الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: جبهات حلب وإدلب وأريافها تشتعل بعد تولي “النصرة” قيادة الحرب على روسيا موسكو تقرّر الانتقام لطيَّاريها وتعتبر أنّ “المعارضة المعتدلة” سقطت بري يحمي الحوار بسقف منع الفشل ويراهن على تحسينه من الداخل

كتبت “البناء”: أدّى انضواء الفصائل المسلحة التي كانت تحسبها واشنطن على المعارضة المعتدلة إلى صفوف جبهة النصرة وتسليمها قيادة الجبهات، وإلغاء الهوامش التي كانت تفصل الفريقين إعلامياً وميدانياً، رغم تمسكهما بعدم قبول أيّ عروض لفك التشابك، إلى إنهاء كلّ فرص أميركية لدعوة موسكو إلى التروّي في معركة حلب وإدلب وريفيهما، خصوصاً بعدما أعلنت النصرة أنّ للحرب هدفاً محورياً هو ضرب الدور الروسي في سورية، وترجمت ذلك بالتعاون مع الفصائل المنضوية تحت إمرتها بإسقاط طوافة روسية ومقتل طاقمها المكوّن من خمسة عناصر هم ضابطان وثلاثة فنيين.

في موسكو كان نقاش سابق لبدء هجوم النصرة ومَن معها في حلب على محاور الريف الشمالي الغربي والريف الجنوبي ولسقوط الطوافة، يدور حول مساعدة واشنطن في مخاطبة الحلفاء وبالتالي توفير شروط مناسبة من التبريد العسكري مع مواصلة الحصار وسياسة المعابر الآمنة، ريثما تتمكن واشنطن من إحداث الفصل الذي تأمل بتحقيقه بين النصرة وسائر الفصائل المسلحة، ولكن منذ ما بعد ظهر أمس تجهّمت موسكو وطغى عليها الغضب، وخطاب الانتقام وتلقين الدروس، ورفض الرواية الأميركية عن معارضة معتدلة صار محور التعليقات التي يُدلي بها الإعلاميون الروس على الفضائيات العالمية التي تابعت الحدث، وإشارات إلى أنّ الطوافة الروسية أسقطت وهي تقوم بمهمة إنسانية، وإسقاطها تمّ فوق مناطق يفترض أنها خاضعة لـ “المعارضة المعتدلة” وفقاً للتصنيف الأميركي حسب خرائط تسلّمتها موسكو ضمن خطط التعاون.

غاب الحديث عن التهدئة وعدم نية القيام بعملية برية واسعة في حلب، وحضرت الخرائط على موائد كبار القادة والمستشارين. وصار الهمّ الأول وضع ضوابط يصنعها الميدان ولا يضمنها الكلام الأميركي لحركة القوات الجوية الروسية، ويجري الحديث عن بحث روسي معمّق بمنح الموافقة على توفير تغطية جوية استثنائية من القاذفات الاستراتيجية إذا استدعى الأمر، لخطة عسكرية عرضتها القيادة العسكرية السورية، لفصل الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون عن بعضها بمربعات تبدأ نارية ويتلوها تقطيع أوصال وضرب خطوط الإمداد، بعدما نجح الجيش السوري رغم ضراوة الهجمات التي شنّتها النصرة، بالحفاظ على مواقعه في ظلّ تعمية إعلامية تولّتها قنوات وصحف ومواقع تموّلها السعودية وقطر، تابعت التحدثعن نجاحات وهمية لهجمات النصرة بينما أكدت مصادر عسكرية متابعة لـ “البناء” أنه إذا صحّ التحدث عن إنجازات ميدانية فهي في خانة الجيش السوري وحلفائه، حيث شهدت محاور القتال في مخيم حندرات المزيد من التقدم، وشهدت جبهات خلصة في الريف الجنوبي وكنسبّا في ريف اللاذقية الشمالي تقدّماً مشابهاً، واضافت المصادر أنّ الجيش السوري وحلفاءه بعد الإنجازات المحققة يعتمدون تكتيكات امتصاص الهجمات المرتدّة وتعزيز خطوط الدفاع، وتثبيت المواقع، وتحويل المواقع التي جرى تحريرها كأفخاخ لاستجلاب المهاجمين بغرض إبادتهم، وصولاّ إلى استنزاف القدرة القتالية لنخبة وحدات النصرة، ما يسهّل مهمات الانتقال للهجوم لاحقاً، ولذلك تجري عمليات التقدم ببطء في الجبهات الرديفة للمواقع المحررة حديثاً.

لبنانياً، يبدأ اليوم الحوار الوطني تحت قبة مجلس النواب في خلوة سعى رئيس المجلس نبيه بري لتكون محطة إيجابية فاصلة تطلق فرص إحداث اختراق في جدار الأزمة المقيمة منذ استعصاء إجراء الانتخابات النيابية صيف العام 2013، وما تلاها من فشل مشابه في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظلّ ترابط ملفي قانون الانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية، وترابطهما معاً مع الاصطفافات الإقليمية والتجاذبات المترتبة عليها وانعكاسها على مواقع ومواقف الأطراف اللبنانية، وعشية الحوار مع تدنّي نسبة التفاؤل بحدوث مثل هذا الاختراق في ظلّ مناخات إقليمية يطغى عليها التشنّج، سعى الرئيس بري لشراء بوليصة تأمين للحوار عبر لقائه مع الرئيس سعد الحريري وتعطيل استباقي لما يمكن أن يصدر في الجلسات الحوارية عن رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة يؤدّي إلى صناعة توتر وتشنّج يهدّد الحوار بالفشل، وبضمان عدم الفشل بكوابح حريرية للسنيورة، وفقاً لمعادلة أنّ انفراط عقد الحوار في ظلّ غياب رئيس جمهورية ووجود حكومة مشلولة سيعني وضع البلد على شفا كارثة لا يحتملها الوضع الأمني والمالي معاً، وهما آخر رساميل اللبنانيين، وعلى مَن يعبث بتعريض الحوار للفشل تحمّل مسؤولية هذا الانكشاف، وتأسيساً على ما بات في جعبة بري من ثقة بعدم إعلان فشل الحوار أو انفراط عقده، يسعى لتحسين سقوفه من الداخل، فيبني على ثلاثية، السعي لتوافق على إقرار الموازنة تحت بند تفعيل العمل الحكومي من بنود الحوار، والبحث في وضع إطار لقانون انتخابات نيابية يطبق اتفاق الطائف انطلاقاً من بحث صيغة مجلسي النواب والشيوخ، والبناء على هذين البعدين في الحوار ما يمكن بناؤه بحدود عقلانية في بند رئاسة الجمهورية، خصوصاً أنّ هناك توافقاً على ربط إقرار أيّ مشروع لقانون الانتخاب بانتخاب رئيس للجمهورية، حتى لو تمّ التوافق على القانون وتفاصيله.

تنعقد خلوة آب الحوارية في يومها الأول في عين التينة على وقع التطورات الإقليمية المتسارعة على الجبهتين السورية واليمنية وعلى الساحة التركية، ويعود المتحاورون الى قواعدهم حول الطاولة والجمود والشلل يلفان الاستحقاقات الداخلية والمؤسسات الدستورية لا سيما رئاسة الجمهورية باستثناء الجيش اللبناني الذي لم يتوانَ عن القيام بواجبه في حماية السلم والاستقرار الداخلي ولا في مكافحة الإرهاب على الحدود. وكما العامين الماضيين مر عيده هذا العام في غياب الاحتفال التقليدي بسبب الشغور الرئاسي.

قد يبدو الحكم على نتائج أعمال طاولة الحوار من الآن تسرّعاً، لكن يبدو واضحاً أيضاً أن لا مؤشرات حقيقية داخلية وخارجية تشي بقرب اتفاق الأطراف على حلول للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين.

الاخبار: برّي: بلا سلّة التسوية… الله يستر

كتبت ة “الاخبار”: ليس ثمّة ما يضمن نجاح خلوة اقطاب الحوار في ايامها الثلاثة، اليوم وغداً الاربعاء والخميس، ما خلا تأكيدهم انهم سيحضرون جميعاً بنصاب كامل. يغيب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للدوافع الامنية، ويغيب الرئيس سعد الحريري الذي لم يسبق ان حضر اياً من جلسات الحوار الوطني، وفوّض الى الرئيس فؤاد السنيورة تمثيله.

في لقائه رئيس مجلس النواب مساء الاحد، لم يُثر حضور الحريري شخصياً للاسباب التي تجعل السنيورة، رئيس الكتلة النيابية لتيار المستقبل، هو المشارك كون المدعوين الآخرين يحملون الصفة نفسها. منذ عودته الى لبنان التأمت طاولة الحوارثلاث مرات من دون الحريري، الا ان السنيورة لم يغب عن اي منها. في هذا اللقاء ابلغ الرئيس نبيه بري الى الحريري ما يتوخاه من الخلوة التي دعا اليها قبل اكثر من شهر ونصف شهر: تسوية سياسية على غرار اتفاق الدوحة. من دون سلة التسوية، لن يكون في الامكان معالجة الازمة الراهنة بملفاتها كلها، على ان يكون في رأس بنودها التنفيذية انتخاب رئيس للجمهورية.

عشية خلوة الحوار، يتوسع رئيس البرلمان امام زواره في شرح مبررات وجهة نظره: قبل الذهاب الى اتفاق الدوحة عام 2008 كان ثمّة اتفاق على رئيس للجمهورية هو العماد ميشال سليمان، وأعددنا مذ ذاك فتوى انتخابه عملاً بالمادة 74 بعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس. مع ذلك لم يُنتخب الا بعد اقرار اتفاق الدوحة وما حدث تباعاً في 5 ايار ثم في 7 ايار. كمنت المشكلة حينذاك في ما يتعدى الاتفاق على الرئيس فقط، وهو موضوع الحكومة وقانون الانتخاب. ما ان اتفق على هذين البندين في قطر سارعنا اولاً الى انتخاب رئيس الجمهورية. لم ننتخب سوى الرئيس المتفق عليه سلفاً والمتعذر انتخابه حتى ذلك الوقت، الى ان مرت التسوية بتذليل المشكلات الاخرى. هناك اتفقنا على فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة، وعلى نصاب الحكومة 19 وزيراً للموالاة و11 وزيراً للمعارضة وعلى قانون الانتخاب، والجميع يعرف الساعات الصعبة التي مرّ فيها الاتفاق عليه عند البحث في الدوائر الصغرى كالاشرفية ودائرة بيروت الثانية. انتهى الامر بسلة متكاملة. نحن اليوم في وضع مماثل.

الا ان بري يدرج موقفه ايضاً في المعطيات الآتية:

1 ــــ البند التنفيذي الاول هو انتخاب رئيس الجمهورية. يتقدم ما عداه لأنه الاصل والاساس.

2 ــــ انتخاب الرئيس اساسي لا محالة، لكنه لا يحل كل المشكلة. انتخابه اليوم لا يعني بالضرورة الاتفاق على الحكومة الجديدة التي قد يجرجر عليها اشهراً طويلة، وقد شهدنا حالات كهذه، ولا يعني ان الاتفاق حتمي على قانون الانتخاب ونعرف وطأة الانقسام عليه. لذلك انادي بالسلة المتكاملة.

3 ــــ من دون الاتفاق على السلة المتكاملة لا يمكن انتخاب رئيس الجمهورية في ظروف كهذه. عام 2007 و2008 كان هناك اتفاق على رئيس توافقي وكنا نعرفه. مع ذلك تأخر انتخابه 19 جلسة الى ما بعد اتفاق الدوحة. اليوم ليس هناك اتفاق على مرشح، ما يجعل الامر اكثر تعقيداً ويوجب الخوض في السلة المتكاملة كي يكون التفاهم متكاملاً يشمل كل ما هو مختلف عليه.

4 ــــ رغم قولي، من هنا في عين التينة، على رأس السطح انني متمسك باتفاق الطائف وأصر عليه، ولن يُمسّ، لا يزال هناك مَن يشيع أننا ذاهبون الى مؤتمر تأسيسي. وهذا ليس صحيحاً ولسنا في الوارد. ماضون في اتفاق الطائف، لكن لا غنى عن سلة التسوية تحت سقف هذا الاتفاق، وإلا فإن أياً من المشكلات الراهنة لن يحل، والله يستر أين سنكون بعد شهرين او ثلاثة.

5 ــــ الخلوة لثلاثة ايام، وسأستمر فيها. قد تزيد يوماً اذا اراد المتحاورون، لكنها لن تنقص ساعة وإن لم نتوصل الى اي نتيجة، او الى حد ادنى من التقدم بسبب الخلافات. الجميع مطالبون بالتنازل والتخلي عن التصلب. إما التصلب او التفاهم.

مع ذلك كله، لا يلمس رئيس المجلس اشارات ايجابية حيال الاستحقاق الرئاسي.

بعد عودته الى بيروت الخميس، لفته كلام متشعب عن تقدم في احتمال انتخاب رئيس الجمهورية في وقت قريب، عزّزه ما تردد ان النائب سليمان يتجه الى التخلي عن ترشحه. حدد برّي موعداً لاستقباله الجمعة، وكان فرنجيه رغب في اللقاء منذ ما قبل سفر رئيس المجلس. للفور جزم نائب زغرتا باستمرار ترشحه ومضيه ما دام ثمّة مؤيدون له. لاحظ بري ايضاً لدى اجتماعه مساء الاحد بالحريري ــــ وكان مقتصراً على الحوار ــــ ان الرئيس السابق للحكومة لا يزال على موقفه اياه، الذي يعني دعم ترشيح فرنجيه رغم مساع ترمي الى حمله على تأييد ترشيح الرئيس ميشال عون. ركز الحريري على خطورة المضي في الشغور الرئاسي مشفوعاً بقلق.

في حصيلة المقابلتين، استخلص رئيس المجلس ان اياً من الافرقاء المحليين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي، لم يتزحزح عن موقفه، ما يبقي انتخاب الرئيس في أسر الشغور الى امد غير معروف.

الديار: من يُحرّض واشنطن على ضرب “حزب الله” قبل “داعش” ؟

كتبت “الديار”: اذا هبط الوحي من اي مكان، واستيقظ الضمير لدى اهل السياسة عندنا، الضمير المعطل كما كل المؤسسات الدستورية في الدولة…

حين كان الرئيس الفرنسي الاسبق فاليري جيسكار ديستان رئيساً للجنة الدستورية في الاتحاد الاوروبي قال: “لقد حوّلنا الضمير السياسي الى مؤسسةًَ”. لم يعد ظاهرة شخصية بل نهجاً وفلسفة عمل…

اللبنانيون يتمنون ان يذهب المتحاورون اليوم الى عين التينة لا ليسترخوا في ظل شجرة التين، او في ظل الرئيس نبيه بري، وانما ليمسحوا الغبار عما بقي لديهم من ضمير سياسي في زمن المافيات، والفضائح، وفي زمن النخاسة السياسية والاستراتيجية…

اليوم، وغداً، وبعد غد، اختبار للقوى السياسية ما اذا كانت قادرة على انقاذ لبنان، وانقاذ اللبنانيين، او ترك لبنان، واللبنانيين، تذروهم العواصف والحرائق التي تضرب المنطقة من كل حدب وصوب…

ان اخفق المتحاورون، واظهروا انهم عاجزون (والى الابد)، فاي هوة، واي هاوية، تنتظر لبنان اذا كان “اهل البلد” (هل حقاً ان اللبنانيين ما زالوا اهل البلد؟) امام “فرصة اخرى”، “خدعة اخرى” لتغطية العجز او لتغطية الفشل…

قيل لنا مرات عدة هذه الطبقة السياسية قضاؤكم وقدركم. وزير سابق قال لـ “الديار” المطلوب ثورة ضد… القضاء والقدر”.

الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري التقيا، الاثنان حائران لان القوى الاقليمية ايضاً في حالة من الحيرة او التيه، والاثنان مقتنعان بان الاشهر المقبلة قد تأتي بجديد بما في ذلك بعض الانفراج في المنطقة ما دامت واشنطن وموسكو تجاهرن برغبتهما في نقل الشرط الاوسط من “ثقافة الازمات” الى “ثقافة التسويات”، غير ان طريق الجلجلة طويل ومعقد وشاق، ثم ان الوقت ضاغط جداً. الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في 8 تشرين الثاني المقبل، الروس والاميركيون متفاهمون على الخطوط العريضة، كما يستشف من تعليقات محللين على صلة يومية ومباشرة مع الادارة.

المشكلة في التفاصيل، السفيرة الاميركية اليزابت ريتشارد تتجنب الغوص في هذه التفاصيل. امام زوارها تطرح الاسئلة، وتبدو متوجسة (جداً) من وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض.

المراسلون الاميركيون الذين يعرّجون على بيروت، وقد تكاثروا حين احتدمت معارك حلب، يفاجئون من يسألهم عن سياسات بلادهم اذا ما انتخب المرشح الجمهوري. الرد قد يكون واحداً، وهو ان هناك من يعتبر ترامب “عميلاً روسياً” او “ممثلا شخصياً لفلاديمير بوتين في البيت الابيض”. الكل تقريباً يتوقعون اغتياله لانه سيعرض مصالح استراتيجية كثيرة في العالم للخطر او للاضطراب…

الساحة اللبنانية تعيش تحت وطأة المعلومات، والتحليلات، المتناقضة، بانتظار ان يوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق مصادر معلوماته حول القرار الدولي بانجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية العام.

في الكواليس يتردد ان الحريري وضع امام بري المعطيات التي لديه. لا شي ء يشي بان قطار الحلحلة سينطلق في وقت قريب، ومصادر في عين التينة تؤكد ان الكلام الاخير للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لا يعني “تفجير” الاستحقاق الرئاسي، كما صرح عدد من نواب تيار المستقبل، لان الازمة الرئاسية “تتمترس” في اساس الصراع، وليست مرتبطة بالمواقف التي تعلن في سياق هذا الصراع.

السفير: مخيم المخيمات”.. عين الحلوة: الأمن قبل الرغيف

كتبت “السفير”: حبذا لو ينتقل المتحاورون الى مخيم عين الحلوة، أو الى أي منطقة لبنانية نائية، أو الى أي مخيم من مخيمات النزوح السوري، حتى يكتشفوا، بالعين المجردة، أن القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا، هو الهجرة من لبنان.

عندما تدخل مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة للمرة الأولى، تبدو كاميرات المراقبة الحديثة المثبتة في زواريب المخيم غريبة عن المكان الغارق بالحفريات وببيوت اسمنتية أو من تنك، مهددة في معظمها بالانهيار، ومعها غرف مرصوصة فوق بعضها البعض وناس وباعة تضيق بهم الأزقة.

أجهزة المراقبة لا تشبه يوميات القاطنين المحكومين بأذونات الترميم والبناء وكلفتهما في المكان الأكثر كثافة سكانية في لبنان، حيث يقيم ما يزيد عن مئة ألف نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، هي مجمل مساحة مخيم عين الحلوة.

هنا بيت بلال بدر، المعروف بأنه “رجل جبهة النصرة الأول” في المخيم. يكشف بدر وجود أي عابر منذ اللحظة التي يترك فيها الشارع الرئيسي في حي الطيري متجهاً نحو الزاروب حيث بيته. الكاميرات مثبتة في أكثر من زقاق والضرورات المعلنة “أمنية”. لا يحتكر بدر الكاميرات وحده، فمراقبة حركة المحيط “تميّز” الأزقة التي تؤدي إلى “حرم” كل متزعم لمجموعة مسلحة، قلّ أو كثُر عددها، بايعت “داعش” أو “النصرة” أم “فاتحة على حسابها” على حد تعبير أحد الناشطين المدنيين.

الأحياء التي شهدت اغتيالات لعدد من أبنائها، كحي الزيب، على سبيل المثال لا الحصر، لها كاميراتها أيضاً. هنا تؤشر المراقبة الإلكترونية الشائعة إلى مدى الحذر والشعور بالخطر. هنا أيضاً يتحول المخيم إلى نوع من “الجزر الأمنية” وفقاً لسيطرة هذا التنظيم أو ذاك، مع اختلاط “حابل” هذه المجموعة المسلحة بـ “نابل” تلك، كما الطبيعة الجغرافية للمخيم المتشابكة بطريقة لا مثيل لها في كل مخيمات اللجوء.

التنظيمات نفسها تُسقط خطوط التماس عندما تريد تنفيذ اغتيال في عقر دار هذا او ذاك. الحذر الأمني الذي ينطق به سكان عين الحلوة لا يظهر في قوة الحياة التي لا تتوقف في طرقاته وأزقته عندما لا يحصل ما يعكر صفو المخيم. لكن طلقا ناريا واحدا في الهواء كفيل بإفراغ الشوارع في رمشة عين. لم يعد الأهالي يستطيعون تحمل المزيد من الاشتباكات المسلحة والاغتيالات التي تطبع أيامهم، والتي يتزايد ضحاياها، ومعظمهم من الأبرياء.

يرفض الأهالي تكريس الصورة النمطية للمخيم في الإعلام بوصفه “بؤرة إرهابية”. يسعون جادين، عبر الحراك المدني الناشط في عين الحلوة، إلى ترتيب أولوياتهم بعيداً عن البندقية وأحكامها. البندقية متعددة الفوهات في المخيم باعتراف ناسه. تعدد واختلاف يشكل وحده فتيلاً قابلاً للاشتعال في أي لحظة، في غياب قيادة موحدة قادرة فعلياً على لجم كل من تسول له نفسه اللعب بأمن الناس، ومعه غياب الرؤية الاستراتيجية اللبنانية في التعامل مع الملف الفلسطيني، ناهيك عن تداخل مع الجوار وخصوصا الصيداوي، لكنه لا يجد تعبيرات في أكثر من لقمة الناس وأشغالهم.

تقول ذلك الاغتيالات التي لا تجد من يعاقب مرتكبيها في غالبية الأحوال، ومعها بعض جرائم القتل، ومنها قتل شخص من المخيم لزوجته وقيام أهالي المخيم بتسليمه للقوى الأمنية ليكتشفوا وجوده، بعد وقت قليل، في عداد موكب إحدى الشخصيات الأمنية في عين الحلوة.

تعلو أصوات الناشطين في المجتمع المدني مستنكرة تضخيم خطورة الوضع الأمني في المخيم. أما عندما يصل الحديث إلى التفاصيل، فتجدهم يسلمون بوجود “دكاكين” مسلحين يُحكم “أسيادها” سيطرتهم على مفاصل حياتهم “لكننا نهدئ الأمور بالمونة والحوار”، يقولون ذلك، وهم يسعون لتنظيم أنشطة تبث الحياة في الأيام الكئيبة للمخيم، وينزلون رافعين لافتات تطالب بـ”الأمن قبل الرغيف”.

النهار: ثلاثية الحوار هل تتجاوز “السلة المثقوبة “؟ محاولات محمومة لتجنب انعكاسات التصعيد

كتبت “النهار”: على الطابع القاتم الذي اكتسبه عيد الجيش أمس في ظل تكرار حرمانه للسنة الثالثة احياء الاحتفال التقليدي بتخريج دورة الضباط الجدد وتقليدهم السيوف بيد رئيس الجمهورية، ربما شكلت هذه المناسبة بتوقيتها حافزاً اضافياً للضغط على مجمل القوى السياسية التي ستتجه اليوم الى “تجربة المجرب ” في جولة الحوار الجديدة. لكن هذه المصادفة لم تظهر أي تبديل محتمل في المعطيات المتشائمة التي سادت عشية انطلاق ثلاثية الحوار في عين التينة اليوم ولثلاثة ايام متعاقبة في ظل غموض واسع حيال أي امكان لاختراق الانسداد الذي يحوط هذه الجولة في البنود المطروحة على المتحاورين والمعروفة ب”السلة ” التي تتناول ملفات ازمة الفراغ في رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة الجديدة.

واذا كانت الحركة السياسية شهدت عشية بدء الجولة الحوارية الجديدة حيوية لافتة وخصوصاً على محور بيت الوسط بما عكس تركيزاً على آفاق الازمة الرئاسية، فان مواقف غالبية الافرقاء السياسيين لا توحي بمعطيات مشجعة على خروج الحوار من عنق الزجاجة سواء في الملف الرئاسي أم في ملف قانون الانتخاب. وعكست مصادر سياسية بارزة معنية بالحوار هذا المناخ بقولها لـ”النهار” إن ثلاثية الحوار ستكون أمام اختبار صعب جداً لسد “السلة المثقوبة” التي تثقل عليها تراكمات اضافية منذ انعقاد الجولات السابقة وخصوصاً مع بلوغ جلسات اللجان النيابية المشتركة طريقاً مسدوداً في محاولاتها ارساء ارضية الحد الادنى من التوافق على صيغة القانون المختلط بين الاكثري والنسبي، كما مع التطورات التي تناولت مواقف الافرقاء من معادلة ترشيحي كل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والتي اثبتت استمرار الدوران في دوامة لا أفق للخروج منها قريباً. ولم يفت المصادر الاشارة الى ان تصعيد المناخ السياسي في الايام الاخيرة عقب الخطاب الذي القاه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورد الرئيس سعد الحريري عليه، رسم مزيداً من الشكوك في نتائج الحوار، علماً ان الزيارة التي بدأها امس لبيروت رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي اتخذت دلالات معبرة على توقيت اللحظة المتصلة بـ”الحضور الايراني” في المعادلة اللبنانية الامر الذي يزيد المناخ المشدود تفاقماً، خصوصاً ان المسؤول الايراني رسم عنوان زيارته بوصفه لبنان بأنه “قلعة المقاومة والممانعة”. وأضافت انه في هذه المناخات ثمة خشية من ان الا تبلغ الجولات الحوارية حدود انقاذ الحوار نفسه والحؤول دون تعطله أيضاً.

وشهد “بيت الوسط” مساء أمس حركة كثيفة بدأت باجتماع طويل لكتلة “المستقبل” برئاسة الرئيس الحريري ومن ثم عقد لقاء بين الحريري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط في حضور الوزير وائل أبو فاعور والنائب السابق غطاس خوري.

وعلمت “النهار” ان اللقاء الطويل الذي رأسه الرئيس الحريري لكتلة “المستقبل” شهد بحثاً معمّقاً في مختلف القضايا المطروحة ومنها إجتماع الحوار النيابي الذي تنطلق أعماله اليوم في عين التينة.وكان لافتا أنه تقرر ألا يصدر بيان بعد اللقاء.

كما علمت “النهار” ان الرئيس نبيه بري كثّف أمس إتصالاته تعويماً للحوار النيابي كي لا ينقطع من اليوم الاول وشهدت ليلة أمس إتصالات مع المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل من أجل توضيح مواقف الحزب بعد التصعيد الذي لجأ اليه الامين العام في إطلالته الاخيرة الجمعة الماضي. وفي الوقت نفسه تبلّغ الرئيس بري من عدد من اطراف الحوار انهم لا يقبلون بإزدواجية المواقف من حيث التهدئة الى طاولة الحوار والتصعيد على المنابر ولا بد من توضيح الامور.

المستقبل: غصّتان للجيش في عيده.. وجعجع يحمّل “حزب الله” لا الحريري مسؤولية الشغور حوار.. ولا من يتحاورون

كتبت “المستقبل”: تنطلق أعمال خلوة الحوار اليوم، على مدى ثلاثة أيام، وسط سقوف منخفضة التوقعات، دفعت بعض أقطاب الخلوة الى إبلاغ “المستقبل” بأن جلسة الحوار ستنعقد ولكن لا أفق ملموساً يمكن البناء عليه سوى محاولة غير مضمونة النتائج سيقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه برّي للتوصّل الى توافق حول قانون الانتخاب، في ظلّ انسداد واضح وصريح حول ملف الاستحقاق الرئاسي.

خلوة الحوار التي عرض الرئيس سعد الحريري أجواءها مع كتلته النيابية أمس، ومن ثم في لقاء مع رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط في بيت الوسط بعد “عشاء حواري” مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة أول من أمس، تلتئم اليوم بحضور كامل أقطابها بجدول أعمال معروف يمكن أن يخرقه نقاش حول ملفّين: موازنة 2017 والنفط.

اللواء: هل يختصر برّي جلسات الحوار إذا إستمرت الخلافات؟ إجتماع الحريري جنبلاط:تنقية الأجواء والملف الرئاسي .. ومواقف متناقضة لـبروجردي

كتبت “اللواء”: عشية انطلاق ثلاثية الحوار اليوم تراجعت التوقعات حول إمكانية تحقيق تقدّم جدي في مسار الأزمة، نتيجة النقاشات التي ستشهدها الطاولة على مدى ثلاثة أيام، وذلك بسبب عدم حصول أي تقارب في المواقف بين الأطراف المعنية من الاستحقاق الرئاسي، حيث بقي كل طرف على موقفه منذ آخر جلسة لهيئة الحوار في حزيران الماضي، خاصة بالنسبة لتيار “المستقبل” وحلفائه الذين يؤيدون ترشيح النائب سليمان فرنجية، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”حزب الله” وحلفائه الذين يعلنون تمسكهم بترشيح العماد ميشال عون، دون اتخاذ أي موقف على الأرض لتأمين انتخابه، كما يقول رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.

الجمهورية: الحوار ينطلق اليوم والجلسة الأولى تُحدِّد مصير اللاحقات

كتبت “الجمهورية”: على وقعِ عودة التصعيد بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، على خلفية الكلام الأخير للأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله الذي سيتحدّث مجدّداً في 13 الجاري في “يوم الانتصار” من بنت جبيل، ينطلق الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية اليوم، على مدى ثلاثة أيام في عين التينة، والنتائج المتوقّعة منه، حسبما يقول راعيه ومديره رئيس مجلس النواب نبيه برّي، “تُراوح بين صفر في المئة ومئة في المئة”. لكنّ برّي لا يَعتبر هذا الحوار فرصةً أخيرة، بل فرصة مهمّة ينبغي اقتناصها إذا تَحمّلَ أطراف الحوار مسؤوليّاتهم الكاملة للوصول إلى الحلول الشاملة المرجوّة على طريقة مؤتمر الدوحة عام 2008.

يترقّب الجميع ما ستؤول إليه جلسات الحوار الثلاثية اليوم وغداً وبعد غد، والتي ستناقش “السلّة الشاملة” أو ما اصطُلح على تسميته “الدوحة اللبنانية” والمتضمّنة: انتخاب رئيس جمهورية والاتفاق على الحكومة رئيساً وتركيبةً وبياناً وزارياً وإقرار قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات النيابية مبكرةً أو في موعدها، على أن تُجرى على اساس قانون الستّين إذا أخفقت محاولات الاتفاق على قانون جديد.

وقالت مصادر عين التينة لـ”الجمهورية” إنّ مسار النقاشات على طاولة الحوار غير واضح، مشيرةً الى انّ بري سيفتتح النقاش في كلّ الاتجاهات، في محاولة منه لتحقيق اختراق انطلاقاً من قانون الانتخاب، في اعتبار انّه يمكن ان يشكّل مدخلاً للحلّ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى