انذار ايراني لواشنطن: الجيشان السوري والعراقي وحزب الله في «القائم» رضوان الذيب
«من يحكم سوريا يحكم العالم» هذه هي المعادلة الآن، وسوريا بالنسبة لروسيا «مفتاح البيت» وسقوط دمشق يعني سقوط موسكو ونهاية حلم «بوتين» الذي جمع مجد القيصرية والشيوعية ووحد بينهما لصالح روسيا العظمى.
من يزر سوريا يرَ المتغيرات الحقيقية، وتنقشع امامه الصورة، والتبدلات في المجتمع السوري الذي تحول الى «مجتمع حرب» على كل الصعد، ولا يختلف اثنان ان الحرب طويلة، وهناك من يشبّه الوضع السوري بالوضع الفيتنامي. و«الثوار» من كل اصقاع «الكون» على الارض السورية يقاتلون الى جانب الجيش السوري في معركة يعتبرونها حياة أو موت.
اللاعبون الاساسيون موسكو وايران والصين وحزب الله هم القوى الاساسية، والتنسيق يطال أدق التفاصيل، وغرفة العمليات المشتركة تدير المعارك باللغة العربية لان الكلمة الاخيرة للرئيس بشار الاسد، المصر على الانتهاء من معركة حلب ونزل الحلفاء عند رغبته.
وفي المعلومات، ان حلب سيتم تحريرها مهما كانت الظروف بالحرب او بالسلم او بالمفاوضات ولو وقعت حرب عالمية ثالثة.
وفي المعلومات ايضاً ان بوتين القادم الى تركيا الاثنين سيبلغها بالحرف الواحد «ممنوع تجاوز الخطوط الحمراء وتوسيع المنطقة الآمنة باتجاه مدينة «الباب» وهذا الانذار الروسي عمل الاتراك بمضمونه فتراجعت الاندفاعة التركية».
واشارت المعلومات الى ان التشدد الاميركي في حلب هدفه قطف النتائج في دير الزور الذي سيكون لمعركتها بعد استراتيجي يطال جوهر الصراع العربي – الاسرائيلي، والاميركيون ابلغوا الروس والايرانيين والصينيين والامم المتحدة انهم يسمحون بكل شيء. وبغض النظر عن تقدم الجيش السوري في حلب ودمشق. لكنهم لن يسمحوا بسيطرة الجيش السوري على دير الزور والتقاء الجيشين السوري والعراقي ومجاهدي حزب الله في مدينة القائم على الحدود العراقية السورية، لانه بلقاء الجيشين السوري والعراقي ومجاهدي حزب الله سيتحقق التطور الاستراتيجي بفتح طريق طهران بغداد دمشق بيروت، وستحدث وحدة الجيشين العراقي والسوري مع مجاهدي حزب الله زلزالا على مستوى العالم وخطراً وجودياً على الكيان الاسرائيلي، وبدء معركة زوال اسرائيل.
هذا الشرط يضعه الاميركيون كبند اول في المفاوضات مع روسيا، ولم يحصلوا على ضمانات فارتفع التوتر، وقام طيران التحالف الاميركي بضرب الجيش السوري في دير الزور. كما دمر الطيران الاميركي كل الجسور فوق نهر الفرات وتحديداً بين البادية ومنطقة الحضر. وباتت قرى دير الزور «مقطعة» والتواصل شبه مستحيل بين اهاليها الذين ابتدعوا جسوراً خشبية للمدنيين وانها لا تصلح لانتقال الجيش السوري باتجاه القائم والالتقاء مع الجيش العراقي والعشائر العربية التي بقيت موالية للرئيس الاسد.
هذا هو الشرط الاميركي الاساسي، وروسيا لم تقدم الضمانات ولم تعد بشيء فرد الاميركيون بالتهديد والقصف العسكري وربما سينفذون تهديداتهم مع فتح معركة دير الزور الغنية بالموارد الطبيعية والغاز.
هذا هو جوهر المعركة الحقيقي، لكن واشنطن سها عن بالها انها لا تملك عدة الشغل لمنع هذا الخيار ولا تملك حليفاً كروسيا وقد قامت بتمويل جماعات ودفعت مليارات الدولارات دون جدوى وانتهى جمال معروف بساعات في معارك القائم ضد داعش كما ان الادارة الاميركية تريد «القائم» لقطع الطريق على ايران ومنع تواصلها مع دمشق وبيروت وبغداد.
المأزق الاميركي جدي في سوريا مع ترامب او مع كلينتون وتحرير حلب من الارهابيين يقطع «الرزق» عن هؤلاء على امتداد الاراضي السورية.
والتطورات اثبتت ان حياة الارهابيين كانت من انقرة وعندما تبدل الموقف التركي بعد انقلاب فتح غولن تبدلت الارض في سوريا ولم يتمكن المسلحون بعدها من السيطرة علي اي قرية في سوريا حتى في ريف حماة.
التبدلات الاستراتيجية في سوريا ليست الا ثمرة من ثمرات «السيد والرئيس» بشار الاسد وحسن نصرالله، اللذين اسسا البدايات لفتح اسلامي جديد على انقاض اسلام «داعش» و«النصرة» وكوارثه على العرب والمسلمين.
(الديار)