من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الناتو يرث الاتحاد ويرسم حدوده عسكرياً… وأول خرق أوروبي علني نحو سورية
الملاح تتكفّل بعاصفة الشمال… ومئات القتلى لـ النصرة… والجيش يتقدّم في داريا
تكهّنات متضاربة حول الزيارة الفرنسية… وحردان يدعو إلى مبادرات وطنية
كتبت “البناء”: كرّست واشنطن عبر مؤتمر وارسو لحلف الأطلسي الذي أرادت الإيحاء بمكانه بوراثتها لموسكو في أوروبا الشرقية، وراثة حلفها العسكري لذراعها السياسية والاقتصادية التي مثلها الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا، ودخول الاتحاد أزمة بنيوية، تخشى واشنطن معها موجة هجرة معاكسة من الاتحاد تستثمرها روسيا في دول البلطيق وشرق أوروبا، فقرّر الحلف نشر قواته على حدوده مع روسيا، بينما كانت واشنطن توازن اللغة مع روسيا وحلفائها بتوظيف الاتحاد الأوروبي بنقل الرسائل الإيجابية، حيث نظم البرلمان الأوروبي أول زيارة لوفد علني رسمي إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، الذي حمّل الحكومات الأوروبية وسياساتها الخاطئة بالرهان على استعمال الإرهاب كأداة للضغط أو لتحقيق المكاسب السياسية الصغيرة، بتمكين هذا الإرهاب من النمو والتجذّر والتحوّل إلى تهديد عالمي.
ميدانياً كان مسار ملحمة الملاح يختصر المشهد السوري، حيث نجح الجيش والحلفاء بتحويل المزارع المفتوحة إلى ميدان لحرب دبابات ومساحة لحركة مريحة للطيران الحربي والمدفعية والصواريخ، وتحوّلت السيطرة والتقدّم الثابت في محاور الكاستيلو والليرمون إلى فخ تستدرج فيه الكتل المقاتلة للجماعات المسلحة وفي مقدّمتها جبهة النصرة، التي استقدمت المئات من عناصرها وقادتها وآلياتها من إدلب وريفها، لفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة التي تقودها النصرة وتشكل أقواها، وخسرت النصرة المئات منهم بين قتيل وجريح في مواجهات اليوم الأول بعدما انهارت جماعة نور الدين زنكي التي كانت تتولى المرابطة في منطقة الكاستيلو انطلاقاً من إمساكها بحي بني زيد، وتبدو مزارع الملاح تستعيد دور منطقة المليحة التي دفنت فيها قرب دمشق “عاصفة الجنوب” بكمائن الجيش والمقاومة، لتتولى معارك الملاح دفن “عاصفة الشمال” التي أعدّت لها النصرة شهوراً ووفّرت لها تركيا تسليح جيش أكمل وأمّنت لها السعودية تمويلاً يعادل موازنة دولة. بينما سجلت جبهات دمشق وريفها تحوّلاً نوعياً في مسار المواجهات بتقدّم واسع للجيش والحلفاء في ميدعا والإطباق على الغوطة الشرقية وقطع طرق إمداد المسلحين فيها، وتحقيق توسّع كبير في انتشار الجيش في داريا.
لبنانياً، ينشغل الوسط السياسي بزيارة وزير الخارجية الفرنسية، والتكهّنات حول الدور الفرنسي المقبل، بعدما استضافت فرنسا بتمويل سعودي ومشاركة “إسرائيلية” مؤتمراً للمعارضة الإيرانية، تحدّث فيه رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل عن السعي لإسقاط النظام الإيراني، وتحدّث فيه جون بولتون السفير الأميركي السابق في نيويورك وأحد أبرز رموز السياسة الأميركية المساندين لـ “إسرائيل” عن وحدة وشراكة شعوب المنطقة وحكوماتها بما فيها “إسرائيل” في مواجهة إيران وحلفائها وفي مقدّمهم خطر حزب الله، كما قال، ليصير السؤال عن قدرة فرنسا بعد هذا المؤتمر على لعب دور وسيط مقبول إيرانياً، كما أوحت اللقاءات الفرنسية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. في المقابل كان كلام لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان مع مسؤولين حزبيّين، للتأكيد على قدرة اللبنانيين إذا توافرت الإرادة الوطنية لاجتراح حلّ وطني سواء للاستحقاق الرئاسي أو لقانون الانتخابات النيابية.
رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، خلال لقائه عدداً من مسؤولي الحزب أنّ المطلوب اليوم، هو أن تتحمّل القوى السياسية اللبنانية مسؤولياتها، وتدفع باتجاه ترقية الخطاب السياسي والإعلامي بما يُسهم في تحصين الوضع الداخلي، لا تسعير هذا الخطاب خدمة لبعض القوى المتضرّرة من أيّ اتجاه سياسي إيجابي يُفضي الى إتمام الاستحقاقات اللبنانية، وفي مقدّمها استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية وسنّ قانون انتخابات نيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية بما يحقق صحة التمثيل، وإلى تحصين استقرار البلد وأمنه في مواجهة الأخطار المتمثلة بالعدو الصهيوني وبالمجموعات الإرهابية المتطرفة.
تتزامن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت بيروت اليوم، مع وصول السفيرة الأميركية الجديدة المعيّنة في لبنان اليزابيت ريتشارد في الساعات القليلة المقبلة، بعدما انجزت الدوائر المختصة في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس والبيت الأبيض المعاملات المتصلة بتعيينها، على أن تقدم نسخة عن أوراق اعتمادها الى وزير الخارجية جبران باسيل.
ويرافق ايرولت وفد يضمّ رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية جيروم بونافون، المستشار الخاص للوزير تييري لامير، مستشار الوزير لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا داميان كريستوفاري، المسؤولة الإعلامية فريديريك تاريد، نائب مدير المشرق كزافييه شاتيل، المحررة لشؤون لبنان كاترين لوتوما والمترجمة يولا ابو حيدر.
السفير: بري للأميركيين: المنطقة ستشتعل إذا سرق الإسرائيلي غازنا… القصة الكاملة للنفط من بيروت إلى واشنطن
كتبت “السفير”: كثيرة هي السيناريوهات والروايات التي حيكت حول تفاهم عين التينة النفطي، أما الحقيقة فلا يعرفها سوى الرئيس نبيه بري ومعاونه السياسي علي حسن خليل، والعماد ميشال عون ووزيره “فوق العادة” جبران باسيل.
لكن هذا التفاهم على أهميته، ليس سوى البداية.. لا النهاية.
في الداخل، يتعين على “ناقلة” الحلم النفطي ان تعبر ممرات اللجنة الوزارية المعنية، ومجلسي الوزراء والنواب، قبل ان تبدأ رحلتها الطويلة والشاقة في قعر المياه اللبنانية، نحو آبار الغاز..
أما النصف الآخر من “الفتوحات النفطية” المنتظرة، فيتوقف على إنجاز عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وتحديدا في المنطقة البحرية المتنازع عليها والتي تبلغ مساحتها قرابة 850 كلم2، حيث تبين بالوقائع العلمية ان لبنان يملك في هذه المنطقة كميات كبرى من النفط والغاز، وتحديدا في البلوكين 8 و9 الواقعين في مرمى الاطماع الاسرائيلية.
وإذا كانت بيروت قد انتزعت من الموفد الاميركي السابق فريدريك هوف اعترافا بسيادتها على قرابة 90 في المئة من مساحة الـ850 كلم2، إلا ان مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الطاقة الذي حلّ مكانه، آموس هوكشتاين، بدا أقل مرونة في مقاربة الحق اللبناني، وأكثر انحيازا الى الطرح الاسرائيلي.
ومع ذلك، فان الاتجاه السائد لدى الدولة اللبنانية يتجه نحو عدم الربط بين مسارات الترسيم والعرض والتلزيم، بحيث يتم عرض البلوكات الجنوبية 8 و9 و10، من ضمن تلك التي ستعرض، وفي حال ابدت الشركات الدولية اهتماما بالاستثمار فيها، وفق اسعار جيدة، يجري إبرام عقود معها، على ان تخضع “خطوط التماس” النفطية مع اسرائيل الى مقاربة خاصة، في انتظار إتمام ترسيم الحدود البحرية.
وقد تلقى الاميركيون، خلال الأشهر الماضية، إشارات لبنانية واضحة مفادها ان أي لعب بالنفط هو كاللعب بالنار، وبالتالي ان “أي خطأ اسرائيلي في التعامل مع حقوقنا قد يجر الى حرب، من شأنها ان تهدد بإشعال المنطقة”.
تبدو المعادلة واضحة، بالنسبة الى بري الذي يختصرها كالآتي: “لن نقبل باستحداث مزارع شبعا بحرية في مياهنا.”
وفيما يصر لبنان على رفض أي تفاوض سياسي مباشر مع العدو الاسرائيلي، لتسوية النزاع الحدودي، عُلم ان بيروت قد اقترحت على الاميركيين، عبر هوكشتاين، مبادرة ترمي الى إعادة إحياء دور لجنة تفاهم نيسان، التي كانت تضم ضابطا لبنانيا وضابطا اسرائيليا وثالثا من “اليونيفيل”، على ان تتولى هذه اللجنة انهاء مشكلة الحدود البحرية بالاستعانة بخبراء تقنيين كما جرى في موضوع ترسيم الحدود البرية (الخط الأزرق)، ولا مانع لدى لبنان من متابعة الأميركيين لهذا المسار.
ويمكن اثناء التفاوض تلزيم شركات دولية حيادية للبلوكات الحدودية الجنوبية، في حال توافر الشروط المناسبة، مع عدم التصرف بموارد الجزء المتنازع عليه في البلوكين 8 و9، الى حين إنجاز الترسيم.
وأثناء الزيارة الاخيرة التي قام بها هوكشتاين الى بيروت، عقد اجتماعا ساخنا مع بري الذي باغته بالقول: أنا أعرف الكثير عنك، بما في ذلك أنك تمضي معظم إجازاتك في اسرائيل..
كانت هذه الإشارة كافية، لإيصال رسالة الى الزائر الاميركي الذي حاول ان يتشاطر قدر الامكان على المطالب اللبنانية، فأكد له رئيس المجلس انه ليس واردا لديه التخلي عن كوب ماء من البحر اللبناني “تماما كما انني لا أطمع في كوب واحد من مياه البحر الفلسطيني المحتل”.
ونبه بري ضيفه الى خطورة الموقف، قائلا له: باسمي وباسم “حزب الله”، أؤكد لك اننا لا نريد نشوب حرب مع اسرائيل، لكن النزاع على النفط والحدود ربما يتسبب في اندلاعها، فانتبهوا..
الاخبار: إيرولت مبعوثاً سعودياً: زحمة سير لا أكثر
كتبت “الاخبار”: يصل إلى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، حاملاً معه… لا شيء. ليس في جعبته سوى الأفكار السعودية المعاد تدويرها، والتي لا تتضمّن ما يمكن أن يحلّ الأزمة الرئاسية المستعصية. فباب قصر بعبدا يُفتح بكلمتين سحريتين: عون رئيساً. وقولهما لا يحتاج بالضرورة إلى ناطقين باللغة الفرنسية
تستعين الدبلوماسية الأميركية بالصواريخ والعقوبات المالية لتحقيق أهدافها، فيما تستعين الدبلوماسية الإيرانية بحرس ثوريّ يصل إلى حيث لا يجرؤ الآخرون، أما الدبلوماسية السعودية فتتكل على التكفيريين من جهة والدبلوماسية الفرنسية من جهة أخرى.
ففي ظل اعتياش جزء من الاقتصاد الفرنسي على المكارم الوهابية، سواء كانت عقود تسليح أو بقشيشاً في مقاهي الشانزليزيه ومتاجره، ما عاد يمكن التعامل مع الدبلوماسية الفرنسية سوى باعتبارها مبعوثاً سعودياً يحاول أن يأخذ بالسلم ما يعجز السعوديون عن أخذه بالحرب. ولا قيمة بالتالي لزيارة وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت إلى بيروت اليوم سوى أنها مناسبة لمعرفة ما إذا كان يوجد أو لا يوجد تغيير في السياسة السعودية تجاه لبنان. فوزير خارجية السعودية لا يستطيع زيارة بيروت ولقاء جميع الأفرقاء، فيما وزير خارجية فرنسا قادر على ذلك. ولغة آل سعود لا تساعدهم في إيصال أفكارهم بسلاسة، فيما اللغة الفرنسية تتيح اللعب على الكلام، علماً بأن الأزمة اللبنانية لا تحتاج إلى وسطاء أو مؤتمرات أو غير ذلك؛ في حال كان الرئيس سعد الحريري يعجز عن النطق بكلمتَي السر الضروريتين للحل ـــ وهما: عون رئيساً ـــ يمكنه أن يرسل بدر ونوس أو أي آخر من فريقه السياسي إلى الرابية لا أن يعذب وزير خارجية فرنسا.
وفي وقت تؤكد فيه مصادر الرئيس الحريري أن ما من تغيير أبداً سواء في الموقف الحريريّ أو في الموقف السعوديّ تجاه الملف اللبنانيّ، يراهن المتفائلون دوماً على “ليونة سعودية ما” توسع هامش التحرك الفرنسيّ لبنانياً، علماً بأن هؤلاء يفصلون الملف اللبنانيّ عن الملفين السوري والعراقي ويضمّانه إلى الملف اليمني، فيتحدثون عن تقديم السعوديين تنازلاً في لبنان مقابل تحقيقهم مكسباً في اليمن. وهذه جميعها مجرد تحليلات لا تستند إلى أيّ معطيات عملية جدية. ولا بدّ من التذكير هنا أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي كانت مقررة أثناء الإعداد لمؤتمر فرنسي من أجل لبنان ترعاه الأمم المتحدة، إلا أن المؤتمر طار وبقيت الزيارة التي تتألف من جزءين: الأول يتعلق باستكمال العمل في ملفات اللاجئين السوريين القديمة، والثاني النقاش في الملف الرئاسي وسط اعتقاد فرنسي بأن الوقت أكثر ملاءمة الآن مما كان عليه منذ عام، علماً بأن من يسوّقون للدور الفرنسي يتحدثون عن تبادل فرنسي ـــ أميركي ـــ روسي للأدوار وتنسيق رفيع المستوى.
وكانت الدبلوماسية الفرنسية قد صفعت نفسها بنفسها ثلاث مرات فوق السماء اللبنانية خلال عام واحد: أول مرة حين زار الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو بيروت في حزيران 2015، معتقداً أنه قادر على إخراج الأرانب من قبعته، قبل أن يختفي ولا يسمع أحد عنه خبراً إضافياً. المرة الثانية حين بادر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الاتصال بالنائب سليمان فرنجية، غداة مبادرة الحريري الرئاسية، باحثاً عما يمكنهما الحديث بشأنه ربع ساعة كاملة، ظناً منه أنه يقطفها طازجة، وسيكون عراب اتفاق وصول فرنجية إلى قصر بعبدا. إلا أن المبادرة سقطت أو جمّدت، وبدت فرنسا غير مؤثرة في شيء. أما الصفعة الثالثة فتمثلت في تسريب الفرنسيين خبراً عن نيتهم عقد مؤتمر من أجل لبنان في ما يشبه استدراج العروض من المعنيين بالتسوية اللبنانية، إلا أن أحداً “لم يعبّرهم” أو يسأل عن مؤتمرهم، فعمدوا إلى نفي الخبر من أساسه.
الديار: اذا سأل الزائر الفرنسي…اين الموارنة؟.. باريس : لا جمهورية دون رئيس الجمهورية… لماذا اللامبالاة الاميركية حيال الملف الرئاسي؟.. آب.. إما الخروج من عنق الزجاجة أو الانفجار السياسي
كتبت “الديار”: كان وزير الخارجية الفرنسية الاسبق اريفيه دوشاريت يقول “ان من يدخل الى الكي دورسيه لا بد ان يكون فيه شيء من لبنان”. لم تكن هذه حال لوران فابيوس الذي فيه الشيء الكثير من اسرائيل…
الوزير الحالي جان مارك ايرولت، وان وصف بالشخصية الكلاسيكية، او البيروقراطية، لا بد ان يكون فيه شيء من لبنان. اليوم في بيروت. ربما يتساءل كيف لبلد بهذا الحجم ان يتحمل كل هؤلاء السياسيين بألقابهم الثقيلة (فخامة الرئيس، دولة الرئيس، عطوفة الجنرال، معالي الوزير، سعادة النائب)، ومن اللقب العثماني “البيك” الى اللقب العثماني الآخر “الافندي” كان هناك باشا (حبيب باشا السعد) ولا باشوات بعده…
قبل وصوله كانت باريس قد قالت ما يفترض ان يقال “زيارة من اجل الجمهورية لا من اجل رئاسة الجمهورية. هنا النظام ليس توتاليتارياً ولا ديكتاتورياً ليكون التداخل العضوي (والتاريخي) بين الجمهورية ورئاسة الجمهورية ومع ذلك شعار باريس: لا جمهورية دون رئيس الجمهورية.
باريس قلقة على لبنان. رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه لا يتصور ان خارطة سوريا والعراق ستعود كما كانت. كيف يمكن ان يبقى لبنان خارج اللعبة وحتى خارج الاعصار؟ لا بد ان تكون عواطف الفرنسيين قد تغيّرت حيال لبنان، ولكن ليس الى حد النسيان. امزجة اللبنانيين تغيرت ايضاً. في كأس اوروبا لكرة القدم كانت غالبية اللبنانيين مع انغيلا ميركل لا مع فرنسوا هولاند.
ايرولت شخصية دؤوبة ويدرس الملفات بدقة. قد يكون هناك من اسرّ باذنه انه سيكون امام كوكتيل عجيب من السياسيين. لماذا لم يضع سيغمند فرويد في حقيبته، او اي عالم نفس معاصر، لكي يستطيع ان يفهم كيف يفكر وليد جنبلاط او ميشال عون او محمد رعد او فؤاد السنيورة وغيرهم وغيرهم وغيرهم…
ايرولت في قصر الصنوبر ويعرف ان على درج القصر اعلن الجنرال هنري غورو قيام “دولة لبنان الكبير”. قبل ان يصل كان قد اخذ علماً بان هذه الدولة قامت من اجل المسيحيين بل ومن اجل الموارنة الذين وصفهم الملك لويس التاسع (القديس) بـ “فرنسيي الشرق”.
لدى الساسة الموارنة شيء من الشرف الفرنسي، وشيء من التعالي الفرنسي، وايضا شيء من الجمهورية الرابعة الفرنسية، وحيث الجميع يحطمون الجميع. في نهاية المطاف الجمهورية هي التي تتحطم..
الزائر الفرنسي سيسأل اين الموارنة؟ هل حقاً ان باتريس باولي، رئيس دائرة الازمات في وزارة الخارجية، قال له ان هناك صراعين في لبنان صراع كبير بين السنّة والشيعة، وصراع صغير بين الموارنة والموارنة؟
لا رئيس جمهورية هناك، حين يلتقي قائد الجيش جان قهوجي او حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سيكتشف ان الموارنة، من غير السياسيين، هم الذين يحمون لبنان عسكرياً ومالياً. ما حال السياسيين؟
مهما قيل، ليس الموارنة هم الذين يختارون رئيس الجمهورية حتى ولو تقمص سمير جعجع شخصية قسطنطين الاكبر وحاول ميشال عون ان يرسم على جبينه صليب اللورين. السنّة والشيعة ان اتفقوا، داخلياً وخارجياً، هم من يختارون الرئيس الماروني.
بطبيعة الحال يصل القلق الفاتيكاني الى فرنسا، وهي الابنة الكبرى للكنيسة. في الحاضرة البابوية خوف كبير من اعادة هيكلة السلطة في لبنان، ثمة ازمة عضوية وبنيوية، وثمة قناعة بان الصراع السني – الشيعي قد يستمر لمائة عام. في هذه الحال اين المسيحيون؟ وما هو مصيرهم ان خسروا رئاسة الجمهورية.
فرنسياً، زمن القبعات السرية انتهى. شارل ديغول قال “اذهب الى الشرق المعقد بافكار بسيطة”. هذه هي حال جان – مارك ايرولت “اذهب الى لبنان المعقد بافكار بسيطة”. قلق ودعم ونصيحة اخيرة بالحفاظ على الستاتيكو بانتظار ما ستؤول اليه النيران…
النهار: إيرولت ل النهار: على اتصال بإيران والسعودية… من مصلحة الجميع إنهاء الأزمة الرئاسية
كتبت “النهار”: في ظل العنوان الابرز الذي يحكم المرحلة الراهنة وهو “مكانك راوح”، على رغم كل مسحات التفاؤل لدى البعض بإمكان انهاء الازمة الرئاسية في آب أو في تشرين الاول المقبلين، ثمة ثلاث محطات هذا الاسبوع قد تعيد تحريك العجلة السياسية بعد جمود فرضته عطلة عيد الفطر وتأجيل الاستحقاقات. لكنها لا توحي جميعها بامكان تحقيق خروقات كبيرة على مستوى الملفات المعلقة. أما الجلسة الـ 42 لانتخاب رئيس للجمهورية الاربعاء، فلا تحتسب ضمن هذه السلة اذ انها استمرار للشغور ولا تدفع في اتجاه أي بلورة للحل أو توحي بتقدم حقيقي في هذا الملف.
وتتمثل المحطة الاهم في زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت لبيروت اليوم وغداً، ولقائه مسؤولين سياسيين واقتصاديين ودينيين بالاضافة الى مسؤولين أمميين في بيروت معنيين بملف اللاجئين السوريين. لكن ما بات واضحاً ان الوزير الفرنسي لا يحمل مبادرة واضحة أو بذور تسوية اقليمية يسعى الى التحضير لها، بل يركز على استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان، وسعيه الى اقناع اطراف الداخل بالاتفاق على لبننة الاستحقاق تمهيداً لاقناع الاطراف المؤثرين في الخارج بـ”مباركة” اتفاق الداخل.
وعشية زيارته، تحدث الوزير ايرولت الى مراسل “النهار” في باريس سمير تويني، فقال انه “من الملح التوصل الى حل للازمة المؤسساتية التي تنخر لبنان، وتقع مسؤولية حل الازمة على الجهات السياسية اللبنانية مع دعم شركاء لبنان الإقليميين. وفرنسا على اتصال دائم بايران والمملكة العربية السعودية، وهي تشدد دائماً لديهما كما مع جميع محاوريها وشركائها على ضرورة إنهاء الازمة في لبنان. وقد أجريت محادثات معمقة مع ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ونظيري الايراني محمد جواد ظريف. ويتعين على جميع الجهات الفاعلة ان تدرك ان من مصلحتها إنهاء الازمة، مما سيضع حداً للفراغ الرئاسي ويتيح للمؤسسات اللبنانية استئناف عملها. ويجب عزل حل الازمة في لبنان عن المسألة السورية”.
ولاحظ ايرولت ان “عملية الانتخاب معرقلة حالياً، وخصوصاً لأن البعض يمنع إجراءها. لذا أوجه رسالة عاجلة الى جميع الاطراف اللبنانيين لكي يجتمعوا ويتيحوا إبرام اتفاق يشمل أوسع طيف ممكن تمهيداً لإنهاء الازمة سريعاً، وانتخاب رئيس واستئناف عمل المؤسسات بصورة طبيعية”.
وقبيل مغادرة الضيف الفرنسي بيروت الثلثاء، يعقد مجلس الوزراء جلسته الاولى لهذا الاسبوع، وهي مخصصة للبحث في الوضع المالي وسيعرض خلالها وزير المال علي حسن خليل تقريرا من 41 صفحة يفصل فيه تراجع الواردات في مقابل زيادة النفقات، ويشدد على ضرورة اتخاذ اجراءات ملحة تضمن استمرار الدولة في ايفاء المتوجبات عليها. كما يعقد المجلس جلسة عادية الخميس المقبل يتوقع ان تتطرق الى الملف النفطي في ضوء الاتفاق الاخير بين “حركة أمل” و”التيار الوطني الحر”.
ولدى إستيضاحه الخطوات التي يعتزم إتخاذها على هذا الصعيد، صرّح رئيس الوزراء تمام سلام: “النهار” بأنه يريد “درس الملف بكامله والاطلاع على كل المعطيات في شأنه قبل إتخاذ أي خطوة”، لافتاً إلى ان “هذا الملف ليس ملفاً سياسياً بل ملف وطني وسيكون لكل خطوة نتخذها اليوم إرتداداتها على المستقبل. وهذا ما يتطلب منا الكثير من العناية والتعامل بمسؤولية مع هذا الملف الدقيق. من هنا، حرصي على أن أطمئن إلى ان الوضع سيستقر على خطوات وإجراءات أشبعت درساً”.
وعن انعكاس التفاهم، قال الرئيس سلام إنه ليس في جو مضامينه ولم يطلع عليه، ولا يعرف علام صار الاتفاق، مشيراً إلى أنه ينتظر ان يطلع عليه وعلى مواقف مختلف القوى ليصار بعدها إلى إتخاذ الموقف المناسب.
ويتضح من كلام رئيس الوزراء أنه ليس في وارد دعوة اللجنة الوزارية المكلفة ملف النفط والغاز إلى إجتماع قريب، وتالياً إلى تخصيص جلسة لمجلس الوزراء قريبة لبت مسألة المرسومين العالقين.
وتسلّم الوزراء جدول أعمال الجلسة العادية للمجلس الخميس المقبل والذي يضم 57 بنداً منها تجديد عقد الخليوي وإعفاءات ضريبية قد تثير نقاشاً.
المستقبل: سيلتقي المرشحَين الرئاسيين عون وفرنجية… زيارة إيرولت: التعطيل الإيراني تحت المجهر
كتبت “المستقبل”: يبدأ وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت اليوم زيارته لبيروت التي تستمر ليومين، وسط اهتمام محلي واسع بهذه الزيارة كونها محاولة جديدة لإحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، وبوصفها اختباراً جديداً لموقف ايران التي تبلغت باريس من وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الاسبوع الفائت “عدم ممانعتها حصول تسوية لبنانية لإنهاء الشغور”. لكن مرجعاً نيابياً لبنانياً استبعد بروز أي تبدّل في الموقف الإيراني، وأبدى لزوّاره تخوّفه من انعكاس استضافة فرنسا لمؤتمر المعارضة الايرانية خلال اليومين الماضيين سلباً على موقف إيران إزاء زيارة المسؤول الفرنسي لبيروت.
اللواء: لقاء بين برّي وسلام يسبق فتح ملف النفط… الأولوية في برنامج إيرلوت للنازحين.. ويوم دامٍ من حوادث السير والقتل وإطلاق النار
كتبت “اللواء”: عشية الأسبوع الطالع، والحافل بمحطات دبلوماسية وحكومية ونيابية، كادت البلاد ان تغرق في سباق مع حوادث القضاء والقدر وعمليات الطعن وإطلاق النار وملاحقة مطلوبين ومحاولات اغتيال، بدءاً من مخيمي عين الحلوة والمية ومية، إلى مداهمة مطلوبين في حور تعلا في بعلبك، ومصادرة مخدرات واجهزة مراقبة واتصال، كما أوقفت دورية للجيش مطلوباً في المنطقة، وتمكنت من إطلاق مخطوف، فيما دار اشتباك في بلدة مجدل عنجر بين شخصين على خلفية تهريب أجانب، تمّ توقيف أحدهما، على ان يتم توقيف الآخر، إضافة إلى الحادث المفجع على طريق طبرجا – جونيه، الذي توفي فيه ثلاثة عناصر من الأمن العام.
الجمهورية: حكومة ما بعد عطلة العيد: على الوعد يا تفعيل
كتبت “الجمهورية”: إذا ما صدقت وعود ما قبل عطلة عيد الفطر، يفترض أن تنطلق العجلة الداخلية الحكومية والسياسية بالزخم الموعود ومقاربة زحمة الملفات المُدرجة على بساط المتابعة الحكومية، بما تتطلّبه من عناية فائقة ومعالجات جذرية بعيداً عن لغة المسكّنات والحلول السطحية. ومع الإطلالة الفرنسية على الملف اللبناني، عبر زيارة وزير الخارجية جان مارك آيرولت الى بيروت اليوم، تتراكم الأسئلة حول مغزى الزيارة، والغاية منها في هذا التوقيت وماذا يحمل الوزير في جعبته؟ في وقت تمنّى رئيس الحكومة تمام سلام أن تتمخّض زيارة ايرولت عن أفكار وحلول، إلّا أنّ مراجع سياسية كشفت عن تلقّيها إشارات غربية تنصح بعدم الافراط في التفاؤل أو بناء آمال غير واقعية على زيارة لا تنطوي على أيّ أفكار او اقتراح حلول سياسية او رئاسية، وهدفها الاستماع والاستفسار.
من المقرّر أن يصل ايرولت الى بيروت ظهر اليوم، بعدما كان قد سبقه اليها منذ اسبوع رئيس فريق الأزمات في وزارة الخارجية السفير باتريس باولي. مع العلم انّ زيارة الوزير الفرنسي كان من المقرّر حصولها في أيار الماضي، وتمّ إرجاؤها لأسباب فرنسية.
إلّا أنّ اللافت للانتباه في هذه الزيارة حالياً، هو حصولها على مسافة قصيرة من لقاءات رسمية فرنسية جرت مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووليّ وليّ العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ولكن من دون ان يرشح ما يؤكد او ينفي إن كان الملف اللبناني قد احتلّ جانباً من تلك المحادثات.
وتستمر زيارة ايرولت يومين، يُخصّص الاول للقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين الرسميين والحزبيين، والثاني لجولة في الجنوب يتفقّد خلالها كتيبة بلاده العاملة في إطار قوات “اليونيفيل”، كما يتفقّد مخيماً تُديره إحدى المؤسسات الدولية التي تعنى بشؤون اللاجئين.
وقالت مصادر السفارة الفرنسية إنّ ايرولت سيجول على المسؤولين الرسميين، حيث يلتقي في مقرّاتهم الرسمية كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس الحكومة تمام سلام، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ثم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وأشارت الى انّ اللقاءات الأخرى ستتمّ في مقر السفارة في قصر الصنوبر، وتشمل كلّاً من رئيس تيار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري، رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، وممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار ومسؤولين أمميين ودوليين في بيروت، ومجموعة من قادة المجتمع المدني.