من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: تركيا تعلن بدء الغارات على داعش بالتزامن مع روسيا والتنسيق معها تقدُّم الجيش السوري والحلفاء في محاور الراموسة ومعارك ضارية الفرزلي وقانصو وبارود ومنصوري: صيغة المجلسين فرصة ما قبل الانهيار
كتبت “البناء”: ببينما بدأت تركيا محاولات إظهار حسن النيات وتقديم أوراق الاعتماد، لإثبات جديتها في ترجمة التفاهمات مع موسكو، وتأكيد قطع كلّ صلة لها بتنظيم داعش عبر انطلاق سلاح الجو التركي بالتنسيق مع الطيران الروسي لتنفيذ غارات متزامنة على مواقع داعش في الرقة شرق سورية، كانت موسكو وطهران ودمشق مع قيادة المقاومة، على جهوزية ساعة الصفر لهجوم بدأ ليل أمس على محاور جنوب غرب حلب، تحت غطاء ناري كثيف، شاركت فيه الطائرات والصواريخ والمدفعية، وبدأت تظهر نتائجه تباعاً بتقدّم ملحوظ للوحدات المهاجمة في منطقة الراموسة وتجمّعات شقق 1070 ومعامل الدباغات، حيث أفادت مصادر عسكرية في حلب لـ “البناء” بعد منتصف ليل أمس أنّ المعارك التي تشهدها محاور الاشتباك تشبه تلك التي شهدتها حلب قبل أيام مع هجمات جبهة النصرة على كليتي التسليح والمدفعية، ولكن بصورة معكوسة هذه المرة.
حلب التي سترسم معادلة المنطقة، تنضج معادلاتها بسرعة على أيدي الجيش السوري ورجال المقاومة، لكن معادلات لبنان تبدو في حال الخطر، وفق ما أجمع عليه من قراءة للمخاطر المحدقة بمستقبل لبنان، المشاركون في الندوة الحوارية التي بدأت حلقتها الأولى يوم أمس بدعوة من “البناء” والشبكة الوطنية للإرسال “أن بي أن”، برعاية رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو وشارك في حلقتها الأولى تحت عنوان الإطار السياسي لصيغة مجلسي النواب والشيوخ من اتفاق الطائف إلى الفراغ الرئاسي وهيئة الحوار الوطني، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي والوزير السابق للداخلية زياد بارود والأستاذ الجامعي في القانون الدستوري وسيم منصوري، وناقشوا في الندوة ظروف وفرص وفرضيات نجاح وفشل المسعى الذي يقوده رئيس المجلس النيابي نبيه بري نحو فتح كوة في جدار الأزمة المغلقة، وإحداث اختراق يأخذ البلد من الانسداد الذي يدور فيه حول نفسه دون مؤسسات دستورية، فعلية منذ ثلاث سنوات، حيث المجلس النيابي ممدّد لنفسه، ورئاسة الجمهورية في فراغ مستديم، والحكومة في حال عجز وشلل أقرب إلى تصريف الأعمال.
أجمع المشاركون على اعتبار الأزمة الراهنة التي تتزامن مع ظرف إقليمي متفجّر، من أخطر ما مرّ به لبنان من أزمات منذ ولادة أول عهد سياسي ميثاقي في منتصف القرن التاسع عشر، وتوصيف تراجع مكانة لبنان في الاهتمامات الدولية والإقليمية، بالتلازم مع ربط فرقاء لبنانيين فاعلين للحلول بالتفاهمات الإقليمية والدولية من أبرز مظاهر الارتهان والضعف والتأزم، وصولاً لما قد يؤدّي لانهيار النظام السياسي ومعه مؤسسات الدولة، والخارج لا يعنيه سوى أن لا يتسبّب لبنان بتداعيات أمنية خطرة.
في قراءة الأزمة الراهنة توافق المشاركون على أنّ استيلاد صيغة لتكوين المؤسسات الدستورية، تلبّي حاجتين متلازمتين، هما الإصلاح السياسي وطمأنة المكونات تجاه ما تختزنه من خوف وقلق وجودي، لن يجد له مبرّراً دون السير بصيغة مجلسي نواب وشيوخ، لا تبقى حاجة ولا مبرّر لهما إلا بالأخذ بنص المادة الثانية والعشرين من الدستور التي أقرّت في اتفاق الطائف، ليكون مجلس النواب خارج القيد الطائفي، ومجلس الشيوخ ممثلاً للطوائف، للنظر في القضايا التي يمكن تسميتها بالمصيرية، وإلا لا حاجة لمجلسين طائفيين.
التحذير الأخطر الذي أطلقه المشاركون كان من بلوغ تشرين الثاني دون توافق سياسي على قانون انتخاب جديد، ووضع اللبنانيين بين خيارين أحلاهما مرّ ومدمّر في آن، التمديد مرة جديدة للمجلس النيابي، أو إجراء الانتخابات النيابية في حزيران العام المقبل على أساس قانون الستين، الذي لن ينتج إلا انفجاراً يأكل الأخضر واليابس، داعين القوى السياسية إلى الحزم بإعلان رفضها للخيارين وتحميل من يماطل في بلوغ التوافق مسؤولية الخراب الآتي لا محالة، لأنه مع حسم اللاتمديد واللا انتخابات على أساس قانون الستين، سيكون الانتظار، انتظاراً للسقوط نحو المؤتمر التأسيسي، وما يعنيه من بحث جذري عن دستور جديد للبلاد، يجب أن يفهم الذين يراوغون في التوصل لتفاهم وطني على تطبيق مضمون الدستور وما تبقى من اتفاق الطائف المعادلة التي يرسمها موقفهم، إسقاط الطائف بيد من يدّعون التمسك به لأنهم حصروا التطبيق بما يناسبهم منه، ولمّا وصلوا لما ينقذ البلد من الخراب تهرّبوا من المسؤوليات، فيقع البلد في فراغ عميم، لا يخرجه منه إلا مؤتمر تأسيسي سيذهبون إليه بأعين مفتوحة بسبب العناد والمكابرة، بينما الفرصة لتفاديه مدوّنة وموثقة في الطائف نفسه وتبدأ بالمادة التي تنص على انتخاب مجلس نيابي وطني لا طائفي وإنشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف وينظر في القضايا المصيرية.
السفير: بند في “الصفقة”؟ وماذا عن بقية الفصائل؟ ولماذا زيارة ظريف لتركيا؟ توسع عسكري روسي.. و”حرب” تركية على “داعش”!
كتبت “السفير”: لقاء سان بطرسبورغ يعزز الغموض السوري. لكن شيئا ما يتحرك ما بين موسكو وأنقرة وطهران. اللقاء الثلاثي الأطراف للاتراك والروس عقد، ووزير الخارجية الايراني حسن جواد ظريف في العاصمة التركية اليوم، بعد اتصال بينه وبين نظيره الروسي سيرغي لافروف. اما نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف فسيكون في طهران الاثنين المقبل.
لم يقدم لقاء سان بطرسبورغ حتى الآن اجابات شافية لما دار بين الرئيس فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، او لما دار في الاجتماعات الثلاثية الاضلاع (الجيش والاستخبارات والخارجية) للدولتين. “الدرة اليتيمة” التي نطق بها الاتراك أمس تمثلت بالاعلان عن الرغبة في المشاركة مع الروس في الضربات الجوية ضد تنظيم “داعش” حتى لا يتكاثر في سوريا وغيرها.
الاتراك الذين ما زالوا يقولون إن لا مكان للرئيس بشار الاسد في المستقبل، لم يتطرقوا الى “انعطافة” تركية حول الشأن السوري. صحيح ان سلوكهم الميداني كان يشتهي انتصارا “داعشيا” مثلا في مدينة عين العرب في العام الماضي، ورعاية امنية وحدودية لتمديد عصابات التكفير في الاراضي السورية، وهو بهذا المعنى تحوّل تركي يجب مراقبة جديته، الا انه حتى الان ليس “انعطافة”، والاعلان عن الرغبة في محاربة “داعش” في حد ذاته يبدو ملتبسا، طالما ان لائحة الارهاب الخاصة ببوتين، “الصديق” الجديد لاردوغان، تشمل فصائل اخرى لا تقل تكفيرا وارهابا عن “داعش”، على غرار “نور الدين الزنكي” و “احرار الشام” و “جبهة النصرة”، وهي فصائل الكثير منها يتمتع بالحضن الدافئ للاجهزة الأمنية التركية.
ويعزز هذا الغموض سيل التكهنات والتساؤلات. هل تمّت مقايضة روسية ـ تركية، يتخلى بموجبها الروس عن الاعتراف بالتمثيل الكردي في موسكو ودعم قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية في الشمال السوري، مقابل اجراءات تركية فاعلة لضبط حدودها المفتوحة امام السلاح والمقاتلين؟ هل تطرق لقاء سان بطرسبورغ الى مصير جثث الجنود الروس الخمسة في ادلب؟ وهل تقوم الاجهزة الامنية التركية حاليا باتصالات لسحبهم من هناك وتسليمهم الى “الحليف” الروسي المستجد؟ هل ينعكس التطبيع بين انقرة وموسكو على مصير الجبهات السورية، وتحديدا في حلب؟ وماذا سيكون موقف الايرانيين في ما لو كان هناك مثل هذه التفاهمات؟ ثم، الا يظهر نوع من الفتور الاميركي تجاه هذا التقارب إن صح التعبير بين روسيا وتركيا؟ وتتوالى التساؤلات.. لماذا هذا الصمت في دمشق؟ وهو صمت غالبا سينجلي بعد ان تتلقى العاصمة السورية زيارة من مسؤول روسي يضعها في اجواء سان بطرسبورغ. والاهم الآن، هل ستتجلى نتائج أي تفاهمات روسية ـ تركية في الاسابيع القليلة المقبلة، ام ستمتد الى ما بعد جلاء صناديق الانتخاب الاميركية عن رئيس جديد في البيت الابيض؟
الاسئلة كثيرة، لكن الاوضاع الملحّة في كل من انقرة وموسكو، قد تعجّل في إبراز ملامح التفاهمات بينهما. ولعل طاولة مفاوضات جنيف التي كان يفترض أن تلتئم في آب الحالي، قد تمنح مؤشرات اضافية على ما يمكن أن يكون.
اللافت الآن، أن موسكو كأنها تنتهج سياسة متعددة الأوجه. التطبيع مع اردوغان الجريح، يوازيه تصعيد في الدور السوري. موسكو الآن لاعب اساسي في تفاصيل التفاصيل المتعلقة بالهدنة في حلب. الإعلان الآن عن احتمال توسيع قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية، قد لا يكون عبثيا وهو يترافق مع الاعلان ايضا عن مناورات بحرية كبيرة قبالة السواحل السورية خلال الايام المقبلة، على الرغم من التوتر المستجد مع اوكرانيا والغرب في شبه جزيرة القرم.
وتبدأ المناورات البحرية الاثنين المقبل، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع الروسية، بمشاركة سفينتي “سيربوخوف” و “زيليوني دول” الصاروخيتين ومجموعة من السفن المساندة، وذلك بهدف “التحقق من قدرة قوات الأسطول على تسوية الأزمات المتعلقة بالتهديدات الإرهابية”.
الاخبار: الكلمة التي أطاحت “مستقبل” سعد الحريري!
كتبت “الاخبار”: كلمة واحدة كانت كفيلة بضرب خاصرة الرئيس سعد الحريري وتهديد مستقبله السياسي. بعد سنوات من وصفه ولي العهد السعودي محمد بن نايف بـ”السفاح”، نجح الأخير في فرض رؤيته لحل مشاكل شركة “سعودي أوجيه” ووضع اليد عليها، منتصراً بذلك على الأمير محمد بن سلمان الذي كان ينوي إنقاذها
لم تشفَع للرئيس سعد الحريري كل مُحاولاته التكفير عن ذنب اقترفه عام 2011، حين وصف ولي العهد السعودي محمّد بن نايف بأنه “سفّاح”، في تسجيل لإفادته أمام لجنة التحقيق الدولية بثّته قناة “الجديد”.
منذ ذلك الحين، لم تقُم للرجل قائمة، بعدما كلّفه “تجرّؤه” على “أولياء الأمر” ثمناً باهظاً، بدأ يدفعه من رصيد شركة “سعودي أوجيه”، حين اتُخذ قرار بعزلها من العمل في داخل السعودية، ما أوقع الحريري في مأزق مالي شديد، أوصل الشركة إلى حافة الإفلاس.
منذ فترة طويلة، والحديث يدور عن مستقبل الشركة، أو عن مطالبة السعودية بالحصول على نصف الأسهم فيها. رُغم كل المعلومات التي تتحدّث تارة عن قرب انهيارها، والقرار السعودي بمساعدتها تارة أخرى، تجزم مصادر مقرّبة من رئيس تيار المستقبل بأن “الشركة انتهت”، وما الإجراءات التي باشرتها المملكة سوى “خطوة أولى على طريق إفلاسها”. وأشارت إلى أن “كل الدلال الذي عاشه الحريري وتنعّم به طيلة السنوات الماضية بصرف عشرات المليارات من الدولارات ودعمه سياسياً وإعلامياً انتهى إلى غير رجعة”. بصريح العبارة “انتقم بن نايف لنفسه، ونجح ــــ بعد رفض كل المساعي التي قام بها أمراء سعوديون ــــ في فرض رؤيته على الأمير محمد بن سلمان الذي كان ينوي إنقاذ الشركة”. وتقرّر في النهاية أن “تضع جهة رسمية سعودية يدها على الشركة”، رجّحت المصادر أن تكون “مؤسّسة النقد العربي السعودي” التي ستتولّى حلّ مشكلة العمّال، وإدارة الأزمة المتعلّقة بهم.
منذ أيام، أمر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وزير العمل والتنمية الاجتماعية السعودي مفرج بن سعد الحقباني بالبدء بصرف رواتب الموظفين وتأمين احتياجاتهم بالتعاون مع الوزارات وسفارات الدول التي ينتمون إليها. شكّل هذا الإجراء بارقة أمل، فسّرها البعض بالتفاتة سعودية للحريري. لكن في الواقع، وبحسب معلومات مستقبليين بارزين، لم يكن هذا الأمر لإنقاذ الشركة التي تعاني من عدم قدرة على دفع رواتب العاملين فيها منذ منتصف عام 2015، بل هو “خضوع سعودي للضغط الذي تتعرض له المملكة من قبل دول كبيرة، تدخلت دفاعاً عن مواطنيها العاملين في الشركة، الذين يعانون من انقطاع مداخيلهم كما انقطاع الخدمات المرتبطة بوضعهم الوظيفي والقانوني، وفي مقدّمتهم فرنسا”.
وكانت شركة “سعودي أوجيه” قد دخلت في مفاوضات مع أطراف تجارية لبيع حصة تبلغ 60% من أسهمها، بهدف إعادة هيكلة الديون المتراكمة عليها. وتشمل هذه الديون الرواتب المتأخرة وتعويضات نهاية الخدمة، ومستحقات المقاولين، إضافة إلى قروض مستحقّة لعدد من المصارف السعودية والدولية.
وفي هذا الإطار، نقلت صحف سعودية أخيراً عن مصادر في “سعودي أوجيه” أن “4 جهات حكومية أوقفت الخدمات عن الشركة نتيجة تأخر الرواتب”، وهي وزارة الداخلية ووزارة العمل والتأمينات الاجتماعية ومجلس الضمان الصحّي. وتحدّثت الصحف عن “توقّف خدمات تجديد الإقامات لعدم تسديد الشركة التزاماتها للتأمينات الاجتماعية، وكذلك التأمين الصحي”. وكشفت أن السلطات السعودية باشرت إجراءات لمعالجة قضية موظفي الشركة، من خلال تخيير العمالة المتوقفة رواتبها بين نقل خدماتها إلى كفيل آخر أو تجديد الإقامات مجاناً، أو إعطائها تأشيرة الخروج النهائي لمن يرغب في مغادرة البلاد.
بعد أسابيع قليلة ستتضح الصورة أكثر، ليتبيّن مصير الشركة التي يرجّح أنها ذاهبة نحو الانهيار الحتمي. ولكن، ما معنى ذلك وتأثيره على مستقبل الرئيس الحريري سياسياً في لبنان؟
تستغرب مصادر المستقبل أن “لا تعي المملكة خطورة ما تقوم به تجاه الرجل”. صحيح أن “الحريري ارتكب من الأخطاء السياسية ما لا يحصى منذ عام 2009، لكن لا يُمكن التعاطي معه بهذا الأسلوب”. فهذا “سعد الحريري ابن رفيق الحريري الذي قضى لأنه دافع عن مشروع السعودية في لبنان، وليس مبرراً القول إن الأولوية اليوم هي للصراع في اليمن وسوريا، وإن الساحة اللبنانية محيّدة عن الصراع في المدى المنظور”. وترى أنه في حال الإفلاس عليه أن “يقرر هو مستقبله السياسي، وما إذا كان في استطاعته الاستمرار، وخصوصاً أن كل التسويات معلّقة على وقع التطورات الإقليمية والدولية، ويمسك بها داخلياً حزب الله الذي لم يعلن حتى اليوم موقفاً واضحاً من الحريري والقبول به كرئيس للحكومة في حال نجحت التسوية”. أما عن أزمة الرواتب في تيار المستقبل في لبنان فهي “مرشحّة للتفاقم، وكل الوعود التي قدمت للموظفين خلال الأشهر الماضية تبخّرت، لأن الأزمة المالية قائمة ولا بوادر لحلها في المدى المنظور”، مرجّحة أن ينفجر الوضع داخل التيار “خلال شهرين أو ثلاثة على أبعد تقدير”.
الديار: 3 سنوات لعون و3 سنوات لفرنجية… هل معقول؟!
كتبت “الديار”: على وقع معارك حلب، بتداعياتها السيكولوجية والسياسية، يحاول تنظيم “داعش” وما باتت تسمى بـ”جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة) اختراق الشمال اللبناني ثانية، ولكن بطريقة مختلفة هذه المرة وسيكون لها تأثيرها على مجمل الساحة اللبنانية…
وتشير معلومات موثوقة الى ان خطة الاختراق تستند الى تأكيدات من جهات لبنانية تنتهج خطاً عقائدياً قريباً من خط التنظيم والجبهة بأن الوضع اللبناني هو “حتماً” في الطريق الى الانهيار، حتى ان هذه الجهات تلجأ الى تصريحات لمسؤولين لبنانيين في هذا الاتجاه…
المسألة لا تتعدى، في المرحلة الاولى، اكثر من “الضرب على الزجاج”، فالدولة تتناثر في لبنان الذي سيشهد تباعاً سلسلة من الانفجارات السياسية والاجتماعية التي تستتبع، حتماً، انفجارات امنية لا بد من اتخاذها كمظلة للنفاذ ليس فقط الى الشمال اللبناني بل الى العمق…
واللافت ان المعلومات تشير الى ان مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية ستشهد تطورات على الساحة السورية قد تساعد او تفرض العودة، وبقوة، الى لبنان، ليتبين من قراءة دقيقة لهذه المعلومات ان هناك عواصم اقليمية ترعى، بصورة او باخرى، التنظيمات المتطرفة، ستؤمن “بطريقتها الخاصة” ما يمكن ان يسمى “الغزوة الثانية” للبنان.
هذا من اجل ارساء قواعد جديدة للعبة الداخلية في لبنان، وان اقتضى الامر خوض مواجهة مع “حزب الله” ومع التأكيد على ان هناك خلايا لم يتم اكتشافها حتى الان، ويمكن لها ان تصعد الى السطح بمجرد ان تعطى لها الاوامر بذلك.
هذه ليست المعلومات الوحيدة التي يتم تداولها وراء الضوء، ثمة احاديث عن “اشهر خطرة” وان هناك من يعد لعمليات اغتيال حساسة وتكون لها تداعياتها الدراماتيكية على المشهد اللبناني.
احد المشايخ، وفي خطبة الجمعة، وصف الجمهورية اللبنانية بـ”الجمهورية الميتة” وحيا “جيش الفتح” وسلاطين بني عثمان، مشددا على ان الراية (اي راية) سترفرف في كل الانحاء.
وفي الاتصالات التي تجري من اجل الا تخرج جلسة الحوار بـ”سلة فاضية” في 5 ايلول المقبل، كان هناك من يحذر بأن التنظيمات الارهابية تتربص بالساحة اللبنانية، وانها تنتظر اي هزة سياسية او امنية او اجتماعية من اجل التسلل الى العمق اللبناني.
الاجهزة الامنية بكامل استعداداتها لمواجهة اي احتمال، هذا في الاوقات العادية، غير ان مسؤولين كبار يعتبرون ان فشل جلسة الحوار يعني الدخول في “النفق الكبير”، لا سيما وان الرهان على اي انقسام في الوضع الاقليمي استحال الى سراب.
مصادر ديبلوماسية عربية واجنبية تقول ان فشل المفاوضات حول اليمن يؤشر على ان الحل السوري قد يستغرق عقداً كاملاً. هذه مدة كافية لكي تختنق الدولة في لبنان ان بموجات النازحين، او بالتدهور الاقتصادي والاجتماعي.
والنتيجة ان التنظيمات المتطرفة ستكون جاهزة للتحرك مع محاولات دؤوبة للدخول في النسيج اللبناني، اي ان حالة الاجترار الراهنة لن تستمر. الكل يتحدثون عن انزلاق لبنان نحو المجهول مما يتسرب من الغرف المقفلة يشير الى التباين الكبير في النظرة الى المستقبل. هناك من يعتبر ان كل التطورات تعمل لمصلحة العماد ميشال عون الذي سيدخل الى قصر بعبدا قبل نهاية العام الحالي، وان حديث “التناغم” هو حديث حقيقي، ويمهد للسيناريو الخاص بالتمهيد للحدث السعيد.
النهار: سلام لـ”النهار”: لا إمكان ولا ظروف لمواجهة7 من خارج الأسماء الأربعة مؤهّلون للرئاسة
كتبت “النهار”: كما في مستهل كل جلسة لمجلس الوزراء، يكرر رئيس الوزراء تمّام سلام أمام ضيوفه المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت باعتبار ان استمرار الشغور الرئاسي أثر ويؤثر سلباً على عمل باقي المؤسسات الدستورية. وقال الرئيس سلام لـ”النهار” ان “لا حل الا بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام الحياة السياسية. وأؤكد ان لبنان يحتاج الى رئيس حكيم وحكم بين الناس، وثمة ستة أو سبعة أسماء من خارج الاسماء الاربعة المتداولة يمكنها القيام بهذه المهمة”.
ورداً على ما يحكى في أوساط “التيار الوطني الحر” عن حل رئاسي في أيلول أو مواجهة في تشرين، أبدى رئيس الوزراء تشاؤمه باقتراب موعد الحل اذ ان ايلول على الأبواب، ولا ضوء في الافق. وأضاف: “معاناتنا طويلة في ظل هذا القصور في الملف الرئاسي وهو قصور يتكرر منذ زمن الاستحقاق الرئاسي”.
لكنه لم يتخوّف من مواجهة “فالظروف غير مهيأة لمواجهة. ومن سيواجه من؟ لا امكان لمواجهات لان الجميع في مأزق ولو توافرت الظروف قبل اليوم لكانت المواجهة وقعت منذ زمن. الفعل الممكن هو الاستقالة من الحكومة، وهو لا يقدم شيئاً، بل بالعكس يسيء الى المؤسسات ويدفع الى انهيار اضافي. ولا يمكن تهديدي بهذا الأمر إذ انني حسمت أمري في هذا الاتجاه، وترددت أمام المسؤولية الوطنية. ولكن اذا صمم اللبنانيون على خراب بلدهم فلا يمكن أي قرار دولي ان يحفظ استقرارهم، فالمجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان لكن هذا الحرص يسقط أمام ارادة اللبنانيين”.
وأشار الرئيس سلام الى ان “الوضع المالي جيد، لكن الوضع الاقتصادي ليس جيداً. إلاّ أن الوضع المالي لا يمكن ان يستمر محصناً اذا استمر الوضع السياسي في التراجع، وقد اضطر مصرف لبنان الى اتخاذ اجراءات لاعادة هندسة الوضع المالي للمحافظة على الاستقرار المالي لانه يواجه وضعاً معقداً دولياً ايضاً”.
وعلمت “النهار” من مصادر وزارية ان الرئيس سلام إستطاع من خلال الحزم الذي أبداه في مستهل جلسة مجلس الوزراء العادية أمس أن يشيع أجواء مؤاتية لإقرار معظم جدول الاعمال ببنوده الـ59. فقد دعا الوزراء الى “وضع الخلافات جانباً ومباشرة إقرار المشاريع المطروحة لإن الناس لا يستطيعون إنتظار الجدل البيزنطي فيما قضاياهم جامدة”. ورفض “إثارة أي موضوع خارج هذا الاطار”. وأكد “أن المرحلة الحالية دقيقة كما أن إستمرار الشغور الرئاسي أخذ منحى مختلفا عن السابق في ضوء المبادرات الداخلية والخارجية التي لم تسفر عن أية نتيجة”.
وشدد على “ان خطة النفايات لا يجوز المسّ بها لأن البلاد لا تتحمل عودة شبح النفايات مجدداً”. وأعلن انه سيواكب عن كثب “تطور موضوع النفايات”.
وأوضحت المصادر ان ثمة بنوداً خلافية لم تبصر النور مثل موضوع معالجة بيروت لنفاياتها بالتفكك الحراري كما لم يمر موضوع تعيين فائض الاساتذة الثانويين وكذلك إتفاق رضائي مع إحدى الشركات في شأن مطبوعات وزارية.
الى ذلك، خطا مجلس الوزراء خطوة مهمة في ما يتعلق بقانون سلامة الغذاء بموافقته على إطلاق آلية تعيين رئيس الهيئة اللبنانية لسلامة الغذاء ونائب رئيسها وأعضاء مجلس إدارتها وذلك من طريق وزارة التنمية الادارية ومجلس الخدمة المدنية. ووصف رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاطف مجدلاني لـ”النهار” ما صدر عن مجلس الوزراء بإنه “خطوة جديّة” نحو تعيين الهيئة الوطنية لسلامة الغذاء. وقال انه اختيار الاشخاص الذين تنطبق عليهم شروط التعيين سيجري بناء على اقتراح من وزير التنمية الادارية، على ان يصار بعد ذلك الى إختيار الكفايات بحسب الاختصاصات. وقال: “لقد إنطلق قطار الهيئة للوصول الى تنفيذ القانون على ان يتم تعيين أعضاء الهيئة في غضون شهرين تقريباً”.
وفي سياق ملف النفايات، يشار الى ان طلاب حزب الكتائب نفذوا أمس اعتصاماً أمام مطمر برج حمود رفضاً لاقامته في المنطقة ولم يخل الاعتصام من مناوشات مع قوى الامن الداخلي.
على صعيد آخر، برز تأكيد جديد امس للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان “فرنسا ستكون حاضرة دائماً لضمان أمن لبنان”، مشدداً على “التعبئة الخاصة” من باريس “من اجل مسيحيي الشرق”.
المستقبل: الحكومة: سجال بين دي فريج وباسيل رفضاً لتسييس الملفات التقنية لجنة لنفايات بيروت.. وشهيب يرفض تعطيل “برج حمود”
كتبت “المستقبل”: لكي لا يلدغ البيارتة من الجحر نفسه، وحتى لا يعود النزف من الجرح نفسه فتتكرر تجربة الذل نفسها حين ضاقت الأرض بما رحبت على نفايات العاصمة الحاضنة لكل اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق، كان لا بد لبلدية بيروت أن تسارع إلى تدارس البدائل العلمية والتقنية والبيئية التي تتيح لها الاستقلالية في معالجة نفاياتها بآلية “التفكك الحراري” وعلى هذا الأساس جاء طلبها بالأمس من مجلس الوزراء استثناءها من الخطة المرحلية الموضوعة، الأمر الذي استمهل المجلس في الرد عليه مع الموافقة على تكليف لجنة برئاسة الوزير أكرم شهيب درس الملف و”العودة برؤية واضحة مبنية على معطيات”. في وقت كانت الخطة الحكومية المرحلية للنفايات تتعرض لتحرك “كتائبي” مضاد عند موقع مطمر برج حمود للمطالبة بوقف المشروع، وهو مطلب أعرب شهيب عن رفضه قائلاً لـ”المستقبل”: “بين أزمة تفشي النفايات في الشوارع والأحياء التي كادت تطيح ببيئة لبنان وبصورته وبآخر مواقع الدولة والسلطة التنفيذية، وبين الحل الذي اعتمدناه في “نهر الغدير” (الكوستابرافا) و”برج حمود”، فإنّ الخطة التي وضعناها هي الحل الوحيد الممكن والمقبول والعمل قائم ومستمر لإنهاء المرحلة الأولى منها”.
اللواء: الجيش يوجه ضربات قاسية للمسلّحين في جرود عرسال مقتل مساعد التلي… وأزمة النفايات إلى الواجهة من جديد
كتبت “اللواء”: صدقت التوقعات بالنسبة لمجلس الوزراء، مثلما صدقت توقعات تقرير “اللواء” الذي نشر قبل يومين بالنسبة لهيئة سلامة الغذاء، حيث أطلقت الجلسة التي اتسمت بالهدوء النسبي آلية تعيين أعضاء هذه الهيئة الملحوظة في قانون سلامة الغذاء، عبر وزارة التنمية الإدارية ومجلس الخدمة المدنية.
على ان أبرز ما أفرزته الجلسة وتزامن معها هو عودة أزمة النفايات إلى الواجهة من جديد، سواء من خلال المواجهات التي حصلت بين القوى الأمنية وطلاب حزب الكتائب ومعهم نشطاء من حملة “لبناني نظيف” الذين نفذوا اعتصاماً داخل مكب برج حمود، رفضاً لمشروع ردم البحر بالنفايات، وأعقب ذلك تضارب بالايدي والعصي وسقوط اصابات في صفوف المحتجين، أو من خلال “المواجهات الكلامية” التي حدثت في مجلس الوزراء، على خلفية طلب وزارة الداخلية والبلديات استثناء بلدية بيروت من الخطة المرحلية التي أقرّتها الحكومة قبل فترة لمعالجة أزمة النفايات التي استعصت على الحل أكثر من ثمانية أشهر، ثم لم تجد الحكومة حلاً لها سوى إقامة مطمرين في برج حمود و”الكوستا برافا”، وبطبيعة الحال لم يحسم النقاش الذي استحوذ على معظم أعمال الجلسة، غير ترحيل مشروع معالجة نفايات بيروت بواسطة التفكيك الحراري إلى اللجنة الوزارية التي يرئسها الوزير اكرم شهيب لاجراء بحث إضافي بما يتعلق بالخطة المستدامة والعودة برؤية واضحة مبنية على معطيات لعرضها على مجلس الوزراء.
الجمهورية: هولاند لتعبئة من أجل مسيحيّي الشرق… المـشنوق: لم أسوّق لعون
كتبت “الجمهورية”: ظلّت مدينة حلب في قلب الحدث، وتواصَلت الاستعدادات لجولة معارك جديدة فيها ستكون الأعنف، وسترسم مسارَ التحوّلات في المنطقة، في وقتٍ أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنّ إيصال مساعدات إنسانية إلى سكّان المدينة يتطلّب تهدئةً لمدة 48 ساعة. وفي هذه الأجواء جدّدت فرنسا دعمَها للبنان وأكّدت حضورَها الدائم لضمان أمنِه. ودعا الرئيس فرنسوا هولاند إلى “تعبئة خاصة من أجل مساعدة مسيحيّي الشرق في مواجهة معاناتهم”. أمّا في الداخل، فالملفات الخلافية تُراوح مكانها، وكذلك العقدة الرئاسية، في وقتٍ نفى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن يكون قد سوّقَ داخل تيار “المستقبل” فكرةَ ترشيح عون رئيساً، وأكّد لـ”الجمهورية” أنّ ما اقترَحه هو التفكير في خيارات بديلة، “حيث لن يكون النائب سليمان فرنجية مرشّحَ تيارالمستقبل إلى الأبد”. أضاف المشنوق: “نحن تيّار قرار ولسنا تيّار تشاور وانتظار، ويجب أن نضع خيارات بديلة أمامنا للخروج من الأزمة. أنا قلت نريد رئيساً، ولم أقل نريد العماد عون.
تتسارع الخطوات الدولية والإقليمية لرسم معالم مستقبل الحل السياسي للأزمة السوريّة. وفي هذا السياق، يزور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف طهران الاثنين المقبل لاجراء مراجعة سياسية واستراتيجية لعقدة حلب، و”البحث في تطوّرات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً ما يجري في سوريا”، كما أعلنَت السفارة الروسية في إيران. وعشيّة هذه الزيارة، ناقشَ وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف دعمَ جهود التسوية السوريّة.