من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: بري “يقاوم”.. جنبلاط “يحتجّ”.. وفرنجية “يصمد” الحريري يحسمها.. و”الأمتار الأخيرة” تختبر عون
كتبت “السفير”: حسمها الرئيس سعد الحريري.. وأبلغ كتلته النيابية أنه سيرشّح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي أثار امتعاض العديد من الحاضرين، وفي طليعتهم الرئيس فؤاد السنيورة. إلا أن الحريري لم يعد بوارد التراجع أو المراجعة، على قاعدة أن رفضه لعون سيعني الانتحار من الطابق العاشر حيث لا فرصة للنجاة، في حين أن تبنّيه لترشيح الجنرال سيكون كالقفز من الطابق الرابع، وفي هذه الحالة فإن إمكانية النجاة السياسية تبقى واردة، ولو مع بعض الكسور والرضوض، وفق توصيف أحد السياسيين المواكبين للحراك الرئاسي.
وفيما توقع البعض أن يبادر الحريري اليوم الى الإعلان عن قراره بعدما مهّد له بلقاءات مكثّفة في بيت الوسط توّجها ليلاً باستقبال الوزير جبران باسيل، استبعدت مصادر أخرى ذلك مرجّحة أن يتم الإعلان غداً الخميس أو في موعد لاحق، لافتة الانتباه الى أن الأربعاء تصادف ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن، وبالتالي فإن رئيس “المستقبل” قد يفضّل تجنّب المجاهرة بقراره في هذا التوقيت.
وقد شرح الحريري خلال اجتماع الكتلة أمس بإسهاب الأسباب الموجبة التي دفعته الى دعم ترشيح عون، معتبراً أنه القرار الصحيح قياساً الى التوقيت والظروف. وقدّم الحريري مقاربة شاملة للأوضاع الإقليمية المتفجّرة ومخاطرها على الواقع اللبناني. وتوقف عند تداعيات الشغور الرئاسي الذي لم يعد يُحتمل، لافتاً الانتباه الى أنه جرّب كل الخيارات الممكنة لمعالجة هذا الشغور وانتخاب الرئيس، إلا أنها لم تلق التجاوب المطلوب، ولذلك كان عليَّ أن اتخذ قراراً جريئاً للخروج من المأزق لأننا وصلنا الى مرحلة فائقة الخطورة.
وأبلغ الحريري بعض زواره أنه ليس سعيداً بخيار دعم عون لكنه قرار اضطراري لاستنقاذ ما أمكن قبل فوات الأوان، منبّهاً الى أن البلد ذاهب نحو الخراب ما لم نتدارك الانحدار. واعتبر الحريري أن “حزب الله” هو الذي عرقل الخيار الآخر وبالتالي أوصلني الى انتخاب عون.
ومع حسم الحريري لخياره الرئاسي، سارع المعترضون الى إعلان حالة الاستنفار القصوى واستدعاء “الاحتياط السياسي” الى الخدمة، فعاجل النائب وليد جنبلاط “المحتفلين” بتغريدة شديدة اللهجة رفض فيها “أن يتمّ التعاطي معنا كالغنم”، وداعياً الى أخذ رأي “اللقاء الديموقراطي” بالحسبان، ثم أضاف تغريدة أخرى تفيد بأن الفرج بات قريباً.
وبالتزامن مع هذه “الصلية” الجنبلاطية العابرة للعالم الافتراضي، تحركت “قوة التدخل السريع” في اتجاه عين التينة، وهي ضمّت كلا من تيمور جنبلاط والوزيرين أكرم شهيب ووائل ابو فاعور والنائب غازي العريضي، علماً أن أبو فاعور زار الحريري أيضاً.
وبدا واضحاً أن اللقاء بين بري ووفد “التقدمي الاشتراكي” يهدف الى تنسيق المواجهة السياسية لثنائية عون ـ الحريري، وما يمكن أن تفرزه من أمر واقع، وصولاً الى تحسين شروط التفاوض، لاسيما أن الكواليس تضج بالأخبار عن اتفاق متكامل وضعه جبران باسيل ونادر الحريري، ويغطّي الكثير من جوانب العهد الرئاسي الجديد.
وأكدت مصادر قيادية في “التقدمي” لـ “السفير” أن بري هو بالنسبة الى جنبلاط حليف استراتيجي في السرّاء والضرّاء لا يُستغنى عنه، مشيرة الى أن هناك تحسساً مشتركاً من الجانبين لـ “الصفقة الرئاسية” الثنائية التي يراد لها ان تتم على حساب أطراف اساسية. واستغربت المصادر استبعاد رئيس المجلس وزعيم المختارة عن مفاوضات التسوية التي يحكى عنها، “أما القول بانه سيجري الكلام معنا بعد دعم الحريري رسميا انتخاب عون، فهو طرح مرفوض، إذ ليس مقبولا التصرف معنا على قاعدة الاكتفاء بإبلاغنا بما اتفق عليه الآخرون وكأننا مجرد متلقين لا شركاء”.
لكن جنبلاط قد لا يستطيع ان يستمر في خوض المعركة على إيقاع بري الذي يبدو مستعداً للذهاب فيها حتى النهاية، إذا اقتضى الأمر، في حين ان حسابات جنبلاط الجبلية والمحكومة بالتوازنات الدرزية ـ المسيحية ـ السنية، ربما تدفعه في لحظة الحقيقة الى مسايرة عون والتصويت له، “مكره أخاك لا بطل”.
أما بري، فلا يبدو أنه بوارد المهادنة وهو المتخصص بالانتفاضات، ومن تسنى له رصد “مزاجه” خلال الساعات الأخيرة لمس ان كل أبواب عين التينة ونوافذها مقفلة بإحكام امام ترشيح الجنرال، وهذا ما عكسه بصراحة الوزير علي حسن خليل الذي أكد ان كتلة بري ستصوت ضد الجنرال وأن رئيس المجلس سينتقل الى المعارضة.
لم تتأخر الرابية في الردّ على “حركة أمل”، خصوصاً ان تسريبات المصادر كانت قد تسببت في احتقان برتقالي، سرعان ما ترجمه بيان تكتل “التغيير والإصلاح” بعد اجتماعه برئاسة عون، معتبراً “أن أي كلام عن الثنائية المسيحية ـ السنية هو كلام غير مسؤول وغير مقبول”، مشيراً الى أنه “يصب في فتنة نأمل ألا تكون مقصودة وسنتصدى لها”.
وأكد التكتل رفض الابتزاز والتهديد بحرب أهلية، “ومن يرغب في تأييدنا فليؤيدنا ومن لا يرغب فليعارضنا من دون محاكمة نيات وإيكال التهم جزافاً”.
ولاحقا، أوضحت أوساط بري لـ “السفير” ان الكلام المنسوب الى مصادر بري هو مختلق، وليس صادرا عن رئيس المجلس او مصادره، مشددة على ان موقف بري واضح وقوامه انه لا يقاطع جلسات انتخاب الرئيس وأنه سيهنئ من يفوز.
كما ان خليل أوضح انه لم يتحدث عن ثنائية مسيحية ـ سنية ولم يستخدم هذه التسمية على الإطلاق، لافتاً إلى أن ما انتقده هو “الثنائيات السياسية”.
البناء: الخميس هدنتا حلب واليمن ونتائج جنيف للخبراء لفصل النصرة… وحرب الموصل هكذا “بقّ خليل البحصة” فقلب بري الطاولة… وطارت الرئاسة من جلسة 31 الحريري “يقرّش” الإعلان وتأجيله… وحزب الله لمزيد الوقت ولا انتخاب بلا بري
كتبت “البناء”: تتزامن مساعي التهدئة في كلّ من اليمن وحلب، بينما تشتعل المعارك على جبهة الموصل، في تركيز يريد له الأميركيون أن يظهر الحرب التي يقودونها هناك ضدّ داعش كمصدر رئيس في صياغة الرأي العام الأميركي عشية الانتخابات الرئاسية، بينما أعادوا الروح لمبادرة وزير الخارجية جون كيري حول اليمن بما يمنح وقف النار المعلن الخميس فرصة التجديد بعد الأيام الثلاثة المقرّرة، والتمهيد لاستئناف المفاوضات السياسية. بينما يتوقع أن تبدأ نتائج اجتماع الخبراء الذي يبدأ في جنيف اليوم برئاسة أميركية روسية مشتركة ويضمّ عسكريين من البلدين وضباطاً معنيين بالحرب في سورية والعلاقة بالجماعات المسلحة فيها من كلّ من تركيا والسعودية وقطر، في مهمة تمّ الاتفاق عليها في لقاء لوزان السبت الماضي، وقوامها السير بمبادرة المبعوث الأممي في سورية ستيفان دي ميستورا نحو إحدى نهايتين، خروج النصرة أو خروج المسلحين كافة.
بانتظار نهاية الأسبوع تتبلور نتائج أولية لمعارك الموصل واتجاهها، ومستقبل انتشار تنظيم داعش بعد خسارته المتوقعة فيها، فيما تبدو كلّ من التهدئة في جبهات اليمن وحلب واجتماعات الخبراء والمحادثات اليمنية والسعودية التمهيدية التي يجريها المبعوث الأممي في اليمن، ما إذا كانت ستفتح مجدّداً الباب للمسارات السياسية.
في لبنان، استهلاك حتى الثمالة للوقت المتبقي حتى نهاية الأسبوع بحبس أنفاس رئاسي، تبدو نهايته الأقرب تأجيل الآمال بالإنجاز في جلسة نهاية الشهر الحالي، بحثاً عن فرصة لتفاهم يضمّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى التحالف الذي يسعى حزب الله لتكوينه وصولاً لانتخاب العماد ميشال عون، والذي لا يمكن قبوله بدون الرئيس بري، وفقاً لمصادر قيادية في حزب الله، ولا قبول التنافس والتمايز الديمقراطي معه، فالشراكة هنا مصيرية ولا فكاك فيها، وبذل الوقت لحمايتها هو أقلّ استثمار ممكن، بعدما بات مستحيلاً التعامل مع الأمور في الكواليس، مع الكلام العلني الذي أراده بري منعاً للتهوين والتبسيط، وتصوير موقفه كنوع من العتب، أو الزعل، أو الأخذ على الخاطر، واعتبار القضية وقوفاً على خاطره ومراضاة لمشاعره، ومنعاً مقابلاً لتصوير موقفه طلباً لمحاصصة، يظهر سواه ترفعاً عن الخوض فيها، وفقاً لما تقوله مصادر قيادية في حركة أمل، بينما هؤلاء قد أنهوا المحاصصة.
قرّر بري قلب الطاولة الرئاسية، قائلاً إنْ استقامت الرئاسة في عيون حزب الله بدون شراكة كاملة لبري، فليمنح بركته لتفاهم الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، وإنْ كان الأزرق والبرتقالي لا يكفيان لنيل الأخضر ولا بدّ من حركة أمل فلنا الحق بوقت يعادل ما استهلكته محادثات الأزرق والبرتقالي، ونبدأ من الصفر جميعاً. وتقصّد بري صدور كلامه قبل الموعد المرتقب لإعلان الحريري تبنّيه لترشيح عون، ليل أمس أو ظهر اليوم، وقبل لقاءات ينوي عون القيام بها بداية من عين التينة فور الإعلان الحريري، وقبل أن يخرج عن النائب وليد جنبلاط أيّ موقف يلزمه رئاسياً، فارتبك المشهد، وتسارعت الاتصالات، وبدأت عمليات التقييم، بعدما بقّ وزير المالية علي حسن خليل بحصة التصويت ضدّ ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية.
بلّغ بري رسالته وارتاح، لينشغل الآخرون، وأول الأصداء، رغم الانفعالات السريعة التي ظهرت حول كلامه، ما قالته مصادر مطلعة لـ “البناء” أنّ الرئاسة تنتظر، لكن البلد لا يمكن أن يسير بتفاهمات لا يكون الرئيس بري عنوانها وليس مجرد جزء منها، وأنّ التفاهمات ضرورة، وليست تبويس لحى، بل بحث للقضايا والاستحقاقات والتحديات وفي قلبها آليات تكوين مؤسسات السلطة وأعرافها، وفقاً لفهم موحّد لاتفاق الطائف يصحّح ما يشكو الآخرون من كونه اعوجاجاً تمادى طويلاً من دون الوقوع في اعوجاج أشدّ خطراً، وعلى رأس آليات تكوين السلطة قانون الانتخابات النيابية، وتشكيل الحكومات، والخروج من الثنائيات والثلاثيات، فالبحث لا يتمّ بشروط وسلال، كثمن للقبول بالسير بالانتخاب الرئاسي، بل بتفاهمات سياسية بين كتل نيابية، يتوّج بتبني مرشحي هذه الكتل لمناصب دستورية رفيعة كرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.
لم يعلن الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، كما كان متوقعاً بل أبلغ كتلته النيابية خلال اجتماعها أمس، برئاسته في بيت الوسط موقفه الحاسم بأنه سيمضي بترشيح عون بحسب ما علمت لـ “البناء” من مصادر الكتلة، بينما خلا بيان الكتلة من أي إشارة تتعلق بموعد إعلان الترشيح وجاء بعيداً عن الاتهامات المعهودة لحزب الله بتعطيل انتخاب الرئيس.
الاخبار: الحريري فعلها: عون مرشّحي للرئاسة بري رفض استقبال رئيس المستقبل ولن يسهّل تشكيله الحكومة
كتبت “الاخبار”: قرار الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية صار محسوماً. أبلغ كتلته وحلفاءه والنائب سليمان فرنجية بهذا القرار، فلم يبقَ سوى الإعلان. وبذلك، بدأت القوى السياسية تتعامل مع تبعات القرار كما لو انه أُعلن. واولى هذه التبعات، التشقق الذي أصاب التحالفات
فعلها الرئيس سعد الحريري. عملياً، أعلن ترشيحه العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. فهو أقدم على أهم الخطوات التمهيدية لإعلان الترشيح: أبلغ كتلته النيابية قراره دعم عون. اعتذر عن عدم الاستمرار في تأييد النائب سليمان فرنجية، وبعث بالرسائل اللازمة إلى الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط بأن خياره استقر على انتخاب عون رئيساً.
وكان من المنتظر أن يعلن موقفه اليوم، من منزله في وادي أبو جميل، في خطاب متلفز، بحضور عشرات الشخصيات السياسية. إلا أن تزامن اليوم مع الذكرى الرابعة لاغتيال اللواء وسام الحسن حال دون ذلك، فأرجأ الحريري خطوته أياماً معدودة. لكن المفاعيل السياسية لما سيقوم به باتت حاضرة، وبقوة. في الواقع، تشققت التحالفات السياسية.
أبلغ دليل على ذلك هو رفض الرئيس بري أمس استقبال الحريري. فقد علمت “الأخبار” أن الأخير طلب موعداً للقاء بري، فقبل الأخير. لكن بعد وقت قصير، وصلت إلى رئيس تيار المستقبل رسالة من رئيس المجلس النيابي تقول: “إذا كنت تريد أن تبلغني أنك سترشّح عون، فلا داعي للقائنا. استقبِل علي (حسن خليل) لتناقشه بما تشاء”. وبالفعل، زار خليل الحريري، وسمع منه تأكيداً لنيته ترشيح عون، لأنه “مزروك ولا خيارات عندي”. أما خليل، فقال للحريري: أنت تقوم بخطوة في المجهول؛ فلا السعودية موافقة، ولا الفرنسيون ولا الأميركيون. وأضاف أن كتلة التحرير والتنمية لن تصوّت لعون، وغير ملتزمة أيضاً بتسمية الحريري أو أي مرشح آخر لرئاسة الحكومة. كذلك فإن بري لن يكون معنياً بتسهيل تأليف حكومة عهد عون.
النقاشات بدأت إذاً تتمحور حول ما بعد انتخاب الرئيس. الأكثر عرضة للإحراج هو حزب الله. صحيح أنه حصّل ما أراد، لناحية تنازل الحريري، ومن خلفه السعودية، عن ترشيح سمير جعجع وعن خيار الرئيس التوافقي، ثم تسمية النائب سليمان فرنجية، قبل الرضوخ في النهاية لمطلبه بدعم وصول عون إلى بعبدا، لكنّ حليفَيه الرئيسيين، حركة أمل والتيار الوطني الحر لا يسهّلان عليه مهماته، وأولاها تلك المتصلة بمحاولة رأب الصدع بينهما، رغم الأعباء الكبرى التي يتحمّلها، أمنياً وسياسياً. والسجال غير المباشر بين الحليفين يصعّب مهمة الحزب. بري يحذّر ممّا يراه عودة الحريري وعون إلى ميثاق عام 1943. وكلام معاونه الوزير علي حسن خليل من مجلس النواب أمس، عن رفض الثنائيات وعن توجّه بري إلى معارضة عون وعهده، كان واضحاً في هذا المجال. فردّ تكتل التغيير والإصلاح بعد اجتماعه الأسبوعي بقسوة، رافضاً اتهامه بإقامة ثنائية مارونية ــ سنية. واستوجب بيان التكتل توضيحاً من خليل ومن المكتب الإعلامي لبري، نفيا فيه أن يكون وزير المالية قد أتى على ذكر “الثنائية السنية ــ المارونية”.
في هذا الوقت، بدأت أمس مساعٍ خلف الكواليس، لمحاولة تأجيل جلسة الانتخاب المحددة يوم 31 تشرين الاول إلى السابع عشر من الشهر المقبل، إفساحاً في المجال أمام توسيع مروحة التوافق على عون، وسعياً إلى التخفيف من حدة معارضة الرئيس بري للتسوية الرئاسية. مصادر بري ترد بحيادية: الجلسة قائمة، وإذا تأمن النصاب فستُعقَد. وإذا لم يتأمّن، فستُرجأ إلى موعد لاحق. لكن رفض التأجيل يصدر عن الحريري وعون.
فهما يريان أن الظروف مؤاتية حالياً لانتخاب عون، ولا داعي للتأجيل الذي قد يسمح للبعض بإفشال المسعى الرئاسي. ونفت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر وجود أي طرح بإرجاء انتخاب الرئيس الى ما بعد جلسة 31 الشهر الجاري، “وما دامت ظروف النجاح متوافرة فلماذا نتراجع؟”. وقالت المصادر لـ”الأخبار” إن “الحريري فعلها” بإبلاغ أعضاء كتلته النيابية وبقية الأطراف السياسية نيته دعم ترشيح عون، “وكل الكلام والتهويل بالثنائيات وبالحرب الأهلية لن ينفع في تغيير ذلك”. وذكّرت بـ”أننا اتُّهِمنا عندما وقّعنا التفاهم مع حزب الله بأننا في صدد إقامة ثنائية مسيحية ــــ شيعية، ودفعنا ثمن ذلك تعميقاً لشعور خاطئ لدى الجمهور السنّي تجاهنا. واليوم، لن تنجح كلمات عن ثنائية مسيحية ــــ سنية في خلق عداء بيننا وبين الجمهور الشيعي، وما تحقق في سنوات لا يمحوه موقف”. وفيما علّقت على توضيح وزير المال لتصريحه في المجلس النيابي بأن “الرجوع عن الخطأ فضيلة”، أكّدت “أننا سنعمل كل واجباتنا مع الرئيس بري، ونحن بادرنا تجاهه منذ البداية، ومن واجبنا أن نبادر أكثر لمحاولة إقناعه بدعمنا”. وعن إعلان بري أنه سيكون في المعارضة، أجابت: “بعد بكّير”.
الديار: جنبلاط يراعي بري لكنه لن يواجه مسيحيي عون ــ جعجع في الجبل وسنّة الحريري في الاقليم السعودية قالت للحريري : “الامر على مسؤوليتك اذا نجحت نجحت واذا فشلت فشلت”
كتبت “الديار”: “حركة بلا بركة” واللبنانيون الذين “تسمروا” وراء شاشات التلفزة لمتابعة الاجتماعات واللقاءات بين عين التينة وبيت الوسط والرابية بانتظار موقف الرئيس سعد الحريري باعلان ترشيح العماد ميشال عون لم يشفوا غليلهم، وما عليهم الا المزيد من الانتظار و”حرق الاعصـاب”.
موقف الرئيس نبيه بري الحاسم والواضح والصريح انه لن يمشي بالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى لو مشى الجميع، بات امراً واقعاً. واشارت معلومات صحافية ان الرئيس الحريري طلب موعدا لزيارة عين التينة ولم يحدد الموعد. كما ان الوزير باسيل طلب موعدا ايضا وتم تجاهل الامر، وقد ابلغ الوزير علي حسن خليل موقف الرئيس بري الرافض لترشيح عون الى الرئيس الحريري في “بيت الوسط”، وقال له بوضوح: “مشينا معك في خيار النائب سليمان فرنجية وما زلنا، فلا يجوز ان تتراجع وتتبنى تأييد العماد عون”، فرد الحريري: “حزب الله عطل ترشيح النائب سليمان فرنجية، واريد ان اضع النقاط على الحروف من خلال ترشيحي للعماد عون وسنرى موقف حزب الله”، رد خليل “تحاول ان تضع التعطيل عند حزب الله، وهذا ليس صحيحاً وما تقوم به غلط وما بتظبط الامور هيك ولن نشارك بأي حكومة”. وانتهى الاجتماع غير الودي بين الرجلين، وعاد الوزير خليل الى عين التينة ووضع الرئيس بري الذي كان يستقبل تيمور جنبلاط مع وزراء التقدمي بما جرى معه في بيت الوسط، واكد رئيس المجلس للوفد الاشتراكي الموقف ذاته من رفضه لترشيح العماد عون مهما كانت الظروف. فيما تريث وزراء “الاشتراكي” باعطاء رد نهائي مع التأكيد على التفاهم الشامل، وعلم ان بعض نواب اللقاء الديموقراطي وتحديداً النائبين مروان حماده وفؤاد السعد ابلغا جنبلاط عدم السير بالعماد ميشال عون.
لكن مشكلة النائب وليد جنبلاط لها حسابات خاصة ومختلفة عن حسابات بري، فحسابات جنبلاط جبلية ودرزية، وهو لن يترك “حليف العمر” وسيبقى يراعيه، لكن رئيس التقدمي لا يستطيع ان يواجه حلف “الحريري – عون – جعجع” في الجبل، كون البلد على ابواب الانتخابات النيابية، واذا تحالف سنّة اقليم الخروب المؤيدون للحريري مع مسيحيي عون وجعجع في الجبل، فان الدروز يصبحون خارج المعادلة، وضرب جنبلاط في قلب بيته، كما ان هم زعيم المختارة الاساسي منصّب على تأمين زعامة تيمور والانتقال الهادئ و”ضرب من يعصي الاوامر”َ، وهذا الانتقال ليس بالامر السهل في الظروف السياسية الحالية، ولا يمكن لجنبلاط في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ المختارة ان يواجه الثنائية السنية – المسيحية في الشوف.
وبالتالي فان الحسابات الجنبلاطية بالسير بالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية وسعد الحريري لرئاسة الحكومة ثابتة وتنطلق من هذا الاعتبار، وبالتالي فان جنبلاط بحاجة لضمانات اكثر من اي طرف سياسي، وهو يعرف ان اتفاق اي طرفين في الشوف والجبل يعني خروج الطرف الثالث من المعادلة، ولذلك فان جنبلاط سيصوت لعون وربما ترك الحرية لنوابه.
كما استقبل الرئيس بري مروان ابو فاضل موفداً من النائب ارسلان الذي يتفهم اعتراضات الرئيس بري.
بالمقابل فإن الحريري ابلغ الاشتراكي والمردة السير بالعماد عون فيما اشارت معلومات ان اللقاء مع النائب سامي الجميل لم يعقد.
النهار: الحريري “يُصدّر” الأزمة إلى ساحة 8 آذار
كتبت “النهار”: هل حقاً اقترب الشغور الرئاسي من خواتيمه؟ وهل قضي الأمر بعودة العماد ميشال عون الى قصر بعبدا بعد 26 سنة من مغادرته إياه تحت وابل من القذائف السورية؟ وهل يتخلّى “حزب الله” عن حليفه الرئيس نبيه بري الذي يستعد للتحوّل الى المعارضة؟ وهل يتجاوز الحزب “سلة” التفاهمات التي تحدد مسار رئيسي الجمهورية والحكومة وتأسرهما؟ تساؤلات كثيرة طفت على سطح الاستحقاق أمس وسط تسارع مفاجئ للتطورات والأحداث التي أفضت الى ان المسار الرئاسي سلك طريقه.
النائب غازي العريضي اختصر الوضع بعد خروجه ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي من عين التينة بقوله: “لا شيء نهائياً بعد في الملف الرئاسي”، ربما في انتظار اعلان الرئيس سعد الحريري دعمه ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية والمتوقع غداً استناداً إلى مصادر متابعة لدى الطرفين المعنيين واللذين رأى المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل أنهما يستعيدان “ميثاق 1943 والثنائية المارونية السنية، وهذا ما لن نرضى به” (وهو الكلام الذي نفى بعض تفاصيله لاحقاً). وقد أرجئ الاعلان الى غد لتزامن اليوم مع ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن.
والمشهد السياسي الذي بدا غير مسبوق في حيويته، استعاد أيضاً زمن الحرب، والانقسامات، والفحيح المذهبي الذي اعتبر ان ثمة محاولة لإقصاء المكوّن الشيعي عن تركيبة الحكم، والاتفاق على تقاسم المغانم من دونه. وتجلّى الارتباك في كل الساحات الأخرى، المسيحية التي تعتبر عدم وصول عون إقصاء لها والغاء لدورها الذي بدأ مع الوصاية السورية وهو يستمر في اشكال مختلفة، يقابله توجس الكتائب والاحرار والمستقلين من عون وابتعاد النائب سليمان فرنجية عن حلفائه، فيما تعاني الساحة السنية اضطراباً كبيراً في ظل عدم تقبل محازبي “تيار المستقبل” وأنصاره خيار رئيسهم الرئاسي، والتحدي الذي بات يمثله الخط الذي ينتهجه الوزير أشرف ريفي، والذي لاقاه أيضاً موقف رافض للرئيس نجيب ميقاتي.
واذا كان الرئيس الحريري سعى الى اقناع أعضاء كتلة “المستقبل” بخياره، فإنه جبه باعتراضات لم ترق الى حد التصدي له، منها موقف للرئيس فؤاد السنيورة رفض تلبية “تمني” عون أن يتم الاعلان عن دعمه في حضور أعضاء الكتلة. وقد تلقى الحريري موقفين متشددين، الاول من الرئيس بري نقله اليه الوزير خليل وفيه انه ماض في خيار دعم النائب فرنجية وان زيارة بروتوكولية من عون لن تنفع، مؤكداً ضرورة التزام “السلة”، والثاني من رئيس “تيار المردة” نقله اليه الوزير روني عريجي والوزير السابق يوسف سعاده وفيه أيضاً تأكيد ان فرنجية لن ينسحب من السباق الرئاسي. لكن الحريري رد عليهما بانه انتظر سنة لم يأت خلالها فرنجية بأي حراك، وخصوصاً في اتجاه حلفائه، وانه لا يمكنه الانتظار الى ما لا نهاية.
وشهدت أيضاً حركة اللقاءات زيارة للوزير جبران باسيل لـ”بيت الوسط”، وايفاد النائب وليد جنبلاط نجله تيمور والوزيرين وائل ابو فاعور واكرم شهيب والنائب العريضي الى عين التينة، وأوفد العماد عون النائب ابرهيم كنعان الى معراب.
في هذه الأجواء، بات حليف العماد عون “حزب الله” في موقع لا يحسد عليه بعد الموقف الحاسم لحليفه الاستراتيجي الرئيس بري. وأكدت أوساط “حزب الله” لـ”النهار” ان “الموقف بعد اعلان الحريري ليس كما قبله وان مروحة مشاورات واسعة ستنطلق بعد التحول السياسي اللافت وان الاتصالات ستشمل أطرافاً عدة”.
وعن الطريقة الفضلى للوقوف على خاطر بري قالت إن “للرئيس بري رأيه في الاستحقاق الرئاسي وهذا رأي نحترمه ولكن الامور في لبنان لم تصل يوماً الى حد كسر فريق لآخر أياً كانت الدوافع، والامر لا يسري حتى على الخصوم السياسيين فكيف يمكن الحزب ان يقبله على حليف استراتيجي. وسبق للسيد حسن نصر الله في بنت جبيل في 13 آب الماضي ان كرر ان مرشحنا كان وسيظل الرئيس بري لرئاسة مجلس النواب وان لا مجال للعب على هذا الوتر من قبل أي كان”.
المستقبل: “تشريع الضرورة” اليوم.. و”القوات” تتحفظ عن تأخير جدولة قانون الانتخاب الرئاسة “على النار”.. وبري يتوعد “العهد” العوني
كتبت “المستقبل”: بلغ حال الاستنفار السياسي والرئاسي أوجه خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة مع تسارع وتيرة المشاورات والاتصالات على أكثر من خط وفي أكثر من اتجاه على امتداد خارطة التقاطعات والتباينات الرئاسية. فعلى وقع بروز معطيات ومعلومات موثوقة تشي بأنّ الرئيس سعد الحريري يتجه إلى حسم موقفه الرئاسي خلال الساعات الـ48 المقبلة، أدارت الوفود السياسية محركاتها وتفاعلت المشاورات والرسائل المتبادلة أمس بين مختلف الأفرقاء واضعةً الاستحقاق الرئاسي على نار حامية وصلت إلى حد الغليان على محور عين التينة – الرابية تحت وطأة توعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري “العهد” العوني بـ”المواجهة” بعد تلويح مصادره صباحاً بحتمية عودة “الحرب الأهلية” من بوابة انتخاب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، الأمر الذي استدعى رداً مباشراً من التكتل حمل تحذيراً عونياً من مغبة صب الزيت على نار “الفتنة” و”تهديد اللبنانيين بحرب أهلية” مع دعوة المعترضين إلى التزام حق المعارضة “من دون محاكمة نوايا وكيل التهم جزافاً”.
اللواء: عون يرفض تأجيل جلسة الإنتخاب أسبوعين الحريري يتجه لإعلان الترشيح غداً.. واشتباك غير مسبوق بين الرابية وعين التينة قبل سفر برّي اليوم
كتبت “اللواء”: الثابت ان الرئيس سعد الحريري اتخذ قراره، وهذا القرار هو التريث بإعلان تبني ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، لئلا يبدو وكأنه يسير عكس أجواء ضاغطة لا تستسيغ هذه الخطوة قبل ان تستكمل باتصالات، سواء مع الرئيس نبيه برّي، أو في الخارج، أو مع نواب كتلة “المستقبل” التي اكتفت بعد اجتماعها أمس بإعلان “ان الأولوية في هذه الفترة الحرجة والطويلة والخطيرة من الشغور الرئاسي هي لانتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للدستور، لا وفق قواعد اخرى تعتمد من خارجه”، من دون ان تُشير بأي كلمة إلى مسألة ترشيح عون.
الجمهورية: ترشيح الحريري لعون قريب جداً… وبرِّي سيُهنِّئ مَن يفوز
كتبت “الجمهورية”: الرئيس سعد الحريري يُعلن، لن يعلن، سيعلن…يفكّر أن يعلن، أنجَز بيانه ليُعلن… على وقع هذه الفرضيات وهذا التخبّط تحرّكَ البلد في الساعات الأخيرة الماضية. لا شكّ في أنّ الحريري قد اتّخذ قراره، ويبدو أنّ البلد قد دخل في مرحلة العدّ التنازلي. إلّا أنّ السؤال: ماذا بعد أن يُعلن الحريري ترشيحَ رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” لرئاسة الجمهورية؟ كيف سيكون مشهد البلد؟ وهل سينتقل الإعلان مباشرةً إلى التنفيذ العملي إلى مجلس النواب، أم أنّ البلد سيدخل في مرحلة جديدة من الأخذ والردّ، خاصة مع ارتفاع المتاريس السياسية بين ضفّتَي المؤيّدين والمعارضين لترشيح عون،؟ ولعلّ السؤال الأبرز يبقى حول دور “حزب الله” ما بعد الإعلان. هل سيبقى على صمتِه أم أنه سيُشغّل محرّكاته السياسية والتوفيقيّة بين الرابية وعين التينة؟ والأهمّ، هل سينجح في التقريب بين حليفَيه؟ وماذا لو فشلَ في ذلك؟
لن تحجب الجلسة التشريعية اليوم وهج انتظار المكوّنات السياسية لإعلان الحريري ترشيح عون لرئاسة الجمهورية الذي لم يتخلّ و”القوات اللبنانية” عن تفاؤلهما بموعد قريب لهذا الترشيح.
لكنّ “الجمهورية” علمت انّ الحريري لن يعلن اليوم تبنّي ترشيح عون وأرجأه إلى مساء غد الخميس، حيث يرجّح ان يزور عون “بيت الوسط” ومن ثمّ يعلن الحريري امام كتلة “المستقبل” الترشيحَ مباشرةً في حضور عون. ولم تستبعد المعلومات ان يكون تكتّل “التغيير والإصلاح” حاضراً خلال إعلان ترشيح رئيسه.