إلى متى يستمرّ تصعيد أردوغان حميدي العبدالله
يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته التصعيد في سورية والعراق.
في سورية أعلن أكثر من مسؤول تركي أنّ الجيش التركي يقوم بفرض منطقة عازلة وأنه سوف يقوم في وقت قريب بإصدار الأوامر للجيش التركي لاقتحام مدينة الباب، هذا فضلاً عن توسيع عملياته العسكرية في مناطق في الريف الشمالي لمدينة حلب ضدّ وحدات الحماية الكردية وتجميد عمليات استيلائه على المزيد من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش.
في العراق، أدلى أردوغان وكبار المسؤولين بتصريحات تشدّد على المضيّ في مخطط التدخل العسكري في محافظة نينوى من دون موافقة الحكومة العراقية، وألمح الرئيس التركي في تصريحاته الأخيرة إلى احتمال اندلاع مواجهة مسلحة مع القوات العراقية إذا أصرّت على منع الجيش التركي من المشاركة في معركة تحرير الموصل.
استدعت التصريحات والتدخلات العسكرية التركية رداً واضحاً من الجيش السوري ومن الحكومة العراقية. الجيش السوري أصدر بيانات متلاحقة أكد فيها أنه سوف يتصدّى بكلّ الإمكانات المتاحة للتدخل العسكري التركي، وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مواقف توحي بأنّ إصرار تركيا على التدخل العسكري في العراق من دون موافقة الحكومة العراقية ستترتب عليه تبعات.
لا شك أنّ ما صدر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، ولا سيما البيان الأخير الذي أكد أنّ الجيش السوري سوف يتصدّى للغزو والاعتداءات التركية بكلّ الوسائل المتاحة، وتأكيده أنّ السلطات التركية هي التي سوف تتحمّل تبعات ما يترتب على ذلك من عواقب خطيرة على المنطقة، لا شك أنّ هذا الموقف الحازم يؤكد أنّ حرباً بين الجيش السوري والجيش التركي قد تقع إذا استمرّ أردوغان في التصعيد، وقد تنشب حرب مماثلة بين الجيش العراقي والحشد الشعبي وبين الجيش التركي، وبكلّ تأكيد إنّ اندلاع حرب بين تركيا من جهة، والعراق وسورية من جهة أخرى لن يكون في مصلحة أردوغان وحكومته، لا سيما أنّ تركيا تواجه حرباً مع أكراد تركيا مستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود وفشل الجيش التركي في ربحها، وبالتالي فإنّ تفجير حرب مع العراق وسورية رغم ظروفهما الصعبة، لن تكون نتائج هذه الحرب في مصلحة تركيا، فهل يواصل أردوغان التصعيد أم يتراجع أمام المخاطر التي قد تتسبّب بها أيّ حرب إقليمية كبرى؟
(البناء)