رسالة دعم أميركية: قائد القيادة الوسطى في اليرزة اليوم: داود رمال
في الوقت الذي تتجه فيه الانظار الى الجيش اللبناني حيث يخوض حربا مستمرة مع الارهاب التكفيري على طول الحدود الشمالية – الشرقية وصولا الى إبقاء عينه ساهرة بمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يتحين الفرص لتكريس وقائع ميدانية جديدة عبر سياسة قضم الاراضي الممنهج خلافا لقواعد الاشتباك القائمة وفق القرار 1701، تستمر محاولات إقحام المؤسسة العسكرية بالتجاذبات السياسية القائمة .
واذا كان استمرار الازمة السياسية في لبنان ناجما عن عوامل معروفة تبدأ بالرئاسة ولا تنتهي بقانون الانتخاب، فقد صار ثابتا استحالة الذهاب الى تعيينات اساسية عسكرية وامنية في ظل استمرار الشغور في موقع الرئاسة الاولى كون رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وله رأي وازن في هذه التعيينات، علما ان العرف كرّس ان تستمر ولاية قائد الجيش عهدا رئاسيا كاملا، وفي حال الشغور لا يتم التعيين حتى لا يكون بمثابة فرض قائد للجيش على الرئيس العتيد قبل انتخابه» على حد تعبير مرجع رسمي معني.
وحتى لا يستمر الخطأ الشائع او الرائج كأنه حقيقة، فان قائد الجيش لا يمدد لنفسه ولا يقترح التمديد لنفسه، واي قول يزعم ان قائد الجيش هو الذي يفرض التمديد لنفسه هو محاولة للايحاء ان القرار ملك القائد وليس السلطة السياسية المعنية ممثلة بوزير الدفاع الوطني، وهذا يجافي الحقيقة، اذ ان سقف ما يبادر اليه قائد الجيش هو توجيه رسالة خطية الى وزير الدفاع الوطني يبلغه فيها ان خدمته تنتهي في تاريخ معين، وهذا ما فعله العماد جان قهوجي قبل التمديدَين السابقين وما سيفعله راهنا، اذ سيوجه رسالة الى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل يعلمه فيها ان خدمته تنتهي في 30 ايلول المقبل» كما يشرح المرجع نفسه.
ويضيف ان رسالة قائد الجيش ليست عبارة عن اقتراح للتمديد انما مجرد اجراء اداري متبع لدى قيادة الجيش، وعلى ضوئه يقترح الوزير المعني على مجلس الوزراء اسماء للضباط المرشح احدهم للتعيين قائدا للجيش، فاما ان يقرّ تعيين احد الاسماء واذا تعذر ذلك، يلجأ وزير الدفاع الى اتخاذ الاجراء القانوني المناسب وفق المادة 55 من قانون الدفاع الوطني (التمديد بقرار)، تجنبا للشغور في رأس هرم المؤسسة العسكرية، مع التذكير بأن قائد الجيش يقترح التمديد لمن هم ادنى رتبة منه ولا يمكنه فعل ذلك لنفسه.
وفي خضم الجدل حول التعيينات العسكرية والامنية، تبدو لافتة للانتباه الزيارة التي سيقوم بها الى لبنان اليوم قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزيف فوتيل الذي سيجتمع والوفد المرافق مع العماد قهوجي، الامر الذي اعتبره المرجع الرسمي «دليل اهتمام كبير وثقة متعاظمة بالجيش اللبناني وبقائد الجيش وأدائه في ظل الحرب المفتوحة على الارهاب والتي يعتبر لبنان شريكا فيها».
وتأتي زيارة الجنرال فوتيل، وهو ارفع قائد عسكري اميركي على مستوى المنطقة، بالتزامن مع تزايد المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني لا سيما المدافع والذخيرة «التي يحتاجها في قتال الارهابيين وهي مساعدات غير مسبوقة وغير مشروطة، وتأتي في اطار مضي الولايات المتحدة في برنامج المساعدات العسكرية السنوية وكل ما تطلبه قيادة الجيش اللبناني من وسائل قتالية جديدة خارج اطار البرنامج السنوي، لا سيما ان الرسائل الغربية التي ترد تباعا تؤكد الثقة العالية بقدرات الجيش الذي اثبت خبرة وبراعة كبيرتين في الحرب على الارهاب بما يفوق جيوشا تتمتع بامكانات هائلة في المنطقة وربما في العالم».
(السفير)