الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

2016

البناء: جلسة ساخنة في مجلس الأمن… والحصيلة تُمسكُ بالتفاهم الروسي الأميركي اشتعال جبهات شرق حلب… ومصر تعرض “انفتاحها على كلّ أطراف الأزمة” الحريري ليس جاهزاً للبحث الرئاسي… وبري لم يتحدث عن “انسحاب”

كتبت “البناء”: شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي التي عرض خلالها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عزمه الدعوة لجولة جديدة لمحادثات جنيف، سخونة عالية بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، تضمّنت الاتهامات المتبادلة حول المسؤولية عن إفشال تطبيق بنود التفاهم الذي وقعاه قبل أسبوع في جنيف. وفيما ألقى كيري باللوم على تحليق الطيران السوري كسبب للاستفزاز يترتب عليه دمج المعارضين بجبهة النصرة، سخر لافروف من التفسيرات الأميركية للفشل في فصل المعارضة عن النصرة والتلكّؤ في تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في التفاهم. وبينما أكد كيري على تعليمات صارمة من الرئيس باراك أوباما لمواصلة التحضيرات اللازمة للبدء بالتعاون مع سلاح الجو الروسي فور تثبيت وقف النار ودخول المساعدات، طالب لافروف بتحقيق مهني في احتراق قافلة المعونات التي بادرت واشنطن إلى اتهام موسكو بالوقوف وراءها، التي كشفت ليلاً عن رصدها في توقيت مرور القوافل وتعرّضها للاحتراق لطائرة أميركية بدون طيار، من الطراز الذي يستعمله الجيش الأميركي لقصف القوافل التي يقول إنها عائدة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وهي من طراز بريداتور، بينما كان اللافت حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لجلسة مجلس الأمن وإلقاؤه كلمة غمز فيها من الدور التركي كداعم للإرهاب دون تسميته، عارضاً ما لدى مصر من قدرة ورغبة على المساهمة في ترتيبات وقف النار وإيصال المساعدات وصولاً للمحادثات السياسية، استناداً لرصيد علاقاتها مع جميع أطراف الأزمة والحرب، مؤكداً العلاقة الجيدة بالحكومة السورية، معيداً للواجهة مؤتمر القاهرة للمعارضة كبديل ضمني عن مؤتمر الرياض، تحت شعار تمثيل جميع أطراف المعارضة.

في هذه الأثناء، كانت المؤشرات على تصعيد ميداني تتزايد، مع نشر معلومات عن استعدادات لجبهة النصرة لهجمات نوعية، بينما كانت وزارة الدفاع الروسية تعلن ضمّ المزيد من مدمّراتها إلى وحداتها العاملة في البحر المتوسط لإسناد مهامها الحربية في سورية، وكان الجيش السوري وحلفاؤه يبدأون حملة عسكرية نوعية في خطوط التماس المقابلة لأحياء حلب الشرقية، قالت مصادر عسكرية متابعة، إنها عمليات استطلاع بالنار وتدمير للمنشآت التي أقامتها الجماعات المسلحة مستغلة وقف النار والهدنة، ولكن في الحرب الميدان هو الذي يقرّر الخطوات التالية ففي بعض المواقع تبدو الجبهات خالية وليس من الطبيعي أن لا تتخذ القيادة الميدانية قراراً بالتقدّم إذا وجدت معطيات ميدانية مناسبة.

لبنانياً، لا توقعات لمتغيّرات سياسية قريبة، مع كشف مصادر في تيار المستقبل انشغال الرئيس سعد الحريري بالوضع الداخلي لتياره، ما اضطره لتأجيل مؤتمر التيار الذي كان مقرراً في منتصف الشهر المقبل، وانصرافه عن الشأن الرئاسي، بينما أوضحت مصادر نيابية لـ “البناء” أنّ الكلام المنسوب لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن انسحاب من جلسة مجلس النواب، إذا قام الرئيس الحريري بالتصويت للعماد ميشال عون لانتخابه رئيساً للجمهورية ليس صحيحاً على الإطلاق.

يبدو أن لبنان سائر نحو التهلكة، الفراغ الرئاسي مستمرّ الى أجل غير مسمّى، حكومة المصلحة الوطنية على حافة الهاوية، والمجلس النيابي شبه مشلول ينتظر بدء العقد العادي ليعود نبض العمل الى قاعته ولو لجلسة واحدة.

أكدت مصادر مطلعة لـ “البناء” أن الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل ناقش مجمل القضايا العالقة من بينها رئاسة الجمهورية. ولفتت المصادر إلى “أن حزب الله والتيار الوطني الحر لم يتبلّغا بشكل رسمي موافقة واضحة من تيار المستقبل على ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية”. وأشارت المصادر الى ان حزب الله أبلغ مقرّبين من تيار المستقبل أنه سيكون إيجابياً في ملف رئاسة الحكومة اذا انتخب العماد عون رئيساً، لكن رد تيار المستقبل لم يتبلغه حزب الله حتى الساعة، علماً ان الرئيس سعد الحريري هو من أراد ان يطمئن الى موقف الحزب، وبعث برسالة له يسأل فيها عن امكانية ان يقبل حزب الله بعودته الى الحكومة مقابل وصول عون الى الرئاسة.

وإذا لفتت المصادر الى “أن بيان كتلة المستقبل اول امس قال إننا لا نزال متمسكين بترشيح سليمان فرنجية وتكتمت المصادر “عما أدلى به وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري في الشأن الرئاسي”.

وأكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ “البناء” “أن الأمور لا تزال تراوح مكانها، فالرئيس سعد الحريري لا يزال عالقاً بين تياره المتصدع ومزايدة الرئيس فؤاد السنيورة عليه في الشارع والقرار السعودي الرافض لانتخاب العماد عون”. ولفتت المصادر الى أن “أمل الحريري الوحيد لتصحيح وضعه هو بالدخول في هذه التسوية وحسم الموقف داخل كتلته”. ورأت المصادر ان “تاريخ 28 ايلول لن يحمل أي جديد الا اذا حصلت معجزة، فلا مؤشرات توحي اننا ذاهبون الى انهاء الفراغ الرئاسي في جلسة 28 ايلول، وهذا يعني اننا ذاهبون لتنفيذ خطواتنا التصعيدية التي وضعناها”.

يبذل رئيس مجلس النواب نبيه بري جهوداً لإعادة النبض للمؤسسات الدستورية منتصف تشرين الاول، وأشار بحسب ما نقل عنه زواره لـ “البناء” “انه سيدعو الى جلسة نيابية عامة تخلو من بنود تتطلب الميثاقية بعد أول ثلاثاء من 15 تشرين الأول ولن يفرض على أحد الحضور وليحضر مَن يحضر، فهناك تغطية مالية للرواتب واستحقاقات داهمة بـ7 مليارات في بداية العام تنتظر إقرارها، وهذا يحتاج الى جلسة عامة”. وأكد بري “أن الرئيس الذي سيصل الى قصر بعبدا يجب أن تعبد له الطريق بالتفاهمات”، مشيراً إلى “أن ما ورد في “السفير” ليس كله دقيقاً، فهو لم يتحدّث مطلقاً عن الانسحاب من الجلسة اذا وافق على الحريري على انتخاب العماد ميشال عون”.

الاخبار: المستقبل لحزب الله: أقنِعوا برّي أولاً

كتبت “الاخبار”: حسم تيار المستقبل أول من أمس قراره، واختار التلطي، رسمياً، خلف الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لوضع العصي في دواليب العماد ميشال عون الرئاسية دون استفزاز الرأي العام المسيحي أو ظهوره بمظهر المطيح للمرشح المسيحيّ الأقوى إلى الرئاسة الأولى

بدايةً، كان تيار المستقبل يطلب من رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، نيل تأييد القوات اللبنانية لترشيحه حتى يتبناه المستقبل، أما وقد حقق الجنرال ما كان يعتبر مستحيلاً، فقد انتقل الحريريون إلى مناورة أخرى تقوم على الطلب من حزب الله أن يوحد قوى 8 آذار خلف ترشيح الجنرال قبل أن يطلب من تيار المستقبل وغيره تأييد مرشحه.

وتشير الأوساط المتابعة لحوار المستقبل وحزب الله في عين التينة إلى تلطي الحريريين في هذه المرحلة خلف التشنج الدائم في العلاقة بين العماد عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، طالبين حل الأزمة بين عون وبري قبل طرق بابهم. علماً أن المستقبليين أبدوا استياءهم أيضاً مما وصفوه بـ”الإفراط في تأييد العماد عون الذي عبّر عنه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم”. وعلمت “الأخبار” أن اجتماعاً تنسيقياً عقدته قيادة المستقبل أول من أمس، شارك فيه رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس الخوري ومستشار الحريري نادر الحريري الذي أبلغهم حصول ارتباك واسع في صفوف المستقبل جراء التضارب في مواقف أقطابه بشأن الاستحقاق النيابي، وضياع النواب والمسؤولين بشأن حقيقة ما يحصل، ولا سيما التباين الكبير بين حماسة المشنوق لانتخاب عون رئيساً، ومعارضة السنيورة الشديدة لذلك. وأعاد الحريري تأكيد الموقف الذي أذيع غداة اجتماع كتلة المستقبل لناحية التمسك بمبادرة الحريري إلى ترشيح فرنجية، في انتظار أن يقدم الآخرون مبادراتهم.

وقد اتفق المجتمعون على التهدئة والتزامهم جميعاً موقف الكتلة الأخير، مع التأكيد أن الموقف الحريريّ لم يتغير، وهو لن يقدم على أي خطوة سياسية كبيرة دون موافقة سعودية وإجراء كل ما يلزم من تمهيد داخليّ سياسيّ وشعبيّ وإعلاميّ. وكان الرئيس فؤاد السنيورة قد صارح بعض المحيطين به بـ”نقزته” مما يمكن أن يقدم الحريري فجأة عليه، لكن طمأنات “رفيعة المستوى” بلغته بعدم إقدام الحريري على أية خطوة دون إجراء تقويم جدي وتفصيلي “معه تحديداً” بشأن فوائد الخطوة وسلبياتها. والمطلوب في هذه المرحلة وفق ما خلص الحريريون إليه في اليومين الماضيين هو التزام سقف بيان الكتلة الأخير، لكن دون كسر الجرة مع أحد، وخصوصاً مع العماد عون. فالجنرال الذي يتحدث الحريري عنه بإيجابية، يهادن المستقبل ويفترض أن يتفهم الحريريون أكثر فأكثر موقفه، ولا يضعوا جمهوره “بظهرهم” إلى الأبد، وخصوصاً أن تبني جعجع لترشيح عون، وانكفاء مسيحيي المستقبل والنائب سليمان فرنجية، جعل الحريريين في مواجهة الجزء الأكبر من الرأي العام المسيحي، لا الجمهور العوني فقط، وهو أمر يمكن أن يحرج المستقبل كثيراً وطويلاً ما لم يتداركوا الأمر ويتعاملوا معه بذكاء. وعليه، يبدو أن الحل الأنسب هو رمي كرة التعطيل في ملعب الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط مجدداً.

من جهة أخرى، كانت الرابية تنتظر حتى اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الأخير عودة الحريري خلال 24 ساعة وإعلانه موقفه جديداً، كما أوحت النقاشات داخل التكتل. والواضح في هذا السياق أن هناك من يسرب أخباراً مغلوطة أو غير دقيقة في الرابية تسهم في تضييع البوصلة قليلاً وتشتيت أنظار الجنرال عن الجهة المعطلة الرئيسية. وعلمت “الأخبار” أن العماد ميشال عون حاسم في رفضه الانتظار أكثر لبتّ أمر الاستحقاق أكثر، ولا ينوي الإيحاء لأحد أنه يتسول موافقة حريرية أو سعودية أو غيرها لانتخابه رئيساً، وهو يعتقد أنه قدّم كل الطمأنات اللازمة، ولم يعد أمامه سوى محاولة كسر الحائط بكل الوسائل المتاحة أمامه. وهو حدّد مهلة زمنية قصيرة لمعرفة من هم فعلاً معه ومن هم ضده، ليبني على الشيء مقتضاه.

السفير: الحريري يطلب لقاء الملك.. و”الديوان” لا يجيب انهيار “سعودي أوجيه”: المملكة تتخلى عن لبنان

كتبت “السفير”: لا أدري هل يدرك أصحاب القرار في السعودية، ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن شركة “سعودي أوجيه” ليست مجرد شركة مقاولات، بقدر ما هي مشروع سياسي خدم المملكة لسنوات طويلة، وكانت إحدى أدوات “قوّتها الناعمة” في لبنان وفي سوريا أيضاً؟

ثمة يقين بأنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدرك ذلك، ولذا أَحَب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكان يبدي له كل الدعم والتأييد في المملكة وخارجها.

ولذا أيضا، كان الملك سلمان ـ حين كان أميراً لمنطقة الرياض ـ من أشدّ المتأثرين باغتيال الحريري، وهو الذي نصح بأن يرث سعد الحريري والده سياسياً حينما ظهرت في الأفق بوادر خلاف بين سعد وشقيقه بهاء حول الإرث السياسيّ لوالدهما. لاحقا لم يكتف بالنصح بل كان داعماً لسعد.

أذكر أنني حين كتبتُ مقالة أنتقد فيه تحالف سعد الحريري مع الرئيس أمين الجميل ومع الدكتور سمير جعجع قابلني الأمير ـ في حينه ـ سلمان بن عبد العزيز وقال لي: “دعك من الكتابة عن سعد.. إنّه ولدنا”.

ليس خافيا على أحد أن “سعودي أوجيه” كانت إحدى أدوات القوة السعودية الناعمة في لبنان وسوريا، منذ أن قدم رفيق الحريري مبلغ 50 مليون دولار باسم الملك فهد بن عبد العزيز لمشروع إعادة تنظيف بيروت من آثار العدوان الاسرائيلي في العام 1982، وكانت دبابات العدو الإسرائيلي قد انسحبت لتوّها من العاصمة تحت تأثير ضربات المقاومة اللبنانية.

وأتذكر يوم ذهبت للرئيس الحريري لأنتقد قيام شركته بإزالة أنقاض مبنى اتخذه

الاحتلال الإسرائيلي مقراً لقيادته في صيدا وفجرته المقاومة اللبنانية ـ الفلسطينية، كان ردّه: “ليفجروا كل يوم.. وأنا سأزيل أنقاض التفجير”.

كان رفيق الحريري يقدّم المساعدات للبنان باسم المملكة ويعيد إعمار بيروت ولبنان، ويعمل على حل مشاكل اللبنانيين السياسية بالمال وغيره، وفي المقابل، عوّضه الملكان الراحلان فهد وعبد الله بمنح “سعودي أوجيه” عقود الإعمار والصيانة في السعوديّة، وهي العقود التي كان لها الفضل في تحول الشركة الى أمبراطورية ماليّة خدمت طموحات صاحبها السياسية بعدما وظّف نحو أربعين ألف لبناني في شركته في السعودية كانوا يرسلون إلى لبنان سنوياً حوالي المليار دولار، بالإضافة إلى تبني نحو 36 ألف طالب لبناني للدراسة في جامعات لبنان والعالم على نفقة “مؤسسة الحريري”.

وفي الوقت عينه، تحوّل الحريري الى وسيط يساعد الإدارة السعودية في ملفات إقليمية، وهو الذي ساعد الرياض على إنجاح مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية.

واستخدم الرئيس الشهيد علاقاته مع سوريا وخصوصا مع الرئيس الراحل حافظ الأسد لحل أي إشكالات تواجه العلاقات السورية ـ السعودية في تلك الأيام. في كل هذا وفي غيره، كان يستخدم “سعودي اوجيه” وأموالها لتسهيل تحقيق مصالحه السياسية التي ربطها بمصالح المملكة وكان دائما لا ينكر فضلها عليها ويردد “لحم أكتافي من السعودية”.

للأسف، ها هي أمبراطورية “سعودي اوجيه” تنهار حاليا، ليس بسبب عدم دفع المستحقات المالية من قبل وزارة المال السعودية (تقدر بنحو 8 مليارات دولار) كما تقول مصادر اقتصادية في الرياض، وليس بسبب الإجراءات المجحفة التي تتعمد وزارة العمل السعودية اتخاذها ضد الشركة والتي زادت من أعبائها، فحسب, ولكنّ السبب الأساس هو التجاهل المتعمد من أصحاب القرار في المملكة إزاء أزمة “سعودي اوجيه”، حتى ان الأقاويل والشائعات تكثر حول سعي ولي ولي العهد السعودي للسيطرة على الشركة وشرائها.

كما أن “الود المفقود” بين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان من جهة، وبينهما وبين الحريري من جهة ثانية، أدى الى إضعاف نفوذ الأخير في المملكة وصعّب بالتالي على الحريري الوصول إلى الملك سلمان وإقناعه بالتدخل، بالإضافة إلى ما يُحكى عن تعمّد ولي ولي العهد إبعاد ابن الشهيد عن الملك، بدليل أنه طلب أكثر من مرة موعداً من الملك ومن نجله وما زال ينتظر حتى الآن الجواب.

كلّ ذلك أدّى إلى انهيار “سعودي اوجيه” ونسيان دورها كواحدة من أهم أدوات القوة الناعمة للمملكة وللنفوذ السعودي في لبنان والمنطقة.

في المقابل، يتحدث بعض السعوديين في الرياض عن أنّ ارتكاب الحريري أخطاء سياسية (مثل قرار ترك بيروت سنوات عدة)، جعل المملكة لا تعتمد عليه كما كانت تعتمد على والده.. هذا الرأي يبدده سعوديون آخرون يدافعون عن سعد، ويرددون أن الرجل “مظلوم في ذلك، فأهل الرياض هم من نصحوه بترك بيروت خوفاً على حياته، وهو أدار في إحدى المرات محركات طائرته للتوجه الى بيروت ولكن هناك من منعه من مغادرة الرياض نحو بيروت”!

الديار: اكبر قطع للطرقات الاربعاء المقبل ومحاولة لتداركه الخميس 29 ايلول يوم التمديد لقائد الجيش ومقبل : وجدنا مخرجاً لرئيس الاركان

كتبت “الديار”: هل يملأ الشارع الفراغ السياسي؟ وهل فقد المسؤولون القدرة على ابتكار الحلول وتدوير الزوايا عبر الحوارات السياسية، ففضلوا الشارع لعله يفتح مساراً جديداً في الاوضاع، يبدّل الصورة السياسية الحالية. فالعونيون اعلنوا “حرب الميثاقية” ولن يبدّلوا ولن يتراجعوا، وحددوا خارطة طريق لتحركاتهم تبدأ في 28 أيلول وتنتهي في 13 تشرين الاول وما بينهما من تحركات يومية، والساحة الاساسية هي الشارع، وقد تستمر التحركات الى ما بعد 13 تشرين اذا بقيت “اصواتهم” من دون صدى. وفي المقابل تداعت الاتحادات العمالية الى الاعلان عن سلسلة اضرابات وتظاهرات وصولاً الى اضراب مفتوح وشامل وقطع للطرقات وشل البلد في حال لم ترد الدولة على مطالبهم المحقة باقرار سلسلة الرتب والرواتب ووقف التلزيمات في ادارة الميكانيك لصالح شركة خاصة، ورغم ان بعض “الخبثاء” شككوا بالتوقيت، ووضعوه في خانة الصراع السياسي القائم في البلاد حول ملف رئاسة الجمهورية وتحديداً بين الرئيس بري والعماد عون، فان قيادات في الاتحادات العمالية وصفت هذه التسريبات بـ”نعوت مختلفة” وغير الواقعية في ظل تأكيد القيادات العمالية، ان تحركاتها معلنة ومنذ شهرين وقبل “الاعلان العوني” بالنزول الى الشارع، لكن هناك من يعتبر ان توقيت اعلان رئيس نقابة السائقين العموميين بسام طليس المقرب من الرئيس نبيه بري عن سلسلة تحركات شاملة في 28 أيلول ليس بريئاً. وقد اعلن طليس عن تحركات واسعة واكبر عملية قطع للطرقات الاربعاء المقبل في 28 ايلول وعلى امتداد الاراضي اللبنانية تحديداً على الطرقات الدولية، على أن تستمر الخطوات تصعيدية اذا لم يتجاوب المسؤولون للمطالب. وفي نفس اليوم في 28 ايلول يوم الاربعاء يستعد العونيون “للساحات” التي تعرفهم منذ 2005، وسيقوم التيار بتظاهرة عونية حاشدة في 13 تشرين الاول وستكون مفاجأة للجميع وستتضمن كلاماً شاملاً للعماد عون عنوانه “لا تراجع الى الوراء”.

وفي ظل هذه الاجواء المتشنجة وخوفا من وقوع المحظور فان اتصالات بدأت لتدارك ما يمكن ان يحصل في 28 ايلول، خصوصاً ان الاجهزة الأمنية ابلغت الجميع رفضها لاستخدام الشارع في ظل ما تشهده البلاد من نشاط لخلايا ارهابية نائمة بدأ يرصد في الايام الماضية.

وهذه الخشية الأمنية من استخدام الشارع تقلق حزب الله، وهو أبلغ العماد عون مباشرة عبر قنوات الاتصال اليومية، انه ضد استخدام الشارع ولن يشارك بالتحركات العونية وبالتظاهرة المركزية يوم 13 تشرين اول وقبلها، والحزب مع بقاء الاوضاع الداخلية مستقرة، كما أبلغ الحزب العماد عون تمسكه بالحكومة وبعملها.

وفي هذا الاطار ابلغت القوات اللبنانية عبر قنوات التواصل ايضا العماد عون عدم المشاركة في التحركات العونية في ظل الحذر من استخدام الشارع في هذه الظروف، وعدم القناعة بامكانية احداث “فتوحات” من خلال الشارع.

وتؤكد مصادر متابعة “ان ابواب الاتصالات مفتوحة لتجاوز يوم الاربعاء في 28 ايلول والابتعاد عن اي اجراء يمكن ان يؤدي الى تعطيل حياة الناس في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يعيشونها.

وفي هذا المجال حذّر الرئيس نبيه بري من استخدام الشارع وأبدى مخاوفه من هذا الامر، وقال: “كنا ماشيين بالحل ونحاول التقدم من خلال الحوار للوصول الى نتائج” وفجأة تم التعطيل وسأل “لمصلحة مَن توقف الحوار و”النقار” والسجالات وفي هذه الحالة البلد الى أين؟” وجدد التأكيد أن الشارع لا يؤدي الى نتيجة ومهما حصل سنعود في النهاية الى الطاولة.

النهار: ملامح مشجّعة حيال خطة لبنان للاجئين بتّ التمديد لقائد الجيش ليل 29 أيلول

كتبت “النهار”: إذا كانت الاحتجاجات التي نظمها أمس قطاع النقل البري وسائقو الشاحنات والسائقون العموميون قد دشنت على ما يبدو مرحلة من التحركات ذات الطابع الاجتماعي والمطلبي، فان هذا الواقع سيشكل عاملاً اضافياً من عوامل الاستحقاقات الساخنة والمتزاحمة أمام الحكومة لدى عودة رئيس الوزراء تمام سلام من نيويورك وعودة اقلاع المحركات السياسية في الايام المقبلة. ومن المقرر ان يختتم الرئيس سلام اليوم مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة بالقاء كلمة لبنان مساء بتوقيت بيروت والتي أفاد مندوب “النهار” المرافق للوفد الحكومي الى نيويورك احمد عياش انها ستتضمن موقف لبنان الرسمي من التطورات الداخلية والاقليمية كما تلخص في جانب آخر بارز منها ما طرحه الرئيس سلام من خطة عملية تتناول قضية اللاجئين السوريين في لبنان وبرمجة عودتهم الى مناطق آمنة في سوريا من خلال برنامج زمني.

وكان لرئيس الوزراء أمس لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتسم باهمية في حضور وزير الخارجية جبران باسيل ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام. وعلمت “النهار” ان لافروف اكد خلال اللقاء مثابرة بلاده على دعم لبنان، كما شدد على اهتمام موسكو بمسيحيي الشرق ومن هنا يقع لبنان في دائرة الاهتمام الروسي بالانتخابات الرئاسية. وفي هذا السياق قالت مصادر معنية في الوفد المرافق للرئيس سلام لـ”النهار” ان هناك ردود فعل دولية وداخلية جديرة بالاهتمام على الخطة المتكاملة التي طرحها لملف اللاجئين السوريين بعدما وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته حيال هذه الخطة والشروع في تنفيذها في غضون أسابيع. ومعلوم ان الخطة تتناول أدق التفاصيل في شأن توزيع اللاجئين السوريين ومراكز تجميعهم وتمويل تنفيذ الخطة. ولفتت المصادر الى ان ما طرحه لبنان لن يتوقف عند هذا الحد بل ستكون له متابعة متواصلة باعتبار ان الرئيس سلام طرح خريطة طريق سيجري السير على هديها من دون تراجع. وكانت هذه الخطة ضمن المواضيع التي عرضها سلام في لقاء جمعه أمس أيضاً والامين العام للامم المتحدة بان كي – مون.

اما على الصعيد الداخلي فشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس على اهمية “التفاهمات السياسية والوطنية لتعبيد الطريق الى رئاسة الجمهورية لا رمي المسؤوليات من طرف الى آخر “. وقال: “لا يحاولن أحد التذرع بموقفي لاني عبرت عنه اصلا حول تعبيد الطريق من دون الدخول في الاسماء “.

ومع اقتراب العد العكسي لموعد تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان في الجيش اللواء وليد سلمان في 29 ايلول الجاري، بدا وزير الدفاع سمير مقبل جازماً حيال اتخاذ خطوة التمديد للعماد قهوجي اذا لم يعين مجلس الوزراء قائداً جديداً للجيش. وقال أمس: “ان آخر جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية الولاية ستكون يوم 29 ايلول والموضوع يعود الى رئيس الحكومة فاذا دعا الى جلسة لمجلس الوزراء سأعمد الى طرح تعيين قائد للجيش ورئيس للاركان واذا تأمن ثلثا اعضاء المجلس يقر التعيين واذا لم يحصل التعيين حينها سأستعمل صلاحياتي حسب القوانين المرعية وصلاحياتي الدستورية والوطنية وسأتخذ القرار المناسب واعدكم انه في 29 من الجاري الساعة 12:00 منتصف الليل ستكون كل العملية محلولة “.

في سياق سياسي آخر، رد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بعنف أمس على الحملات التي طاولته في الاسابيع الاخيرة على خلفية ازمة النفايات وغيرها من المواضيع، فرأى انه يتعرض منذ شهر “لعملية اغتيال سياسي”. وقال في حديث الى برنامج “بموضوعية ” من محطة “ام تي في” للتلفزيون انه “واقف ولن يتراجع ولا شيء سيجعله يتراجع أو يسكت عن الفساد او عن الخيانات الوطنية”. وأضاف ان الحزب في مسألة النفايات ” قام بواجبه وحاولنا منع تحويل ساحل المتن مزبلة وسنعيد الكرة اذا لزم الامر ولكنهم تعاملوا معنا بطريقة ميليشيوية واغرقوا الناس بالنفايات ولو كان هناك حد ادنى من الضمير لدى المسؤولين والاحزاب والحكومة لكنا في مكان آخر”. اما في الشأن السياسي، فدعا الجميل الى احياء جبهة شبيهة بالجبهة اللبنانية وحمل بعنف على “منطق الاملاء الذي يتبعه “حزب الله” في الازمة الرئاسية من خلال اعلان مسؤوليه انه إما ينتخب العماد ميشال عون رئيساً وإما لا رئيس. وتساءل كيف يقبل الدكتور سمير جعجع في تفاهمه مع العماد عون هذا المنطق الذي يدمر الديموقراطية في لبنان.

