تقارير ووثائق

التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 26/8/2016

 

نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية

26آب – اغسطس/‏ 2016  

المقدمة    

   المشهد السياسي والانتخابي الاميركي لا يزال يعاني من الانقسامات داخل الصف الواحد، ومن ثم في المستوى العام نتيجة الاصطفافات المسبقة والازمات الاخلاقية المتلاحقة.

     شارفت المرشحة هيلاري كلينتون على تخطي عقبة رسائلها الالكترونية، ورمت سهامها باتجاه آخرين، منهم وزير الخارجية الاسبق كولن باول، بتحميله جزء من مسؤولية المخاطبة خارج قيود مؤسسة الخارجية الرسمية؛ مما استدعى ردودا قاسية عليها. باول ليس بالحمل الوديع ايضا، فهو المسؤول عن اختطاف ونفي الرئيس الهايتي المنتخب، جان بيرتراند ارستيد، فضلا عن دوره المركزي في حصار العراق وغزوه والتبشير باستهداف سوريا لاحقا.

     فجأة اثمرت جهود مؤسسة يمينية متطرفة، جوديشال ووتش، باستصدار قرار قضائي لاجبار السيدة كلينتون على الرضوخ وتقديم اجابات على استفسارات المنظمة، مما اعاد مسألة الافراج عن مزيد من رسائلها الالكترونية الى الواجهة مرة اخرى، بل اشد وتيرة من السابق، بعد بروز خيوط متشابكة متعددة بين تلقي مؤسسة “صندوق كلينتون” تبرعات مالية كبيرة لقاء فوز اصحابها باجتماع مباشر مع وزيرة الخارجية كلينتون، وما يتركه من انطباعات لتفاعل المال بالقرار السياسي. تقدر ثروة “الصندوق” نحو 120 مليون دولار.

     في سياق استعراض المركز للكتل والتجمعات الانتخابية المتعددة في المجتمع الاميركي، يسلط قسم التحليل الاضواء على قطاع السود من الاميركيين، الذين عادة يصوتون باغلبية كبيرة لصالح مرشحي الحزب اليموقراطي، وارتباط بعض قادته بعلاقات وثيقة مع الزوجين كلينتون. بيد ان موجة الحماس الساحقة التي اجتاحت اوساط السود ابان ترشيح الرئيس اوباما فقدت زخمها مع المرشحة كلينتون، ليس بفعل سجلها الملتبس فحسب، بل للاخفاقات والطعنات المتعددة التي تلقاها السود من المؤسسة الحاكمة بادارة رئيس “اسود.” السؤال المركزي يبقى مسلطا على توقعات الحملة الانتخابية لناحية مشاركة كبيرة من السود ام تقاعسها والاحجام عن المشاركة.

ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث

الحزب الجمهوري وسياسته الخارجية

     الانقسام الحاد في صفوف الحزب الجمهوري واولى ضحاياه توجهات السياسة الخارجية اسهم في تدخل معهد كاتو باشارته الى “تحول تدريجي في توجهات شريحة مؤيدي التدخلات الخارجية الى تبني مواقف اكثر تشددا .. فذاكرة جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية تشكلت في حرب فييتنام، اما جيل الألفية فلديه حرب العراق.” واعرب عن اعتقاده ان تداعيات الحروب اسهمت في تكوين وعي جماهيري مغاير للمسلمات السابقة الذي يميل نحو “الابتعاد عن التدين، وتمييع العنصر الابيض (وعليه سيكون اقل قابلية لاطروحات ترامب)؛” موضحا ان تلك التحولات “تبدو وكأنها تهيء فرصة تبني توجه ثالث في مجال السياسة الخارجية.”

http://www.cato.org/publications/commentary/battle-gops-foreign-policy-soul

سوريا

     رحب معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى بالتحولات الميدانية في شمال سوريا بشكل خاص، لا سيما في منطقة الادارة الكردية هناك (روج آفا – بؤرة الكيان الكردي قيد الانشاء)، البيشمرغة السورية، التي تدين بالولاء للحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني. واوضح ان قوات البيشمرغة “وضعت نصب اعينها السيطرة على المناطق السكانية المختطلة بين العرب والكرد، وحتى بعض المساحات الخالية من التواجد الكردي.” واردف ان العمليات العسكرية السابقة لقضم مزيد من الاراضي السورية، لا سيما منطقة الشدادي جنوبي محافظة الحسكة السورية، الخالية من اي توجد كردي، جاءت ضمن سياسة شاملة “ترمي للسيطرة على آبار النفط وقطع الطريق الواصلة بين الموصل والرقة ..”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/rojavas-sustainability-and-the-pkks-regional-strategy

     حث معهد كارنيغي دول الاتحاد الاوروبي على حث خطاها للانخراط الفاعل في المشهد السوري وحجز موقع “بين لاعبين كبار آخرين،” لا سيما وان الولايات المتحدة اضحت في وضع “متردد لضمانها أمن المنطقة واستقرارها عبر السنوات السبع الماضية.” واوضح ان روسيا عززت موقعها في غفلة اميركية وانشأت “بنية تحتية عسكرية دائمة في الشرق الاوسط واستعادت دورا ديبلوماسيا اشد أهمية على المسرح العالمي.” ومضى بالقول ان تراجع التدخل الاميركي في سوريا “سيؤدي على الارجح الى تقارب اوثق بين روسيا والولايات المتحدة وسعيهما للتوصل الى حل سياسي.” وعزز اطروحته بالاشارة الى “اضطرار تركيا تعديل سياستها الخارجية؛ مما قد يستدعي الاتحاد الاوروبي الى ضبط ايقاعات سياساته بخطوات مماثلة .. واستغلال نفوذه لتحديد وجهة قضايا الأمن الاقليمية.” وناشد المعهد الاتحاد الاوروبي الاسهام في مجالي “القيام بعمليات عسكرية منفردة من قبل بعض دوله الاعضاء وكذلك الدفع باتجاه دور ديبلوماسي اكبر عبر الممثلية الاعلى للاتحاد.”

http://carnegieeurope.eu/2016/08/18/in-search-of-eu-role-in-syrian-war/j3q3

ليبيا

     سلط معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى الاضواء على الانخراط العسكري الاميركي المتزايد في ليبيا، في ظل الانقسام الحاد والتناحر عالي الوتيرة بين قطبي “حكومة الوفاق الوطني،” التي تدعمها واشنطن “ومجلس النواب” لا سيما وان العملية المسماة “برق اوديسي،” اللاحقة لعملية شن حلف الاطلسي عدوانه على ليبيا في آذار 2011 “اسفرت عن شن 74 غارة جوية ضد مواقع ومنشآت متعددة ..” نفذت بعد “فشل ميليشيات مصراتة الاستمرار في تقدمها، وبدأت تعاني من خسائر كبيرة في صفوفها من قبل قناصة” الدولة الاسلامية. واضاف ان البنتاغون اصدر نفيا لمشاركة قوات برية اميركية “الا ان المرجح انها تتولى تنسيق الاهداف من احد مراكز عمل الميليشيا .. وتقدم “القوات الخاصة البريطانية” دعما فعليا في المهام القتالية والاستشارية الى الميليشيات.” واضاف ان جهود الولايات المتحدة الرامية “لمساعدة حكومة الوفاق الوطني تلقت ضربة قوية في 22 آب الجاري بعد عقد مجلس النواب الليبي، بصورة مفاجئة، جلسة مكتملة النصاب القانوني للمرة الاولى، وصوَّت ضد تشكيل مجلس وزراء حكومة الوفاق الوطني.” واستطرد بالقول انه “من السابق لاوانه التنبؤ بالتأثير الكامل الذي سيخلفه التصويت” المذكور، بيد ان “المؤكد الاسهام في مفاقمة الخلافات” بين القطبين في طرابلس ومجلس النواب في شرق البلاد. امام هذه اللوحة شديدة القتامة في ليبيا، رجح المعهد “استمرار الجمود في السياسة الاميركية الحالية القائمة على: دعم السراج وحكومة الوفاق الوطني، والبحث في الوقت نفسه عن صيغة لاشراك مجلس النواب (وخليفة) حتر في العملية السياسية.”

http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-twin-battle-in-libya-against-the-islamic-state-and-for-unity

الصومال

     تناولت مؤسسة هاريتاج مسألة “الانتخابات المقبلة” في الصومال، موضحة انها ليست عملية انتخابية بحد ذاتها، بل “مسار انتخابي .. نظرا لأن اختيار الرئيس هو بيد البرلمان الصومالي.” واوضح الازمة البنيوية في المجلس القائمة على اساس المحاصصة القبلية لتمثيل متساوي لاربعة من كبريات القبائل، وما يتبقى من قبائل تحظى مجتمعة على نسبة نصف ممثلي احدى كبريات القبائل، وهي الصيغة المعروفة بـ “4.5” في مجلس العموم؛ اي بلغة الارقام ستحظى كل من القبائل الكبرى الاربع على 61 ممثلا لكل منها، بينما تتقاسم ما تبقى من القبائل 31 مقعدا فيما بينها. اما الصيغة التمثيلية في مجلس الشيوخ فتتوزع وفق معادلة “النظام الفيدرالي،” المستندة الى توزيع متساوٍ للمقاعد ال 54 في الولايات الاربعة التي لم تتوصل لصيغة تمثيلية نهائية بعد. وعليه، فان عملية “اختيار” الرئيس المقبل مرهونة بالتوصل لاتفاق نهائي حول توزيع المقاعد التمثيلية في كلا المجلسين.

http://www.heritage.org/research/reports/2016/08/somalias-milestone-electoral-process-requires-us-scrutiny

ايران

     تراجعت الادارة الاميركية عن سرديتها الرسمية فيما يتعلق بتسليم ايران مبلغا ماليا نقديا وصلت قيمته 400 مليون دولار، من رفض ترابط عملية التسليم بافراج طهران عن اربعة اميركيين في سجونها. وادى تراجعها الى حملة دعائية شرسة ضدها. في هذا السياق، اوضحت مؤسسة هاريتاج ان هاجس الادارة الاميركية كان “التوصل لاتفاق مع ايران بأي ثمن – وتسويقه بأبهى صورة ممكنة.” واضافت ان الاتفاق النووي “لا يلبي مصالح الولايات المتحدة الحيوية او الاسهام في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.” واتهمت المؤسسة طواقم البيت الابيض بأنها “قادت حملة دعائية هي انسب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والكرملين، للتكتم على الحقيقة ومن ثم التعتيم على كل ما يتبعها.”

http://www.heritage.org/research/reports/2016/08/cash-payment-to-iran

     نشاط الديبلوماسية الايرانية في اميركية اللاتينية اقلق الدوائر الاميركية المتنفذة. واوضح معهد المشروع الاميركي ان الانفتاح الايراني الاخير يأتي في اعقاب الزخم الديبلوماسي الناجم عن توقيع الاتفاق النووي وخروج ايران من عزلتها الاقتصادية، كما انه يشكل جملة تحديات على مساعي طهران لا سيما في بلدان “شهدت تحولات سياسية في الارجنتين والبرازيل والبيرو، فضلا عن حالة عدم الاستقرار في فنزويلا.” واضاف ان ايران ما بعد الاتفاق النووي وتحررها من القيود السابقة دفعها “للتفاخر بعلاقاتها التي نسجتها في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة.”

http://www.aei.org/publication/iranian-envoy-shoring-up-ties-on-us-doorstep/

تركيا

     اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى تركيا بأنها تأتي في سياق “ترطيب الاجواء” المتشنجة بين واشنطن وانقرة، وبقاء “الملف الكردي” حاضرا على جدول الاعمال، لا سيما وان “تركيا تنظر بقلق متزايد للعلاقة المتبلورة بين الولايات المتحدة ووحدات الحماية الشعبية الكردية في سوريا في صراعها ضد تنظيم الدولة الاسلامية على الرغم من التحذيرات التركية المتكررة لحملها على عدم الانجرار وراء دعم الوحدات، التي تعتبرها على علاقة مع حزب العمال الكردستاني ..” واضاف ان الرئيس التركي اردوغان صعد من لهجة خطابه السياسي بالتحدث مباشرة الى واشنطن، في 18 آب الجاري، قائلا ان “نشاطات وحدات الحماية الشعبية في شمالي سوريا يشكل تهديدا لنا .. ونراقب ان كان سيتم ترجمة الالتزامات المقطوعة في منطقة الشمال السوري.” ولم يشأ المركز الجزم مسبقا بنجاح بايدن في مهمته في ظل “تمترس انقرة وراء خطابها التصاعدي ورغبة ادارة الرئيس اوباما المضي في المراهنة على كرد سوريا طمعا في تحرير مدينة الرقة، عاصمة الخلافة الاسلامية، كجزء في سياق اهدافها الشاملة لتدمير تنظيم الدولة الاسلامية.”

https://www.csis.org/analysis/biden-back-turkey-personal-diplomacy-after-coup-attempt?block2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى