وثيقة عسكرية إسرائيلية تكشف أهوال معركة بنت جبيل 2006
اعتبرت صحيفة “يسرائيل هيوم” في معرض نشرها وثيقة عسكرية إسرائيلية إبان حرب لبنان الثانية عام 2006، أن معركة بنت جبيل هي إحدى أشرس المعارك ضراوة، وبشكل يفوق الكثير من الأحداث التي شهدتها تلك المواجهة في صيف 2006، تلك المعركة بقيت عالقة في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية.
وعشية الذكرى العاشرة للعدوان الاسرائيلي على لبنان 2006، كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي يوم أمس ولأول مرة، صوراً جديدة وتسجيلات لشبكة الاتصالات خلال تلك المعركة تظهر صوت ضابط العمليات في لواء غولاني المقدم “يوني شيطبون” (نائب في الكنيست حاليًا) وقائد الكتيبة 51 من لواء غولاني في حينه، والعميد حاليًا “يانيف عاشور”، وهما يتحدثان مع القوة المصابة ويسألان عن عدد المصابين، والتي سقط منهم حينها ثمانية من جنود الكتيبة 51 ومن بينهم نائب قائدها الرائد روعي كلاين.
لقد بدأت المعارك القاسية في بنت جبيل في 23 تموز 2006، حيث قامت قوات غولاني والمظليين بتطويق البلدة الواقعة في جنوب لبنان، وسيطر المظليون على مناطق تقع غرب البلدة، بينما سيطرت قوات غولاني على المناطق الشرقية، بحسب ما تشير اليه الصحيفة.
وتضيف ايضاً انه في اليوم نفسه شن سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا على المنطقة، ونتيجة التخبط بين كافة وحدات جيش العدو، استهدفت غارة جوية وحدة الاستطلاع التابعة للواء النخبة والتي اعتقد الطيار أنها خلية من حزب الله، ما أسفر عن مقتل 14 جنديًا، فأرسالتا على الفور دبابتين من لواء 401 لإنقاذ الجنود، فأصيبتا في الطريق؛ حيث انفجر لغم تحت دبابة قائد الكتيبة ما أسفر عن قتل أحد أفراد طاقمها، وأصيبت الدبابة الثانية بصاروخ أردى قائدها قتيلًا.
وبحسب التقرير فإن فجر 25 تموز اندلعت معركة أشد شراسة تواصلت لساعات طويلة؛ تلقى لواء غولاني أوامر بالتقدم باتجاه مركز البلدة، فقام قائد الكتيبة بتقسيمها الى فرقتين: الاولى واصلت معه التقدم، والثانية تقدمت باتجاه شمال غرب البلدة بقيادة روعي كلاين في منطقة تقوم فيها مدرجات وأسوار من الحجارة وطوابق مختلفة. وخلال التقدم كانت قوة من حزب الله تتواجد في بيوت مجاورة فالتحمت بالقوة الاسرائيلية وفتحت عليها النيران ورشقتها بالقنابل.
ويشير التقرير إلى أن القوة الثانية كانت منتشرة أيضًا وراء أسوار من الحجارة، وفوجئت بقوة من حزب الله ترابط خلفها قامت بفتح نيرانها عليها موقعة أفرادها بين قتيل وجريح. وانطلق نائب قائد الكتيبة مع قوة أخرى لإنقاذ القوة المصابة، وحين وصولهم وهم يقومون بتقديم العلاج لزملائهم فتحت النيران عليهم فأصيبوا في غالبيتهم وقتل كلاين.