من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: بوتين وأردوغان: غرفة متابعة سورية… ووزارة الدفاع الروسية: بدأ الهجوم بري: الساعون للفراغ يأخذوننا إلى الحرب الأهلية أو إلى المؤتمر التأسيسي
كتبت “البناء”: دخلت حلب ومحيطها بعد يومين من المناوشات والمراوحة العسكرية، المواجهات المتصاعدة منذ بعد ظهر أمس، حيث سجل اندلاع اشتباكات عنيفة على جميع محاور القتال، وبدأت هجمات متبادلة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، وجبهة النصرة ومَن معها من جهة أخرى، وبالتوازي اختتمت القمة الروسية التركية بالإعلان عن العزم على التعاون لبلوغ حلّ سياسي في سورية يضمن وحدتها ومحاربة الإرهاب، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن هدنة إنسانية لثلاث ساعات يومياً، يتوقف خلالها الطيران الروسي عن العمل في نطاق حلب وجوارها وهو ما لم تتأخر واشنطن عن إعلان تأييده، مع تأكيد موسكو على مواصلة العمل ضدّ الإرهابيين الذين حشدوا، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية، سبعة آلاف مسلّح لشنّ المزيد من الهجمات، بينما انتقل الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الروسية أيضاً، بعدما أوقع في الأيام القليلة الماضية ألف قتيل في صفوف الإرهابيين.
مصادر عسكرية في حلب أكدت لـ “البناء” أنّ خارطة المواقع العسكرية لم تتغيّر ليلاً باستثناء تقدم تدريجي للجيش السوري والحلفاء في منطقة الـ1070، بينما فشل هجوم جبهة النصرة على محاور معمل الإسمنت بتحقيق أيّ تقدّم، وهما المحوران الأشدّ اشتعالاً، بالإضافة لعمليات القصف التي استهدفت غرب حلب من مواقع جبهة النصرة، وأصابت باص ركاب مدنيين في حي الحمدانية ومباني سكنية سقط بحصيلتها أكثر من عشرة شهداء وعشرات الجرحى.
على المستوى السياسي، تبدو القمة الروسية التركية من وحي ما تضمّنته بيانات وزارة الدفاع الروسية تأكيداً على ثبات روسيا عند خيار مواصلة الحرب بأعلى مفاعيلها إلى جانب الجيش السوري والحلفاء، بينما تبدو تركيا متمسكة بالتوافق على قاعدة معادلتي، من المبكر إعلان القبول بدور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، والأساس حفظ وحدة سورية، وهي المفردة التي تعني في تركيا منع نشوء كيان كردي على الحدود.
قرار موسكو وأنقرة تشكيل غرفة عمليات ستبدأ اجتماعاتها اليوم في موسكو من ممثلين دائمين لوزارتي الخارجية والدفاع ولأجهزة الاستخبارات في البلدين، تكون على اتصال مستمرّ ومنتظم، لتنسيق المواقف والخطوات، وصفته مصادر روسية إعلامية بالبديل والرديف للصيغة التي نصّ عليها تفاهم موسكو بين الأميركيين والروس، وتلكّأت واشنطن عن وضعها موضع التنفيذ.
لبنانياً، كان تحذير رئيس مجلس النواب نبيه بري من خطورة التهاون في لعبة الفراغ، والتمادي في صناعة أسبابه، واستسهال تداعياته، من أنهم أرادوا أم لم يريدوا يضعون البلد أمام خطر الحرب الأهلية، أو المؤتمر التأسيسي. وكان الرئيس بري قد تحدّث إلى النواب في لقاء الأربعاء عن المشهد السياسي الكئيب الذي تعيشه البلاد في ظلّ عدم ملاقاة مساعيه لصناعة تفاهم الممكن، داعياً كلً طرف إلى تحمّل مسؤوليته.
رسمت نتائج جلسات الحوار وما قبلها أن الملف الرئاسي سيبقى معلقاً إلى أجل بعيد، الى حين أن تنضج التسويات وترسم معالم جديدة في المنطقة. ومع استمرار لبنان في إجازة الفراغ، مع تمديد عدد من السفراء إجازاتهم الصيفية، قرر الرئيس سعد الحريري الذي غادر بيروت من نحو أسبوع أن يأخذ إجازة طويلة سوف تمتد الى ما بعد جلسة انتخاب الرئيس في 7 أيلول.
وينقل قطب “ماروني” بارز عن مسؤولين بارزين في الفاتيكان “استياءهم من استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية”، ويشير الى ان “ما يهم الفاتيكان انتخاب رئيس في أسرع وقت يحظى بتوافق المكونات السياسية المسيحية والإسلامية، بغض النظر عن الاسم”. ويشير القطب الماروني نفسه إلى “أن الفاتيكان يرى في إبقاء الفراغ في الرئاسة الاولى إضعافاً للمسيحيين خاصة في ظل ما يجري في المنطقة وما يتعرض له المسيحيون”.
بري: مَن يدفع الأمور إلى الفراغ إما يريد مؤتمراً تأسيسياً أو حرباً أهلية
أما عين التينة، فاستعادت أمس، تقييم جلسات الحوار الثلاثية بالتفصيل، حيث جدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري التأكيد بحسب ما نقل عنه زواره امس لـ”البناء” أنه لم يقدم على أي شيء نتفق عليه من الناحية العملية قبل انتخاب رئيس، مستغرباً مواقف البعض لا سيما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الرافض للبحث في مجلس الشيوخ بغياب رئيس الجمهورية، علماً أنه كان تقدّم باقتراح قبل جلسات عدة لهيئة الحوار تشكيل مجلس شيوخ على أن تكون الدائرة الفردية للمجلس النيابي. وإذ أبدى مخاوفه من الفراغ، قال إن من يدفع الامور الى الفراغ كأنه يريد ان يدفع الامور إما اتجاه مؤتمر تأسيسي أو حرب أهلية.
وشدّد بري على ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم للخروج من الأزمة. وقال: “إن اتفاقنا على الحل بدءاً من رئاسة الجمهورية يسهّل مهمة رئيس الجمهورية”، واعتبر أن انتخاب الرئيس وحده لا يحل المشاكل والأزمات السياسية القائمة”.
السفير: الأمم المتحدة ترفض الخطة الإنسانية للروس وموسكو تصعّد غاراتها حلب بين ساعات الهدنة والحشد “الجهادي”
كتبت “السفير”: تتابع روسيا تكثيف غاراتها على مواقع الفصائل “الجهادية” على طول خط المعارك بين حلب وإدلب بالتوازي مع النشاط السياسي المستمر للتوصل إلى “قاعدة اتفاق” بين موسكو وواشنطن، تضمن عملية “فصل الإرهابيين” عن “الفصائل المعتدلة” وتخفف من بعض الضغط السياسي الناجم عن تطويق أحياء حلب الشرقية التي تضم نحو 250 ألف مدني، وذلك عبر عرض هدنة يومية لثلاث ساعات لإدخال مساعدات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتابع فيه الفصائل “الجهادية” حشد قواتها في محيط مدينة حلب لبدء ما تسميه “المرحلة الرابعة من ملحمة تحرير حلب”، بعد إغلاق الجيش السوري للثغرة التي فتحها المسلحون في الخاصرة الجنوبية الغربية للمدينة.
التصعيد السياسي والحركة الديبلوماسية المتواصلة خلال اليومين الماضيين ترافقت مع ضغط سوري ـ روسي ميداني كبير على مواقع سيطرة الفصائل المسلحة، إذ تمّ استهداف مواقع سيطرتهم ونقاط انطلاقهم في ريف إدلب الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي بشكل كثيف، بالإضافة إلى زيادة سلاح الجو الروسي لوتيرة غاراته على مواقع “جبهة النصرة” و “أحرار الشام” في مدينة إدلب.
خلال اليومين الماضيين لوحظ دخول سلاح المدفعية بقوة في المعركة، كذلك كشف “حزب الله” عن إشراكه طائرات من دون طيار استهدفت عربات ومواقع للمسلحين في ريف حلب الجنوبي.
هذه التطورات دفعت “عرّاب” الهجوم على حلب “الجهادي” السعودي عبد الله المحيسني لنشر تسجيل مصور لزيارة لم يتم التأكد من تاريخها، يفترض أنه قام بها إلى أحياء حلب المحاصرة بعدما تمكن المسلحون من فتح ثغرة إثر سيطرتهم على حي الراموسة جنوب غرب المدينة. وتوعد المحيسني خلال خطاب بـ “معارك طاحنة لتحرير حلب”، وبتجهيز “ألف انغماسي لشن هجمات صاعقة”. وجاء ذلك بالتوازي مع تصعيد إعلامي آخر تولاه المتحدث العسكري لـ”حركة أحرار الشام” أبو يوسف الهاجر، فأعلن عن “قرب انطلاق المرحلة الرابعة من تحرير حلب بعد استكمال عمليات الاستعداد لهذه المرحلة”.
وعلى الرغم من المؤشرات لقرب الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول سوريا، وهو ماكان أعلن عنه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في وقت متأخر من ليل الأربعاء ـ الخميس، إلا أن معضلة “فصل الإرهابيين عن المعتدلين” لا تزال حجر عثرة امام إتمام الاتفاق.
هذا الأمر أكده نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بقوله: “من المهم تحقيق الفصل الحقيقي بين المعارضة المعتدلة وتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في سوريا”، مضيفاً “الغرب لا يتبادل المعلومات معنا حول المسلحين الذين يتعاون معهم في سوريا، تصريحات الأميركيين حول تأييد العملية السياسية تدعو للشك، وما يحدث أمر مختلف تماماً”.
كلام ريابكوف يحمل إشارة إلى أن جبهات حلب ستبقى مشتعلة وخاضعة لقرار عسكري ببدء عملية منتظرة بعد استكمال التحضيرات لها، خصوصاً أنه بات ينظر للمدينة، وهي العاصمة الاقتصادية لسوريا، على أن معركتها ستكون الفيصل الذي سيحدد مصير الحرب بشكل عام.
وعلى الرغم من إعلان موسكو وصول اتفاقها مع واشنطن إلى نقاط متقدمة، إلا أنها تحرص على متابعة العمل على الجبهات الميدانية والسياسية، فبعدما عطلت قرار مجلس الأمن الداعي لـ “تهدئة غير محدودة الزمن”، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن “هدنة إنسانية” في حلب لمدة ثلاث ساعات يومياً بدءاً من اليوم الخميس، ليصار إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهدنة تتضمن ” إيقاف جميع العمليات العسكرية والضربات الجوية وضربات المدفعية خلال هذه الفترة”، مشيرة إلى أنها مستعدة “إلى جانب السلطات السورية لمساعدة جميع المنظمات المعنية على تسليم المساعدات الإنسانية بسلام إلى سكان حلب”.
الاخبار: الحريري يتسلى… في انتظار كلمة السعودية
كتبت “الاخبار”: فيما تنتظر القوى السياسية انتهاء إجازة الرئيس سعد الحريري لسماع كلمته بشأن الرئاسة، لا يبدو أن في جعبة رئيس تيار المستقبل ما يقدّمه، باستثناء انتظار كلمة السر السعودية، مع وعد بدعمه لتفادي تداعيات أي تسوية مقبلة. حتى ذلك الحين، يستمر الحريري بممارسة بعض “التسلية”
قرابة شهر سيمضي النائب سعد الحريري خارج البلاد، مُتنقلاً بين المغرب وفرنسا، على أن يعود في أوائل شهر أيلول. في طنجة المغربية، يُعوّل رئيس الحكومة الأسبق على لقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله وليّ وليّ العهد محمد بن سلمان.
همّه الأساسي يتركز على “تسوية أوضاعه المالية”، استناداً إلى مصادر رفيعة المستوى في تيار المستقبل. فقد تبيّن للحريري أنّ كلّ ما حُكي عن تدخلات سعودية لمساعدة شركة “أوجيه” على الخروج من أزمتها “ستكون على شكل قرض وليس هبة”، وهدفها ليس حل أزمته، بل تخليص الاقتصاد السعودي من كارثة عدم تلقي عشرات آلاف الموظفين لرواتبهم، وتحولها إلى مشكلة سعودية مع عدد من دول العالم، من فرنسا إلى الهند والفيليبين والمغرب وغيرها من الدول التي لا يتلقى مواطنوها رواتبهم منذ أكثر من 8 أشهر. كذلك فإنّ “الابن المُدلل” لحُكام الرياض، توصل إلى قناعة مفادها أنّ “جميع خيارات السعوديين سيئة، وهي ستؤدي حتماً إلى زوال إمبراطورية سعودي أوجيه، أو على الأقل، انتقال ملكيتها من آل الحريري إلى آخرين”. والنقطة البارزة هنا هي الكارثة التي ستحل بآلاف الموظفين اللبنانيين العاملين في الشركة، والذين لا يجرؤون حتى اليوم على رفع أصواتهم عالياً، للمطالبة بحقوقهم، خوفاً من أي إجراءات عقابية تطاولهم.
في هذا الوقت، يستمر الحريري بقضاء الوقت في المغرب، أملاً بلقاء الملك السعودي وابنه. أما الوقت المستقطع، فسيستغله للتوجه إلى فرنسا، حيث من المنتظر أن يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وتردّد في بيروت أن هذا اللقاء سيكون على هامش افتتاح منتجع سياحي كبير، أقامته “مجموعة نجم” اللبنانية، في الدائرة الانتخابية السابقة لهولاند الذي سيرعى اليوم حفل الافتتاح الذي يستمر لثلاثة أيام.
قوى سياسية كثيرة تنتظر عودة الحريري إلى لبنان، بعدما روّج الفريق اللصيق به أنه سيتخذ قرارات مهمة بشأن الانتخابات الرئاسية، بعد انتهاء “إجازته” الممتدة لنحو شهر. لكن مصادر مطلعة على نقاشات تيار المستقبل، تؤكد أن كل ما يفعله الحريري هو “التسلية” و”تضييع الوقت”، بانتظار كلمة السر السعودية. فرغم أن كلام السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري في الأشهر الماضية كان يجزم بعدم وجود فيتو من النظام الحاكم في بلاده على أي مرشح رئاسي، إلا أن رئيس تيار المستقبل يريد كلمة السر من “الصف الأول” في الرياض. وهو لا يجرؤ على عقد تسوية مع حزب الله تؤدي إلى انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية، من دون أن يتلقى ضوءاً أخضر ووعداً بالدعم من قبل حكام الجزيرة العربية. فما يؤرقه هو تآكل شعبيته، فيما جمهوره “لن يبلع” تسوية تؤدي إلى إيصال عون إلى بعبدا. كذلك لا يمكنه الرهان على العودة إلى السلطة رئيساً للحكومة لترميم شعبيته، لأن هذه العودة ستكون محكومة بـ”دفتر شروط غليظ” من حزب الله، يتضمّن اتفاقات مسبقة على إدارة الدولة، من تركيبة الحكومة إلى البيان الوزاري فالموازنة وملف النفط وقانون الانتخابات، وصولاً إلى السياسة الخارجية. و”دفتر الشروط” هذا يراه الحريري “وثيقة إذعان” ستدمّر ما بقي من شعبيته. وأمام هذا الواقع، لا يبقى من حل يحفظ ماء وجه رئيس التيار الأزرق، بحسب سياسيين وسطيين، سوى إمرار التسوية عبر “السلة المتكاملة” التي يتبناها الرئيس نبيه بري. حتى ذلك الحين، سيبقى الحريري يمارس “التسلية” بالتلويح تارةً بقرب تبنيه ترشيح عون، ثم العودة إلى التمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية. وبين الخيارين، “لا بأس برفع راية المرشح التوافقي”. أما الوقائع على الأرض، فلا تزال حيث هي: انتظار كلمة السر السعودية، مع وعد بالدعم يقي تيار المستقبل شرّ تجربة أشرف ريفي الطرابلسية.
على صعيد آخر، روّجت شخصيات في تيار المستقبل أنّه بعد انقضاء إجازة سفير السعودية في لبنان علي عواض العسيري، التي تستمر إلى أيلول المقبل، “سيكون قد اقترب موعد إحالته على التقاعد”، ما يعني أن آخر أيامه سفيراً لن تكون في لبنان. والمصادر نفسها ترى أن “من غير المفهوم ما إذا كانت السعودية ستعمد إلى خفض مستوى تمثيلها أو ستُعين سفيراً جديداً”.
في إطار آخر، زار وزير التربية الياس بو صعب عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لعين التينة أول من أمس، وإعادة لحم ما انقطع بين التيار الوطني الحر وحركة أمل. وكشف بو صعب بعد اللقاء عن وجود “تناغم بين رئيس المجلس ورئيس التيار الوطني الحر خلال لقائهما أمس”. ونبه من أنه “إذا لم تُعالج الأوضاع القائمة، وخصوصاً السياسية، فإننا قد نصل إلى أزمة أكبر”. وقال بو صعب: “عرضنا اليوم بشكل أساسي مواضيع تتعلق خصوصاً بالجامعة اللبنانية، وتوافقنا على ضرورة تقوية مجلس الجامعة وتأكيد انتخاب رئيس لها في أقرب فرصة، وتعيينه في مجلس الوزراء، وأن يأخذ مجلس الجامعة دوره حرصاً على الجامعة اللبنانية والطلاب وتقويتها”.
وكان بري قد تناول في لقاء الأربعاء ما جرى في ثلاثية الحوار، مؤكداً ضرورة تحمّل الجميع مسؤولياتهم للخروج من الأزمة، وقال: “إن اتفاقنا على الحل، بدءاً من رئاسة الجمهورية يسهّل مهمة رئيس الجمهورية، لأن انتخاب الرئيس وحده لا يحل المشاكل والأزمات السياسية القائمة”.
الديار: 5 أيلول : سلّة برّي أو الفراغ الكبير
كتبت “الديار”: ما قيل خلال اجتماع كتلة المستقبل برئاسة الرئىس سعد الحريري، ولم يجر تسريبه بطبيعة الحال، لا بد ان يفجّر اعصاب العماد ميشال عون. هذا ما قاله لـ”الديار” قيادي في تيار المسقبل، ليضيف ان “الشيخ سعد” كان في منتهى الاتزان والمسؤولية في مقاربته للطرح الخاص بتبني ترشيح رئىس تكتل التغيير والاصلاح.
تحدث حول ما للجنرال وما عليه. المشكلة الكبرى هي علاقته بـ”حزب الله” وكيف يمكن ان تؤثر على مواقفه حين يكون في قصر بعبدا. ولكن ما نقل عن الحريري هو انه لا يعتبر ان باستطاعة عون التخلص من تلك العلاقة التي يشدد على بعدها الاستراتيجي بالنسبة الى مسألة الدفاع عن لبنان.
ما نقل ايضاً ان الحريري واجه صعوبة في ضبط الايقاع. اعداء الجنرال كثيرون داخل الكتلة، والكل يزايد على الكل في هذه المسألة، والعبارات التي رددها البعض تتجاوز كثيراً ما يقال في الشاشات.
ثمة شيء نقل ويلفت الانتباه، وهو ان احد اعضاء الكتلة، او بعض الاعضاء، رأوا ان من غير الواقعي الاستمرار في ترشيح النائب سليمان فرنجية لان هذا الترشيح وصل الى طريق مسدود، والى حد القول ان من الافضل العودة الى تترشيح الدكتور سمير جعجع، مع ان وصوله الى سدة الرئاسة مستحيل، على البقاء في المراوحة الراهنة حول رئىس تيار المردة.
بالتالي، ترشيح فرنجية الذي كانت الغاية منه اختراق قوى 8 آذار ودفع “حزب الله” الى الزاوية لم يحقق سوى نتائج جزئية لم يعد مجدياً ولا مجزياً على صعيد “القطاف السياسي”، ودون ان تكون المراوحة لمصلحة تيار المستقبل وسياساته.
وبحسب القيادي في التيار، جرى التطرق الى الدور الايراني في التعطيل، واستعمال الورقة الرئاسية في لبنان كورقة تكتيكية في اي مقايضات اقليمية، ولكن دون التطرق الى موقف اي جهة اقليمية اخرى.
الذي يشغل بال “الصقور” في تيار المستقبل هو ما يصدر عن وزير الداخلية نهاد المنشوق الذي يعتبر ان عون يبقى افضل بكثير من الفراغ الذي يقود الى المجهول.
المشنوق سبق وتحدث عن “اقرار دولي جدي وكبير بشأن انتخاب رئىس الجمهورية قبل نهاية العام”. ثم ادلى بكلام اول امس حول قناعته بأن انتخاب الرئىس قريب. وهناك من تساءل عن سبب تراجع المشنوق من الاشارة الى “قرار دولي كبير” الى “القناعة الشخصية”، ودون تحديد المدى الزمني.
مساء، عاد المشنوق ليؤكد ان انجاز الاستحقاق الرئاسي سيتم قبل نهاية العام في حين يجري التداول باسم خامس باعتبار ان اسمي عون وفرنجية سقطا من السلة الرئاسية.
لماذا لا يقال الاسم علناً؟ في الاروقة الخلفية تشديد على العماد جان قهوجي. هذا هو هاجس عون الذي يدرس كل الخيارات لمنع التمديد له في قيادة الجيش، وإن كانت قد وصلته معلومات بأن عواصم دولية بالغة التأثير، تدعم وصول قائد الجيش بسبب ادائه في مرحلة تعتبر الاكثر تعقيداً، والأكثر خطورة، في تاريخ لبنان.
التمديد حاصل لا محالة، وللعام الاخير، باعتبار ان هذا هو عام الحسم مع تنظيم “داعش” الذي ينتشر على مساحة واسعة في جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وقد تكون للجيش اللبناني مهمة دقيقة وحساسة في سياق الخطة الخاصة باجتثاث التنظيم.
هذه الذريعة لا تقنع عون الذي يعتقد ان تغيير رأس المؤسسة لا يعني تغيير المؤسسة، كما ان الظروف الراهنة ليست من الخطورة بحيث تستلزم التمديد.
النهار: خريف مطلبي داهم… في عز آب خط عين التينة الرابية إلى تفاعل
كتبت “النهار”: اذا كان من دلالة للخطوة التي أقدم عليها المياومون في مؤسسة كهرباء لبنان أمس بقطع الطريق الرئيسية في الاتجاهين أمام مقر المؤسسة والتسبب باحتجاز أرتال من السيارات وركابها في ساعات الظهيرة، فهي أن الخريف المطلبي بدأ مبكراً وحاراً في عز آب منذراً بتصاعد الازمات الاجتماعية. وإذ يأتي التحرك الاحتجاجي للمياومين متزامناً مع استعدادات مماثلة لتحرك هيئة التنسيق النقابية لاحياء جملة مطالب لها في مقدمها سلسلة الرتب والرواتب، ترتسم في أفق المشهد السياسي تراكمات لا تبدو الحكومة قادرة على احتوائها فيما هي تتخبط في العجز عن بت ملفات معروضة على مجلس الوزراء وتؤجل من جلسة الى أخرى بفعل التناحر والخلافات الوزارية.
وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ان الجلسة العادية لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم والتي ستبحث في جدول أعمال من 59 بنداً ستشهد نقاشاً في بنديّن: الاول، يتعلق بطلب لمجلس الانماء والاعمار يتعلق ببلدية بيروت في شأن معالجة النفايات بالتفكيك الحراري، علماً ان إتفاقات النفايات الاخيرة جعلت بيروت ضمن مخطط يشمل مطمري الكوستابرافا وبرج حمود. ورجحت المصادر صدور توضيح يفيد أن خطوة البلدية هي بعيدة المدى وليست آنية. أما البند الثاني فيتعلق بإتفاق رضائي مع إحدى الشركات في شأن مطبوعات لوزارة الداخلية. وأوضحت المصادر ان هناك بنداً يحمل عنوان “تقرير إضافي أعدّه وزير الاتصالات” لكنه لن يطرح للنقاش نظراً الى غياب الوزير المعني بطرس حرب.
وسئلت المصادر عن تأثير الحوار الدائر حالياً بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و”التيار الوطني الحر” على عمل الحكومة، فأجابت بأن هناك سعيا من “التيار” لمنع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ورفض طروحات الوزير حرب في ملف الاتصالات. لكن الرئيس بري يحمل توجهاً مختلفاً سواء بالنسبة الى التمديد لقهوجي أو بالنسبة الى طروحات وزير الاتصالات وهي توجهات يلتقي عليها أفرقاء آخرون وخصوصاً لجهة التمديد لقائد الجيش والذي يبدو ان طرحه لن يكون في وقت قريب وسيتم التفرغ لمعالجته في أيلول المقبل تعيين رئيس جديد للاركان.
لكن المصادر لم تخف تخوّفها من تصاعد الازمات الاجتماعية، فيما تعاني الحكومة واقعاً مفككاً كان من نماذجه انفجار السجال الحاد بين الوزير حرب ووزير الخارجية جبران باسيل في اليومين الاخيرين وخصوصاً حول ملف الاتصالات بكل تشعباته، الامر الذي يجعل جلسات مجلس الوزراء عرضة لمزيد من المواجهات وتعثر القرارات المنتجة. وهي كانت تشير الى الرد العنيف لمكتب حرب امس على الهجوم الذي شنه باسيل عليه أول من أمس في ملف الاتصالات فوصفه الرد بـ”دونكيشوت الخارجية والطفل المعجزة الذي وصل في طرفة عين الى مراكز المسؤولية نتيجة ظروف صدفة المصاهرة”. وأعربت المصادر عن تخوّها من تداعيات التعقيدات السياسية التي برزت في جولات الحوار الاخيرة كما عبر الآفاق المعقدة للملف الرئاسي بما يضع الحكومة امام مرحلة جديدة من شد الحبال وتقييد انتاجيتها المتسمة أساساً بالضعف.
ولوحظ في هذا السياق ازدياد وتيرة الاتصالات بين عين التينة والرابية من خلال الزيارتين المتعاقبتين اللتين قام بهما كل من الوزير باسيل أول من أمس ووزير التربية الياس أبو صعب امس لرئيس مجلس النواب نبيه بري. وأعلن أبو صعب ان “هناك تقارباً في وجهات النظر مع الرئيس بري وخصوصاً على طاولة الحوار”. ونقل عن بري تأكيده “ان هناك كثيراً من التناغم في الأفكار لايجاد حل للأزمة”. ويقول قريبون من “التيار الوطني الحر” في هذا السياق إن لا حل للأزمة الا بالقبول بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية “واذا لم تحل العقد وتفكك في أيلول فان الاحوال ستعصف في تشرين أي الذهاب نحو منحى آخر هو المواجهة”. ويشير هؤلاء الى ان ثمة استحقاقات كثيرة داهمة يحين أوانها بدءاً من أيلول المقبل أولها الرئاسة وثانيها قانون الانتخاب اذ يبدأ العد العكسي لاجراء الانتخابات النيابية ووضع قانون جديد في ظل رفض التمديد لمجلس النواب ولقانون الستين وقرب انتهاء ولاية قائد الجيش، علماً ان موقف “التيار” المبدئي رافض للتمديد له وهو في طور درس خياراته في حال اقدام وزير الدفاع على خطوة تأجيل تسريح العماد قهوجي.
المستقبل: “الخدمة المدنية” أجّل مباريات السبت.. و”الكهرباء” تتخوّف من التخمة والضغوط بين لقمة المياومين ونقمة المواطنين: قطع أرزاق وطرق
كتبت “المستقبل”: لم تكن تكفي حال القرف التي يعيشها اللبنانيون بفعل الارتفاع المتزايد والحاد في درجات الحرارة وفي ساعات التقنين في التيار الكهربائي التي تُسجل معدلات متصاعدة في العاصمة وأرقاماً قياسية تتعدّى الساعات العشرين في بعض القرى والأرياف، ليأتي موضوع احتجاز المئات منهم لساعات داخل سياراتهم أمس نتيجة اعتصام مياومي مؤسسة كهرباء لبنان للمطالبة بتثبيتهم، وقطعهم أوتوستراد مار مخايل – النهر قبالة المؤسسة في الاتجاهين، ليفاقم حالهم سوءاً على سوء ونقمة على نقمة.. نقمة المياومين رفضاً لقطع الأرزاق ونقمة المواطنين رفضاً لقطع الطرق.
الجمهورية: تطمينات أميركية متجدّدة.. ولبنان ينتظر حلاً وعينه على حلب
كتبت “الجمهورية”: لعلّ أصدق توصيف لوضع البلد حالياً، بأنّه عاطل عن العمل. الجمود القاتل يتفاقم، والسياسة تدور حول نفسها، والمجلس النيابي صار خارج الزمن السياسي، أمّا الحكومة فباتت اجتماعاتها أشبه بحلبات مصارعة بعناوين سياسية تخفي خلفيات شخصية ومصلحية. والوضع الاجتماعي – الاقتصادي بلغ أعلى درجات الاهتراء. والطروحات من هنا وهناك تُصادِم بعضها، وفي احسن الاحوال تجترّ نفسها، والحلول المرتجاة في علم الغيب تنتظر من يجترحها. في هذا الجو، يبدو انّ لبنان بدأ رحلة الانتظار الطويلة. وفي زمن الانتظار هذا، ما على اللبنانيين سوى الصبر والدعاء، لعلّ طاقة الفرج تفتح ويتسرّب منها هواء نَقي ينفخ الروح مجدداً في بلدهم، وتعود عجلات الدولة الى الدوران في اتجاه الدولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
في زمن الانتظار هذا، عين اللبنانيين على الداخل، وإن كانت لغة الحوار والتواصل القائمة تمحورت فقط على إبقاء “شعرة معاوية” قائمة بين المختلفين لا اكثر ولا اقل، وجعلتهم في اكثريتهم الساحقة غير مؤمنين بإمكان اجتماع قوى الانقسام الداخلي على إطفاء فتائل الازمة الداخلية بكل ألوانها السياسية والرئاسية والاقتصادية.
امام هذا المشهد الاشتباكي المتفاقم والمسدود، اتجهت انظار اللبنانيين الى التطورات المحيطة، ولبنان من ادناه الى اقصاه وَضعَ حلب تحت المنظار، وبدأ بسياسييه ومواطنيه يترقّب ما ستؤول اليه المعركة الدائرة فيها والى اي اتجاه ستميل الدفة، ولعلها تَتمخّض عن حلول تلفح لبنان.
لكنّ حلب كانت نقطة انقسام اضافية بين اللبنانيين، فاختلفت قراءة الحالة “الحلبية” بين فريق سياسي عَلّق الأمل على صمود المعارضة السورية وتحقيق انتصار على جيش النظام السوري وحلفائه، وفريق آخر رَوّج للحسم وانتصار النظام، واكثر من ذلك رسم الطرفان نتائج لبنانية للمعركة تصبّ في مصلحته وتقلب الموازين الداخلية لمصلحته.
ولكن يبدو انّ انتظار هؤلاء سيطول، خصوصاً مع بروز التعقيدات في الميدان العسكري الحلبي، وكذلك المفاجآت التي لم تكن في الحسبان. وهنا يخالف مرجع امني كبير استعجال النتائج والحسم الذي ذهب اليه بعض السياسيين، ويؤكد لـ”الجمهورية” انّ المشهد الحلبي شديد التعقيد، سواء على المستوى العسكري او على المستوى السياسي.
ويرسم المرجع المشهد الحلبي، ويقول: “لا يبدو انّ الحسم ممكن، والجيش السوري، كما كل الفصائل السورية المسلحة، حشدَ كل قواه لهذه المعركة، وحقّق تقدماً ما، والفصائل المسلحة ايضا استطاعت ان تصمد، وصار الوضع في الميدان الحلبي يتحرك على وقع محاولات الكرّ والفرّ التي يتبادلها المتقاتلون.