اللواء: رئاسة لبنان على الرّف في نيويورك.. وقنوط في الرابية موسكو تجدِّد دعمها للمؤسسات اللبنانية.. ومشاركة حكومية في اجتماعات باريس لتجنيب لبنان اللائحة السوداء

كتبت “اللواء”: تنفّس الوضع اللبناني على وقع لقاءات نيويورك التي أجراها الرئيس تمام سلام مع عدد من زعماء العالم ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وعلى ايضاحات ايحاءات وتأويلات الأسبوع الماضي، في ما خص الاستحقاق الرئاسي، حيث اكّد مصدر نيابي في كتلة المستقبل ان بيان الكتلة الأخير وضع حداً لسائر التلميحات والتوهمات في ما خصَّ تبني ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، ولجهة تأكيدها على خيارها بترشيح النائب سليمان فرنجية الذي رأى فيه المصدر انه الخيار الأسلم للخروج من الأزمة الراهنة.

وأشار هذا المصدر إلى ان ترشيح النائب فرنجية لم يكن الخيار المفضل، لكنه الواقعي لإنهاء الشغور الرئاسي، وكلّف التيار محاولات للاستقطاب، وحملات فضحت الذين وقفوا وراءها، ولا حاجة بالتالي لخطوات غير مضمونة النتائج.

ومع هذا التقييم في بيروت، فإن مرارة وإحباط يحيطان بنشطاء التيار العوني، ونواب تكتل الإصلاح والتغيير الذين يشعرون ان “تكتلهم محاصر” من أكثر من جهة، سواء من الحلفاء أو الخصوم.

ولا يُخفي القيادي في التيار الوطني الحر الوزير السابق ماريو عون، ان التيار اليوم امام انتظار لما تحمله الساعات الـ48 المقبلة، في ضوء ما يتردد عن عودة الرئيس سعد الحريري.

الجمهورية: إستعجال روسي لإنتخاب الرئيس… والمجلس والحكومة أمام “إختبار التفعيل”

كتبت “الجمهورية“: حال البلد تتقلّب بين الهبّة الباردة والهبّة الساخنة، السياسة معتلّة بتعقيداتها المتراكمة على مدار الساعة، ورئاسة الجمهورية ضائعة بوعود يقطعها البعض، ويتمّ التأكيد على انها لم تفقد صلاحيتها على رغم انها لم تَصدق بعد، وبـ”تفاؤل” يصعد تارة ويهبط تارة أخرى من هناك، وفي اليد تلويح بورقة الشارع، وبتشكيك اكبر من هنالك يخشى فيه المشككون من التداعيات.

السائقون حرّكوا الشارع احتجاجاً على رسوم المعاينة الميكانيكية، وأطلقوا بالشلل الجزئي لمفاصل العاصمة، ما يُشبه الانذار المبكر لتصعيد أكبر في الآتي من الايام، في وجه “الشاحنات السياسية” “المعطّلة” بحمولتها الزائدة من الكيديات والتناقضات، والمعطِّلة معها، كل الآمال وحتى التمنيات ببلوغ مخارج وحلول.

وها هو المجلس النيابي المقفل أمام اختبار إعادة فتحه بجلسة تشريعية بمن حضر في الثلث الاخير من تشرين الاول، بعد دخول المجلس عقد الانعقاد العادي اعتباراً من الثلثاء 18 تشرين الأول، وقد أوعز رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الدوائر المجلسية بإعداد العدّة لجلسة تشرين الأول وتحضير جدول الاعمال المتضمن بنوداً ملحّة وضرورية على حد وصفه. وسَتلي هذه الجلسة جلسة انتخابية يعقدها المجلس بغية التجديد لاعضاء لجانه النيابية واعضاء هيئة مكتبه باستثناء الرئيس ونائب الرئيس.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى