الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

“السفير”: سلام متمسك بالجلسة الحكومية و«حزب الله» يحضر… مقاطعة عون: طلقة تحذيرية..

كتبت “السفير”: برغم كل محاولات «ترقيع» رداء الحكومة المليء بالثقوب، إلا أن التناقض الصارخ، والمتعدد الأبعاد، بين مصالح القوى السياسية وصل الى حد تهديد «الستاتيكو الحكومي» الهشّ.

لم تعد «اسفنجة» مجلس الرؤساء، المسمّى مجازاً مجلس الوزراء، قادرة على امتصاص مفاعيل الفراغ الممتد من قصر بعبدا الى مجلس النواب مروراً بمعظم العروق المتيبّسة للدولة. صارت الأزمة أكبر من محاولات التشاطر أو التحايل عليها، وأصعب من أن تخدّرها المسكّنات أو المساكنة مع الأمر الواقع.

والأرجح أن قرار التيار الوطني الحر بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء غداً احتجاجاً على التمديد للقيادات العسكرية، إنما يعبّر في مضمونه عن الأزمة الأوسع، المتمثلة في الأفق الرئاسي المسدود وضيق فرص التسوية الداخلية، فيما الوقت يمر ثقيلا على الرابية التي ضاقت ذرعاً بالانتظار العبثي.

يبدو واضحاً أن العماد ميشال عون قرر في مرحلة أولى ان «يهزّ» الطاولة، ملوّحاً بإمكانية ان يقلبها لاحقاً على رؤوس الجميع ما لم يلتقطوا رسالة الغياب عن جلسة الخميس، واضعاً الحلفاء والخصوم امام اختبار الميثاقية، من الحكومة الى.. رئاسة الجمهورية.

ولكن، الى أي مدى يستطيع الجنرال أن يذهب في «حركته التصحيحية»، وسط مناخ اقليمي حار لا يسمح بترف «الانقلابات»؟ وهل يمكنه ان يذهب شبه وحيد الى هذه المغامرة، من دون الاستئناس برفقة «حزب الله» الذي يدعم التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وسيشارك في جلسة مجلس الوزراء في تمايز واضح عن خيار الجنرال؟

بات واضحاً أن سباق عون مع الزمن بلغ أمتاره الأخيرة، وأن الجنرال يتصرف على قاعدة أن 5 أيلول (موعد جلسة الحوار الوطني) و7 أيلول (موعد جلسة انتخاب الرئيس) هما تاريخان مفصليان، لجهة تحديد وجهة السير في اتجاه خوض المواجهة المفتوحة او سلوك طريق التسوية إما من بوابة انتخاب الرئيس وإما عبر وضع قانون انتخاب جديد.

وحتى ذلك الحين، تبدو الحكومة امام مفترق طرق، إذ ليس سهلا ان تخضع الى «أمر اليوم» البرتقالي وتعلّق جلساتها، وليس سهلاً كذلك ان تتجاهل غياب قوى اساسية تمثل الجزء الأوسع من المسيحيين وهي التيار الوطني الحر وحزب الكتائب والقوات اللبنانية، مع ما يمكن ان يرتبه ذلك من تبعات ألمح اليها الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح بتحذيره من أزمة نظام.. وانتفاضة شارع.

وقد فتحت المقاطعة البرتقالية لمجلس الوزراء الباب على نقاش قديم ـ جديد حول مفهوم الميثاقية وتفسيره، في ظل تعدد الاجتهادات التي غالباً ما تتحكم بها الاصطفافات السياسية والطائفية على حساب المعايير الدستورية المجرّدة من الأهواء والهويات.

وفور اعلان باسيل، عن عدم حضور جلسة مجلس الوزراء المقبلة كرسالة تحذيرية اعتراضية حتى توقف الحكومة مخالفة القانون، اتصل وزير السياحة ميشال فرعون بالرئيس تمام سلام متمنياً ارجاء جلسة مجلس الوزراء الخميس، كما ناشده مكاري تأجيلها.

وبالتزامن مع تفاقم الوضع الحكومي تحت وطأة الخلاف حول التمديد للقيادات العسكرية، التقى قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، أمس، العماد جان قهوجي، في زيارة لا تخلو من الدلالات، خصوصاً أن نشاط فوتيل اقتصر على لقاء اليرزة.

بري

وقال الرئيس نبيه بري امام زواره امس انه وبمعزل عن كل شيء يدعم استمرار الحكومة في الانعقاد، ويرفض تعطيلها تحت أي عنوان ولأي مبرر، موضحا انه أبلغ هذا الموقف لوزير التربية الياس بوصعب خلال زيارته أمس الى عين التينة. وتابع: يكفي الحكومة ما فيها، وبالتأكيد لا ينقصها في هذا التوقيت المزيد من الشلل وهي التي بالكاد تعمل.

وشدّد بري على ضرورة بقاء الحكومة حتى لو أصبحت مجرّد هيكل عظمي، منبّها الى ان البلد يمر في أسوأ مرحلة، والتعطيل الحكومي من شأنه ان يزيده سوءا. وتساءل: إذا تعطل مجلس الوزراء كيف سيتم الانفاق على الامور الحيوية والملحّة، وأنا أخشى من انه بعد فترة قصيرة من الشلل ستتوقف وزارة المال عن الدفع، حتى على الضررويات، فمن يستطيع ان يتحمل هذه المسؤولية.

ولفت بري الانتباه الى ان الهجوم على الحكومة بذريعة رفض التمديد للقيادات العسكرية هو أمر غير مفهوم وغير مبرر، لان قرار التمديد يعود حصرا بموجب القانون الى وزير الدفاع ولا علاقة لمجلس الوزراء به.

وأبلغت أوساط سياسية مطلعة على موقف «حزب الله» «السفير» أن الحزب يتجه الى المشاركة في جلسة الخميس، ما لم يتم تأجيلها، لأنه يخشى من تداعيات تعميم الفراغ. وأشارت الاوساط الى ان الحزب لا يجد مصلحة في شلّ الحكومة في هذا التوقيت، بالترافق مع الشغور الرئاسي والجمود التشريعي، ووسط ظرف اقليمي دقيق، لاسيما ان تعطيل الحكومة سيكون من دون أفق، ولا يساهم في تسريع الحلول.

الاخبار: الحكومة بحماية برّي رئيس المجلس يتصدّى لاجهاض الضغط العوني على “المستقبل”

كتبت “الاخبار”: لم يُحسم بعد إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء غداً، لكن المحسوم هو مقاطعة التيار الوطني الحر لها. وفيما يعتبر التيار الوطني الحرّ غيابه كافياً لكسر الميثاقية عن الحكومة، تصدّى الرئيس نبيه برّي للضغط العوني مؤكداً ان الحكومة “كاملة الأوصاف” ولو غاب عنها وزراء التيار، واضعاً الحكومة في حمايته، بما يهدّد بنسف التقارب بينه وبين الرابية أخيراً

قبل يومين من جلسة الحكومة المقررة غداً، لم يكذّب التيار الوطني الحرّ خبراً، حول نيّته مقاطعة الجلسة اعتراضاً على إصرار فريق تيار المستقبل ووزراء رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وللأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير.

وقطع الوزير جبران باسيل الشكّ باليقين أمس، معلناً بعد انتهاء اجتماع تكتلّ التغيير والإصلاح عزم التيار الوطني الحر على مقاطعة جلسة الحكومة المقرّرة الخميس، واعتبار المقاطعة بمثابة “رسالة تحذيرية اعتراضية كي توقف الحكومة مخالفة القانون”. واعتبر باسيل “القضية أبعد من قانونية ودستورية قرارات الحكومة، بل متعلقة بميثاقية الحكومة”، فاتحاً النقاش حول مفهوم الميثاقية.

كلام باسيل، لاقاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء أمس بموقف معاكس تماماً، حول الميثاقية تحديداً. إذ أكّد برّي أمام زوّاره أنه لن يؤيّد أي محاولة لتأجيل جلسة الحكومة الخميس بذريعة فقدانها الميثاقية كما يقول التيار الوطني الحر. بل يعتبر بري أن الحكومة مكتملة “المواصفات والأوصاف”، وخصوصاً التمثيل المسيحي. وأشار إلى أن الوزراء المسيحيين الموجودين داخل الحكومة لا ينتقصون من الصفة الميثاقية للحكومة.

وأبدى برّي خشيته من أي محاولة للتأجيل، إيذاناً بتعطيل جلسات مجلس الوزراء في ما بعد، مع إشارته إلى أن المجلس نقص وزيراً كتائبياً، وأن القوات غير ممثلة أصلاً في هذه الحكومة، وبالتالي إن غياب وزراء التيار الوطني الحر لا يفقدها الميثاقية.

موقف برّي ردّ عليه أكثر من مصدر نيابي ووزاري في التيار الوطني الحر، في ما يبدو تناقضاً كبيراً في المواقف بين حليفي حزب الله، الذي لا يزال يدرس موقفه وردّ فعله على التطورات الحكومية، من دون أن يخلص إلى موقف حاسم بانتظار الاتصالات السياسية والمشاورات مع الحلفاء، كما قالت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ”الأخبار”. وقالت مصادر وزارية في التيار الوطني الحر لـ”الأخبار” إن “عقد جلسة الحكومة يوم الخميس بغياب التيار الوطني الحر هو ضرب لآلية العمل الحكومي التي اتُّفق عليها، وأيضاً ضرب للميثاقية في غياب مكوِّنين مسيحيين عن أعمال الحكومة”. من جهتها، أكّدت مصادر نيابية بارزة في التيار الوطني الحرّ لـ”الأخبار” أن “كلام الرئيس برّي معاكس تماماً لموقفنا وللموقف الذي على أساسه تظاهرنا ضد حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة يوم خرج الوزراء الشيعة من حكومته”. وذكّرت المصادر بالمادة (ياء) من الدستور، مشيرةً إلى أن “التيار سيغيب عن الجلسة، والكتائب أصلاً غائبون، ومعلوماتنا أن الطاشناق لن يحضر الجلسة بالإضافة إلى الوزير ميشال فرعون، فمن أين تأتي الميثاقية؟ هل تكفي كتلة المردة لتأمين الميثاقية؟ إذا كانت تكفي، فإن النائبين غازي يوسف وعقاب صقر باستطاعتهما تأمين الميثاقية في حال غياب حزب الله وحركة أمل، وهذا ليس صحيحاً، وبالتالي عقد أي جلسة لمجلس الوزراء من دوننا ضرب للميثاقية”.

ومع استمرار السجال حول ميثاقية الجلسة بغياب التيار، لم تحسم مسألة عقد جلسة الحكومة غداً من عدمه، في وقت تتضارب فيه المعلومات الآتية من فريق رئيس الحكومة تمام سلام وتيار المستقبل. ففي الوقت الذي أكّدت فيه مصادر وزارية محسوبة على سلام لـ”الأخبار” أن “جلسة الخميس قائمة”، أكّدت مصادر وزارية بارزة في تيار المستقبل لـ”الأخبار” أن “الأرجح أن لا تتم الدعوة إلى جلسة الخميس، لكننا نتوقّع أن يكون الإشكال كبيراً وليس عادياً هذه المرّة”. وتقول مصادر المستقبل إن “الموقف المبدئي لدينا هو عدم تعيين أي موظّف فئة أولى في غياب رئيس الجمهورية، ورئيس الأركان ليس موظفاً من الفئة الأولى”.

البناء: تهدئة الحسكة تدفع منبج للواجهة… وجنوب حلب ساحة معارك ضارية المفاوضات الروسية الأميركية في لحظات حاسمة… وتركيا تتقدّم المشهد قانصو لمسار إصلاحي توافقي… ومقاطعة عونية للحكومة… واستهتار مستقبلي

كتبت “البناء”: فيما خيّمت التهدئة على الحسكة بتنازلات قرّرت القيادة العسكرية في سورية عبرها حفظ وجودها هناك دون مواصلة معارك تستدعي إضعاف اندفاعات الجيش السوري في الجبهات العسكرية المشتعلة والتي تسجل الإنجازات للجيش فيها، كحلب التي عرفت معارك ضارية أفشلت معها كلّ الهجمات التي شنّتها جبهة النصرة واستهدفت تلة أم القرع جنوب حلب، بينما نجح الجيش في تثبيت سيطرته على الكلية الفنية الجوية، والتقدّم نحو كلية التسليح، بينما سمحت تهدئة الحسكة بقطع الطريق على شرعنة الوجود العسكري الأميركي في الأراضي السورية، وفتحت الباب لتتقدّم موسكو نحو ضمّ سورية شريكاً ثالثاً لتفاهم أمن التحليقات الجوية الذي يجمعها بواشنطن. وبقي الأهمّ أنّ تهدئة الحسكة جعلت الميليشيات الكردية ومن ورائها واشنطن في مواجهة مباشرة مع تركيا الواقفة وراء الميليشيات التابعة لها، في ظاهر عنوانه التنافس على دخول جرابلس، وجوهره تصادم أميركي تركي على حدود دور الميليشيات الكردية، التي تعرّضت مواقعها في منبج، حيث تحظى بدعم الطيران الأميركي، لقذائف مدفعية تركية.

على إيقاع خلط الأوراق السياسي العسكري، الذي بقي ممتداً من غزة إلى اليمن وأصلاً في سورية، تدور المفاوضات الروسية الأميركية لإنجاز التفاهم الذي مضت أشهر على محاولات إنجازه، ولا يزال يتعثر عند العجز الأميركي على حسم الموقف من التشكيلات المسلحة المتموضعة مع جبهة النصرة في شمال سورية والمحسوبة بنظر واشنطن وحلفائها كمعارضة معتدلة، وفقاً لتوصيف موسكو لعناصر التأخير وعقد التفاهم، بينما قالت مصادر أميركية إنّ التفاهم بات قريباً، وأوحت أنّ اللمسات الأخيرة توضع على بنوده، بينما بدت تركيا تتقدّم المشهد الإقليمي كلاعب يرجح كفة التوازنات بعدما انتقلت من دور رأس الحربة في الحرب على سورية إلى البحث عن موقع جديد يمهّد الطريق لتعويم نفوذها الإقليمي ويعيد ترميم علاقتها بروسيا وإيران، والأهمّ أنه يقطع الطريق على مخاطر نشوء كيان كردي على حدودها، تبدو واشنطن مطمئنة إليه، ما منح أنقرة قيمة نوعية في حركتها بعدما شكلت لسنوات مجرد رقم في السلة الأميركية.

لبنانياً، يبدو المشهد السياسي والرئاسي محكوماً بثنائية، قدرة التعطيل التي يملكها التيار الوطني الحر بتحالفه مع حزب الله، واستهتار تيار المستقبل بهذه القدرة، انطلاقاً من الثقة بعدم إمكانية لجوء الحليفين إلى التعطيل، بصورة تذكر بما وصفه الرئيس فؤاد السنيورة في مجالسه لمبرّرات قرار تفكيك شبكة اتصالات المقاومة في الخامس من أيار عام 2008 رهاناً منه على عدم تجرّؤ حزب الله على الردّ أمنياً وعسكرياً على القرار، بداعي الخوف من الوقوع في الفتنة، فهل تقع مفاجأة من نوع سقوط الحكومة في الفراغ بعد التمديد لأمين عام مجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير وقبيل التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، خصوصاً أنّ تيار المستقبل شمل باستهتاره إلى حدّ التسخيف والتجويف، مبادرة الأمين العام لحزب الله التي تضمّنت استعداداً للانفتاح على معادلة ثنائية رئاستَيْ الجمهورية والحكومة لكلّ من العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، أم تبدو عملية التمديد لقائد الجيش خلافاً لرغبة التيار الوطني الحر محكومة بموافقة حزب الله لكونها ضمن مساحات الخط الأحمر الذي يقيمه الحزب لحماية الجيش من مترتبات الفراغ، وتصير معادلات التصعيد الحكومي بانتظار ملفات السياسة والإدارة؟

انطلاقاً من هذا القلق من مخاطر التسيّب والفوضى، وما تحتمله من مخاطر الوقوع في المزيد من الفراغ، ومن الحذر من تبرير البقاء في مستنقعات المحاصصات الطائفية والسموم التي تنثرها في فضاء السياسة اللبنانية وصولاً إلى التشظي والتشرذم، بحجة منع الوقوع في الفراغ، بادر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو إلى الدعوة لمسار توافقي إصلاحي، يتفادى خطرَيْ الفراغ والتشظي.

أبدى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو قلقه من استحكام الانسداد السياسي، مشدّداً على أنّ المصلحة الوطنية اللبنانية تتطلّب دفعاً من كلّ القوى باتجاه الوصول إلى حلول تُخرج لبنان من هذه الأزمة السياسية المستفحلة. لأن ليس في مصلحة أيّ طرف، تعطيل الحلول وإيصال البلد إلى الطريق المسدود.

تابعت الصحيفة، وفي ظل هذا الواقع المأزوم، يبدو أن الحكومة أمام أزمة جديدة قد تصل الى أزمة نظام بعد إعلان التيار الوطني الحر أمس، مقاطعة الجلسة المقبلة، وقال رئيس التيار جبران باسيل بعد اجتماع تكتل “التغيير والإصلاح” الأسبوعي برئاسة العماد ميشال عون في الرابية، أن التكتل سيقاطع جلسة مجلس الوزراء المقبلة كرسالة تحذيرية اعتراضية كي توقف الحكومة مخالفة القانون، موضحاً أن “القضية متعلقة بميثاقية الحكومة”، متسائلاً: كيف يمكن لحكومة أن تجتمع إذا فقدت ميثاقيتها، وهل يقبلون في ظل غياب رئيس الجمهورية أن تحكم حكومة بغياب المسيحيين فيها؟ وأضاف باسيل: “على ضوء الجواب الذي يحدده أولاً رئيس الحكومة، وثانياً مكونات الحكومة الباقية بكل أجزائها نكون بعد الخميس لسنا امام ازمة حكم، انما أمام أزمة نظام”.

الديار: ميشال المر جمع أسعد حردان وسامي الجميّل ووضعا الخطّة

كتبت “الديار”: يوم زار رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون معراب لتوقيع ورقة إعلان النيات مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وقعت صورة الزعيميْن كارثة في بكفيا.

في 18 أيلول عام 1988، يوم كان الرئيس أمين الجميّل في دمشق يحاول طرح التمديد لنفسه كحلٍ وحيد لعدم شغور الرئاسة الأولى، اجتمع الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون في وزارة الدفاع في اليرزة ورفضا أي تمديد وأي مسعى قد يقوم به الرئيس الجميّل في سوريا.

كان الرئيس أمين الجميّل مجتمعاً بالرئيس السوري حافظ الأسد حين دخل أحد الموظفين مسلّماً الرئيس الأسد ورقة صغيرة كُتب عليها “جعجع يجتمع بعون في وزارة الدفاع باليرزة”.

بدا الرئيس الجميّل عندها غير ممسك بزمام الأمور في المنطقة الشرقية، انتهى الإجتماع عند هذا الحد، عاد الرئيس الجميّل أدراجه ولم يجد غير حكومة عسكرية يسلّمها صلاحيات الرئاسة.

وفي الثالث من شهر تشرين الأول، أي بعد عشرة أيام، نفّذت القوى العسكرية في القوات اللبنانية بمباركة من العماد عون – رئيس الحكومة يومها – عملية عسكرية في منطقة المتن الشمالي، رافقها تهديد للرئيس أمين الجميّل أدّى إلى نفيه اثنتيْ عشرة سنة خارج لبنان وخسارته حزبه وأنصاره الذين التحق جُلّهم بزعامة ميشال المر في المتن.

تذكّر رئيس الحزب الحالي النائب سامي الجميّل يوم شاهد صورة الزعيميْن أيام النفي، يوم اضطرّ إلى البقاء في باريس إلى جانب والده، تذكّر كل الملفات التي فُتحت أو تحدّث الإعلام عنها مثل ملف الـpuma، تذكّر كيف انتُزع “حزب الكتائب” من العائلة ليتبوأ رئاسته أشخاص من عائلات “متواضعة نسبياً” مثل جورج سعادة، منير الحاج وكريم بقرادوني.

قرّر أنه لن يجعل التاريخ يعيد نفسه ولو استعان بـ”الشيطان”.

في مكان غير بعيد عن بكفيا وفي عين التينة تحديداً، عُقد لقاء برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري بين دولة الرئيس ميشال المر ورئيس “الحزب السوري القومي الإجتماعي” أسعد حردان، وفي رأس الرجليْن أي المر وحردان نفس الهاجس: الخوف على المصير في ظل التحالف العوني القواتي.

ذُلّلت بعض الإختلافات بين المر وحردان وبدأت الإتصالات بينهما خصوصاً مع اقتراب الإنتخابات البلدية.

هنا، همس المر في أذن حردان عن فكرة الإتصال بسامي، وافق حردان على الفور وهو الذي لا عُقد عنده في السياسة.

كان الهاجس الأهم هل سيوافق سامي الجميّل على الإتصال والتواصل مع “الحزب السوري القومي الإجتماعي”؟

الرئيس سامي الجميّل لا يترك مناسبة إلا ويهاجم الحزب القومي متّهماً إياه بقتل الرئيس بشير الجميّل، بشير ذاك الرمز الذي يطيب للمحيطين بسامي تشبيهه به. بشير، ذاك العنوان الذي ما يزال بعد أربعة وثلاثين عاماً يجتذب الشارع المسيحي، وسامي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لبشير، والمستحق بنظره لهذه الوراثة أكثر من ابن بشير نديم الذي احتفل بكل براءة بذكرى انتخاب والده رئيساً للجمهورية.

لكن بالطبع، تهديد ورقة النوايا أكبر بكثير من كل عبارات الوفاء لبشير!

وبالفعل، جرت الإتصالات وفُتح التواصل بين سامي الجميّل وأسعد حردان على قاعدة التحالف التدريجي

النهار: الإنذار العوني للحكومة برسم الوزراء المسيحيين انتكاسة لخطة برج حمود تنذر بعودة النفايات

كتبت “النهار”: اذا كانت خطوة “التيار الوطني الحر” التحذيرية بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء غداً جاءت مطابقة للتوقعات التي سبقتها، فان الخطوة المفاجئة لحزب الطاشناق في ما يتصل بوقف عمليات نقل النفايات الى موقع مطمر برج حمود جاءت لتشكل انتكاسة لخطة النفايات من شأنها ان تزيد الارباك الحكومي.

وبدا واضحاً ان “التيار الوطني الحر” الذي سيغيب وزيراه جبران باسيل والياس ابو صعب عن جلسة مجلس الوزراء “كرسالة اعتراضية تحذيرية” رداً على الاتجاه الى التمديد للقيادات العسكرية اراد من خطوته اختبار حلفائه قبل خصومه في منحى تصعيدي متدرج لا يزال يفتقر الى مظلة هؤلاء الحلفاء بدليل ان حزب الطاشناق وحده قرر دعم التيار في خطوته بانضمام الوزير ارتور نظاريان الى وزيري التيار، فيما اكدت مصادر وزارية في فريق 8 آذار لـ”النهار” ان وزيري “حزب الله” لن يقاطعا الجلسة. أما الوزراء المسيحيون الآخرون، فيرجح ان يحضروا الجلسة الا اذا قرر وزراء “اللقاء التشاوري” الذين سيجتمعون اليوم لتقرير موقفهم التمني على رئيس الوزراء تمام سلام ارجاء الجلسة اسوة باقتراح لوزير السياحة ميشال فرعون. ورجحت المعطيات التي توافرت مساء أمس ان يدرس الوزراء المسيحيون خيار تأجيل الجلسة، علماً ان الوزير باسيل حذر عقب اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” من فقدان الطابع الميثاقي في حال غياب القوى المسيحية الاساسية عن الجلسة. وذهب الى القول إنه “بعد جلسة الخميس سنكون أمام أزمة نظام ونحن اليوم ندافع عن هذا النظام”.

وأبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري زواره أمس أنه مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء في موعدها وان “أمور البلد لا تحتمل التأجيل”. وقال: “اذا استمرت الاوضاع على هذا المنوال والتراخي اسألوا وزير المال علي حسن خليل كيف ستوفر رواتب الموظفين”.

وردا على التلويح بالطابع الميثاقي مع مقاطعة وزيري “التيار الوطني الحر” الجلسة، لاحظت مصادر متحفظة عن خطوة “التيار” انه اذا غاب فريق فان ذلك لا يعني ان طائفته غير ممثلة وتساءلت: ألا يوفر الوزراء المسيحيون الذين سيحضرون الجلسة الطابع الميثاقي، أم ان هناك وزراء درجة أولى ووزراء درجة ثانية؟

في غضون ذلك، أضفى تصاعد السجالات بين “كتلة المستقبل” و”حزب الله” مزيداً من السخونة على المناخ السياسي والحكومي. وردت الكتلة بحدة على المواقف التي أطلقها أخيراً الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله واتهمته “باستعادة لغة التخوين واختلاق الاتهامات يميناً ويساراً وممارسة سياسة الهروب الى الامام في محاولة لتحويل الانظار عن المشكلات التي يتسبب بها وكذلك لحرف الأنظار عن حجم الخسائر البشرية التي يتعرض لها الحزب في تورطه في الحرب السورية”.

كما ان وزير الداخلية نهاد المشنوق عاود الهجوم الحاد على “سرايا المقاومة” ووصفها بأنها “سرايا الفتنة والاحتلال” في إطلالة سياسية هي الثانية له خلال أيام من طرابلس. وقال: “أننا فريق لا يبحث عن مرشح بل عن رئيس للجمهورية نصون به ومعه سلامة الدولة وهيكلها، ونحن لا ننتظر الخارج ولا الخارج يفتقدنا وخيارنا كما طرابلس هو الدولة”. وأكد على الوقوف “مع الحوار ومع التسوية، ولكن شرط ألا يكون الحوار مجرد وقت مستقطع بين اشتباكين أو أن تكون التسوية اسماً آخر للاستسلام”. وصرح في مؤتمر صحافي عقده في دار الفتوى، بدعوة من مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في مناسبة الذكرى الثالثة لتفجير مسجدي السلام والتقوى، أنه “في صدد تحضير ملف أمني وقانوني لنتقدم في مجلس الوزراء بطلب لإلغاء الترخيص المعطى لـ(جمعية) حماة الديار”، لافتاً ان “الديار لا تحمى بمزيد من الميليشيات، ولا بمزيد من القوى المسلحة غير الشرعية، بل بالتفاهم والحوار والتنازلات المتبادلة”.

المستقبل: طرابلس تشكو التباطؤ القضائي في جريمة “التقوى والسلام”.. والمشنوق يعِد الشعار بملف التحقيقات سلام “مستاء”.. وجلسة الخميس في موعدها

كتبت “المستقبل”: في سياق متقاطع مع المعلومات التي أوردتها “المستقبل” صباح أمس، أتى قرار “الرابية” مساءً بمقاطعة جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل مقروناً بمحاولة الضغط على وتر “ميثاقية” الحكومة لمنع انعقادها تحت وطأة غياب “القوى المسيحية الأساسية” وفق ما عبّر رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل أثناء تلاوته القرار العوني بالمقاطعة، واضعاً إياها في خانة “الرسالة التحذيرية” مع التلويح بخطوات تصعيدية لاحقة تصل إلى حد “النزول إلى الشارع”. وفي حين سرت أنباء مساءً عن احتمال تأجيل انعقاد مجلس الوزراء هذا الخميس في ضوء مقاطعة وزيري “التيار الوطني”، استوضحت “المستقبل” مصادر السرايا الحكومية عن مصير الجلسة فاكتفت بالتأكيد على كونها لا تزال قائمة في موعدها، بينما نقل زوار رئيس الحكومة تمام سلام لـ”المستقبل” أنه بدا “مستاء” جداً من محاولة اللعب على الوتر الطائفي في تركيبة الحكومة ومن محاولة التصويب عليه بسهام “الميثاقية” التي لطالما كانت المرتكز الأساس في سياسته الوطنية عموماً والحكومية خصوصاً.

اللواء: السراي: الجلسة قائمة… ويكفي ابتزازاً برّي يدعم سلام وحزب الله محرج.. والمشنوق لإلغاء ترخيص “حماة الديار”

كتبت “اللواء”: “لعب على حافة الهاوية”.

بهذه العبارة علّق قيادي مسيحي مخضرم على قرار تكتل الإصلاح والتغيير “بمقاطعة أو عدم حضور جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس كرسالة تحذيرية إعتراضية”.

والقرار الذي اشارت إليه “اللواء” في عددها أمس، واعلنه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل رمي الكرة إلى القوى السياسية، المشكلة للحكومة، في محاولة لإخراجها، أو نقل الأزمة إلى الكتل النيابية الإسلامية والمسيحية الحريصة على تجنيب البلاد والعباد حلقة جديدة من حلقات التعطيل، التي تهدد بتفاقم الأزمات والعودة بالنفايات إلى الشارع، وبقطع الكهرباء، وفقدان المياه، والضغط بكل أساليب التعطيل والابتعاد عن المعالجات المفيدة، والتي يمكن ان تؤدي إلى نقل البلد من أجواء التوتر إلى أجواء التهدئة والاستقرار.

الجمهورية: مقاطعة عونيَّة للحكومة: برِّي و”حزب الله” ضدّ التعطيل وبكركي لإحترام الميثاقية

كتبت “الجمهورية”:حوَّلت وقائع الساعات الماضية المشهد الداخلي، ملعباً لتقاذفِ الكرة السياسية. “التيار الوطني الحر” بدأ أولى خطوات التصعيد السياسي، بإعلانه مقاطعة جلسة مجلس الوزراء المقرّرة غداً الخميس، وهي خطوة ترَكت تساؤلات حول توقيتها ومغزاها والجدوى منها، وكذلك حول ماهيّة الخطوات التالية والمدى الذي ستبلغه “العاصفة السياسية” لضربِ الواقع السياسي وما ستخلّفه من مكاسب، وأيضاً ما يترتّب عليها من أضرار.

يترقّب “التيار” موقفَ حليفه “حزب الله” الذي ما يزال يعتصم بالصمت، علماً أنّ مطّلعين يجزمون بأنّ الحزب قد لا يماشي حليفَه في موضوع مقاطعة الحكومة، مع احتمال أن يبادر الحزب إلى اتّصالات “لتبريد النفوس”.

والواضح أنّ “التيار” ألقى الكرة بشكل أساسي في ملعب رئيس الحكومة تمام سلام، مقرونةً بدعوة غير مباشرة إلى عدم عقدِ جلسة الخميس، وبإشهار سلاح “الميثاقية”، قطعاً للطريق أمام أيّ محاولة لعقدِ الجلسة واتّخاذ قرارات وتعيينات أمنية أو إدارية في غياب المكوّن المسيحي.

إلّا أنّ اللافت أنّ سلام تلقّى الرسالة العونية، وجرى تشاور بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكذلك مع فريقه السياسي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى