من الصحافة اللبنانية
السفير: خليّة كسارة العنقوديّة: استهداف مواكب أمنية وخرق الجيش
كتبت “السفير”: كشفت “خليّة كسارة ـ زحلة” الكثير من المستور. صحيح أنّ العبوة التي وضعت في زحلة لم تحقّق مبتغاها باستهداف المتوجهين من البقاع إلى صور للمشاركة في إحياء ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصّدر، إلّا أنّ التّحقيقات بشأنها استطاعت تفكيك خليّة عنقوديّة خطيرة، كشفت احترافيّة تنظيم “داعش” وخلاياه النائمة من جهة واستخدامها “البريد الميّت” على طريقة العدوّ الإسرائيليّ من جهة ثانية.
ومع ذلك، فعلتها المديريّة العامّة للأمن العام عندما أوقفت وبسرعة قياسيّة واضع العبوة (ع. م. غ.) لتتساقط الخليّة ويظهر أن سجلّها حافل وهي مسؤولة عن عدد من التفجيرات التي استهدفت مواكب أمنية وعسكرية لـ “حزب الله” على طريق شتورة ـ دمشق، وآخرها التفجير الذي حصل قبل سنة.
وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، تَعَمَّدَ الأمن العام، أمس، بعد ختم التحقيقات في “خلية كسارة” كشف أدوار بعض أفراد الخليّة، ببيان رسمي مفصل، بدا أنه شكل من أشكال الرد على الحملة السياسية التي تعرض ويتعرض لها الأمن العام منذ قراره القاضي بتوقيف الخلية وأحد المشتبه بهم من رجال الدين في منطقة راشيا، على أن يصدر اليوم بيانٌ ثانٍ عن الأمن العام يتعلق بالخلية نفسها.
ومع سلسلة التوقيفات التي شملت حوالي العشرة أشخاص، جنّب الأمن العام البلد انفجارات إرهابيّة، خصوصا أن الموقوفين كشفوا وجود مجموعة كانت تقوم باستطلاع مفصّل لمنطقة النبطيّة، من دون إغفال أدوار خلايا نائمة أخرى تتلقى أوامرها من “داعش” بواسطة شيفرات سرية موجودة ضمن تطبيق “إنستغرام”.
وبحسب معلومات “السّفير”، فإنّ البدء بمعرفة هويّات أفراد الخليّة جاء حينما سُئل (ع. م. غ.) عن مكان جهاز “الريموت كونترول” الذي استخدمه في تفجير العبوة في كسارة، باعتباره لا يعلم هويّة باقي أفراد المجموعة.
عندئذٍ أقرّ أنّه خبأه لدى (و. س.) الذي تَبَيَّنَ أنّه “لولب الخليّة” بعدما تمّ إلقاء القبض عليه، ليُقِرَّ أنّه ضالع، بعبوة المصنع التي تزن 12 كغ وتمّ ضبطها، واستهداف موكب لـ “حزب الله” قبل عام وقبلها عدد من العبوات التي صُنِعت داخل منزله، بالإضافة إلى انتمائه لـ “داعش” ومبايعته أميرها السوري (ع. ع.).
ارتبك المحقّقون أمام هذه الاعترافات، (المعروف أنَّ الأمير السوريّ هو من محلة بابا عمرو في حمص) التي تشير إلى أنّه معوق ووضعه الصحيّ حرج جداً. تمهّل هؤلاء قبل أن يتوسّعوا في التحريّات ويكتشفوا أنّ (ع. ع.) كان على علاقة وطيدة مع الموقوف حسام أبو حلق المتّهم بضلوعه بتفجير الرويس وتفجير عبوات على طريق المصنع.
صار لدى الأمن العام شكوكٌ أكبر ضد أمير المجموعة (ع. ع.)، ممّا ساهم بتوقيفه ليظهر أنّه دخل إلى لبنان بواسطة “الصليب الأحمر الدولي” وكان يقاتل إلى جانب “لواء الإسلام”، قبل أن يصبح أميراً شرعياً للخلية. اعترف الموقوف سريعاً بالعمليّات التي خطط لها كونه المسؤول التقنيّ عن تفجيرات طريق البقاع – سوريا.
كما تبيّن أنّ السوريّ (م. ب.) الذي كان خبيراً في المتفجّرات في الجيش السوري قبل انشقاقه، هو مصنّع عبوة كسارة ومعظم العبوات التي انفجرت على طريق البقاع بالتّعاون مع اللبنانيّين الموقوفين (ع. م. غ.) و(و. ع. س.)، الضالعين أيضاً بالعبوة التي وُضِعت في شهر أيّار الماضي في معرض عبد الله الكردي في سعدنايل – زحلة، أمّا الثانية (كسارة) فَوُضِعت بالتنسيق بين (ع. م. غ.) و(م. ش. ر.) في منطقة دوار زحلة ــ كسارة.
تابعت الصحيفة، وكان بيان الأمن العام قد أشار إلى أنّ “أفراد الخلية يتحرّكون في منطقة البقاع، ويتوزع نشاطهم على الشكل الآتي: “تجنيد أشخاص لمصلحة المنظمات الإرهابية وتنسيق عملية انتقالهم إلى الداخل السوري للالتحاق بهذه التنظيمات، تأمين المواد التي تستعمل في صناعة العبوات الناسفة، استطلاع المناطق اللبنانية لاستهدافها بعمليات تفجير إرهابية”.
ولفت الانتباه إلى أنّ “المديريّة وبتاريخ 14/9/2016 ختمت التحقيق في قضية عملية التفجير الإرهابية التي وقعت في منطقة كسارة – زحلة، وأحالت ملف التحقيق والموقوفين والمضبوطات إلى مديرية المخابرات في قيادة الجيش استنادا لإشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر”.
البناء:اقتراب الساعة الصفر: تماسك وتناغم روسي مقابل ارتباك بين واشنطن وحلفائها الحريري يجسّ النبض بالاستعداد لـ “التوافقي” بدل فرنجية قبيل التمديد لقهوجي
كتبت “البناء”: يبدو التفاهم الروسي الأميركي حول الحرب السورية في مفاعيل تطبيقه متفاوت الوقوع والإيقاع على الضفتين المحيطتين بكلّ من موسكو وواشنطن، فتظهر جبهة حلفاء موسكو، خصوصاً في دمشق، وكأنها جاهزة لكلّ الاحتمالات والفرضيات التي يمكن أن تطرحها سياقات تنفيذ التفاهم ومندرجاته، كما كشف التعامل السوري مع توصل وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري إلى التفاهم التطبيقي حول الانسحاب العسكري المتزامن للجيش السوري والجماعات المسلحة من معبر الكاستيلو، ما يضمن للجيش عدم تحكم وتدخل المسلحين في توزيع المعونات ويمنعهم من السطو عليها، كما تبدو دمشق جاهزة لروزنامة عمل تبدأ من اليوم الأول لتطبيق التفاهم، استهلّتها بتوجيه وحدات خاصة لتحرير القرى والبلدات المحيطة بالجولان المحتلّ من احتلال جبهة النصرة، مزوّدة بقرار التصدّي النوعي لأيّ تدخل “إسرائيلي”، عبّرت عنه الصواريخ السورية التي استهدفت الطائرات “الإسرائيلية” التي تدخلت لتوفير الحماية لجبهة النصرة، كما عبّر عن الجهوزية نفسها البيان الشديد اللهجة الصادر عن وزارة الخارجية السورية والموجّه بلغة إنذار للحكومة التركية للامتناع عن العبث بالتعامل مع معايير السيادة السورية، وإلا سيكون الردّ المناسب، خصوصاً إذا انتهكت الطائرات التركية الأجواء السورية. وفي المقابل بدا حلفاء واشنطن والداخل الأميركي في حال ارتباك وتشوش، وبدت جبهة الحلفاء ضائعة ومنقسمة، فلم يكن أحد في صورة المفاوضات وتقدّمها، ولا يزال التفاهم الذي كانت موسكو تضع دمشق بتفاصيل بنوده تباعاً لإيقاع التفاوض وتحصل على موافقتها بنداً بنداً، مجهولاً عند أقرب حلفاء واشنطن، فباريس أعلنت بلسان وزير خارجيتها غضبها من عدم وضعها بصورة التفاهم، ومسؤولو جماعة الرياض في المعارضة السورية قالوا إنهم لم يتسلّموا بعد أيّ شيء يتصل بالتفاهم، وما يعلمونه مصدره ما يُنشر ويُقال في الإعلام، والجانب العملياتي طلبته واشنطن مباشرة وبصورة تقنية وموجزة دون شروحات وتفاصيل سياسية، وتوجّهت به للجماعات المسلحة، وليس للمستوى السياسي في تركيبة جماعة الرياض، فيما كان مسؤولون أميركيون في وزارة الدفاع يتحدثون عن تحفظات على التفاهم، وكانت موسكو تتهم واشنطن بالتلكّؤ في تطبيق التزاماتها وتعود إلى التلويح بنشر التفاهم الذي لا تريد واشنطن أن يُنشر، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الروسي.
تابعت الصحيفة، في لبنان الذي يمضي من حالة فراغ إلى حالة فراغ أخرى، تنقل مصادر مقرّبة من الرئيس سعد الحريري عنه تأكيد المهمة التي كلف بها مستشاره الدكتور غطاس خوري لاستمزاج آراء كلّ من بكركي والسفارات الغربية، بمدى مساندتها سير الحريري باستبدال تبنّيه لترشيح النائب سليمان فرنجية بطرح مرشح توافقي، تحت شعار ما قاله خوري من أنّ ترشيحه لفرنجية كان لحلّ مشكل وليس ليضيف إلى المشكل مشكلاً، وأنه كما استبدل دعم ترشيح قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بفرنجية، فهو اليوم جاهز لاستبدال مماثل لفرنجية بمرشح جديد يجري التشاور حوله قبل طرحه في التداول منعاً لتحوّله مشكلاً مرة أخرى، وفقاً للمصادر نفسها، التي أضافت أنّ اسم المرشح التوافقي المنشود موجود في جيب الرئيس الحريري، ولن يتمسك به إذا بدا أنّ حظوظ سواه أفضل، لكنها أكدت أن لا تبديل في موقف الحريري من ترشيح العماد ميشال عون وليس هو المقصود في حال التخلي عن ترشيح فرنجية، واضعة تحرك خوري الاستطلاعي في خانة ملاقاة المناخات الدولية والإقليمية، إذا هبّت رياح الانفراج. وفيما كانت مصادر في تيار المستقبل تنفي إعادة النظر بترشيح فرنجية، رأت مصادر متابعة في تسريب هذا الاستعداد نوعاً من تلميح لمقايضة معروضة من الحريري، بتعيين قائد جيش يُرضي العونيين مقابل ترشيح العماد جان قهوجي للرئاسة كمرشح توافقي، أو الاستعداد للتفاوض على ترشيح العماد ميشال عون إذا أبدى التيار الوطني الحر مرونة في تمرير التمديد للعماد قهوجي في قيادة الجيش.
يؤكد الأفق الرئاسي المسدود أننا أمام حسابات متشابكة ومعقدة بدأت تُنذر بتدهور الأمور. وفيما الأنظار العونية تتجه إلى عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج الاسبوع المقبل، والبناء على ما سيحمله من السعودية، فإن أوساطه النيابية تؤكد لـ “البناء” أن لا استدارة حريرية وأن لا مبادرات جديدة لدى رئيس تيار المستقبل ليطلقها، وأن النائب سليمان فرنجية لا يزال مرشحنا. على عكس الأجواء التي نقلتها أوساط سياسية لـ “البناء” ومفادها أن الحريري سيدعو فور عودته الى التفاهم على شخص من خارج القطبين الجنرال ميشال عون والوزير سليمان فرنجية معتبرة أن طرحاً كهذا حتى لو تمّ تغليفه بسلة لن يقبل به حزب الله والتيار الوطني الحر.
وأشارت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ “البناء” “أن الأسبوعين المقبلين قد يحملان تطوراً قبل جلسة 28، وحزب الله سيحدد موقفه على ضوء التطورات، لكن الى ذلك الحين سيكثف من اتصالاته لفتح الأبواب المغلقة بين رئيس الحكومة والتيار الوطني الحر وسائر القوى السياسية للوصول الى تسوية سياسية، فحزب الله يدعو جميع القوى السياسية الى الإنصات لهواجس التيار الوطني الحر المحقة ومطالبه الميثاقية ومحاولة حل الازمة الراهنة، فالحوار مفيد للجميع”.
وإذ رأت المصادر أن اللقاءات بين مسؤولين من حزب الله والتيار الوطني الحر متواصلة ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في الرابية الثلاثاء، ثم عقد لقاء آخر بين صفا والوزير جبران باسيل. شددت على أن أي لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والعماد عون لم يحدّد بعد، فموضوع اللقاء نفسه لا يحكى عنه لاأباب متعلقة بمضمون اللقاء نفسه والظروف الامنية الا بعد حصوله.
ورأت أوساط سياسية لـ “البناء” أن التهديد العوني بمحطتي 28 ايلول و13 تشرين يهدف الى وضع الحريري أمام خيارين إما التصعيد وليتحمل الحريري التبعات، وإما قبول الأخير بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً، وهذا الخيار يعتبره الحريري بمثابة انتحار سياسي لن يقدم عليه.
الاخبار: خيار العونيين الوحيد: قانون الانتخاب أولاً
كتبت “الاخبار”: ما يتجنب العونيون قوله بصراحة هذه الأيام هو أنهم فشلوا: سقط رهانهم على تيار “المستقبل” وحلفائه بإمكان عقد تسوية محلية جديّة مقابل بضعة تنازلات عونية. لكن الفشل لا يعني اليأس، لان عنوان المعركة واضح: قانون الانتخاب أولاً
من يسمع نائبا عونيا أو وزيرا أو عضوا في المكتب السياسيّ يتحدث عما عاناه التيار ولا يزال مع شركائه المفترضين في الوطن يتعاطف بالكامل معهم.
فهم يريدون إحياء ترويكا يكون العماد ميشال عون فيها رئيساً للجمهورية، وسعد رفيق الحريري رئيساً للحكومة، ونبيه بري رئيساً لمجلس النواب، والنائب وليد جنبلاط حاكماً أول في وزاراتها، لكن المعنيين الآخرين بهذا كله لا يريدون. يريد العونيون تيار المستقبل بكل علّاته وهو لا يريدهم بكل تنازلاتهم. فعلوا كل شيء تقريباً ولم “يتلحلح” تيار المستقبل: أعدوا ملفات المحاسبة وصعّدوا ثم هادنوا وصالحوا وذهبوا إلى باريس، فبيت الوسط، وقدموا كل التطمينات اللازمة ولم يتحرك الحريري قيد أنملة. لماذا؟ لا يفهمون موقف شركائهم المفترضين. هم يرون أنهم هم الشريك المسيحي المنتظر، فيما هو يرى شركاءه في دفن “الشيخ زنكي” منذ خمسة وعشرين عاماً أحياء يرزقون.
في الأزمة الحالية ثلاثة لاعبين:
الأول هو تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري. استفاد هذا اللاعب من مقاطعة العونيين والقوات والكتائب والبطريركية المارونية لانتخابات عام 1992 ليضيف إلى ممثليه السنّة والدروز والشيعة في النظام الطائفي اللبناني وزراء ونواباً ومديرين عامّين وموظفين مسيحيين (وهو بالمناسبة كان أمراً طبيعياً قبل
الحرب في حالتي “أمل” والحزب التقدمي). وقد عقد هؤلاء الفرقاء الثلاثة تحالفات مع من يمكن وصفهم بأبناء البيوتات السياسية المسيحية التقليدية، وأمّنوا لهم كل ما يحتاجونه في سبيل ملء الفراغ السياسي المسيحيّ بحكم الحظر الرسمي وغير الرسمي للتيار والقوات. وللأمانة، لا يمكن القول أبداً إن أياً من هؤلاء الثلاثة كان كيدياً بحق المسيحيين، فمن كان معه في السياسة حصل على كل ما يريده وأكثر إن كان مسيحياً، أما من كان ضده فعانى الأمرّين سواء كان مسيحياً أو سنياً أو درزياً أو شيعياً. واليوم، لم يعد للرئيس بري عدد كبير من “الأتباع” المسيحيين فيما يستميت المستقبل (وجنبلاط) في حماية “حلفائهم” و”التابعين لهم” ودعمهم بكل الوسائل لأن خسارة النواب هادي حبيش ورياض رحال ونضال طعمة وفريد مكاري وبطرس حرب وميشال فرعون وسيرج طورسركيسيان لمقاعدهم النيابية تعني خسارة المستقبل نصف كتلته النيابية مع ما يستتبعه ذلك من تحجيم لنفوذه السياسي والإداري والخدماتي. وهذا اللاعب – الفريق إنما يقول إن الأكثرية المسيحية – كما تحددها المقاعد النيابية لا آراء البعض – هي معه وليست في أي مكان آخر.
اللاعب الثاني هو التيار الوطني الحر الذي فشل أولاً في كسر حرب وحبيش والمر وفرعون وغانم وغيرهم من نواب المستقبل المسيحيين في الانتخابات، وفشل ثانياً في إيجاد الأكثرية اللازمة لتغيير قانون الانتخابات، وفشل ثالثاً في إقناع تيار المستقبل بالتخلي عن أهل بيته من أجله مقابل التطمينات اللازمة. وبرغم التهديد العونيّ اليوم والوعيد فإن أحداً في التيار الوطني الحر لا يعرف ماهية الحل طالما يقول الفريق الأول إن ما أخذوه بالانتخابات لا يسترد منهم بغير الانتخابات. وهذا اللاعب، اليوم، في حالة اضطراب وقرف، لكنّ المعنيين الآخرين بالأزمة يعتقدون بأنها مجرد نوبة تنتابه كل عام وسيهدأ بعد قليل بمجرد وعده مجدداً بشيء ما.
اللاعب الثالث هو حزب الله الذي يفهم ويتفهم الشكوى العونية، وهو أقنع الرئيس بري بأن ما يأخذه حليفهما يعادل ما يأخذانه طالما تلتقي كتلهم النيابية والوزارية على العناوين السياسية نفسها، بموازاة متابعته المحاولات العونية العبثية لإقناع المستقبل باحترام مقتضيات الشراكة الطائفية، لكنّ الحزب الذي يدافع عن وجود سرايا المقاومة واستمراريتها في مناطق نفوذ المستقبل، لا يسعه ولا يمكنه بطبيعة الحال مطالبة المستقبل بالتخلي عن سرايا قريطم واستمراريتها في مناطق نفوذ العونيين. فضمن المؤسسات التي يملك حزب الله نفوذاً متواضعاً فيها الكلمة الفصل للأوزان النيابية، والواضح أن الحزب لا يفكر في القيام بانقلاب عسكري يلزم النواب بموجبه بتعديل الدستور أو إقرار قانون انتخابات نيابية جديد أو انتخاب العماد عون رئيساً. كل ما كان في وسع الحزب فعله هو التأكيد لتيار المستقبل التزامه الكامل بتطمينات العماد عون ووعوده سواء في ما يخص رئاسة الحكومة أو غيرها. علماً أن الحزب والعماد عون سبق وقدما للحريري تطمينات ووعوداً قبيل تأليف حكومة 2009 ولم يلتزما بها فأسقطا حكومته وهو في البيت الأبيض.
النهار: المجموعة الدولية تُجدّد مظلّة الدعم للحكومة تبريد هاجس التوطين عشيّة مؤتمري نيويورك
كتبت “النهار”: أشاح استنفار دولي شهدته بيروت على المستويين الديبلوماسي والاعلامي أمس الأنظار عن الاحتدام السياسي الآخذ في التصاعد، واكتسب هذا الاستنفار دلالات بارزة وخصوصاً لجهة تأكيد المجتمع الدولي دعمه للحكومة من جهة وحرصه على تبديد المخاوف اللبنانية من توطين اللاجئين السوريين في لبنان من جهة أخرى. واذ استرعى الانتباه توحيد الخطاب الدولي حيال الواقع اللبناني بما يعكس استمرار المظلة الدولية للاستقرار الداخلي ووضع ضوابط أمام احتمالات تفلت الاشتباك الداخلي بما يهدد هذا الاستقرار، بدا البيان الجماعي الذي صدر عن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ عقب زيارتهم لرئيس الوزراء تمّام سلام عشية توجهه الى نيويورك واضحاً من حيث اطلاق الرسائل المتصلة بموقف الاسرة الدولية من ابرز ملفات الازمة السياسية الداخلية. وقد تضمن البيان “تأكيداً للدعم القوي لاستمرار الاستقرار في لبنان” وأشاد بجهود رئيس الوزراء معربا عن “الدعم المتواصل لعمله” ودعا السفراء الخمسة وكاغ “جميع الاطراف اللبنانيين الى العمل بمسؤولية خدمة للمصلحة الوطنية لتمكين المؤسسات الحكومية من العمل بفاعلية”، كما عبروا عن “قلقهم العميق حول الشغور في رئاسة الجمهورية” ودعوا الى عقد جلسة لمجلس النواب “في شكل عاجل والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية”، متطلعين الى اجراء الانتخابات النيابية في السنة المقبلة “ضمن الجدول الزمني المحدد”.
وفي السياق نفسه علمت “النهار” ان المراجع الدولية شددت على أهمية إنخراط لبنان في القمة الدولية التي دعت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى الى عقدها في نيويورك في 20 أيلول الجاري والتي ستتناول موضوعي الهجرة وااللاجئين، وكذلك في مؤتمر قمة الامم المتحدة المعني باللاجئين والمهاجرين المقرر عقده في نيويورك في 19 منه. وقالت مصادر ديبلوماسية إن لبنان سينال في المؤتمريّن دعماً مادياً ومعنوياً مهماً. ودعت الى تصحيح الفهم الخاطئ لعبارة “إعادة توطين اللاجئين”، موضحة ان المجتمع الدولي يقصد من ورائها توطين اللاجئين في بلد ثالث. والامر في حالة لبنان وبما يتعلق باللاجئين السوريين سيكون إعادة توطين هؤلاء في بلد ثالث غير لبنان وغير سوريا اذا لم تنته الحرب في سوريا، مما يعني ان عدد اللاجئين سيكون الى تناقص في الدول المضيفة لهم.
وخففت المصادر وطأة التباين الظاهر على المستوى الحكومي اللبناني في مقاربة موضوع اللاجئين، فرأت أن التباين مرده الى الضغوط الناجمة عن إستضافة لبنان اكثر من مليون لاجئ سوري وهو بلد يبلغ تعداد سكانه خمسة ملايين نسمة. لكن هذا القلق الداخلي لم يغيّر طريقة تعامل لبنان الانسانية مع اللاجئين على رغم ان لبنان لم يوقّع إتفاق جنيف لعام 1951 الخاص باللاجئين.
وشدّدت مجدداً على إنخراط الوفد اللبناني في قمتيّ نيويورك حيث ينتظر لبنان مزيدا من الدعم إضافة الى عقد عدد من اللقاءات الجانبية المهمة وهي فرصة للبنان لتوجيه رسالته الى العالم لكي يتحمل مسؤولياته في مساعدته على تحمّل عبء ملف اللجوء.
الديار: خطوط حمراء في جنوب لبنان وجنوب سوريا الجنرال رئيساً او “الانفجار” في 13 تشرين
كتبت “الديار”: بالرغم من ان السفيرة الاميركية في بيروت اليزابت ريتشارد تتفادى مقاربة المسائل بصورة تفصيلية خلال زياراتها او خلال لقاءاتها، فهي تبدو قاطعة حين تسأل عن الاحتمالات اللبنانية ـ الاسرائيلية او عن الاحتمالات السورية ـ الاسرائيلية، واذ تتطرق الى بعض التفاصيل تجزم بأن الستاتيكو الذي ارساه قرار مجلس الأمن رقم 1701
على الخط الازرق لا يزال اياه و”سيبقى”.
كذلك الامر بالنسبة الى اتفاق فض الاشتباك عام 1974 بين سوريا واسرائيل، بصراحة تتحدث عن خطوط حمراء اميركية وروسية، ونقلت بالصيغة المناسبة، وباللهجة المناسبة، الى الأطراف المعنية.
ومثلما هناك مخاوف لبنانية، ومخاوف سورية، من بنيامين نتنياهو الذي يذهب بعيداً في جنوحه نحو اقصى اليمين، فان الاشارات الاميركية، وسواء كانت عبر موسكو او عبر اي عاصمة أخرى، تشدد على ان اي تفجير لهذه الجبهة او تلك ليس وارداً.
وتبعاً لما يستشف من المصادر الديبلوماسية، والاعلامية الاميركية والروسية على السواء، فان اتصالات رفيعة المستوى جرت من اجل عدم دفع الامور في الجنوب السوري نحو الانفجار، مع ادراك واشنطن وموسكو ان تل ابيب ترفض ان تكون بعيدة عن صياغة اي تسوية تتعلق بسوريا.
لا مفاجآت مجنونة عبر الخط الازرق، وقد كرّس توازن الرعب حالة الهدوء منذ عشر سنوات وحتى اليوم، ولا مفاجآت مجنونة باتجاه اقامة شريط حدودي (سبق لـ”الديار” واشارت اليه) على غرار الشريط التركي او على غرار الشريط الذي اقيم في جنوب لبنان، ومن أيام سعد حداد حتى أيام انطوان لحد.
ومثلما المسرح السوري تحت المظلة الاميركية ـ الروسية، كذلك المسرح اللبناني، حتى ان جهات سياسية على تواصل مع اوساط ديبلوماسية في بيروت لا تستبعد ان يعطي الوزيران جون كيري وسيرغي لافروف بعضاً من الوقت للأزمة اللبنانية.
بعضاً من الوقت؟ سياسي لبناني يروي انه تمنى على السفير الروسي الكسندر زاسبيكين اعطاء بضع ثوان للبنان خلال اللقاءات مع الاميركيين، فرد زاسبيكين ضاحكاً “هل تقصد بضع سنوات؟”
والذي يمكن تأكيده ان واشنطن وموسكو ابلغتا مراجع لبنانية بأن على اهل السياسة في لبنان ان يكونوا اكثر حذراً في الوقت الحاضر من اي وقت مضى اذ قد يوجد هناك من يحاول القفز فوق الهدنة الصعبة في الساحة السورية الى الخاصرة اللبنانية الرخوة او الشديدة الهشاشة.
من هنا كانت نظرة جهات أمنية وسياسية الى قنبلة كسارة التي شاءت الصدفة، او الخطأ في الضغط على زر التفجير، الا توقع قتلى وجرحى في موكب حركة “امل” من البقاع الى صور، وبعدما تأكد ان الخلية الامنية التي تم ضبطها تعمل لحساب تنظيم “داعش”.
الجهات اياها تعتبر ان ردة الفعل على توقيف الشيخ بسام الطراس بقدر ما كانت مذهلة بقدر ما كانت مريعة، ولا فارق بين الذين فجروا، أو بأدمغة، أو بأيدٍ، بربرية مسجدي السلام والتقوى في طرابلس من اجل اشعال الفتنة، والذين فجروا عبوة كسارة للغاية نفسها.
والمثير هنا ان تشير بعض المعلومات الى ان الذين خططوا كانوا يراهنون على “عصبية” عنـاصر الحـركة فـي مناطق الخندق الغميق والشياح بوجه خاص وقيـامهم بردة فعل عاصفة، ودون الاخذ بالاعتبار الية الضبط المركزي في “أمل” بالنسبة الى ظروف مماثلة وطارئة.
اللواء: دعم دولي لسلام عشيّة سفره إلى نيويورك.. يقابله تأزيم عوني الحريري يتّهم إيران بتأجيج الفتنة وينتقد الحملة على السعودية.. واحتياطات أمنية للوزراء
كتبت “اللواء”: طبع التيار العوني الوضع السياسي في البلاد “بالتأزم” أقله إلى ما بعد 13 ت1، وبذلك يكون مرّ الشهر الأوّل من الفترة الزمنية التي حدّدها الفريق العوني، على ان ينتهي الشهر الثاني قبل عيد الاستقلال، وسط مؤشرات من المتوقع ان تحدث ما من شأنه كسر حالة “الستاتيكو” القائمة منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيّار 2014.
ويأتي التأزيم العوني عشية سفر الرئيس تمام سلام إلى نيويورك، لتمثيل لبنان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ان حصل على دعم من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وبالتزامن، مع دفع إيران العلاقة مع المملكة العربية السعودية إلى مرحلة جديدة من التأزيم، على خلفية المقال الذي كتبه وزير الخارجية الإيرانية محمّد جواد ظريف في صحيفة “نيويورك تايمز” واستدعى ردود فعل رافضة للتحريض الإيراني على المملكة.
الجمهورية: بكركي تسعى لتوافق ماروني… ونصيحة دولـيّة بـ”لبننة الرئاسة”
كتبت “الجمهورية”: لا يبدو أنّ الساعة اللبنانية مضبوطة على حلّ رئاسيّ أو حكوميّ، أو على مستوى القانون الانتخابي، وبالتالي لا تبَدُّلَ في المشهد الداخلي المتدحرج نحو مزيدٍ من التصعيد، فيما تلقّى لبنان جرعة دعمٍ دولية لأمنِه واستقراره واستمرار حكومته، وتشجيعاً حثيثاً على استعجال انتخاب رئيس الجمهورية، معوّلةً على اتّفاق اللبنانيين لسلوك خريطة الطريق إلى الحلّ السياسي الذي يُفرج عن الرئاسة اللبنانية وسائر المؤسسات المعطلة أو المشلولة.
في هذا الوقت، يبقى الأمن في العناية المركّزة من قبَل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، مع استمرار الإجراءات الاحترازية، سواء على الحدود باستهداف المجموعات الإرهابية، أو في الداخل عبر الجهود المكثّفة التي تبذلها في ملاحقة الإرهابيين وتفكيك الخلايا النائمة.
وفيما تكشف “الجمهورية” اليوم أسرار عملية توقيف الإرهابي في “داعش” طارق الفليطي وقتل الإرهابي الآخر سامح البريدي في عرسال (التفاصيل ص 6)، علمت “الجمهورية” أنّ الأمن العام سيكشف عن “مفاجآت خطيرة” في الساعات المقبلة تظهِر علاقة شبكة تفجير كسارة بتفجيرات وأعمال إرهابية حصلت قبل أكثر من سنتين على طريق البقاع من سيارات مفخّخة سبقَ واكتشِفت قد تفجيرها، أو عبوات ناسفة استهدف بعضها سيارات تابعة لـ”حزب الله”.
سياسياً، الوضع الداخلي صار مشدوداً إلى موعدَي 28 أيلول و13 تشرين الأوّل رصداً للخطوات التي رَبطها التيار الوطني الحر بهذين الموعدين وصولاً إلى النزول الى الشارع، فيما يواصل البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة الراعي مشاوراته لإنهاء الحالة الشاذة المتمثّلة في الفراغ الرئاسي. ومن المقرر ان يلتقيَ رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بعدما كان قد التقى الرئيس أمين الجميّل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وقالت مصادر بكركي لـ”الجمهورية” إنّ الراعي يضع الأقطاب الموارنة أمام مسؤولياتهم التاريخيّة، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل المسيحيين في لبنان وسط ما تشهده المنطقة من تهجير للأقلّيات.
وأشارت المصادر إلى أنّ الراعي يشدّد على أنّه “لا يجوز أن يعتاد المسيحيون على فكرة غياب رئيس الجمهورية، وهذا الفراغ في سدّة الرئاسة خطير وبات سيفاً في قلب البطريرك الماروني”. من هنا يحاول البطريرك “إيجاد حلّ داخلي أساسُه اتّفاق ماروني شامل، وخلقُ مساحات حوار وتلاقٍ، لكنّه لن يدخل في لعبة الأسماء. مع تأكيده على المرشّحين بأن يساعدوا أنفسهم بالنزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس.
إلى ذلك، كانت لافتةً للانتباه الزيارة التي قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى الديمان، حيث التقى البطريرك الراعي، وذلك تحضيراً لزيارة يقوم بها ابراهيم الى روما غداً السبت للقاء البابا فرنسيس الأول. كما وضَع ابراهيم البطريرك في أجواء الملفّات الامنية في البلد، ولا سيّما منها التي يعمل عليها الامن العام، وتطرَّقا إلى الوضع السياسي.