من الصحافة الاميركية
تناولت الصحف الاميركية في عناوينها، الغارات التي تشنها الولايات المتحدة وطائرات التحالف الولي على مواقع تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية ومعاناة الاف العمال الهنود العالقون في المملكة العربية السعودية، والنفوذ الإقليمي والدولي لمصر.
فقد ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لمراسلتها من نيودلهي راما لاكشيمي، أن آلافا من العمالة الهندية جوعى وعطشى وعالقون في المملكة العربية السعودية، دون أن تتلقى أجورها، ودون مساعدات.
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت تقرير بشأن النفوذ الإقليمي والدولي لمصر، الذي وصفته بأنه انحسر وتبدد.
صحيفة “واشنطن بوست” علقت ، على أول غارة جوية تنفذها الولايات المتحدة ضد معاقل تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت الليبية، قائلة: “إن حملة سرت من شأنها أن تستهل فصلا جديدا في حرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد داعش ومخططه في إقامة إمارة له في شمال أفريقيا”.
وأضافت الصحيفة أنه بينما تستمر الولايات المتحدة وطائرات التحالف الدولي في شن الغارات على داعش في سوريا والعراق لمدة سنتين حتى الآن، ظلت عملياتها ضد معاقل داعش في سرت –والتي وصفها المسئولون بأنها المعاقل الأقوى لدى التنظيم الإرهابي – قاصرة على عدد قليل من الأهداف منذ العام الماضي، بينها الهجوم الذي استهدف زعيم التنظيم في شهر نوفمبر من العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن غارات واشنطن في سرت جاءت ضمن الجهود المبذولة لاستعادة السيطرة على سرت – التي سقطت في أيدي المسلحين مطلع العام الماضي وسعوا إلى تحويلها لإمارة من إمارات ما يسمونها بـ”الخلافة الإسلامية”، بينما نجحت القوات الموالية للحكومة الليبية منذ شهر مايو الماضي، وبالتعاون مع الميليشيات المسلحة في مدينة مصراته، في استهداف المسلحين من 3 جوانب في المدينة، كذلك في فرض حصار بحري لمنع تدفق المقاتلين، وفي غضون أسابيع، أعلنت الميليشيات تحرير أجزاء كبيرة من المدينة المحاصرة.
مع ذلك، واصل مقاتلو داعش الحفاظ على المقاومة الشرسة، من خلال نشر القناصة والقنابل على جوانب الطريق ونصب الفخاخ المتفجرة لاستهداف القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، مما أدى إلى تباطؤ تقدم هذه القوات ومنعها من بسط سيطرتها على المدينة بالكامل.
واليوم – حسبما ذكرت الصحيفة – لجأ بضع مئات من المسلحين إلى الاختباء في أماكن محدودة من المدينة، ويُعتقد أنهم مختبئون داخل المجمع الذي يقع على أطراف سرت وكان مشيدا في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي لاستضافة زعماء الاتحاد الأفريقي وغيرهم.
كما لفتت “واشنطن بوست” إلى أن المسلحين استخدموا سرت كقاعدة لتنفيذ عملياتهم للاستيلاء على مزيد من الأراضي ولشن هجمات على البنية التحتية للنفط في ليبيا.
نيويورك تايمز: انحسار نفوذ مصر إقليميا ودوليا
بعد خمس سنوات من الاضطراب والفوضى السياسية والاقتصادية في مصر، أصبح إحساس بالتشاؤم والكآبة يحوم فوق هذه البلاد التي كانت تقود العالم العربي سياسيا وثقافيا، وأصبحت منكفئة على ذاتها ومهمشة سياسيا بشكل لم تشهده لأجيال.
ورد ذلك في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم بشأن النفوذ الإقليمي والدولي لمصر، الذي وصفته بأنه انحسر وتبدد.
وأشار التقرير إلى النفوذ الذي كانت تحظى به مصر، التي يقطنها ربع العرب، في عهدي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ونسبت إلى وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي قوله إن مصر أصبحت غارقة في مشاكلها الداخلية، ولا يلوح في الأفق ما يغير وضعها هذا.
لا دور لها
وأوضحت الصحيفة أن مصر الآن لا تلعب أي دور في الأزمات العاصفة بالعراق وسوريا واليمن، أو الحرب ضد تنظيم الدولة، وأن إيران والسعودية تحاولان ملء الفراغ، وتتنافسان بشراسة ربما تكون مدمرة للمنطقة.
وقال التقرير إن مصر ومنذ أن أبرمت اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979، أصبحت نقطة ارتكاز للنفوذ الأميركي في العالم العربي، وإن القوات المسلحة للبلدين ظلت تتعاون بشكل وثيق عقودا، وإن مصر لعبت دور الوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين التنظيمات الفلسطينية، لكنها فقدت ذلك الدور بعد أن انحازت لإسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2014.
وأضاف أن انسحاب مصر من القضايا الإقليمية سلبها أهميتها بالنسبة لأميركا، التي منحتها 76 مليار دولار منذ 1948 في شكل معونات خارجية، ونسب إلى مدير مشروع مجموعة الأزمات الدولية بشمال أفريقيا إيساندر العمراني قوله إن واشنطن تنظر لمصر بشكل عام حاليا بوصفها مشكلة وليست مصدرا لحلول المشاكل.
مصر وأميركا
وأضاف العمراني أنه لولا العلاقات العسكرية وتفضيل البنتاغون أشياء مثل التحرك السريع عبر قناة السويس، فلن تأبه الإدارة الأميركية كثيرا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه وبقمعه وانتهاكه حقوق الإنسان.
وأورد التقرير قائمة طويلة من المشاكل والأزمات التي تواجه مصر، ومنها الحرب ضد فرع تنظيم الدولة بشبه جزيرة سيناء، والاقتصاد الذي ينتقل من أزمة إلى أخرى ويتعثر بسبب انهيار السياحة، حيث انخفض عدد السياح الآن بنسبة تقارب 60% مقارنة بيونيو/حزيران الماضي وفقا للتقارير الحكومية.
وقال أيضا إن قادة مصر لا يجدون وقتا للتفكير في الشؤون الإقليمية، وتجدهم منخرطين في كل الأوقات في التفكير بالتهديدات الفورية، مثل حالة الفوضى بحدود مصر مع ليبيا وبناء إثيوبيا سدا على النيل.
وكانت الصحيفة استهلت تقريرها بتصريح للسيسي عبر التلفزيون الحكومي في مايو/أيار الماضي حذر فيه المصريين من أنهم “يعيشون في دولة محطمة يحيط بها الأعداء من كل جانب، ولن يتركونها وحدها أبدا”، وحثهم على الاهتمام بها، واصفا إياها “بشبه دولة” وليست دولة حقيقية.