العلاقة الامريكية الاسرائيلية الخاصة والتي تُمكن اسرائيل من الحصول على المساعدات السخية قائمة بفضل الايباك: تشيك فرايلخ
الايباك “تتسبب بضرر كبير لاسرائيل”، هذا ما زعمه روغل ألفر في مقال له بعنوان “اليهود الامريكيون الاعزاء، اتركونا وشأننا” (“هآرتس″، 25/9). في هجومه على اللوبي المؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة، اتهم الفر المنظمة بالعمل مثل المافيا وأنها تهدم حياتنا في البلاد من خلال “الزعرنة المالية”. وحسب اقواله فان ايباك تمنع المواطنين في اسرائيل من حقهم في تقرير مستقبلهم في الشؤون المصيرية، بما في ذلك مستقبل المناطق. ويُنهي فرضيته بكلمات “لتذهب ايباك الى الجحيم”.
ألفر يتأرجح بين السبب والمسبب. والمشكلة ليست في ايباك. فاسرائيل هي التي تعمل بأيديها وبدون مساعدة ايباك على دفن مستقبلها كدولة يهودية وديمقراطية. ولكن في نفس الوقت يجب الانتباه الى وجود تهديدات على أمننا. واذا لم نتمكن من الحفاظ على الأمن فان الامور الاخرى غير هامة: مشروع ايران النووي تأجل ولم يكتمل. الصواريخ التهديدية لحزب الله وحماس تزداد، الاسلام المتطرف ينتشر، الارهاب يستمر، الشرق الاوسط يشتعل وينبيء بمستقبل صعب بالنسبة لنا.
أمن اسرائيل يقف على ثلاثة ارجل: حصانة الشعب، الجيش الاسرائيلي والعلاقة مع الولايات المتحدة. فبدون مساعدة الولايات المتحدة ستكون اسرائيل ضعيفة اقتصادية ومعزولة من الناحية السياسية والجيش الاسرائيلي يصبح أداة فارغة. العلاقات الامريكية – الاسرائيلية هي علاقات استثنائية لا سابقة لها في تاريخ الشعوب، وهذا الى درجة كبيرة بفضل ايباك. هذه المنظمة الرائعة والتي هي فخر الصناعة اليهودية في الولايات المتحدة، تم بناءها بعمل كبير وتفكير عميق على مدى عقود. ويوجد فيها جيش من المتطوعين وطاقم مهني من الدرجة الاولى، ملتزمون حتى أعماقهم بمستقبل اسرائيل وبمستقبل العلاقات الاسرائيلية الامريكية.
لقد حصلت اسرائيل حتى الآن على مساعدات خيالية من الولايات المتحدة، تفوق الـ 120 مليار دولار، أكثر من أي دولة اخرى في التاريخ. وفي الآونة الاخيرة تم التوقيع على اتفاق المساعدات للعقد القادم بمبلغ 38 مليار دولار اخرى. رغم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يضلل، حيث أن الحديث يدور عن تراجع بسيط بالمفاهيم المعقولة (في جميع الحالات، أقل مما كان يمكن تحقيقه لو لم يتصرف بشكل متسرع في الموضوع الايراني). ومع ذلك، هذا الانجاز يعتبر انجازا كبيرا. وعن طريق هذه المساعدة سنقوم بشراء الطائرات التي قد تضطر الى العمل في ايران أو في قمع اطلاق الصواريخ، وكذلك من اجل القبة الحديدية، والصواريخ والرادارات وما أشبه. كل ذلك يريد الفر أن يلقيه في سلة القمامة بواسطة اقواله الغبية.
إن قرار ايباك في موضوع رسالة الـ 88 سناتور، والتي تطالب بقرار متوازن في مجلس الامن يلزم الطرفين باجراء التنازلات المؤلمة المطلوبة، كان قرارا صحيحا وكذلك المبادرات السابقة لهذه المنظمة. من يسعى بالفعل للحفاظ على مستقبلنا كدولة يهودية وديمقراطية، وعدم الزوال في لحظة غضب صبيانية، يعترف بأن قرارات اخرى أحادية الجانب في الامم المتحدة لن تخدم الهدف، بل المفاوضات الجدية والجوهرية، ولسنا نحن الوحيدون الذين نتحمل مسؤولية غياب مفاوضات كهذه. مثلما أن لليمين لا يوجد جواب على التهديد الديمغرافي، فلا يوجد لليسار تفسير مقنع للرفض الفلسطيني المتكرر لاقتراحات السلام والتي لا يمكننا أن نضيف عليها الكثير.
إن ايباك تعمل من اجل تعزيز علاقات الولايات المتحدة باسرائيل بالمعنى العميق وبدون صلة بهوية الحكومات في واشنطن أو في القدس، وهذا جيد. فلدى الشعب الاسرائيلي مثلما هي الحال لدى الشعب في الولايات المتحدة، هناك اصحاب مواقف يمينية ويسارية. الفر غير راض عن الحكومة الحالية في القدس وهو يريد قص الغصن الذي تجلس عليه العلاقات مع الولايات المتحدة. وفي المستقبل سيخرج “الفر يميني” بطلب مشابه. هناك امريكيون لا يحبون بيبي واسرائيليون لا يحبون اوباما. يجب أن تبقى ايباك فوق الخلافات.
لهذا السبب بالضبط، تمتنع ايباك في العادة عن اتخاذ أي موقف في المواضيع الاساسية الموجودة على جدول الاعمال، وهي تحاول تبني موقف اجماعي بقدر الامكان، مثلما لاحظنا ذلك في رسالة السناتورات. على مدى السنين كانت هناك احداث استثنائية، ويمكن ايضا أنه كانت اخطاء، لكنها قليلة. واضح ايضا أن ايباك تستمد فهمها حول المصالح الاسرائيلية من الحكومة التي انتخبت في انتخابات ديمقراطية، ولديها التقديرات الاستراتيجية في الشؤون الخارجية والامنية. إن من يتحفظ من سياسة اسرائيل فليوجه ادعاءاته للناخب الاسرائيلي.
هناك امريكيون من جميع الاديان والاجناس يؤيدون ايباك، لكن اليهود هم العامل الاساسي. حقيقة أن يهودية الولايات المتحدة تؤيد اسرائيل عن بعد، وهي ليست شريكة فعلية في المشروع الصهيوني، مؤسفة، لكن هذا الواقع موجود منذ زمن وهو أفضل من غياب التدخل. وبدون ذلك فان يهود الولايات المتحدة غير الارثوذكسيين سيتلاشون على خلفية الزواج المختلط وعمليات الاندماج. نشطاء ايباك على الاقل يتسامون على يهوديتهم من اجل العمل المكثف. وبدل شتمهم يجب مباركتهم.
حول جهل ألفر فيما يتعلق بعلاقتنا مع الولايات المتحدة، تظلل وقاحته. عنف كلامي مرفوض لدى كل اطياف الساحة السياسية، في اليسار ليس أقل من اليمين، وقد تعلمنا بالطريقة الاصعب أن ذلك قد يؤدي الى العنف الجسدي. اضافة الى ذلك، طريقته لا تعبر عن الصداقة، أو روح الصحافة – هذه فظاظة تثير الاشمئزاز. وأمام ألفر، فان شخص مثل ميري ريغف تصبح متنورة.
لذلك، يا سيد ألفر الغالي، اتركني وشأني. اطلب السماح أولا من الاشخاص الذين يعملون ليل نهار من اجل أمن دولة اسرائيل. وبعد ذلك أعد النظر في هجومك الذي لا أساس له من الصحة.
هآرتس