مقالات مختارة

قاعدة همدان: وصلت الرسالة حميدي العبدالله

 

صدرت عن روسيا الاتحادية وعن إيران تصريحات تؤكد على أمرين أساسيين، الأمر الأول، أنّ الطائرات الروسية التي شاركت في توجيه ضربات للإرهابيين في مواقع مختلفة من سورية عادت إلى قواعدها في روسيا بعد أن أنجزت المهام الموكلة إليها، وأنها يمكن أن تعود في أيّ لحظة أخرى لاستخدام هذه القاعدة لشنّ المزيد من الهجمات. وجاء حرفياً في بيان وزارة الدفاع الروسية «طائراتنا التي ضربت الإرهابيين في سورية انطلاقاً من قاعدة همدان في إيران أنجزت عملياتها وعادت إلى روسيا»، وأضاف البيان: «سنواصل استخدام قاعدة همدان الإيرانية في المستقبل إذا تطلب الوضع الميداني لسورية».

الأمر الثاني، أنّ خطوة عودة الطائرات الروسية لا تعكس أيّ توجه لتغيير مستويات التعاون العسكري الاستراتيجي بين إيران وروسيا في مكافحة الإرهاب، وهذا ما حرصت على توضيحه بدقة تصريحات المسؤولين في طهران وموسكو، دفعاً لأيّ تأويلات خاطئة للخطوة الروسية، لا سيما أنّ تعاوناً عسكرياً بمستوى ما جرى وفي السياق الذي جاء فيه لا يمكن أن يستنتج منه وجود أيّ مراجعة لهذه السياسة لا من قبل موسكو ولا من قبل طهران، بعد 24 ساعة على تصريحات وزير الدفاع الإيراني الذي قال إنّ قواعد عسكرية إيرانية أخرى قد تفتح أمام روسيا.

منذ البداية كان واضحاً أنّ استخدام قاعدة همدان، وقد تمّ استخدام القاعدة من قبل الطيران الروسي قبل الإعلان عن ذلك رسمياً، على الرغم من الحسابات ذات الطابع العسكري والتقني، إلا أنه كان يحمل بالأساس رسالة سياسية أكثر منها رسالة عسكرية، لا سيما أنّ روسيا قادرة على تنفيذ المهام الموكلة لطائراتها التي استخدمت قاعدة همدان من داخل الأراضي الروسية، وهي فعلت ذلك أكثر من مرة، إضافة إلى أنها تستطيع توسيع مدارج قاعدة حميميم لاستقبال مثل هذه القاذفات العملاقة، أو استحداث قاعدة أخرى داخل الأراضي السورية.

لكن منذ البداية كان واضحاً أنّ استخدام قاعدة همدان، والإعلان عن ذلك من قبل موسكو وطهران، وفي التوقيت الذي كشف عنه، وتحديداً في ذروة معركة حلب، كان يهدف إلى بعث رسالة سياسية أكثر منها رسالة عسكرية، وقد وصلت هذه الرسالة إلى من يهمّه الأمر، لا سيما أنّ طهران وموسكو تتمسكان بتعاونهما الاستراتيجي في مكافحة الإرهاب، وأكدا أنّ قاعدة همدان سوف تستخدم مرات أخرى إذا تطلب الوضع الميداني في سورية ذلك.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى