الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

البناء: ارتباك أميركي بإعلان دمشق انتهاء الهدنة… وبدء الردّ الموجع على “الغارة” عودة سريعة للجان المشتركة الأميركية الروسية في جنيف لتعويم التفاهم العونيون يستعدّون لجولات التصعيد… ولا آفاق لتسويات تنعش الحكومة

كتبت “البناء”: بدا الأميركيون في حال مَن ذهب لتعريض التفاهم مع روسيا للخطر، من دون أن يملك بدائل، فلم يكــد الجيش السوري يعلن وقف العمل بأحكام الهدنة، حتى أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ اللجان الروسية الأميركية عادت للاجتماع في جنيف للبحث في سبل تعويم الهدنة والتعاون الذي نص عليه التفاهم بين موسكو وواشنطن، بينما كان الوضع الميداني في كلّ الجبهات قد صار مفتوحاً على الاحتمالات كلهــا، وفي قلبها شكل الردّ الموجع الذي يخشاه الأميركيون على الغارة التي استهدفت الجيش السوري في دير الزور، فيما اعتبر رداً على رسم سورية لخطوط حمراء بالصواريخ التي أطلقها الجيش السوري على الطائرات “الإسرائيلية”، ويخشى الأميركيون بعد فشلهم في تحويل دخول المعونات إلى شرق حلب إلى أيدي المسلحين وفي ظلّ الوضع الصعب للجماعات المسلحــة في مناطق مختلفة، أن يكون الردّ بخطــوات ميدانية تغيّر الوضع الجغرافي العسكــري فــي شرق حلب أو جنوبها أو في جــوار دمشق أو في جبهة القنيطرة.

الاجتماع المرتقب بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اليوم في نيويورك ربما يكون، وفقاً لمصادر إعلامية روسية، الفرصة الأخيرة لتعويم التفاهم وأحكامه، قبل الدخول في جولة حرب قاسيــة، تستدعي بعد وقوعها جولة تفاوض تُدخل تعديلات تتناسب مع المتغيّرات التي تنتج ميدانياً، والتعويم وفقاً للمصادر بعد أسبوع هدنــة التزمت بها سورية وروسيا وخرقها الأميركيون والجماعات المسلحة، يعنــي ربط ثلاثيــة العــودة للهدنة، ودخول المساعــدات بالبدء بتطبيق الشق الخاص بالتعاون في الحرب على الإرهاب، الذي يقوم على تنسيق الغارات الجوية بين موسكو وواشنطن بعدما أضافت غارة دير الزور الحاجة لضمّ دمشق إلى التنسيق.

اليوم الفاصل في مصير الهدنة، يمرّ عادياً في لبنان، مع استعدادات أعلن التيار الوطني الحر أنه ماضٍ بها نحو موعدي الثامن والعشرين من أيلول والثالث عشر من تشرين الأول، لنزول متدرّج إلى الشارع يربط به تظهيــر القوة ودعوة خصومه للعودة إلى تفاهمات تتناســب مع الإقرار بحجمــه ومكانته التمثيلية كشرط لعودته إلى الحكومة والحوار، وصولاً إلى بحث بمنطق الشراكة للاستحقاق الرئاسي يراه عبر وصول زعيمه العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، بينما بدت المساعي والاتصالات الهادفة لإنعاش الحكومة من الشلل، هي الأخرى في حال الشلل.

كرر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من نيويورك رفض لبنان المطلق للاندماج ومنح الجنسية أو أي شكل من أشكال التوطين الدائم للنازحين السوريين، مشدداً على أهمية أن تعلن الأمم المتحدة خطة مفصلة وواضحة لعودة السوريين إلى بلدهم كإجراء لمحاربة إرهاب الأجانب، بما يفتح الآفاق أمام خطوات ملموسة تتخذ فور أن تسمح الظروف بذلك”.

وشدد سلام الذي ترأس وفد لبنان في افتتاح مؤتمر الامم المتحدة للاجئين والنازحين في مقر الجمعية، على “وقف العنف في سورية وايجاد حل سياسي يسمح بعودة آمنة وكريمة للنازحين الى بلدهم”.

على صعيد الأزمة الداخلية، لن يحدد تكتل التغيير والإصلاح موقفه النهائي خلال اجتماعه الأسبوعي اليوم في الرابية، بانتظار جلسة انتخاب الرئيس في 28 الحالي، كما أكدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ “البناء”، التي أشارت إلى أن “الأمور مرهونة بما سيقرره رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بعد عودته الى لبنان، فالكرة باتت في ملعبه، بعد أن بعث التيار للحريري رسائل عدة، مفادها أننا نريد موقفاً حاسماً ونهائياً وواضحاً بما يخص التسوية الرئاسية ولم نعد نستطيع انتظار الأخذ والرد والمماطلة والتمييع والتسويف. فليعد الحريري الى لبنانيته ويأخذ زمام المبادرة ويختار ويحدد أجوبته على تساؤلاتنا قبل أن يداهمنا الوقت ويأتي موعد 28”.

وتساءلت المصادر: هل كلام السنيورة عن رفض المستقبل انتخاب عون هو محاولة من بعض “الصقور الزرق” قطع الطريق على ثنائية عون – الحريري أم توزيع للأدوار داخل “التيار”؟ ورفضت المصادر تحميل مسؤولية تعطيل التسوية وعرقلة انتخاب الرئيس القوي لأي من الأطراف قبل محطة 28، إذ من يتخلف عن انتخاب عون حينها سيتحمل المسؤولية. وتحدثت المصادر عن بعض المؤشرات الايجابية التي تصب في اتجاه انتخاب الجنرال، “فجلسة 28 ستشكل فرصة لاختبار احترام الاطراف للميثاقية”. في المقابل تؤكد المصادر أن “التيار الوطني الحر لا زال متمسكاً باتفاق الطائف على الرغم من عدم تطبيقه حتى الآن لا سيما إقرار قانون انتخاب جديد عادل”.

السفير: بان يطلق حملة “الاحترام والسلامة والكرامة للاجئين” سلام يحذر الأمم المتحدة: لبنان معرض للانهيار

كتبت “السفير”: أطلق رئيس الحكومة تمام سلام، في اليوم الاول من رحلته النيويوركية للمشاركة في مؤتمر “قمة الأمم المتحدة حول تحركات اللاجئين والمهاجرين” الذي ينظمه الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، صرخة للمجتمع الدولي لمساعدة لبنان في إيواء النازحين، محذرا من أن بلاده لم يعد بمقدورها تحمل هذا العدد من النازحين “وما لم يتم تدارك الوضع فإنه معرض للانهيار”.

مناشدة سلام جاءت في كلمة خلال افتتاح المؤتمر حدد خلالها خطوات لعودة النازحين. وحضر مع سلام وزير الخارجية جبران باسيل ومندوب لبنان الدائم في المنظمة الدولية السفير نواف سلام ومستشار الرئيس الدكتور شادي كرم.

ومن المقرر أن تصدر القمة، التي تمثل فرصة تاريخية لوضع “خطة لتحسين الاستجابة الدولية”، “إعلان نيويورك”، الذي وصفه مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بأنه “إعلان سياسي، ولكنه يمثل أيضا التزاما جماعيا من المجتمع الدولي بأسره بالعمل معا بسبل جديدة وتعاونية للاستجابة لتدفق اللاجئين والمهاجرين، بشكل يمكن التنبؤ به وأكثر إنصافا بمزيد من الموارد. وبالطبع يتعين علينا أن نحول ما سينجم عن القمة إلى أمور عملية..”.

والأهم من ذلك، حسب بان كي مون، أن الإعلان “يرسي نهجا عمليا محكوما بمبادئ للتعامل مع التحديات التي يواجهها النازحون ويؤكد في الوقت نفسه القيم التي نعتز بها أيما اعتزاز”.

ودعا بان في كلمة الافتتاح “إلى تغيير المفهوم السائد عن اللاجئين والمهاجرين”، وقال: يجب ألا يُنظر إليهم على أنهم عبء، بل على أنهم يوفرون إمكانات كبيرة، إذا ما أطلقنا لها العنان.

وأطلق حملة أممية جديدة بعنوان “معا – كفالة الاحترام والسلامة والكرامة للجميع”، تدعو إلى “دحض خطاب الكراهية”، وذكر في كلمة له عشية انعقاد المؤتمر، أن “هناك أكثر من 244 مليون مهاجر في العالم. ويزيد حاليا عدد المهجَّرين قسرا من دياريهم عن 65 مليون شخص. نصفهم من الأطفال”. ولاحظ أن الغالبية العظمى من اللاجئين ليست في البلدان الغنية؛ إذ تبلغ نسبة الموجودين منهم في العالم النامي 86 في المئة. وقال انه “في العام الماضي، لم تحقق النداءات الإنسانية للأمم المتحدة إلا ما يزيد قليلا عن نصف الأموال المطلوبة”.

وتحدث في الافتتاح رئيس الدورة الـ71 للجمعية العامة بيتر تومسون ورئيس الدورة الـ70 مونز لوكوتوفت.

وقال سلام في الافتتاح ان النازحين السوريين يشكلون ما يوازي ثلث عدد السكان. وإلى جانبهم هناك أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الذين أضيف اليهم نحو 50 الف فلسطيني جاؤوا هرباً من القتال في سوريا.

أضاف “إن هذا الدفق الهائل والمفاجئ من النازحين يسبب مشاكل خطيرة لاستقرارنا وأمننا واقتصادنا وللبنى الخدماتية العامة، تزداد فداحة يوما بعد يوم بما لا يُبشّر بالخير بالنسبة لمستقبل بلدنا وأجيالنا الطالعة”.

وتابع: تفيد إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان أكثر من 100 الف طفل سوري ولدوا في لبنان منذ بدء الأزمة في العام 2011، أكثر من 50 في المئة منهم رأوا النور في الأشهر الـ18 الماضية. بكلام آخر، يفوق عدد الولادات السورية في لبنان عدد السوريين الذين يتم ترحيلهم واستقبالهم في دول أخرى، بما يعني أن عدد النازحين مستمر في الازدياد.

وخاطب سلام بان قائلا: إنني واثق من أنك تتفق معي بأنه ما لم تبذل الأسرة الدولية جهودا كبيرة في هذا المجال، فإن لبنان معرّض لخطر الانهيار.

ودعا الى وضع تصور يتضمن الخطوات الآتية:

أولاً: وضع خريطة طريق مفصّلة لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان الى بلدهم. إن هذه الخطة المفصلة يجب ان تُرسم خلال ثلاثة أشهر وتحدّد حاجات النقل وأماكن الانطلاق مع كامل تكاليفها الماديّة. وإنّ جمع الأموال اللازمة لهذه الخطة يجب أن يبدأ على الفور.

ثانياً: تحديد حصص لدول المنطقة وغيرها لتشارُك الأعباء مع لبنان، على أن تبدأ مفاوضات تفعيل جهود إعادة توزيع النازحين خارج لبنان قبل نهاية العام الحالي.

ثالثاً: تكثيف تمويل مشاريع التنمية على المستوى المحلي والإقليمي.

رابعاً: الشروع في تحضير تقرير موثوق عن المدفوعات التي قدمها المانحون حسب القطاعات.

خامساً: إطلاق حملة لجمع الأموال لمصلحة الـ “اونروا” لتمكينها من القيام بواجباتها الانسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وإكمال برامجها التعليمية، وإكمال عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد.

وأشار الى ان لبنان أنفق 15 مليار دولار في موضوع اللاجئين.

وتخللت المؤتمر جلسات عمل مغلقة ترأس لبنان إحداها بالاشتراك مع وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو، وتحدث فيها ايضا سلام، مؤكدا أهمية تعزيز المجتمعات المضيفة للنازحين منعا لحصول توتر اجتماعي يزرع بذور عدم الاستقرار.

وشدد على ضرورة معالجة جذور المشكلة في سوريا بوقف العنف وإيجاد حل سياسي يسمح بعودة آمنة للنازحين. وختم مؤكدا رفض لبنان المطلق لأي شكل من أشكال الاندماج والتوطين ومنح الجنسية.

الاخبار: الحريري من دون السعودية حريري من دون مستقبل

كتبت “الاخبار”: لا يكاد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يلوّح بورقة التصعيد والنزول إلى الشارع حتى تنهال التطمينات الرئاسية من كل حدب وصوب، وتضرب مواعيد انتخابه رئيساً، ويتسابق الغيارى، ويختلط الحابل بالنابل قبل أن ينجلي غبار الكذب مع مرور الموعد العونيّ المحدد للاستنفار

في الأسطورة الإيطالية يزداد أنف اللعبة الخشبية “بينوكيو” طولاً كلما كذب كذبة، أما في الأسطورة اللبنانية فيزداد الرئيس سعد الحريري مصداقية كلما نكث بوعد. تجربة المجرّب تتكرر من دون ملل، ومن دون أن يصارح أحد المراهنين على لبننة الاستحقاق بأن عقلهم مخرّب.

وفي ظل ما يتداول على نطاق واسع، يفترض أن تمنح جائزة وطنية لنائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي فرزلي لنجاحه، مرة تلو أخرى، في دحرجة الأفكار لتنمو وتكبر ويصبح من الصعب إذابتها. فقبل أكثر من عام، وربما عامين، كان الفرزلي يجلس على طاولة السفرة في منزله، مستمتعاً بما اكتشفه أخيراً من نكهات شاي مختلفة، ويقول بثقة إنه لا حل أمام الرئيس سعد الحريري لإنقاذ مستقبله سوى بانتخاب عون رئيساً. الفكرة بدت يومها غريبة وعجيبة أكثر من قانون الفرزلي الأرثوذكسيّ حتى.

التوازنات الإقليمية كانت (ولا تزال) توحي بانكسار سعوديّ يلزم محوره بالرضوخ لشروط المحور الآخر من أجل عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة التي تعتبر تحصيلاً حريرياً حاصلاً، ولا الجنرال كان يوحي باستعداده لإبرام صفقة سياسية يأخذ بموجبها رئاسة الجمهورية كما هي مقابل أخذ الحريري رئاسة الحكومة بكل هيئاتها وصناديقها والمزاريب. إلا أن الفرزلي كان واثقاً بطرحه: في حال عاند الحريري قليلاً، خيّروه بين رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب أو بين الميثاقية والمؤتمر التأسيسيّ، ودعوه هو يختار. ومن تلك “السفرة” انتقلت الفكرة، من فم إلى أذن حتى صارت طرحاً متكاملاً يملأ الفراغ السياسيّ ويشغل جميع الأفرقاء من دون استثناء، وبات الحريري عاجزاً عن تبرير رفضه لانتخاب عون رئيساً. ولا شك في أن الحريري كان سيكون محرجاً أكثر من أيام تصدّيه للقانون الأرثوذكسي بكثير لولا المراعاة العونية اليوم والحرص على سحب الذرائع منه، علماً بأن من يسمع العونيين ومن يدور في فلكهم فقط يعتقد أن ثمة إجماعاً وطنيّاً على تبنّي طرح الفرزلي، ولا بدّ من الإسراع إلى أقرب دكان لشراء المفرقعات للاحتفال بانتخاب العماد عون رئيساً بعد تسعة أيام.

فاقتناع العونيّين الراسخ بعدم وجود خلاص للحريري بسواهم، يتزامن هذه الأيام مع حماسة الوزير نهاد المشنوق لهذا الطرح، ومزايدة القوات، وإسراف في الضغط من جهة حزب الله. لكن جميع هؤلاء في كفة، والرئيس نبيه بري الذي يتصدى كعادته للاندفاعة العونية والرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط في كفة أخرى. أما الرئيس الحريري، فالكل يتحدث بالنيابة عنه، لكن لا أحد يعلم أين هو يضع نفسه. وبعيداً عن التقديرات المتداولة، ثمة من دون شك 3 نقاط متعلقة بالحريري شبه أكيدة:

أولاً، سعد الحريري كان ولا يزال يعتبر نفسه جزءاً من محور إقليمي ترأسه السعودية يشنّ حرباً تكفيرية شعواء على خصومه في المنطقة، وهو يقول للمقرّبين منه إن المملكة لم تتخلّ عنه وإنها لا تقاصصه مالياً، لكن ثمة أزمة مالية تعاني منها 11 شركة كبيرة تعمل في المملكة لا شركته فقط، علماً بأنهم يواصلون “أخذه وجيبه” بحثاً عن حل يبقي شركاته على قيد الحياة، ولم يوصدوا الأبواب في وجهه بعد، ولا شيء يدفعه بالتالي إلى الانخراط في حل بمعزل عن محوره. ولا بد هنا من حسم القارئ في ذهنه أن “سعودي أوجيه” أهم بالنسبة إلى الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية، وهو يرى أن أولويته إنقاذ شركته لا العودة إلى رئاسة الحكومة التي من شأنها شغله عن شركته ومضاعفة مشاكله لا حلحلتها. ويفيد التذكير بأن قوانين المملكة تجعل من هوية الحريري السعودية هوية أساسية له، وهويته اللبنانية الهوية الثانية، وقد غادر أبناؤه بيروت أول من أمس للالتحاق بمدارسهم في المملكة، وهناك خمس طائرات خاصة للحريري تقلّ على مدار الساعة الموظفين من المملكة وإليها لن يخاطر الحريري بخطوة من جانبه من شأنها إعلام هذه الطائرات بمنعها من الهبوط على مدارج جدة. والجدير ذكره هنا أن الحريري ينتظر لقاء عمل ثانياً قريباً مع المعنيين بحل أزمته، ويرجّح أحد المقربين منه تأجيله بحث أي شأن لبناني إلى حين تيقّنه من حلحلة شؤون “سعودي أوجيه”.

الديار:سقوط الهدنة في سوريا… ودمشق وموسكو منزعجتان روسيا لواشنطن : إما هدنة حقيقية أو حرب مفتوحة !

كتبت “الديار”: سقطت الهدنة في سوريا والذي أسقطها عملياً قيام طيران التحالف الدولي بقصف الجيش السوري النظامي واستشهاد 90 جندياً وضابطاً ورتيباً الى جانب إصرار واشنطن على فتح طريق الكاستيلو وقيام المعارضة بهجوم على ريف حلب الشرقي. اضف على ذلك، أن هجوم المعارضة على ريف حماه الذي يعطي مواقع تطل على الساحل وقرى علوية جعل الهدنة هشة وضعيفة في سوريا. وتعقيبا على ذلك، قال ضابط روسي كبير: “إذا كانت الهدنة في سوريا سقطت فيعني ذلك الذهاب إلى حرب مفتوحة” لكن واشنطن رفضت هذا الخيار وعليه جرت إتصالات بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لاعادة إحياء الهدنة بدلاً من الذهاب الى حرب مفتوحة.

في غضون ذلك، أعلنت بريطانيا أن مقاتلاتها إشتركت في ضرب القوات السورية في دير الزور وأصابت أهدافها مشيرة الى أنها كانت تعتقد أن هذه القوات تابعة لداعش. وهنا تجدر الاشارة الى ان التنظيم كان قد إنسحب قبل 8 ساعات من المنطقة بعد معركة ضارية مع الجيش العربي السوري. انما ورغم الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي ضد الجيش السوري تمكن الاخير من استرجاع المنطقة التي ضربها التحالف الدولي وهي قمة جبل فردة.من جهة أخرى، قال المركز المختص بالأسلحة في لندن أن الجيش السوري أعاد واسترجع قواه ووصل إلى 120 ألف جندي منظمين بينما المعارضة يصل عدد مقاتليها إلى 200 ألف لكنهم غير منظمين ومنتشرين في القرى والمناطق من درعا إلى جبل الزاوية على طول 600 كلم إلى حلب إلى حمص إلى مناطق أخرى. وتابع المركز أن الجيش السوري يستفيد من الهدنة لتعزيز قواته وإعادة تنظيمها ويتلقى في الوقت ذاته أسلحة روسية مضادة للمدرعات والآليات إضافة إلى مدفعية ودبابات.

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الهدنة في سوريا لا تزال مستمرة، مشيرا الى أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا يجتمعون في جنيف لتقييم الوضع في حين اعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر انعقاد اليوم الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك. وقال شيفر: “تنتهي فترة الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة حول الهدنة في سوريا. وذلك كان جيدا قيام موسكو وواشنطن بدعوة المشاركين بمجموعة دعم سوريا للتحدث”.

من جانبه، دعا ممثل الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت كل أطراف النزاع الى التمسك بالهدنة التي تم التوصل إليها.

اما روسيا، فقد اعتبرت انه لا جدوى من التزام دمشق وحدها بالهدنة، فيما يخرقها المسلحون كاشفة ان الجانبين السوري والروسي قد نفذا جميع التزاماتهما في إطار اتفاقات جنيف التي لم تفصح عنها موسكو حتى الآن تلبية لطلب من واشنطن.

النهار:”اعلاء الصوت” بخطة لإعادة اللاجئين سلام في نيويورك: ماذا فعل العالم للبنان؟

كتبت “النهار”: مع بداية الاسبوع الاممي في نيويورك الذي استبقت فيه قضايا اللاجئين افتتاح الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة، اتسمت المشاركة اللبنانية الرسمية في اليوم الأول من هذا الأسبوع الدولي بأهمية بارزة سواء لجهة اعلاء صوت لبنان في شأن أزمة اللاجئين السوريين الذي يعتبر من أكبر البلدان تأثراً بتداعياتها وضخامتها، أم لجهة الصورة الرسمية والحكومية التي تشكل اختباراً دقيقاً للبنان في كواليس المنظمة الدولية وسط احتدام ازمته الداخلية.

والواقع أن طرح مسألة اللاجئين السوريين في لبنان من الباب العريض رسم ملامح تأثيراتها العميقة على الواقع الحكومي والسياسي بدليل تزامن القاء كلمة رئيس الوزراء تمام سلام في الامم المتحدة عن هذه القضية مع مبادرة وزير العمل سجعان قزي الى طرح مشروع خطة تفصيلية لمعالجة الامر الذي رسم معالم رأى فيها البعض انعكاسا لتباينات داخل الحكومة فيما أدرجها البعض الآخر في تكامل الطرحين.

ومع ذلك تجاوزالحضور الرسمي اللبناني في نيويورك في الشكل على الأقل الأزمة الحكومية من خلال مشاركة “منسجمة” في الحدود الدنيا لوزير الخارجية جبران باسيل في الوفد الرسمي الى جانب الرئيس سلام ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام والفريق الاستشاري المرافق لرئيس الوزراء. أما مضمون الموقف اللبناني فأعلنه الرئيس سلام أمام مؤتمر الأمم المتحدة للاجئين والنازحين حيث فصل وقائع الاعباء التي يعانيها لبنان جراء أزمة اللاجئين، محذراً من أنه “ما لم تبذل الاسرة الدولية جهوداً كبيرة في هذا المجال فإن لبنان معرض لخطر الانهيار”. وطرح على الامم المتحدة تصوراً تفصيلياً لحل هذه الأزمة من أبرز خطواته “وضع خريطة طريق مفصّلة لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان الى بلدهم في غضون ثلاثة أشهر، وتحديد حصص دول المنطقة وغيرها لكي تشارك لبنان في الأعباء على أن تبدأ مفاوضات تفعيل جهود إعادة توزيع النازحين خارج لبنان قبل نهاية السنة الحالية”. وأعلن سلام أن “ما فعله اللبنانيون باستضافة مليون ونصف مليون نازح سوري هو عمل غير مسبوق وما فعله اللبنانيون بانفاق 15 مليار دولار لا يملكونها في غضون ثلاث سنوات هو أيضاً عمل غير مسبوق “ليخلص الى التساؤل: “متى سيفعل العالم شيئاً من أجل لبنان؟”.

وأفاد مندوب “النهار” الى نيويورك مع الوفد اللبناني أن اطلالة الرئيس سلام في اليوم الأول من أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت بحسب أوساط ديبلوماسية عالية النبرة في مقاربة لبنان لملف اللاجئين السوريين وذلك للمرة الأولى في مخاطبة المجتمع الدولي. وقد جاءت دعوة سلام الى تكثيف المساعدات الدولية وإعلان خطة لاعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم او توزيعهم بمثابة تطبيق لخطة “إعلاء الصوت” من الآن فصاعداً، لكن هذا التوجه اللبناني ينتظر تفاعل قضيته في المؤتمر الثاني للاجئين الذي دعا اليه الرئيس الأميركي باراك اوباما وعدد من الدول اليوم في نيويورك، علماً أن سلام بدا حذراً في إبداء التفاؤل بما يمكن أن يحصل عليه لبنان من دعم.

في غضون ذلك، لم تغب معالم التباينات الداخلية حول هذا الملف في ظل المأزق الحكومي الأخير من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في بيروت وزير العمل سجعان قزي مبادراً الى طرح مشروع تنفيذي لعودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، خصوصاً أن قزي انتقد بحدة ذهاب الوفد اللبناني الى نيويورك من دون موقف موحّد. وقد أطلق مشروعه على أساس “انتهاء زمن التكيّف مع مطالب المجتمع الدولي ومشاريعه وبداية زمن تكيّف المجتمع الدولي مع مطالب لبنان ومشاريعه”. واذ كشف أنه سيطرح مشروعه على اللجنة الوزارية المعنية بملف اللاجئين السوريين، اعتبر أن مشروعه “هو أول محاولة جدية لعرض خطة تنفيذية مع روزنامة لعودة النازحين السوريين الى سوريا”. وقال: “كل ما يتقرر في نيويورك خارج اطار مشروع اعادة النازحين الى سوريا لسنا معنيين به وأنا كوزير عمل غير معني به ولن يدخل عتبة هذه الوزارة”. ولفت الى أن الوفد اللبناني ذهب الى نيويورك “من دون أن تتم دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد ولو في جلسة تشاورية” ومع ذلك أكد أنه يؤيّد موقف الرئيس سلام هناك “لأنه تكملة للكلام الذي قاله في القمة العربية الاخيرة في موريتانيا”.

المستقبل: قمة الهجرة في الأمم المتحدة: وعود سخية بلا تعهدات مُلزمة سلام ينذر العالم: وطني ينهار

كتبت “المستقبل”: “متى سيفعل العالم شيئاً من أجل لبنان”؟ سؤال واضح وصريح طرحه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من على أعلى منبر أممي يحاكي فيه الضمير العالمي المتلكئ عن تحمل مسؤولياته المفترضة إزاء تداعيات أزمة النزوح السورية على دول الجوار وحلقتها اللبنانية الأضعف، سيما وأن اللبنانيين باتوا أمام “تحدٍ وجودي” من المستحيل التعامل معه وحدهم، ليخلص في الكلمة التي ألقاها خلال قمة الأمم المتحدة للاجئين والنازحين في نيويورك إلى توجيه تحذير محوري للعالم بأسره أنذره فيه بأنّ “لبنان معرض لخطر الانهيار” ما لم يُسارع المجتمع الدولي إلى وضع تصور جدي عملاني لإعادة “آمنة وكريمة” للنازحين ومشاركة الدولة اللبنانية الأعباء التي ترزح تحتها جراء هذه الأزمة. في حين كانت لسلام إطلالة أممية أخرى خلال ترؤسه مع وزير الخارجية التركية طاولة مستديرة حول الجهد والتعاون الدوليين حيال القضايا المتعلقة بالنزوح، جدد فيها الإعراب عن رفض لبنان الرسمي “المطلق للاندماج ومنح الجنسية أو أي شكل من أشكال التوطين الدائم”، مشدداً على وجوب أن “تذهب الأسرة الدولية هذه المرة إلى أبعد من إطلاق التعهدات وأن تبدأ تطبيق خطوات محددة لمواجهة تبعات التحولات الديموغرافية الهائلة التي حصلت في بعض بلداننا”.

اللواء: سلام يقترح خطّة خماسية للبدء بعودة النازحين خلال 3 أشهر “المستقبل” ينفي ترشيح عون والرابية إلى التصعيد.. وعين برّي على التشريع

كتبت “اللواء”: في قمّة اللاجئين والنازحين الدولية قال الرئيس تمام سلام كلاماً كبيراً في ما يتعلق بأزمة النازحين السوريين بإعلان “رفض لبنان المطلق للاندماج ومنح الجنسية أو أي شكل من اشكال التوطين الدائم”.

ولم يقف الأمر عند حدّ هذا الإعلان، بل تعداه إلى مطالبة الأمم المتحدة وعلى مسامع أمينها العام بان كي مون الذي دعا إلى القمة الدولية حول النازحين واللاجئين بأن تعلن “خطة مفصلة وواضحة لعودة السوريين إلى بلدهم”.

وتوقف الرئيس سلام عند الغموض المحيط بموعد عودة النازحين والخوف من بقائهم بشكل دائم، وما يسميه من تنامي مشاعر العداء للأجانب التي تتنامى بوجود البطالة والفقر والأوضاع الاقتصادية الصعبة.

الجمهورية: لا رئيس في 28 أيلول… الحريري “يعود… لا يعود”… والإقتصاد يتأزم

كتبت “الجمهورية”: بات محسوماً أنّ الفترة الفاصلة من الآن ولغاية موعد الجلسة الرئاسية في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، هي من ضمن فترة انتظار ظهور معجزات توقِف دوران البلد حول نفسه، وتُخرجه من متاهة التعقيدات التي تعصف بكل مفاصله.

اذا كانت القوى السياسية على اختلافها، تقارب جلسة انتخاب الرئيس بوصفها واحدة من الجلسات الضائعة كسابقاتها، وبالتالي لن تأتي بالمولود الرئاسي المنتظر، فإنّ الوقائع المحلية بكل تعقيداتها وتبايناتها المفتوحة على شتى الاحتمالات، وكذلك الوقائع الاقليمية والدولية وسياسة “النأي بالنفس” التي تعتمدها الدول الكبرى تجاه أزمة لبنان، واكتفائها بالعزف المتكرر في آذان المسؤولين اللبنانيين لأسطوانة الحرص على الاستقرار والحفاظ على المؤسسات، كلّ ذلك لا يؤشّر الى انفراج قريب، او حتى في المدى المنظور، بل الى انّ فترة الانتظار السلبي ستمتد الى مدى زمنيّ طويل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى