تقديرات إسرائيلية بـ”موجة جديدة” من العمليات
اعتبرت تحليلات إسرائيلية أن العمليات الأخيرة في القدس والخليل هي موجة جديدة من العمليات التي وصلت ذروتها في اليومين الأخيرين، بعد ثلاثة شهور من التراجع في عدد العمليات، لكنها تحمل السمات ذاتها التي حملتها الهبة الأخيرة التي شملت عمليات طعن ودهس في العام الأخير .
وأشارت صحيفة ‘هآرتس’ اليوم الثلاثاء إلى أن التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن الأسابيع المقبلة قد تشهد المزيد من العمليات ضد قوات الاحتلال.
ومنذ يوم الجمعة الماضي سقط ستة شهداء برصاص الاحتلال وأصيب 3 بجروح بالغة على الأقل. وبحسب المعطيات الإسرائيلية فقد سجلت 8 عمليات طعن منذ الجمعة، عمليتان في القدس المحتلة وعملية طعن قرب مستوطنة غوش عتسيون وأربع عمليات طعن وعملية دهس في الخليل. وأوقعت هذه العمليات عدد كبير من الإصابات نسبيًا في صفوف الاحتلال، إذ أصيب 5 من عناصره بينهم إصابات بالغة.
وبحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل فإن العمليات الأخيرة لم تفاجئ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي قدرت حصول “موجة عمليات” جديدة في الفترة الممتدة ما بين نهاية عيد الأضحى والأعياد اليهودية في الأسابيع المقبلة.
وأشار إلى أن مواصفات أو سمات العمليات في هذه المرحلة وفي الهبة السابقة متشابهة جدًا، وبالأساس كونها ‘عمليات في أعقاب عمليات’ أو ما أطلق عليه “عمليات تقليد لعمليات”، بحيث تقع معظم العمليات في المواقع ذاتها ويكون منفذ العملية على صلة عائلية لمنفذ عملية سابقة.
وكتب هرئيل أن “موجة العمليات” الأخيرة لن يكون بالإمكان صدها بالوسائل التي استخدمت في السابق مثل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية أو مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي. فقد سارعت قوات الاحتلال والشرطة في أعقاب العمليات الأخيرة إلى تعزيز انتشار قواتها كما أن أداء أفرادها في مواجهة العمليات ‘تحسن’، حسب تعبيره، وذلك في أعقاب ‘استخلاص العبر’ من مئات العمليات السابقة.
كما شملت الاستعدادات لمواجهة العمليات في الفترة الراهنة تحصين مواقع نشر قوات الاحتلال ونشر شبكات كاميرات مراقبة في أماكن عديدة. لكن هرئيل لفت إلى أن هذه الإجراءات لن يكون بمقدورها إحباط وصد العمليات كليًا لكن من شأنها أن تخفض عدد الإصابات في الجانب الإسرائيلي. واتهم هرئيل نشطاء وأعضاء الكنيست من اليمين بتوتير الأجواء الذين حاولوا تنظيم مسيرة استفزازية في بلدة عارة – عرعرة في المثلث لكنهم واجهوا تصديًا من أهالي البلدة، بالإضافة إلى جولة قام بها نشطاء في اليمين في قرية سوسيا الفلسطينية جنوب الخليل.
وبدا أن سلطات الاحتلال قررت اتباع سياسة العقاب الجماعي على تجار القدس المحتلة في أعقاب العمليات الأخيرة. إذ قال قائد شرطة الاحتلال في القدس، يورام هليفي، تعقيبا على إغلاق محال تجارية في القدس المحتلة بعد عملية طعن شرطيين، إنه من غير المعقول أن تسير الحياة بشكل عادي في القدس كأن أمرا لم يكن.
وكانت شرطة الاحتلال قد بادرت إلى استخدام سياسة العقاب الجماعي، حيث اعتقلت أشقاء منفذ العملية، كما أغلقت عشرات المحال التجارية أمس في شارع صلاح الدين والسلطان سليمان، وقرب باب العامود. وفرضت غرامات مالية على المحال التي فتحت أبوابها بعد ساعات من صدور أوامر الإغلاق.
وادعى هليفي أن إغلاق المحال التجارية يأتي في إطار الاستعدادات، وتعزيز قوات الشرطة في المنطقة، إلا أنه أضاف أن “هناك مواطنين لهم صلة بهذه الأحداث، وهم يتواجدون هنا، وشركاء في كل ما يحصل، ولا يعقل أن تستمر الحياة كالمعتاد كأن شيئا لم يكن”.