مقالات مختارة

بري يرسم مجدداً طريق الحل محمد بلوط

 

قبل سنة اطلق الرئيس نبيه بري في مهرجان الامام الصدر من النبطية خارطة طريق الحل من خلال الحوار الذي بادر الى رعايته في حضور رئىس الحكومة وقادة ورؤساء الكتل النيابية. وكان يأمل في الاتفاق على هذه الخارطة بدءا بانتخاب رئىس للجمهورية وتفـعيل الحـكومة والمجلس النيابي مرورا بقانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية واللامركزية الادارية وانتهاء بدعم الجيش اللبناني.

يومها وصف بري دعوته بنداء اغاثة للوطن آملا من جميع الاطراف السياسية تجاوز المصالح الضيّقة للوصول الى الحلول الناجزة على طاولة الحوار.

وحاول من خلال قدرته المعهودة على تدوير الزوايا دفع المتحاورين في الجلسات الاولى للحوار للاتفاق على مواصفات رئيس الجمهورية سعيا الى التفاهم على اسم الرئىس والذهاب الى مجلس النواب لانتخابه.

ورغم كل ما قدمه من افكار لتحقيق خرق جدي بهذا الاتجاه فإن النقاش بقي يدور في حلقة مغلقة، فاستمرت ازمة الشغور الرئاسي تراوح مكانها.

وحاول على محور اخر اطلاق نقاش معمق ومفصل حول قانون الانتخابات باعتباره يشكل العمود الفقري للحل، منطلقا من عناصر اساسية لا لبس فيها ابرزها الاجماع العلني على رفض الاستمرار في قانون الستين الحالي، والتفتيش عن صيغة جديدة تضمن العدالة المساواة والتمثيل الصحيح.

وفي جولات النقاش شدد الرئيس بري على اعتماد النسبية كمرتكز وقاعدة اساسية للقانون الجديد، مذكرا الحاضرين بالموقف الاساسي لحركة «امل» الداعي الى اعتماد النسبية مع لبنان دائرة واحدة او الدوائر الكبرى انسجاما مع نصوص ومضمون دستور الطائف.

ورغم كل ما قدمه من افكار ومقاربات ايجابية لم ينتزع الرئىس بري من الاطراف تفاهما على الملف الرئاسي او قانون الانتخاب، رغم استعانته باللجان النيابية.

وهذا ما جعله يفتش عن استنباط المزيد من الافكار والمبادرات انطلاقا من جدول اعمال الحوار، فكانت الصيغة الاخيرة التي طرحها، وهي صيغة سلة الحل التي تساعد على انتخاب الرئىس وتشكل عناصر الخروج من الازمة والانطلاقة الناجحة للعهد الجديد.

واليوم يجدد الرئيس بري من ساحة القسم في صور العهد للاستمرار في مسيرة ونهج الامام الصدر مركزاً اولا وثانيا وعاشراً على المضي في الحوار الوطني الذي ثبت ان لا بديل عنه باجماع الاطراف كما عبروا في الجلسة الاخيرة.

وعشية مهرجان الامام المغيب حرص الرئيس بري على القول غير مرة انه «ليس ولاّدة للمبادرات»، مستبعداً اطلاق مبادرة جديدة للحل، لكن ذلك لا يعني انه كا لعادة سيطلق مواقف جديدة في سياق حيث الاطراف السياسية على تحمل مسؤولياتهم والتغلب على عامل الوقت سعياً الى انجاز الحلول قبل نهاية العام.

ومما لا شك فيه ان الانظار ستكون متطلعة اليوم الى صور حث الحدث والموقف، خصوصا ان الرئيس بري كان وجه اكثر من تحذير اكان على طاولة الحوار او بعد من تضييع الفرصة والوقت قبل فوات الاوان.

والسؤال المطروح هو هل سيشكل خطاب الرئيس بري اليوم محطة محفزة لنجاح حوار 5 ايلول في احداث خرق جدي باتجاه الحلول، ام ان صرخته لن تلقي الصدى المطلوب؟

من الصعب حسم الاجابة عن هذا السؤال، لكن المعلومات المتوافرة تشير الى ان ما سيـطلقه رئيس المجلس من مواقف اليوم مقرونة باتصالات ولقاءات اجراها ويجريها تشكل كلها عاملاً محفزاً لنجاح جلسة الحوار المقبلة.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى