من الشخصيات. وتردّد ان الوزير السعودي سيبقى في لبنان لحضور جلسة القسم الرئاسي للرئيس المنتخب الاثنين المقبل.
وعلمت “النهار” أن زيارة الوزير السعودي السبهان تقررت منذ منتصف الأسبوع الماضي، لكنها أرجئت في انتظار عودة الرئيس بري من سويسرا باعتبار أن اجتماع الموفد السعودي معه يشكل الدافع الأساسي للزيارة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”النهار” أن الزيارة لا تندرج في سياقات أُعطيت لها في بعض وسائل الإعلام، فهي ليست لمباركة انتخاب النائب ميشال عون تحديداً المرجح الإثنين ولا لتسجيل موقف، بل هي لإبلاغ المعنيين والقيادات في لبنان أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج لا تزال مهتمة بلبنان وغير صحيح القول إنها أدارت له ظهرها. وأوضحت أن المملكة ودول الخليج لا تنحاز إلى مرشح رئاسي في لبنان على حساب مرشح آخر وتقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، كما أنها تؤيد التوافق اللبناني وانتظام الدولة وعودة المؤسسات، ولا تتدخل في الشأن الداخلي السيادي للبنان.
المستقبل: موفد السعودية في بيروت عشية الاستحقاق الرئاسي.. و”الكتائب” لن يصوّت لعون الراعي لـ”المستقبل”: مبادرة الحريري أنقذت الجمهورية
كتبت “المستقبل”: كل الدروب والأنظار باتت متجهة نحو جلسة الاثنين الرئاسية، حتى الوزراء ودّعوا بعضهم أمس في جلسة عبّروا خلالها عن يقينهم بأنها كانت الأخيرة للحكومة شاكرين رئيسها تمام سلام على “صبره وحكمته وحسن إدارته لمجلس الوزراء” طيلة فترة الشغور حسبما نقلت مصادر وزارية لـ”المستقبل” مشيرةً إلى أنّ سلام أبدى في المقابل أمله بانتخاب رئيس للجمهورية الاثنين قائلاً: “ناطرها مناطرة حتى أرتاح”. في وقت لم يخفِ البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي غبطته وفرحته “الغامرة” جراء التطورات الرئاسية، منوهاً في دردشة مع “المستقبل” مساءً على هامش العشاء السنوي للمركز الكاثوليكي للإعلام بأهمية المبادرة الأخيرة للرئيس سعد الحريري مؤكداً أنها “أنقذت الجمهورية”.
اللواء: تشاؤم جنبلاطي يعزِّز المخاوف من مطبّات ما بعد انتخاب عون الموفد السعودي بدأ مهمته في بيروت.. والكتائب لن تصوِّت “للصفقة”
كتبت “اللواء”: على وقع حركة سياسية داخلية لم تهدأ، وحركة دبلوماسية عربية، تمثلت ببدء لقاءات الموفد السعودي وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، برزت مواقف وخطوات ومؤشرات، تراوحت بين حسم الانتخاب الرئاسي يوم الاثنين لمصلحة النائب ميشال عون بعدد من الأصوات قد يلامس نصاب الانتخاب أو يتعداه، وتشكل معالم مرحلة سياسية جديدة “قد تشهد المزيد من الانحدار السياسي والاخلاقي”، على حدّ تعبير النائب وليد جنبلاط.
الجمهورية: الأيام الأخيرة للشغور الرئاسي
كتبت “الجمهورية”: مع عودة الاهتمام السعودي بالشأن اللبناني ومواكبة ورشة انتخاب الرئيس العتيد، وإعلان المملكة العربية السعودية كلمتها في الاستحقاق الرئاسي معلنةً أنّها “ستدعم الرئيس الذي يتفق عليه اللبنانيون”. لم تؤثّر كثرة السيناريوهات المتداولة عن مفاجآت غير محسوبة في الطريق السالكة أمام انعقاد جلسة الانتخابات الرئاسية في مجلس النواب الاثنين المقبل، وفي ضمان رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون فوزَه بالرئاسة، سواء تمَّ ذلك في الدورة الأولى أو الثانية. إلّا أنّ الطرُق أغلِقت أمس من الشمال إلى الجنوب في وجه اللبنانيين الذي علِقوا بسياراتهم طوال ساعات الصباح بسبب تنفيذ نقابة السائقين اعتصامها رفضاً لمناقصة المعاينة الميكانيكية.
مع اقتراب يوم 31 الجاري، تتبلوَر صورة المشهد الانتخابي أكثر فأكثر، لتصبح أكثر وضوحاً فور اكتمال المعطيات الآتية:
أوّلاً، عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء اليوم من جنيف، والطريقة التي سيدير بها جلسة الانتخاب وقيادته للجبهة التي ستصوّت ضد عون ولمصلحة رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية الذي طلبَ من مناصريه عدم التجمّع او النزول الى الشوارع والساحات العامة الاثنين يوم جلسة الانتخاب.
ثانياً، زيارة عون المتوقعة قريباً لرئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط التي ستُظهّر أكثر موقف جنبلاط واحتمال أن تؤدي إلى سحب مرشّحه النائب هنري حلو من السباق الرئاسي لمصلحة عون.
ثالثاً، عودة رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري من الخارج واستكماله عملية تقليص عدد نواب كتلته الرافضين التصويت لعون.