شؤون لبنانية

10 سنوات على عدوان تموز: الحرب المستمرة

 

قالت صحيفة “الأخبار” إنه ليس أقسى من حرب تموز 2006، إلا الحرب التي اندلعت في اليوم التالي لوقف إطلاق النار. صحيح أن الناس ملّوا من الحديث عن المؤامرة، ومن نسب كل الموبقات إلى الأعداء المنتشرين من حولنا وفي كل العالم.

لكن ما كشفته السنوات الماضية، من وثائق ويكيليكس إلى تسريبات البريد الدبلوماسي العالمي، إلى وقائع إضافية كانت لا تزال مستمرة حتى بعد توقف الحرب، دلّ على أمر واحد: أن العدو المتشكّل من كل الغرب الاستعماري، وعملائه من الصهاينة والعرب واللبنانيين، لم يتوقف يوماً عن العمل المضني في سبيل غاية واحدة: كسر فكرة المقاومة وإرادتها. وهؤلاء على حق في ما يفعلون، لأنهم يلمسون، يوماً بعد آخر، النتائج الهائلة التي حققتها المقاومة في مواجهة العدو، والآفاق التي فتحتها لإحداث تغييرات جوهرية في مسارات الأمور في منطقتنا. عندما اندلعت حرب تموز، كان العدو يعتبرها معركة، أو جولة، وأطلق عليها يومها اسم «عملية تغيير الاتجاه»، قبل أن يركب الجنون رأس قادته السياسيين والعسكريين ويحوّلها إلى «حرب لبنان الثانية». والنتيجة كانت أن المقاومة هي من نجحت في تغيير الاتجاه. وهو أصل الموضوع.

بهذا المعنى، ووفق هذه الاستراتيجية، لم ينتظر عملاء أميركا وإسرائيل في لبنان دفن الشهداء، عندما أطلقوا معركة نزع سلاح المقاومة. من بيان لقاء البريستول السيئ الذكر، وصولاً إلى قرارات مجلس الوزراء في الخامس من أيار عام 2008، وما تخللها وتلاها من تحريض لا يزال مستمراً، وضخ هائل من الأكاذيب والدسّ… هدفه واحد، هو وضع المقاومة في موقع المحاصر، وتدفيعها ثمن قدرتها على الانتصار، والدفع إلى تغيير الاتجاه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى