شؤون لبنانية

سلام: لبنان هو المانح الأكبر في العالم للنازحين

لفت رئيس الحكومة تمام سلام الى إن لبنان هو بلا منازع المانح الأكبر في العالم للنازحين، وخصوصاً أولئك الذين ابعدتهم اعمال العنف عن بيوتهم في سوريا.

وفي كلمة له في قمة الامم المتحدة حول اللاجئين، اشار الى ان لبنان قد انفق طبقاً لأرقام البنك الدولي خمسة عشر مليار دولار لتأمين الخدمات العامة والتعليم والصحة للسوريين والفلسطينيين الذين باتوا يشكلون ما يوازي ثلث عدد سكانه.

واوضح انه في العامين المنصرمين عُقد ما لا يقلّ عن خمسة مؤتمرات رفيعة المستوى لبحث موضوع اللاجئين والنازحين. وهذا الاسبوع تعقد ثلاثة مؤتمرات لهذا الغرض هنا في الأمم المتحدة.

وسأل:”ماذا انتجت وتنتج هذه التعبئة السياسية الكبيرة؟، قائلا:”الجواب هو نتيجة ضئيلة جداً خصوصاً اذا نظرنا الى دفق اللاجئين الذين يعبرون حالياً الى اوروبا”.

واعتبر ان هذا التقصير من قبل الأسرة الدولية يجب ان يتم تعويضه بالخطوات التالية:عبر الاعتراف بحجم المشكلة وتخصيص التمويل الكافي للتعامل مع نتائجها المحتومة، وعبر الاستثمار الكبير في المساعدات التنموية التي من شأنها تحفيز النمو وخلق فرص عمل ومحاربة الفقر في المجتمعات المضيفة وفي صفوف النازحين على السواء، بما يؤدي الى خلق بيئة إجتماعية واقتصادية مستقرة، وعبر خلق آلية شفّافة لمتابعة تعدّد وجهات الإنفاق وتأمين التكامل بينها ومنع الهدر، وعبر تفعيل حقيقي لجهود تقاسم الأعباء من قبل جميع الدول القادرة على استقبال لاجئين، وخصوصاً دول المنطقة.

اضاف:”إنّ كل هذه الخطوات تتطلب تحوّلا جذريا في الطريقة التي يتم فيها تقديم المساعدات. يتعين ايجاد نموذج جديد وتطبيقه سريعاً وإلّا سرنا حتماً في اتجاه حالة من عدم الاستقرار الذي يشكل ارضا خصبة للتطرف والارهاب”.

واكد “إنّنا نؤيد الفكرة القائلة بأن منع التطرف عن طريق تقديم المساعدات هو حلّ أقل كلفة من مواجهته بالاسلحة الغالية الثمن التي تحصد ارواح الاف الاشخاص”، لافتا الى اننا نؤمن أشدّ الأيمان بأن الحل الدائم لهذه المعضلة يكمن في اتفاق سياسي يسمح بعودة آمنة وكريمة للسوريين الى بيوتهم، ونؤمن أشدّ الأيمان بان هذا الحلّ موجود في أيدي بعض الجالسين هنا في هذه القاعة.

وسأل:”لقد دفع مئات الالاف حياتهم ثمنا لهذا النزاع حتى الآن. فكم هو عدد الذين سيلحقون بهم قبل التوصل الى حل نهائي؟”.

وراى “إن مصلحتكم ومصلحتنا على حدّ سواء تقضيان بتفادي مزيد من نتائج هذا النزاع المسببة لعدم الاستقرار، والذي يصيبا جميعاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى