يحاول ليبرمان خلق قيادة فلسطينية بديلة موالية لاسرائيل رغم فشل هذا الامر في السابق من خلال روابط القرى: دان مرغليت
إن اعلان افيغدور ليبرمان أنه سيتجاوز أبو مازن وسيتحدث مع شخصيات فلسطينية هو مثابة فشل متواصل. لقد جربت اسرائيل ذلك من خلال اقامة روابط القرى في يهودا والسامرة. ورغم فشل هذه الخطوة، إلا أنها كانت أقل سوءً مقارنة مع الاحداث في قطاع غزة.
لقد أرادت اسرائيل القضاء على م.ت.ف في الحدود الجنوبية، وقامت بتشجيع نشاطات المسلمين المحافظين تحت غطاء باحثين اجتماعيين، وكانت راضية عن نفسها الى أن تحولت المنظمة الجديدة الى حماس منذئذ وحتى الآن.
والى حين هبط ليبرمان في وزارة الدفاع، كانت العبرة من المهزلة قد أُخذت. الأمة تستطيع احيانا أن تفرض على جارتها اقامة حكومة كفزلنغية (نسبة الى فدكون كفزلنغ، رئيس حكومة النرويج برعاية النازيين الى أن تم اعدامه في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945. والذي أصبح اسمه يرتبط بالتعاون المرفوض). ولكنها لا تستطيع أن تفرض قيادة شرعية على أمة اخرى، لا سيما عند الحديث عن شعب معادي.
إن اقتراح ليبرمان لن يصمد، بل هو سيثقل على اسرائيل. لا أحد في العالم يؤمن بأن السلطة الاسرائيلية تعاني من الفوضى الخطيرة، ليجرؤ وزير الدفاع على الاعلان عن سياسة خاصة به في موضوع مركزي بدون الحصول على موافقة رئيس الحكومة والكابنت. أعداء اسرائيل سيفسرون ذلك على أنه تعاون بين بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان من اجل شطب السلطة الفلسطينية عن الخارطة خلافا لرغبة معظم دول العالم.
لكن الحقائق أقوى من المنطق. ليبرمان يسمح لنفسه وباسم الدولة بالحديث عن سياسة لم يتم نقاشها في الحكومة، ونتنياهو يصمت ويعلن أنه سيستخدم وسائل رسمية حكومية – الادارة المدنية في المناطق – من اجل تحقيق سياسة الفرد. وكل ذلك فصل مركزي في سلوك الفيل في حانوت الزجاج. وهو ما زال يهدد د. افيحاي مندلبليت بأنه اذا لم يقم بتفسير القانون حسب رغبته، فهو سيظهر في محكمة العدل العليا للاستئنافات مع محامي خاص ضد المستشار القانوني.
نتنياهو منشغل الآن. فهو مسؤول عن وزارات كثيرة. وهناك هجرة من مكتبه. ولكن يجب عليه كبح الثور الهائج.
اسرائيل اليوم