من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : اليمنيون يربحون بالضربة القاضية بالاستفتاء المليوني… وكيري إلى السعودية سقوط مشروع الانفصال الكردي… وتركيا تبارك… وتصعيد مفاجئ في غزة هجوم المشنوق على سرايا المقاومة رفض ضمني لثنائية “عون ـ الحريري”
كتبت ” البناء “: يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية تحت عنوان البحث عن حلّ سياسي سريع في اليمن، على إيقاع فشل المحاولات العسكرية السعودية في فرض تغيير نوعي من جهة، وتصاعد التهديدات في العمق السعودي من جهة ثانية، في ظلّ قرار يمني بالاستعداد لصمود طويل مع المراوغة السعودية في قبول حلّ منصف، والرهان على الخيار العسكري والتعب اليمني، فكان الاستفتاء المليوني في شوارع صنعاء تحت غارات الطيران السعودي المتواصلة، لتأييد المجلس السياسي الذي باشر مهامه في تنظيم الشؤون العسكرية والأمنية والمالية والحياتية، على قاعدة أنّ الحرب طويلة والحلّ بعيد، مقابل الانفتاح على أيّ مسعى تفاوضي كأنّ الحرب ستتوقف غداً والحلّ آت.
مع الانصراف السعودي والاستنزاف المفتوح عسكرياً وسياسياً، بدا الموقف الأميركي من العناد السعودي شبيهاً بما وصفته الخارجية الأميركية بالتهويل الأوكراني بخطر اجتياح روسي لا أساس له، وبدا أنّ المسعى الأميركي هذه المرة محكوم بمعادلات مختلفة وحاجات وأهداف أبعد من مجرد تسجيل المواقف، بينما في سورية غياب للسعودية وتسليم بالضياع في ظلّ التموضع التركي الممسك بزمام المبادرة بين حلفائه، الذي يشكل المنفذ التركي طريقهم الوحيد للتحرك في سورية وتوفير الإمداد لجماعاتهم.
تركيا التي بدأت تتدرّج في مواقفها نحو التموضع على ضفة سورية جديدة، منذ تسليمها بالاعتذار لروسيا، انتقلت من الحديث عن رحيل الرئيس السوري كشرط لأيّ حلّ سياسي نحو الحديث عن شراكته في الحلّ السياسي، ليتوّج ذلك بمباركة تحرك الدولة السورية لمنع الإجراءات الانفصالية في الحسكة شرق سورية، بينما كانت الاشتباكات قد حملت للقيادة التركية إشارات الحزم من جانب الدولة السورية ومفاجأة التخلي الأميركي الذي تلاعب بالدور الكردي. فبعدما حلقت الطائرات الأميركية وقالت إنها توجه رسالة لسورية بالتوقف عن تحليق طيرانها فوق الحسكة واصل الطيران السوري مهامه، فانكفأ الأميركيون وقالوا إنّ ما يهمّهم ألا يُستهدف عناصرهم، وبعد حين قاموا بنقل عناصرهم إلى الحدود التركية، بينما وصل مبعوثون روس وإيرانيون إلى القامشلي، ليجدوا تجاوباً كردياً مع مسعى الوساطة التي أسفرت عملياً عن التسليم بإنهاء إجراءات الانفصال عبر تسليم المواقع العائدة للجيش السوري بالعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل الاشتباكات، وإعلان وقف لإطلاق النار بدأت مفاعيله بصورة مقبولة منذ مساء أمس.
في موازاة هذه التطورات التي ترسم المشهد الإقليمي، ظهر تصعيد جيش بيت العنكبوت الإسرائيلي المفاجئ في غزة، بما يتخطّى حدود تبادل النار عبر خطوط التماس والردّ على ردّ المقاومة بعد قصف شمال غزة أول أمس باستهداف وحدات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مواقع الاحتلال في مستعمرة سديروت، فصعّد الطيران من غاراته وتساقطت القذائف في أكثر من منطقة من قطاع غزة، في تطوّر ربطه المتابعون من المقاومة في غزة بمحاولة الحفاظ على مناخ من التوتر العسكري، بانتظار متابعة تطورات المنطقة. وهو ما تشهده أيضاً الحدود مع لبنان في منطقة مزارع شبعا منذ أيام.
في لبنان لا زالت تداعيات الردود المستقبلية على مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالانفتاح الإيجابي على ثنائية رئاستي الجمهورية والحكومة لكلّ من العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، تلقي الأضواء على تداعي وضع الحريري داخل تياره، حيث ظهر كلام نواب الشمال السابقين من المستقبل التشكيكي بمبادرة السيد نصرالله اعتراضاً ضمنياً عليها، كما ظهر الموقف المفتعل لوزير الداخلية بالتصعيد ضدّ حزب الله من بوابة التهجّم على سرايا المقاومة سلوكاً مشابهاً للتوتير، بهدف قطع الطريق على المبادرة، وخلق مناخ اشتباك يقطع الطريق على مناخ حوار يخشى كثير من مسترئسي المستقبل أن ينتج عن المبادرة.
لا تكاد الاتصالات السياسية بين المكونات السياسية تقطع شوطاً كبيراً في البحث بخيارات الحلول، حتى تتفرمل بسرعة لافتة من دون أن تتوقف نهائياً بانتظار ما سيعود به رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من عطلته الصيفية. وشدّدت مصادر عليمة لـ “البناء” أن الاتصالات بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل التي انقطعت اعلامياً لا تزال مستمرة، لكن وتيرتها خفّت بسبب سفر الرئيس الحريري، معتبرة أن “إعادة الزخم الى هذا التواصل ينتظر ما سيحمله الحريري من الخارج بشأن الرئاسة”.
وفيما تؤكد مصادر الحريري لـ “البناء” أنه سيعود قبل جلسة الحوار الوطني في الخامس من ايلول”، ستبقى الأمور تراوح مكانها، ولعل الخرق الوحيد سيتمثل بكلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي سترتدي أهمية بالغة نظراً للمواضيع التي سيتطرّق إليها، يوم الاربعاء في 31 آب الحالي، من مدينة صور في الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدر والشيخ حسن يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
الأخبار : المستقبل يريد التمديد للمجلس النيابي سنة واحدة
كتبت “الأخبار “: لم يحسم التيار الوطني الحر خياراته للرد على إصرار تيار المستقبل وحلفائه على التمديد لقائد الجيش. وفيما يبدو التصعيد الخيار المفضّل لدى العونيين، تُراوِح الخيارات بين تعطيل الحكومة والسكوت، بينما بدأ المستقبل محاولاته لتعميم “نهج التمديد” على الانتخابات النيابية المقبلة!
بعد “المسرحية” التي قدّمها وزير الدفاع سمير مقبل ووزراء 14 آذار وبعض الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في جلسة الحكومة الأسبوع الماضي، بهدف حصر خيارات الحكومة بالتمديد للأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، تمهيداً للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، يبدو التيار الوطني الحر أمام خيارات “مفتوحة”، وضيّقة في الوقت نفسه.
وتشبه المرحلة الحالية تلك التي مرّ بها تكتل التغيير والإصلاح، حين تم التمديد لقهوجي واستبعاد العميد شامل روكز، مرشّح التيار لقيادة الجيش وقتها، رغماً عن إرادة التكتل، ولم يذهب التكتل إلى أي من خياراته المفتوحة، سوى الاعتراض على إرادة التمديد، حرصاً على استمرار عمل الحكومة.
فالظروف التي طبعت البلاد قبل عام تقريباً، مع استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، لا تختلف كثيراً الآن، ليبقى الحفاظ على عمل الحكومة بحده الأدنى حاجة أو خياراً للجميع، وحتى لا تنكره معظم شخصيات التيار، لأن “خروجنا من الحكومة ليس مزحة” كما تقول مصادر نيابية بارزة لـ”الأخبار”.
ولم يعد خافياً أن احتمالات التمديد لقهوجي باتت حتمية، فيما تبدو خيارات التيار هي هي مرة جديدة. معلومات “الأخبار” تشير إلى أن التيار الوطني الحر لم يحسم حتى الآن خياراته، وهو يترك الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، بدءاً من الاعتكاف عن حضور الجلسات أو الانسحاب من الحكومة، وبالتالي تعطيلها مع غياب وزراء الكتائب بنزع الميثاقية عنها، وصولاً إلى الاكتفاء بالاعتراض والاستمرار بحضور الجلسات، كما حصل في المرة الماضية.
وليس خافياً أيضاً، أن الرغبة في التصعيد هي الطاغية على قيادات التيار الوطني الحر، الذين يشعرون بأن بعض الفرقاء يتعمّدون كسر إرادة التيار دائماً، وعدم مراعاة مطالبه وما يراه حقاً في التعيينات، ومنها تعيين قائد جديد للجيش. وفي وقت تؤكّد فيه المصادر أن “الكلمة الأولى والأخيرة في التيار للنائب ميشال عون في تحديد الخيارات”، لا تخفي المصادر أن “العماد عون منزعج للغاية من تطوّرات الملفّ الرئاسي وهروب الحريري من مبادرة السيد حسن نصرالله”، وبالتالي “بتنا نرى أن من غير المجدي السكوت بعد الآن عن محاولات تهميشنا، لذلك كل الخيارات مفتوحة، ومنها الخروج من الحكومة وتعطيلها”. وحول التواصل مع الحلفاء لتنسيق المواقف، لا يبدو أن التيار الوطني الحر أبلغ حتى الآن موقفه الحاسم لحلفائه، وتحديداً حزب الله، في وقت يبدو فيه التيار “موضوعياً وعقلانياً” في حال لم تكن مواقف حلفائه مشجّعة للسير نحو التصعيد وتعطيل الحكومة. وتقول المصادر إن “الوزير جبران باسيل المسؤول عن التواصل مع الحلفاء، لم يبلغ موقفنا النهائي بعد بانتظار بلورته داخلياً”، في وقت أشارت فيه مصادر وزارية مقرّبة من رئيس الحكومة تمام سلام لـ”الأخبار” إلى أن “التيار الوطني الحر استطلع موقف حلفائه ولم يجد حماسة لديهم لتعطيل الحكومة، لذلك نتوقّع أن لا يصعّد العونيون كثيراً في هذا الوقت الحرج”. إلا أن مصادر في فريق 8 آذار نفت هذه المعلومات.
ولا يقف إصرار المستقبل على فكرة التمديد و”تسويف الحلول” في البلاد على قيادة الجيش، إذ بدأت تظهر إلى العلن إشارات عن نية المستقبل طرح تأجيل الانتخابات النيابية من الخلفية ذاتها لتأجيل تعيين القائد الجديد، ألا وهو الفراغ الرئاسي وغياب أي أفق لحلّ الأزمة الرئاسية في المدى المنظور. وترى مصادر مستقبلية أن التيار سيقترح عندما يقترب موعد الانتخابات النيابية على القوى السياسية عدم موافقته على إجراء الانتخابات النيابية بغياب رئيس للجمهورية. اما السبب الحقيقي، فهو أن التيار يستشعر خطراً جدياً في بيئته، بعد نتيجة الانتخابات البلدية، وما يشبه التخلي السعودي عن الرئيس سعد الحريري، سياسياً ومالياً. وأكّدت مصادر في فريق 14 آذار أن تيار المستقبل وضعهم في أجواء رغبته التمديد للمجلس النيابي سنة واحدة، في حال عدم التوصل إلى تسوية رئاسية قبل موعد الانتخابات النيابية.
وتنبئ محاولات المستقبل بمزيد من التصعيد في حال طرح تأجيل الانتخابات بشكل رسمي، وخصوصاً مع إصرار التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على إجرائها في موعدها،
في وقت يبرّر فيه المستقبل والراغبون في تأجيل الانتخابات وصول الدولة إلى الأفق المسدود، إذا جرت الانتخابات واستقالت الحكومة، ولم يتمكّن الفرقاء من الاتفاق على السلّة المتكاملة وانتخاب رئيس للجمهورية. غير أن الضغط باتجاه إجراء الانتخابات ومنع تأجيلها، مع وجود محاذير الشلل التام في حال تعذّر الاتفاق على الرئيس، قد يصبح بحدّ ذاته سبباً لتسريع التسوية حرصاً على شكل الحكم الحالي، ووسيلة لضغط عون وحلفائه على المستقبل، باعتباره أكثر الحريصين على الصيغة الحالية للحكم، واتفاق الطائف.
أمنياً، استمرت حالة التوتّر الأمني في بلدة عرسال، بعد العثور على عبوة ناسفة قرب منزل رئيس البلدية باسل الحجيري الذي يتعرّض منذ فترة تولّيه الرئاسة لتهديدات المجموعات الإرهابية المسلحة وخلاياها النائمة داخل البلدة. وبحسب بيان الجيش اللبناني، فإن العبوة التي عثر عليها على بعد حوالى مئة متر من منزل الحجيري، هي “عبارة عن 200 غرام من مادة C4 و2 كلغ من نيترات الأمونيوم، مضاف إليها قطع معدنية، موصولة بصاعق عادي وفتيل صاعق ومعدة للتفجير عن بعد”. وقد حضر الخبير العسكري إلى المكان وعمل على تفكيكها، وبوشر التحقيق في الموضوع.
الديار : المنطقة الى انشطار … ماذا عن لبنان ؟ لا رئيس قبل أن يتبلور الشكل الجديد للجمهوريّة
كتبت “الديار “: ان تصل الامور الى هذا الحد “لكم سرايا المقاومة” ولنا “جبهة النصرة”. والسؤال الذي يصم الآذان ويعمي العيون هو “الى اين تجر الطبقة السياسية لبنان”؟ اذا اصر اركانها على البقاء على رقعة الشطرنج.
اكثر من نصيحة تلقتها المراجع بالنزول عن رقعة الشطرنج بعدما بلغ الانشطار الداخلي مرحلة تهدد بانفجار لبنان على الطريقة السورية…
لا بل ان وزير الخارجية السابق عدنان منصور يلاحظ في كلام لـ”الديار” ان المنطقة في حال انشطار اسوأ بكثير من البلقنة ما دامت المجتمعات تحطم بعضها البعض في حروب قال فيها وزير الخارجية الفرنسي اوبير فيدرين انها الحروب الوحيدة في التاريخ التي وضع فيها المشاركون شعاراً نهائياً لها، وهي ان يتحول الجميع الى حطام.
منصور الذي يستغرب سلوك عدد من الاقطاب السياسيين، وحيث بدت اللعبة الديموقراطية كما لو انها لعبة الادغال، يخشى ان يكون الرئيس ميشال سليمان آخر الرؤساء في لبنان.
بالتالي ان تكون جمهورية الطائف او الجمهورية الثانية آخر جمهورية في لبنان، ومنصور يعتبر ان اهم بند يفترض ان يوضع على طاولة الحوار اعادة النظر في السياسات التي من شأنها دفع البلاد الى الخراب…
المثير ان يقال هذا الكلام في حين تحذر لودي بوغارت الباحثة في معهد واشنطن للشرق الادنى، وعبر احد المواقع الالكترونية (منذ نحو شهر تقريباً) من ان يلجأ مليون او مليونا لبناني الى اسرائيل. اذ ما دق مسلسل الدومينو ابواب لبنان. بوغارت ليست الوحيدة التي اشارت الى ذلك. واذا كان السيد حسن نصر الله قد قال في كلامه الاخير ان استشراء الفوضى في المنطقة لا بد ان يجعل هذه الفوضى تأخذ اسرائيل في طريقها، فان باحثين اميركيين يسألون ما اذا كان الاسرائيليون الذين طالما فاخروا بأنهم يخططون لمائة عام، الى الامام يمكن ان يعرفوا ماذا يمكن ان يحدث بعد… مائة يوم.
واذا كانت تل ابيب قد وضعت نصب اعينها تسويق الفوضى في لبنان من اجل اغراض خطيرة جداً، ان بالنسبة الى الموضوع اللبناني او الى الموضوع الفلسطيني او الى الموضوع الشرق اوسطي، فان هناك جهات يهودية في الولايات المتحدة وفي اوروبا تحذر من ان الفوضى ان ضربت لبنان فهل يمكن للقاذفات الاسرائيلية او للدبابات ان تمنع مئات آلاف اللاجئين اللبنانيين من اختراق الخط الازرق؟
والذين كتبوا او تحدثوا في هذا الاتجاه لم يغفلوا الجانب الساخر من المسألة: “لبنان يحتل اسرائيل”. ودون ان يكون هذا الكلام بالغريب اذا ما بقي الانشطار في المنطقة لمدة طويلة، كما يقول وزير الخارجية اللبناني السابق، مع ما لذلك من تداعيات بنيوية على الدولة اللبنانية.
اذا لم تعد المسألة من يصل الى قصر بعبدا، ميشال عون ام سليمان فرنجية، المسألة… هل ثمة رئيس للجمهورية يحمل الرقم 13 ام ان السلسلة توقفت هنا ؟
السفير البابوي غابيريللي كاتشيا الذي يعرف بكلماته الهادئة، والثاقبة، يتفادى اعتماد اسلوب (او سياسة) التخويف، لكن ما تنقله شخصيات لبنانية على علاقة مباشرة مع الفاتيكان، يشير الى مخاوف جدية من ان تكون الازمة اللبنانية مبرمجة بالصورة التي تفضي الى تفكيك الصيغة الراهنة، ودون ابعاد ان يكون الهدف الفعلي هو تفكيك الدولة اللبنانية…
وفي الآونة الاخيرة ترددت معلومات تفيد بأنه حتى ولو اتفقت واشنطن وموسكو على انهاء الشغور الرئاسي، فهذا، اذ لا يحل سوى “الغلاف الخارجي” للازمة، لا يمكن ان يصل الى نتيجة لان الاشتباك الاقليمي بلغ حداً من الخطورة يتعذر معه ايجاد ثغرة يمكن النفاذ منها الى عمق الازمة اللبنانية.
السفير : مساعد حقان فيدان في دمشق: التقاء حول الهواجس الكردية اختبار الحسكة: هدنة “روسية”.. أم دم الانفصال؟
كتبت “السفير “: هدنة كردية ـ سورية في الحسكة هشة قبل عودة قريبة الى الحرب من أجل كيان كردي. وإذا كان من غير الواضح الى أين ستذهب الهدنة بالمواجهة بين الجيش السوري والأكراد، إلا أن أول نتائجها مع تقدم المشروع الكردي نحو الفدرالية، دفع الأتراك والسوريين الى التحدث في قناة سرية للمرة الأولى منذ صيف العام 2111، عبر وصول مساعد لمدير المخابرات التركية حقان فيدان الى دمشق.
الأتراك تلقوا الرسالة السورية عندما قصف الطيران السوري في اليومَين الماضيين، وخلال مواجهات الحسكة، مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية، مرفقين ذلك ببيان يستعير الادبيات العسكرية التركية نفسها، ويضع الوحدات الكردية في خانة واحدة مع حزب العمال الكردستاني “الإرهابي”.
ويقول مسؤول كردي كبير، إن أي تفاهم سوري ـ تركي بات ممكنا، خصوصا أن أنقرة تتصرف تحت تأثير هواجس التقارب الأميركي الكردي، وتوسع الولايات المتحدة عسكريا في قواعد جوية أربع في مناطق السيطرة الكردية. ويقول المسؤول الكردي إن الأتراك يمكن أن يلجأوا الى تفعيل اتفاقية اضنة الأمنية الموقعة العام 1998 مع دمشق. يفتح الإعلان السوري الباب أمام استدعاء الاتفاقية الأمنية لأنها تنص على تعهد سوري “الا تسمح السلطات السورية لحزب العمال الكردستاني بأي مقار او تمويل او أي نشاط عسكري على الأراضي السورية”، وهناك مراسلات إضافية لم تنشر تتضمن “احتفاظ تركيا بحق الدفاع عن النفس”، اي حق التدخل في الشمال السوري للتصدي لاي خطر امني وارهابي يهدد الجانب التركي. ويقول المسؤول الكردي انه يخشى ان يلجأ الاتراك في النهاية، تحت غطاء “اتفاقية اضنة”، وبعد البيان العسكري السوري المستجد، للتوغل في الاراضي السورية، واجتياح الكانتونات الكردية.
المهمة لا تزال صعبة جدا أمام الجنرال الروسي في مطار القامشلي لاقناع “وحدات حماية الشعب” والجيش السوري بتثبيت هذه الهدنة. القيادة الكردستانية في جبل قنديل تعتبر ان فرصتها التاريخية لبناء مشروعها القومي قد حانت مع اقتناعها بان الاميركيين يدعمون مشروعها بقوة، وان التباين الاميركي – التركي يدفع بهذا الاتجاه. الروس نجحوا بالامس في المحاولة الثانية بفرض اتفاق اولي قبل الشروع بأي مفاوضات اليوم، متضمنا اربع نقاط:
1- وقف الاعمال القتالية، اعتبارا من الخامسة عصر امس.
2- اجلاء الجرحى والشهداء الى المشافي في القامشلي.
3 – العودة الى خطوط ما قبل الاشتباك.
4- الشروع في المفاوضات اليوم، بحضور وسطاء روس وايرانيين ولبنانيين، وممثلين عن الامن الوطني والدفاع الوطني ووحدات حماية الشعب الكردية.
الهدنة اعادت الى “الدفاع الوطني” المواقع التي فقدها خلال ستة ايام من الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي: الجزء الجنوبي من حي النشوة الشرقية، معهد المراقبين الفنيين، فرن الباسل، وكليتي الاقتصاد والهندسة وفرع جامعة الفرات، ودوار الجندي المجهول على الاطراف الجنوبية لحي الغويران العربي في المدينة. التسوية تتضمن دمج وحدات “الدفاع الوطني” في المدينة، بقطعات الجيش السوري في المنطقة، استجابة لمطلب كردي بتحجيم حضور هذه الوحدات في الحسكة خصوصا انها تنافس “وحدات حماية الشعب” الكردية على تجنيد ابناء العشائر العربية. ولكن الادارة السيئة لهذه الوحدات والتجاوزات التي ارتكبتها في المدينة منحت الاكراد فرصة التصعيد ضدها، والاشتباك معها، وتحجيم دورها.
لكنه يصعب تصور انعقاد اي تسوية بين “وحدات حماية الشعب” الكردية، وبين الجيش السوري، لا تكون على حساب الاخير، كما جرت العادة في كل التسويات التي انهت خلافات كثيرة سابقة، كانت “وحدات حماية الشعب” تنتهزها لتتقدم في الحسكة التي باتت تسيطر على ثلثيها، والقامشلي التي تقلصت رقعة سيادة الدولة السورية فيها الى بعض المربعات. وبعد ثلاثة اعوام تكتيكية واختبارية في الادارة الذاتية اولا، تقدم الاكراد نحو الفدرالية التي بدأت تشق طريقها، اذ اكتفوا ان ترتفع في السابع عشر من آذار الماضي، ايدي مئتي شخص في قاعة للاتحاد الديموقراطي الكردي في بلدة الرميلان في الجلسة التي ادراها الدار خليل، قيادي في حركة المجتمع الديموقراطي”، كي تتحول الجزيرة الفراتية السورية، الى قاعدة لانشاء كيان كردي تسارعت الخطوات نحوه بعد ثلاثة اعوام من الادارة الذاتية. وبنيت وقائع على الارض ومؤسسات منتخبة ومجالس محلية، وجيش بات يعد ما بين ثلاثين الفا الى اربعين الف مقاتل، يعتقد الاتحاد الديموقراطي، والعمال الكردستاني برسوخها استنادا الى رهانات، تبين حتى الآن صحتها.
النهار : مقاطعة عونية “أولية ” لمجلس الوزراء ماذا بعد هجوم المشنوق على “السرايا”؟
كتبت “النهار “: ليس خافياً ان ثمة مناخات تصعيدية عادت تظلل المشهد السياسي الداخلي وتبدو بمثابة “مقبلات ” تمهيدية لاستحقاقات أيلول المفصلية ولا سيما منها المحطة الحوارية المقبلة التي ستعني الكثير بالنسبة الى رسم الخط البياني للأزمة السياسية بشقيها الرئيسيين المتصلين بمسألة الفراغ الرئاسي وبقانون الانتخاب. ذلك ان ملامح التسخين السياسي التي برزت في الايام الاخيرة، وكان آخر حلقاتها الحديث التلفزيوني للامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله مساء الجمعة بنبرة حادة حيال “تيار المستقبل” بعيد تفجير وزير الداخلية نهاد المشنوق قنبلته التي أثار فيها موضوع “سرايا المقاومة” ناعتاً اياها بـ”سرايا الفتنة والاحتلال”ـ لفحت المشهد السياسي برياح حارة بات يصعب معها استبعاد تأثيراتها القريبة المدى على المحطات الحوارية الآتية سواء في ما يتصل بالحوار الثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” أم في ما يتصل بالاستحقاقات الاكبر لجهة الازمة الرئاسية الموصومة بالانسداد. ولم يكن ينقص هذه اللوحة عنصر تصعيدي اضافي جديد، فاذا به يطل عبر تلويح “التيار الوطني الحر” بخطوات تصعيدية في المقلب الحكومي من زاوية ترجمة اعتراضه على التمديد للقيادات العسكرية في الجيش عقب صدور قرار وزير الدفاع سمير مقبل السبت بتأجيل تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير.
هل يقاطع فعلاً وزيرا “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والياس أبو صعب جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل كما لمح نواب ومسؤولون في “التيار” في الايام الاخيرة؟
مصدر في “تكتل التغيير والاصلاح” أبلغ”النهار” مساء امس ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي فتح الباب أمام اهتزاز عمل الحكومة، وثمة تالياً اتجاه الى مقاطعة وزيري “التيار” جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، مرجحاً ان ينضم وزير حزب الطاشناق اليهما، علماً ان القرار النهائي في هذا الصدد سيتخذ في اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” غداً الثلثاء. لكن المصدر سارع الى التوضيح ان هذه الخطوة لا تعني اعتكافاً ولا استقالة من الحكومة بل هي “جرس انذار للجميع” كما قال، مشيراً الى ان الجو سيتدرج تصعيداً “وهي مناسبة لنقول اننا موجودون واستعادة الدور تبدأ باستعادة دور المؤسسات التي نحن شركاء فيها”. وفيما رفض المصدر تحديد طبيعة الخطوات التصعيدية المقبلة، أكد ان “اي تحرك شعبي لن يكون الا من باب ان يمسك الشعب بقراره وفي مواقيته”. وأضاف ان ما حصل في موضوع تأجيل تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع بالاضافة الى موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي تفيد معطيات ان بشائره قد تأجلت الى اوان غير محدد يعنيان انه من الطبيعي ان يتم التصعيد في صورة متدرجة في انتظار جلسة الخامس من أيلول الحوارية وجلسة 7 ايلول المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية “اذا كانت لا طعم لها ولا لون ولا أفق منظورا لها كسابقاتها”.
في أي حال، علمت “النهار” ان موضوع التعيينات العسكرية سيغيب عن الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس. وفي تقدير مصادر وزارية في هذا الاطار انه من المستبعد حصول تشنجات تهدد إستمرار الحكومة إنطلاقاً من مصالح “التيار الوطني الحر” في الحكومة وكذلك إنطلاقا من المواقف الاخيرة للسيد نصرالله من حيث دعوته الى تفعيل العمل الحكومي. ولفتت الى ان الاهتمام الداخلي منصب على متابعة التطورات الاقليمية وخصوصاً اللقاء الذي سيعقد هذا الاسبوع في جنيف بين وزيريّ الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ويستمر يوميّن والذي ينتظر أن يكون موضوع لبنان مطروحاً فيه من زاوية الحرص على عدم إمتداد الارهاب الى هذا البلد.
اللواء : إرباك عوني: لا استقالة ودراسة جدوى الاعتكاف رئاسة الجامعة وتطويع ضباط ورتباء على جدول أعمال مجلس الوزراء الخميس
كتبت “اللواء “: يدخل شهر آب بدءاً من اليوم في العد العكسي، على وقع انسداد، لا لبس فيه، في أفق الرئاسة الأولى، وفي العلاقات السياسية بين الأطراف، حيث يطغى الجدل العقيم على أية محاولة لتلمّس الطريق للخروج من الأزمة السياسية المستفحلة، في ظل إصرار تحالف حزب الله – عون على فرض أحادية رئاسية مغلقة بمعزل عن عمل المؤسسات أو الاحتكام إلى الانتخابات الديمقراطية في المجلس النيابي لإنهاء الشغور الرئاسي.
في هذا المناخ يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية الخميس المقبل في 25 الجاري وعلى جدول أعماله برنامج حافل من 127 بنداً بينهم 28 بنداً من الجلسة الماضية.
الجمهورية : تحذير من الوضع المالي والسياسي وبرِّي: الحلّ بالسلة المتكاملة
كتبت “الجمهورية “ : بدا أنّ البلاد تنحو إلى مزيد من الاهتراء، وعودة الوضع الداخلي إلى المربّع الأوّل، في ضوء تبادُل الاتّهامات بالتعطيل واستمرار الاشتباك السياسي بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” بعد كلام أمينِه العام السيّد حسن نصرالله عن وجود أنصار لـ”جبهة النصرة” داخل الحكومة، والهجوم الذي شنّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على الحزب من بوّابة “سرايا المقاومة”، والذي تزامنَ مع الحديث عن فشَل محاولة الاتفاق بين رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون والرئيس سعد الحريري على رئاستَي الجمهورية والحكومة.
وفي ظلّ هذه الأجواء المشحونة، تواصلت الدعوات إلى ضرورة اغتنام فرصة الحوار الوطني المنتظَر مطلع أيلول، لإنتاج حلّ متكامل تحتويه السلّة المطروحة،
علماً أنّ الوضع المالي بدا ينذِر بعواقب خطيرة على البلاد والعباد، إذ المطلوب اتّخاذ الإجراءات السريعة لتلافي هذه العواقب التي ستبرز في حال عدم تمكّنِ لبنان من تسديد استحقاقات ماليّة تبلغ 7 مليارات من الدولارات خلال السنة المقبلة. ولوحِظ أنّ وزير المال على حسن خليل يستمرّ في إطلاق تحذيرات في هذا الصَدد في وقتٍ تبدو الطبقة السياسية قد صمَّت آذانَها “كأنّ الدنيا بألف خير”.
وفي الوقت الذي تسود مخاوف مِن انفراط عقدِ الحكومة بفِعل الخلاف على التعيينات العسكرية وسواها، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس اطمئنانه الى بقاء الحكومة، “على رغم أنّها بمثابة حكومة مستقيلة”، واستبعَد حصولَ استقالات فيها، خلافاً لِما يُشاع هنا وهناك عن احتمال حصول مِثل هذه الاستقالات بسبَب ملفّ التعيينات العسكرية.
وتوقّع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي بقرار يتّخذه وزير الدفاع بعد عرضِ الموضوع في مجلس الوزراء، وذلك على غرار قراره الأخير بالتمديد للأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير.
وردّاً على سؤال حول ما يتردّد من أنّ حلّ الأزمة بات مرهوناً بما ستؤول إليه التطوّرات في المنطقة، قال بري: “مهما حصل في الخارج، ومهما جاء من الخارج، لا حلّ للأزمة اللبنانية إلّا بالسلة المتكاملة، ولا جدوى من انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة”.
وحول السجال الدائر بين حزب الله وتيار “المستقبل”، قال بري إنّ على الطرفين “أن يختارا بين الاستمرار في السجال وبين التوافق”.