يتعرض صندوق كلينتون الى الانتقادات بمنح امتيازات لمتبرعيه: أوري سفير
صندوق كلينتون الذي أقامه الرئيس الاسبق بيل كلينتون يوجد اليوم في عين العاصفة. ففي إطار حملة الانتخابات الامريكية يتهم خصوم هيلاري كلينتون السياسيون بأنها منحت امتيازات لمتبرعين كبار للصندوق، سواء سياسية أم شخصية. نحو نصف الشخصيات الخاصة الذين التقتهم كوزيرة للخارجية هم متبرعون كبار للصندوق. وفي بعض الحالات، فانها متهمة بانها ساعات المتبرعين على تحقيق صفقات دولية. اما هي فهي تنفي هذا نفيا تاما. غير انه في ظل كل عاصفة الجدال التي تدور حول الصندوق، نُسي ما الذي يفعله الصندوق. فصندوق بيل، هيلاري وتشلسي كلينتون تأسس في 1997 كأداة استراتيجية لمساعدة العالم النامي. وجند الصندوق حتى الان ملياري دولار لمشاريع واسعة النطاق ولا سيما في العالم الثالث.
بيل كلينتون هو زعيم ذو فكر استراتيجي متجدد ولامع. فمن خلال الصندوق أثار على مدى 20 سنة اصلاحات عميقة في عالم المساعدات الدولية. فقد عانت المساعدات التقليدية على مدى السنين من الفساد سواء في جانب المعطي (رواتب طائلة للمستشارين الدوليين) أم في الجانب المتلقي (الفساد الحكومي). اما كلينتون فقد عمل استراتيجيا كي يقضي على وباءي الايدز والملاريا. ونجح في اقناع شركات الادوية السماح بتطوير أدوية ضد الايدز والملاريا. وكنتيجة لذلك نجت حياة عشرات ملايين الاشخاص؛ ووصل الصندوق حتى الان الى نحو 450 مليون شخص، وهو يعمل في ارجاء العالم النامي ايضا في مجالات كالتغيير المناخي وجودة البيئة، المساعدة في حالات الكوارث الطبيعية (مثل هاييتي)، المساواة بين الجنسين وتطوير برامج صحية للشبيبة الامريكية.
لقد نجح الصندوق في إحداث ثورة حقيقية في مجال المساعدة الخارجية، في ظل نقل المسؤولية الحكومية الى المجتمع المدني. والفضل الكبير هو أن المجتمع المدني أغنى من الحكومات. المال يوجد في الشركات الكبرى، وعندما يكون على رأس المنظمة شخص له قدرات فعل استراتيجية، قدرات تجديد وتجنيد للمقدرات، فانه يمكن خلق تحسين في حياة مواطني العالم.
صندوق مشابه لهذا هو صندوق على اسم “بيل وميليندا غيتس″. وبفضل اهمية فعل ومال بيل غيتس أدى هذا الصندوق في هذه السنوات الى القضاء على مرض البوليو (شلل الاطفال) في العالم. فالصندوق يطور مشاريع الامن الغذائي في ارجاء افريقيا ويربط تدريجيا القارة بالكهرباء. عندنا صندوق استراتيجي هو مركز بيرس للسلام الذي يطور في المنطقة مشاريع ذات اهمية استراتيجية في مجالات الصحة، التكنولوجيا والتعايش بين ابناء الشبيبة.
يوجد قول بموجبه كل فعل خير يستجاب في نهاية المطاف. هذا ما يحصل اليوم في الولايات المتحدة لعائلة كلينتون التي ستضطر الى الانفصال عن نصف الصندوق، اذا ما انتخبت كلينتون رئيسة. ولكن في مثل هذه الحالة سيكون بوسع الكلينتونيين ان يستوردوا قدرات التجدد والفعل الى البيت الابيض ابتداء من 20 كانون الثاني 2017.
معاريف