مقالات مختارة

الصواريخ السورية قريباً الى ما بعد بعد حيفا: رضوان الذيب

بعد ساعات على اعلان الهدنة الاميركية ـ الروسية في سوريا، والترحيب السوري الايراني ـ التركي، حتى تلاقت المصالح الاسرائيلية ـ السعودية ـ الاردنية حسب مصادر سياسية متابعة على رفضها، وتوجيه رسالة امنية للروس والاميركيين باننا هنا ، ولا يستطيع احد القفز فوق مصالحنا وهواجسنا، وقادرون على الخربطة وخصوصاً المملكة العربية السعودية، وانه لا يمكن الحل والربط في سوريا دون السعودية والاردن واسرائىل، خصوصا انه لكل دولة مصلحة معينة في خربطة الهدنة.

وما كاد ينتهي خبر اعلان الهدنة حتى فتح المسلحون جبهة القنيطرة تحت عنوان «قادسية الفتح» لاحداث تغيير جذري في المعادلة من بوابة القنيطرة، كون سقوط حضر وعرنة الدرزيتين يؤمن طريقاً للمسلحين الى شبعا اللبنانية، كما يضيّق الحصار من جهة مدينة البعث على دمشق وريفها.

وتضيف المصادر المتابعة، لقد نفذ المسلحون من «النصرة» احرار الشام سيف الاسلام، لواء المنز، القرفان، لواء السبطين وفصائل الحر الجبهة الجنوبية» اعنف هجوم من 4 اتجاهات، الاتجاه الاول «مثلث الموت ـ كفرناسح» الاتجاه الثاني «جباتا الخشب باتجاه حضر» الاتجاه الثالث نحو مدينة البعث، الاتجاه الرابع نحو السرايا القنيطرة، وتم حشد اكثرمن 2000 مقاتل مدعومين بقادة ميدانيين مجربين واكثر من 40 دبابة و80 مدفع وراجمة صواريخ، بالاضافة الى قيام الطائرات الاسرائيلية بقصف مرابض الجيش السوري منذ مساء الاحد والتشويش على الاتصالات، وجرت اعنف المعارك ونجحت معادلة الجيش السوري والمقاومة، والشعب ممثلة بأهالي القنيطرة من صد الهجوم بعد ملاحم بطولية خاضها اهالي حضر وعرنة الدرزيتين، الى جانب الجيش العربي السوري ومجاهدي المقاومة، وسقط من بلدة حضر 8 شهداء و40 جريحاً بالاضافة الى دمار كبير وتمكن المسلحون في بداية المعركة من السيطرة على 3 حواجز للاهالي الذين قاموا بهجوم مضاد واستعادوا الحواجز الثلاثة ووصلوا الى مشارف «التل الاحمر» الموازي لفلسطين المحتلة وتدخلت المدفعية الاسرائيلية بكثافة ومنعتهم من تثبيت مواقعهم الجديدة وعادوا الى مواقعهم السابقة على مشارف البلدة. وكرر المسلحون هجومهم لليوم الثالث وفشلت كل المحاولات.

وحسب المصادر السياسية فان اسرائىل ارادت اولا ومن خلال هجومها المباشر تغيير قواعد اللعبة في المنطقة والتأكيد بان ريف القنيطرة لا يخضع للهدنة الروسية الاميركية بل لاتفاق وقف اطلاق النار عام 1973، وهذا الاتفاق يحظر على الطيران السوري التحليق فوق المنطقة، مع تأكيد الجانب الاسرائيلي بأن قصف الطيران الاسرائيلي يتم من داخل اراضي فلسطين المحتلة.

وتتابع المصادر «الرد الاول على الطرح الاسرائيلي جاء من روسيا عبر التأكيد بأن منطقة ريف القنيطرة تشملها الهدنة الاميركية – الروسية، وبأن الطيران الروسي سيقصف مواقع «داعش» «النصرة» في هذه المنطقة ومواقع الارهابيين. كما انه يحق للطيران السوري التدخل وبأي وقت لافشال هجمات «داعش» و«النصرة» والارهابيين، ووصلت الرسالة الواضحة الى الاسرائيليين. اما الرسالة الاكبر فجاءت من القيادة السورية وقيادة المقاومة عبر الكمين الصاروخي الذي نصب للطائرات الاسرائيلية وأدى الى تغيير قواعد اللعبة منذ العام 1973، حيث تصدت الصواريخ السورية اس – 200 من منطقة معينة في حمص للطائرات المعادية، واعلنت القيادة السورية سقوط طائرتين، ونفت اسرائيل ذلك، وفوجئت اسرائيل بهذه الصواريخ المتطورة التي تصل الى حدود 200 كلم وتستطيع ضرب اي منطقة في فلسطين المحتلة، علماً ان اسرائيل تدرك ان سوريا تملك صواريخ اكثر تطوراً وباستطاعة هذه الصواريخ «ساند» التي يتم تحريكها عبر عربات تتحرك الكترونيا، وقادرة على الاختفاء، وهذه من المفاجآت التي يحتفظ بها الجيش السوري في حال تطورت المواجهة مع العدو في القنطرة، خصوصاً وحسب المصادر فان قيادة الجيش السوري وقيادة المقاومة وضعا في حساباتهما امكانية الرد الاسرائيلي وتدحرج الامور الى مواجهة كبرى بعد اسقاط الطائرة الاسرائيلية، لكن اسرائيل انكفأت وتعاملت بعد الحادث بأنها ملتزمة قواعد اللعبة في المنطقة، وان القصف الاخير لموقع الجيش السوري تم من داخل فلسطين المحتلة.

هذا التطور الميداني قلب كل المعادلات ونقل معادلة الصواريخ التي حررت جنوب لبنان الى الجولان وباستطاعة صواريخ المقاومة من القلمون اصابة اي موقع في فلسطين المحتلة وكذلك صواريخ الجيش السوري وبالتالي انتقل «توازن الرعب» ومعادلته الى الجولان وهذا هو هدف رسالة التصدي للطيران الاسرائيلي وبالتالي فان هذه الصواريخ ستطال قريباً «ما بعد – بعد حيفا» والذين يقولون ان هذا الكلام «طوباوياً» عليهم ان يستعيدوا تجربة الجنوب وتحريره حيث كان مجاهدو المقاومة في بداية العمليات يوصفون «بالمغامرين».

اما السعودية والاردن فقد تلقيا الرسائل الواضحة، وحسب المصادر جرت اتصالات روسية – اردنية مباشرة لاقامة منطقة عسكرية روسية – اردنية على الحدود لمعالجة اي خرق، فيما صمود الجيش السوري والمقاومة والاهالي شكل اكبر رد على الرسالة السعودية الهادفة الى تغيير موازين القوى، وعنصر المفاجأة للجيش السوري والمقاومة في هذه المنطقة عبر كثافة النيران التي استخدموها والصواريخ الموجهة اربكت اسرائيل والمسلحين.

«معادلة الصواريخ» باتت في الجولان، وهذه المعادلة بدأها الرئيس الراحل حافظ الاسد في لبنان عام 1982 واستكملها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وادت لتحرير الجنوب ويتابعها اليوم الرئيس بشار الاسد بدعم من السيد نصرالله وستؤدي حتما الى تحرير الجولان، فالحرب في سوريا طويلة وهي «فيتنام ثانية» وحرب شعبية طويلة الامد، ستسقط كل المحور المعادي حسب هذه المصادر، والباقي تفاصيل.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى