الناتو يخرج من أفغانستان بعد خسارة 3500 عسكري
نظم حلف الناتو مراسم عسكرية في العاصمة الأفغانية كابول بمناسبة الانتهاء من القتال بشكل فعلي وبدء مهمة التدريب اعتباراً من الشهر المقبل.. وبذلك ينهي الحلف عملياته العسكرية في أفغانستان بعد ثلاثة عشر عاماً من الغزو وخسارته نحو 3500 عسكري.
ثلاث سنوات وعشر أخرى كاملة، لم تكف حلف شمال الأطلسي لتحقيق نصره المنشود.. لكنه مع ذلك احتفل في العاصمة الأفغانية كابول بتسليم المهام الأمنية للقوات الأفغانية، بل إن التحضير للحدث ذاته بعد طول انتظار، قد جرى هو الآخر بشكل سري خشية وقوع هجمات من طالبان، والتي اعتبرت مهمة الأميركيين والناتو فاشلة بامتياز، في إشارة إلى رمزية الاحتفال بسحب الجنود في ظروف أمنية سيئة.
غير أن الولايات المتحدة ستواصل توفير دعم جوي للجيش الأفغاني، وقد توسع عملياتها إذا اقتضت الحاجة لذلك درءاً لأي تقدم سريع من جماعة طالبان، فقد استهدف عدد من الهجمات الأخيرة في كابل بعثات دبلوماسية وحافلات عسكرية، كما ازدادت وتيرة أعمال العنف والتفجيرات بأفغانستان، في مؤشر على فشل التدخل الأجنبي رغم المزاعم الغربية بإضعاف عناصر طالبان.
وفي مقابل الخسائر البشرية للقوات المحتلة الأجنبية، لم تتمكن الأخيرة من استعادة الأمن أفغانياً، بل حتى في قلب العاصمة كابل، فوحدها قوات الأمن الأفغانية شرطة وجيشاً تكبدت ما لا يقل عن 4600 قتيل خلال الأشهر العشر الأولى من العام الجاري، بينما تقول الأمم المتحدة إن عدد القتلى من الضحايا المدنيين، قد سجل رقماً قياسياً خلال هذا العام، مرتفعا بنسبة 19 بالمائة إلى قرابة 3200 قتيل مدني مع نهاية الشهر الماضي.