إدارة اوباما وهيلاري وسورية
غالب قنديل
في مناخ معارك حلب أظهرت الولايات المتحدة حرارة باحتضان عصابات الإرهاب في سورية وأسقطت قناعها الواهي عن الحرب على الإرهاب وحسمت تصريحات اوباما الأخيرة الداعمة للإرهابيين بلبلة سياسية وإعلامية حول حصيلة زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى موسكو وما تردد عن تفاهم مع روسيا حول ضرب فرع القاعدة في سورية بينما كشفت المعارك التحام مسلحي واشنطن المعتدلين المزعومين في أكثر من عشرين فصيلا مع مقاتلي القاعدة وتسليمهم الإمرة لشيوخها وقادتها على رأس حشد متعدد الجنسيات من الإرهابيين القادمين عبر الحدود التركية والذين تم تسليحهم وتمويلهم من قبل السعودية وقطر بإشراف أميركي مباشر على الصفقات ولا سيما آخرها التي ضمت صواريخ وأسلحة متطورة من بلغاريا بينما ترددت معلومات عن عمل خليط من الضباط الأتراك والأميركيين والفرنسيين في غرف العمليات والقيادة التي ما تزال تعمل في حلب وإدلب
.
من الواضح ان اوباما البارع في المناورة والتضليل يتماهى مع صقور إدارته وحزبه الذين مارسوا ضغوطا كبيرة لمنع التفاهم مع روسيا وعرقلوا العملية السياسية في سورية بينما انبرت سمانتا باور تستكمل الهجمات الإرهابية في خطاب ناري داخل مجلس الأمن بمهاجمة روسيا والدولة السورية والتباكي على احوال المدنيين في حلب كما في كل مرة يشهد فيها الميدان السوري تطورات تهدد الجماعات الإرهابية .
تعبئة اوباما لصفوف الحزب الديمقراطي لدعم هيلاري كلينتون في معركة الرئاسة تمثل دعما عمليا لما تتبناه فعليا في سورية من توسيع وتصعيد للحرب ولخطابها العدائي حول كل من روسيا والصين وإيران وقد اظهرت تصريحات مستشاريها الكبار في شؤون السياسية الخارجية هذا الأمر بقوة في الموضوع السوري فقد ظهر ليون بانيتا وزير الدفاع السابق الذي أعلن انضمامه لطاقم كلينتون الاستشاري ودعا إلى إنشاء مناطق منع القصف الجوي في سورية وهو تعديل على مفهوم المناطق الآمنة لحظر الطيران الذي تبنته كلينتون خلال توليها لوزراة الخارجية وكان موضع اختلاف مع البيت الأبيض.
شدد بانيتا والدبلوماسي المعروف دنيس روس الذي شغل مناصب مهمة في إدارتي بيل كلينتون وباراك اوباما على ضرورة إرسال المزيد من القوات الخاصة الأميركية إلى سورية وتوجيه ضربات مباشرة إلى الجيش العربي السوري والقوات الروسية عند الضرورة ردا على أي استهداف لمن تدعوهم الولايات المتحدة بالمسلحين المعتدلين وهذه الرؤية قدمها على هامش مؤتمر الحزب الديمقراطي مركز دراسات الأمن الجديد الذي تقود عمله حول السياسة الخارجية الأميركيةميشيل فلورنوي التي شغلت مناصب مهمة في البنتاغون في إدارتي بوش وأوباما ويتردد أنها قد تكون وزيرة الدفاع في إدارة هيلاري كلينتون .
ذكرت المعلومات إن طاقم الخارجية الذي وجه رسالة شهيرة إلى الرئيس الأميركي حول التصعيد في سورية يدين بالولاء للمرشحة الرئاسية وتقف على رأس العصابة المتطرفة في الخارجية معاونة كيري فيكتوريا نولاند مدبرة انقلاب أوكرانيا ومخططة العقوبات ضد روسيا وكذلك يتراصف من خارج الاصطفاف الحزبي التقليدي معظم المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري خلف حملة كلينتون لتبنيها لنهج عدواني في السياسة الخارجية .
كلينتون هي اليوم زعيمة حزب الحرب الأميركي بجناحيه الديمقراطي والجمهوري ومرشحته إلى الرئاسة وأوباما الذي يضع ما بقي من ولايته في تصرفها يعمل لإقامة رؤوس الجسور التي تتيح لها إذا فازت ان تختبر رهاناتها في الميدان السوري ولذلك تقوم إدارته باعتراض الانخراط الروسي ونسف فرص التعاون وتسعى بكل جهودها لحماية عصابات الإرهاب من خطر الحسم المحتمل للأمور وحيث تمثل معركة حلب مفصلا حاسما بينما يلوح آشتون كارتر بتحريك جبهة الجنوب ويدعو العديد من المحافظين الجدد لاعتماد هذا الخيار بهدف محاولة تهديد دمشق مجددا بالتعاون مع إسرائيل والسعودية وقطر والأردن حيث تتواصل عمليات التدريب ويدفع المزيد من الإرهابيين للقتال بدعم إسرائيلي مباشر.
وهم الصفقة الروسية الأميركية حول سورية والكلام عن تسويات تنطلق في المنطقة يتهاوى وسيكون على محور المقاومة وشركائه الدوليين بقيادة روسيا الاستعداد لمواجهات قادمة والتقاط الزمن المتاح لقلب المعادلات أيا كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.